شخصية وقضية

حورية الطاهري: الكرة النسائية تدفع الثمن

ت + ت - الحجم الطبيعي

وقفت الكثير من التحديات أمام كرة القدم النسائية، منذ أن كانت فكرة حتى أصبحت أمراً واقعاً يقف على أرض صلبة خلال العقد الأخير، وزاد من نجاحاته وتنتقل من تميز إلى آخر، مع زيادة واضحة في اهتمام العناصر النسائية بهذه اللعبة حتى أصبح البعض منهن نجوماً بأسماء لامعة وبراقة.

حورية الطاهري، المدير الفني بلجنة كرة قدم السيدات، مساعد مدرب المنتخب، واحدة من الأسماء البارزة في كرة القدم النسائية منذ أن كانت لاعبة في نادي أبوظبي ومنتخب الإمارات، قبل أن تصبح إدارية ومدربة حاصلة على شهادات الاتحادات الآسيوية.

في هذا الحوار والذي يدور في معظم محاوره حول قضية كرة القدم النسائية المثيرة للجدل والاهتمام، حددت حورية الطاهري الداء كاشفة الدواء، موضحة أن عدم وجود أندية لهن أكبر عائق يقف أمام اللعبة، وبينت الطاهري أن الأسر تراجعت عن رفضها السابق للفكرة وأصبحت تسمح لبناتها بلعب كرة القدم لأن العقليات وحسب قولها تغيرت.

عقبةأكدت حورية الطاهري، أن قلة الأندية أكبر مشكلة تواجه كرة القدم النسائية في الدولة، وأن تلك اللعبة تدفع الثمن باهظاً لعدم توافر تلك الأندية بصورة تدعم الأمور بصورة احترافية، مبينة أن مثل هذا الأمر يمثل عقبة كبيرة أمامهن، وأضافت الطاهري: نحتاج بالتأكيد إلى أندية تستوعب كل الفئات لأن الأندية توفر الإعداد الجيد وتحظى بأنصار ومشجعين، وهذا بالتأكيد يزيد من الحماس ويدفع بعجلة التطور إلى الأمام. كما رفضت حورية الطاهري، إضافة عوائق أخرى، مؤكدة أن المشكلة الوحيدة عدم توافر الأندية التي تتيح للاعبات فرصة التدريبات وتوفر لهن الاهتمام المطلوب.

وعن حل المشكلة قالت: ركزنا على ممارسة النشاط الرياضي في المراكز الخاصة بلجنة كرة القدم النسائية وفي المدارس أيضاً، كان لا بد من البحث عن حلول، لا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي وأعتقد أننا نجحنا في إيجاد بعض الحلول.


رفض
كما نفت الطاهري، رفض الأسر ممارسة بناتها للعبة وقالت: هذا حدث في البداية فقط لكن معظم العقليات تغيرت كثيراً، حالياً الأسر أصبحت تتقبل ممارسة البنات لكرة القدم بدليل زيادة عدد اللاعبات من 800 إلى 2300 لاعبة، خلال فترة وجيزة جداً نتيجة اقتناع الأسر ومراعاة العادات والتقاليد واحتشام البنات وممارسة اللعبة في الأماكن المناسبة لهن، مع توفير رعاية واهتمام باللاعبات، هذه الأشياء جعلت الأسر توافق على تحقيق رغبات بعض الناشئات في لعب كرة القدم بطريقة تحافظ عليهن، أيضاً ظهور العنصر النسائي في مجالي التدريب والإدارة كان مشجعاً لزيادة عدد اللاعبات.

وعن الكيفية التي يتم بها تنظيم المسابقات قالت الطاهري: هناك طرق مختلفة تتيح لنا تطوير اللعبة مثل تنظيم المهرجات تحت 11 سنة بالمدارس، ولدينا أيضاً دوري خاص تحت 17، 15، 13 سنة عن طريق مراكز لجنة كرة القدم النسائية ونادي أبوظبي الرياضي، ولدينا أيضاً مسابقة خاصة بالسيدات في أبوظبي الرياضي والشركات الخاصة، وحالياً هناك 10 فرق بها العديد من المتميزات.


طموح
وحول طموح اللجنة في اللعبة قالت: هناك طموح في تطوير اللعبة والذهاب بعيداً، لدينا هدف نعمل على تحقيقه خلال السنوات المقبلة وهو الوصول إلى نهائيات كأس آسيا للسيدات، ونعلم أن تحقيق هذا الهدف يحتاج إلى عمل كبير لذلك نحن نجتهد الآن عبر عدة طرق بنشر اللعبة في المدارس، من خلال إقامة 10 مهرجانات سنوية بمشاركة 100 لاعبة، من خلال متابعة فريق عمل لهذه المهرجانات مهمته اكتشاف المواهب وتحويلهن للمراكز التابعة للجنة كرة القدم النسائية.


5 سنوات
وعن وجود خطة زمنية لتحقيق هذه التطلعات والطموحات، قالت أول مدربة كرة قدم في الخليج: إن اللجنة وضعت خطة لخمس سنوات قادمة حتى تصل كرة القدم النسائية في الإمارات إلى مرتبة جيدة خارجياً، لذلك تركيزنا الأكبر حالياً على النوعية والجودة حتى نجهز منتخبات قوية.


