أحمد الهاشمي رئيس لجنة مكافحة المنشطات:

علاقتنا مع «البعض» تشبه مَن يؤذن في مالطا!

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم ألمس سابقاً من الدكتور أحمد الهاشمي رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المنشطات، امتعاضاً يرقى إلى مستوى الشكوى من عدم تعاون وتجاوب وتفهم «بعض» الجهات الرياضية في الإمارات، لطبيعة عمل لجنته، كما أني لم أعهد منه قلقاً إلى حد الخوف من تأثيرات الآفة ومخاطرها الجمة على الرياضيين والرياضة في الدولة، فها هو يقول محذراً: رياضة الإمارات ليست بمأمن من المنشطات، وخوفي الأكبر من «بعض» الجهات الرياضية التي يمكن توصيف العلاقة معها بأنها أشبه بمن يؤذن في مالطا!

فإلى فصول حوار «البيان الرياضي» مع الدكتور أحمد الهاشمي..

رسالة خطيرة

كيف ترى الوضع الحالي للرياضة الإماراتية بما يتعلق بالمنشطات وتأثيراتها الخطيرة؟

يصمت قليلاً، بصراحة، رياضتنا ليست في مأمن من آفة المنشطات، وأخطر ما في رسالتي، هو طبيعة ومستوى التعامل بين اللجنة الوطنية لمكافحة المنشطات، و«بعض» الجهات الرياضية في الدولة، فنحن من جانبنا، نقوم بواجبنا المنوط بنا وفقاً للقوانين المحلية والدولية، ولا نتردد في ذلك أبداً من أجل التطبيق الحرفي لتلك القوانين والمتطلبات، لكننا للأسف الشديد، نواجه سلوكاً يرقى إلى مستوى التجاهل أحياناً، وعدم الفهم والمعرفة في أحيان أخرى من «بعض» الجهات الرياضية في الدولة.

وبماذا تصف العلاقة مع «البعض» الذي لا يتعاون معكم بشكل كاف؟

علاقتنا مع «بعض» الجهات الرياضية في الدولة تشبه إلى حد كبير «مَن يؤذن في مالطا»، نحن لا نريد منهم أكثر من أن يتفهموا دورنا ويثقوا به ويؤمنوا بمهمتنا الهادفة أولاً وأخيراً إلى خدمة مصلحة الرياضيين والرياضة في الدولة، ولا نبغي غير ذلك شيئاً آخر.

ولكن ليس في مالطا مؤذن، أليس كذلك؟

تماماً، ولذلك أصف علاقتنا مع «البعض» بأنها أشبه بـ«مَن يؤذن في مالطا»، لغرابتها!

طرف عين

ولماذا لا تتعاون معكم «بعض» الجهات الرياضية في الدولة؟

عدم التعاون نابع من قلة الفهم لدور ومهام اللجنة، هم ينظرون إلينا «من طرف عين»، ويعتبرون عملنا هامشياً، بينما الحقيقة عكس ذلك تماماً، فاللجنة الوطنية لمكافحة المنشطات هي في الحقيقة الممثل الشرعي للمنظمات الدولية ذات العلاقة ولا سيما الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات «الوادا»، إضافة إلى أنها إحدى الأذرع الفاعلة والرسمية للهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، ولكن يبدو أن هذا لا يكفي لإقناع وإفهام «بعض» الجهات الرياضية بذلك.

وما الحل؟

الحل، يكمن في أن يقتنع مَن لا يفهم طبيعة عمل اللجنة وواجباتها المكفولة قانوناً، بأن عملنا يصب في مصلحة الحركة الرياضية والشبابية في الإمارات، وأن ما نقوم به هو من أجل التصدي الحازم وغير المتهاون لآفة المنشطات بشكل حازم ومن دون أدنى تردد.

وماذا عن العقوبات التي تنتظر مَن لا يتعاون معكم؟

بكل تأكيد، هناك عقوبات رادعة بحق كل مَن لا يتعاون مع طبيعة عملنا المستند أصلاً إلى القانون المحلي والدولي، نحن لا نريد أبداً التلويح بعصا العقوبات بوجه كل مَن لا يتعاون ولا يتفهم طبيعة عمل اللجنة، ولكن إذا ما بقي الحال على وضعه، فإنه لا مفر من فرض القوانين التي يترتب على تطبيقها عقوبات رادعة.

عقوبة التملص

ما هي عقوبة مَن لا ينصاع إلى شروط عمل اللجنة؟

هناك عقوبات كثيرة، ولكن الأحدث في اللائحة هي عقوبة الإيقاف لمدة 4 سنوات عن ممارسة العمل الرياضي لمن يمتنع عن الانصياع لشروط ومتطلبات عمل اللجنة.

هل تقصد حتى لو لم يكن الرياضي غير متناول منشطات؟

نعم، حتى لو لم يكن الرياضي متناولاً منشطات، فبمجرد اختيار الرياضي لإجراء الفحص، ثم قام بتغيير مكان عمله أو رقم هاتفه، أو أنه «تملص» من إجراء الفحص بأي طريقة، فإنه سوف يُعتبر من قبل اللجنة، متناولاً منشطات، ويتم إيقافه 4 سنوات حاله في ذلك حال من تثبت إدانته بتناول الآفة.

أليس هذه العقوبة قاسية وغريبة؟

لا أبداً ليست قاسية ولا غريبة، الرياضي مفروض عليه الانصياع التام لطبيعة عمل اللجنة وسعيها الجاد والحازم في التصدي للآفة، وطالما أن اللجنة اختارت الرياضي في البداية لإخضاعه للفحص، وتم ذلك، فإنه بات لزاماً عليه الخضوع تالياً لخطوات إجراء الفحص اللازم لتأكيد سلامته وفقاً للمعلومات التي أعطاها هو بنفسه، والمتمثلة برقم الهاتف وعنوان السكن ومكان النادي الذي يتدرب ويلعب له، وبعكسه، فإنه يُعتبر متنشطاً ويعاقب بأقسى العقوبات نتيجة عدم الانصياع والتملص وعدم الوفاء بالتزامه تجاه اللجنة.

إيقاف الاتحاد

وماذا عن العقوبات الخاصة بالجهات غير المتعاونة معكم؟

هناك عقوبات محددة للجهات غير المتعاونة، منها إيقاف الاتحاد عن مزاولة نشاطه وبطولاته.

مَا هو الاتحاد الأكثر تعاوناً معكم؟

اتحاد كرة القدم، هو الأكثر تعاوناً وإسهاماً مادياً في تلبية نفقات الفحص.

وما هي الألعاب التي تثير مخاوفكم في تناول لاعبيها منشطات؟

رفع الأثقال وبناء الأجسام.

قلة الوعي

وهل رياضة الإمارات خالية بدرجة مطمئنة من المنشطات؟

رياضتنا ليست في مأمن من مخاطر آفة المنشطات، وأخطر ما يواجه رياضتنا، هو قلة الوعي والثقافة بمخاطر الآفة، وعدم تعاون وتفهم «البعض» لجهودنا وطبيعة عملنا.

وكيف تسيطرون على الآفة في ظل هذه المعاناة؟

مستحيل السيطرة على الآثار المترتبة على تعاطي آفة المنشطات من دون تعاون جميع الأطراف والجهات الرياضية مع اللجنة الوطنية لمكافحة المنشطات.

قدر المستطاع

وماذا عن علاقتكم مع الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة؟

الأخوة المعنيون في الهيئة العامة لم يقصروا معنا قدر المستطاع.

عبارة «قدر المستطاع»، أعتقد أن وراءها شيئاً يتعلق بالمجال المالي، أليس كذلك؟

يبتسم، الهيئة العامة لم تبخل علينا من الناحية المالية، ونحن نعرف حدود الإمكانية المتاحة أمام الأخوة المعنيين في الهيئة العامة، لكن وفي كل الأحوال وبغض النظر عن أي شيء، لا بد من زيادة الميزانية الخاصة باللجنة الوطنية لمكافحة المنشطات للقيام بدورها بشكل إيجابي وفاعل ومؤثر في عموم مناطق الدولة.

ما حجم المبلغ الذي يكفي اللجنة للقيام بدورها بصورة شاملة؟

4 ملايين درهم تكفي لجعل عمل اللجنة الوطنية لمكافحة المنشطات شاملاً وفاعلاً بالمستوى الذي نطمح إليه ونسعى إلى تحقيقه.

1000 دولار

ما هي القيمة الإجمالية لتكلفة عينة الفحص الواحدة؟

2500 درهم تكلفة عينة الفحص الواحدة محلياً، وهذا المبلغ شامل، فيما تبلغ تكلفة الفحص للعينة الواحدة 1000 دولار على المستوى الدولي.

ما هو جديد عمل اللجنة في هذا الموسم؟

جديدنا يتلخص في 3 نقاط محددة، الأولى شمولية كل الألعاب الرياضية بالفحص داخل وخارج المسابقات، والثانية إجراء فحص الدم إلى جانب البول، والثالثة دورية الفحص للاعب نفسه من خلال جواز السفر البيولوجي عبر عينات دورية.

95%

أعرب الدكتور أحمد الهاشمي عن سعادته بحصول الإمارات على نسبة تقييم فاقت الـ 95% في مجال الالتزام وتطبيق متطلبات «يونسكو»، وذلك في المؤتمر الدولي الذي عقد مؤخراً بفرنسا، معتبراً ذلك إنجازاً كبيراً، ودليلاً على مستوى الرقي الذي بلغته الدولة في أحد أبرز المحافل الدولية ذات السمعة المعروفة، داعياً الجهات الرياضية بالدولة إلى الالتزام والتفاعل مع جهود اللجنة لمواصلة مسيرة التطبيق الدقيق لمتطلبات «يونسكو».

2%

كشف الدكتور أحمد الـــــهاشمي، النقاب عن أن لاعبي كرة القدم، يعتبرون الأكثر التزاماً وتقيداً بقوانين وشروط مكافحة المنـــشطات، معللاً ذلك بحزم وصرامة الاتحاد الدولي «فيفا»، وكل الاتحـــادات الأهلية، وجدية التعامل مع مَن تثبت إدانته في مجال تناول المنشطات، لافتاً إلى أن نسبة تعاطي لاعبي كرة القدم للمنشطات بالإمارات لا تتجاوز الـ 2% بأي حال من الأحوال، مقارنة مع نظرائهم في الألعاب الأخرى.

أضرار

حذر الدكتور أحمد الهاشمي من المخاطر الجمة لتناول المكملات الغذائية، لافتاً إلى أن دراسة أوروبية رصينة أجريت مؤخراً خلصت إلى أن تناول المكملات يفقد المرأة أنوثتها، والرجل فحولته، مشدداً على أن الكثير من المكملات، وحسب الدراسة الأوروبية، تحتوي على عنصري الرصاص والزئبق، ومادة «الكورتيزون»، وعناصر ضارة أخرى، تتسبب بمجملها في الفشل الكلوي وتشمع الكبد وهشاشة العظام وآلام المفاصل، داعياً إلى فرض رقابة صارمة جداً على منافذ وصول تلك المكملات إلى أسواق الإمارات.

Email