كما ذكرت، أن اتحاد الكرة يقدم للعبة الكثير من الخدمات ويقوم بتوفير الاحتياجات من معسكرات داخلية وتوفير مباريات دولية وكذلك توفير الملاعب لأداء الحصص التدريبية اليومية للمراحل السنية، وما يقوم به الاتحاد من جهد ودعم محل تقدير واحترام.

نصيحة
وجهت حورية الطاهري نصيحة لناشئات كرة القدم، مفادها أهمية الاجتهاد وعدم اليأس والتحلي بالعزيمة والصبر، قائلة: تمنيت أن تكون من ناشئات الجيل الحالي لأنهن وجدن بيئة جيدة لممارسة النشاط وهناك اهتمام وانتشار للعبة بعكس الزمن الذي بدأت فيه مشوارها الكروي، موضحة أن على الناشئات الاستفادة من الوضع الجيد الذي وصلت إليه كرة القدم النسائية في الدولة، وأن يجتهدن من أجل التطور ومواصلة مسيرتهن بنجاح في الملاعب.


العنصر النسائي في الأندية.. خطوة مهمة وضرورية
أوضحت حورية الطاهري، مساعد مدرب منتخب الإمارات، أنه لابد من وجود العنصر النسائي في كل أندية الدولة، لأن المرأة حسب قولها قادرة على العطاء والإبداع، مثنية على ظهور بعض الأسماء وكان آخرهن حمدة القبيسي في شركة الألعاب الجماعية بنادي بني ياس. وبيّنت الطاهري، أن هذه خطوة مهمة وتأمل أن تنتشر في بقية الأندية، لأن ذلك يعزز من مكانة المرأة ويساعد على تطوير الرياضة ويسهم في بناء فرق خاصة بالسيدات في كرة القدم وبقية الألعاب.
كما وجهت حورية الطاهري نصيحة لناشئات كرة القدم، مفادها أهمية الاجتهاد وعدم اليأس والتحلي بالعزيمة والصبر.


احتراف نوف العنزي في وادي دجلة المصري .. خطوة متميزة
أكدت حورية الطاهري لاعبة منتخب الإمارات السابقة، أن تجربة احتراف نوف العنزي لاعبة منتخب كرة القدم في وادي دجلة المصري مؤشر إيجابي لتطوير كرة القدم النسائية بالدولة، وخطوة تفتح الباب أمام زميلاتها وتمثل لهن دافعاً حتى يجدن فرصة الاحتراف الخارجي الذي يعتبر أداة مهمة من أدوات التطور ويساعد في الوصول للقمة، وذكرت مساعد مدرب منتخبنا الوطني الحالية، أن احتراف اللاعبة الإماراتية نوف العنزي يساهم أيضاً في تعريف الدول المجاورة بمستوانا الكروي ويؤكد وجود المواهب في ملاعبنا.


القيادة الرشيدة.. دعم للمرأة بلا حدود
قالت لاعبة منتخب الإمارات السابقة حورية الطاهري: لن أنسى الدور الكبير الذي تلعبه القيادة الرشيدة في دعم المرأة بشكل عام وتشجيعها على ممارسة الرياضة وهذا بالتاكيد مثل دافعاً لنا ولكل زميلاتي، هناك أيضاً جهات عديدة ساندت رياضة المرأة ودعمتنا وهم شركاء في ما وصلنا إليه الآن.


كما ذكرت لاعبة كرة القدم السابقة والمدربة حالياً، أن زميلاتها في الملاعب ساعدن بعضهن في النجاح من خلال المثابرة والتضحية والمجهود المتواصل وأضافت: لم يكن أمراً سهلاً علينا أن نمارس كرة القدم، لكن بتضافر الجهود ودعم أسرنا نجحنا الحمد لله في مواصلة مشوارنا.


10
حددت حورية الطاهري طريقة مثلى من أجل نشر اللعبة في المدارس، وذلك من خلال إقامة 10 مهرجانات سنوية بمشاركة 100 لاعبة، على أن يتابع فريق عمل هذه الفعاليات ومهمته اكتشاف المواهب وتحويلهن للمراكز التابعة للجنة كرة القدم النسائية، وكذلك تأهيلهن بواسطة كفاءات عالية تتمتع بالخبرة، ومنحهن فرصة المشاركة في المسابقات.


07
تحدثت حورية الطاهري عن تجربتها مع كرة القدم وقالت: البداية كانت بعدد 7 لاعبات فقط يمارسن كرة القدم بهواية ورغبة أكيدة، وعلى الرغم من العدد القليل لكن منذ البداية كان التفكير في الاحتراف وتحقيق الإنجازات والألقاب. وأضافت: البداية كانت صعبة وهذا وضع طبيعي لكن مع تشجيع أسرتي وشغف اللعبة الذي ظل يسيطر علي نجحت في تجاوز كل العقبات والصعوبات بصبر واجتهاد، خاصة أنني كنت أؤمن بأن كل عمل لابد أن تكون به صعوبات تتطلب المزيد من الجهد لتجاوزها، والحمد لله بالإرادة والعزيمة تمكنت من تحقيق النجاح في بداية مشواري الشيء الذي شجعني أكثر على مواصلة المشوار، ولن أنسى دور أسرتي التي كانت تدعمني وتزيد من دوافعي للاجتهاد أكثر.

Email