إدارة العميد سرّ ابتسامتي وسط المحنة

فانـدرلي: ما يحدث معي غريب

ت + ت - الحجم الطبيعي

عبر البرازيلي سانتوس فاندرلي مهاجم النصر عن حزنه الشديد واستغرابه لما يحدث معه لكنه أبدى تفاؤله بالعودة أقوى من قبل، مثمنا وقفة إدارة العميد إلى جانبه وقال أنها سرّ ابتسامته وسط المحنة وأن الإصابة لن تقتل أهدافه وطموحاته.

وكشف فاندرلي لـ«البيان الرياضي» عن تفاصيل الإصابة التي تعرض لها في مباراة الجزيرة بدوري الخليج العربي التي أدت إلى خروجه من قائمة الفريق وتعويضه بالمهاجم الإيطالي ماورو زاراتي قبل غلق الميركاتو الصيفي بساعات قليلة، موضحاً أنها ليست امتداداً لإصابة الموسم الماضي أو بسبب الإجهاد بل نتيجة احتكاك قوي بينه وبين أحد لاعبي الجزيرة في الدقيقة 80.

وأكد فاندرلي أنه استمر في اللعب طيلة ربع ساعة (باعتبار الوقت بدل الضائع) دون أن يطلب الخروج من الملعب حتى لا يتأثر الفريق معنوياً، خاصة أن النصر كان يلعب منقوصا من لاعب آخر بعد طرد فواز عوانة في الشوط الأول، مشيرا إلى أنه تحامل على نفسه من أجل أن يحافظ فريقه على تقدمه (4-2).

ويظهر الموقف الرجولي لفاندرلي حجم ولاءه للنصر، وبقدر شعوره بالألم للغياب عن الفريق لفترة طويلة، أبدى تفاؤله ورغبته القوية لبذل كل طاقاته للعودة في أقرب فرصة، مثنياً على موقف إدارة العميد على مساندته له في كل الظروف الصعبة التي مرّ بها.

لحظات صعبة

كيف كان شعورك عقب المباراة؟

لا يمكن أن أصف لك حجم الحزن الذي شعرت به، لم أكن أعلم حينها نوعية الإصابة، وسألت نفسي هل انتهى مشواري مبكرا أم هي مجرد احتكاك بسيط، كنت قلقا جدا وأترقب نتيجة الفحوصات على أحر من الجمر، انتابني الخوف من إجراء عملية جراحية، أسئلة عديدة طرحتها على نفسي في ليلة لم أشهدها في حياتي من قبل، وأشكر إدارة النصر على وقوفها معي، فهي سرّ هذه الابتسامة رغم ما أشعر به من حزن.

نعلم أن حياة اللاعب المحترف صعبة ولكن لم أكن أتوقع أن تقسو عليّ كرة القدم إلى هذه الدرجة، لم ألعب الموسم الماضي وكنت متحمسا لرد الجميل إلى الإدارة والجمهور على وقوفهم معي.

نمر بفترات صعبة في حياتنا علينا تقبلها وأن لا نقف عندها، يجب أن نفكر كيف نتجاوزها دون أن تؤثّر فينا، هذه كرة القدم والحياة مستمرة واللحظات الجميلة ستأتي، أنا متقبل للوضع الجديد وسأبذل كل جهدي حتى أكون جاهزا للدور الثاني، أشكر الله أن الإصابة ليست خطرة ولا تحتاج إلى تدخل جراحي.

كيف ترى مستقبلك مع النصر بعد الإصابة؟

الإصابة لن تقتل معنوياتي، وأحلامي بلا سقف سأعود أقوى وأكثر إصرارا على الـتألق، لا أفكر إلا في العودة سريعا من أجل مساعدة الفريق، حاليا سأدعم أصدقائي من خارج الملعب وأحاول أن أنقل لهم الطاقة الإيجابية وتحفيزهم لتقديم أفضل ما لديهم.

هل يمكن أن نسمي ما يحصل معك في النصر بالحظ السيئ أو نحس يطاردك؟

ما حصل معي في النصر يندرج ضمن أحكام الكرة، لا يمكن أن نعترض عليه، لقد لعبت عامين في الشارقة لم أتغيب عن الفريق سوى في مباراة واحدة بسبب الإيقاف.

سجلي الكروي خالٍ من الإصابات، وحتى في البرازيل لم يحدث معي هذا، عندما عدت الموسم الماضي بعد فترة إيقاف طويلة تعرضت لإصابة أبعدتني شهراً كاملاً، وفي الوقت الذي كنت أبذل فيه كل جهودي للظهور بشكل أقوى أدار الحظ لي ظهره وتعرضت لإصابة أخرى، ماذا بإمكاني أن أفعل، بالتأكيد لا شيء، ولا أملك غير العمل ثم العمل لأثبت أني أستحق اللعب في النصر.

أنا أتألم كثيراً لما حدث لي، ولم أستوعب بعد ابتعادي عن الفريق مرة أخرى، فعلاً أمر لا يصدق وأتمنى أن تمر الأيام سريعاً وأعود إلى الملاعب، وأنا واثق أني سأكون أقوى ما كنت عليه.

تفاصيل الإصابة

لو نستعيد شريط المباراة أمام الجزيرة لم نشاهدك غادرت الملعب حتى النهاية، ماذا حدث بالضبط؟

بالفعل لم أغادر أرضية الملعب رغم أني تلقيت الإصابة في الدقيقة 80، لقد فكرت في مصلحة الفريق لأننا أنهينا التغييرات الثلاثة وكنا نلعب بـ10 لاعبين فقط بعد طرد فواز عوانة في الشوط الأول، تحاملت على نفسي حتى لا يتأثر زملائي معنوياً، كنت أعلم أن المباراة يمكن أن تستمر ربع ساعة على الأقل باعتبار الوقت بدل الضائع، وهو وقت كافٍ لأي فريق مثل الجزيرة حتى يعود في النتيجة.

كان الفريق منقوصاً من لاعب وفي حال مغادرتي سنصبح 9 ضد 11 وهذه معادلة صعبة في كرة القدم، لذا قررت البقاء في الملعب حتى لا ينهار الفريق معنوياً، المهمّ بالنسبة لي كان الحفاظ على تركيز زملائي للاستمرار بالروح نفسها حتى النهاية، عندما عدت إلى البيت شعرت بالألم ولكن الخوف الأكبر كان من إجراء جراحة.

كيف ترى النصر من دون فاندرلي؟

النصر فريق كبير لا يتوقف على أي لاعب، ومن دون فاندرلي حقق العديد من الألقاب، الفريق يملك مجموعة جيدة من اللاعبين، وأحد أفضل المدربين في العالم وإدارة تتميز بالكفاءة والعقلية الاحترافية، إضافة إلى جمهور وفيّ كان إلى جانبنا في كل الظروف الصعبة التي مررنا بها، كل هذه العوامل تساعدنا على الذهاب بعيدا في كل المسابقات.

لقد تعودنا على التتويج بالألقاب في المواسم الأخيرة وسنحاول الاستمرار على النهج نفسه، لا ينقصنا أي شيء حتى نكون أبرز المرشحين للمنافسة سواء في الدوري أو في كأس الخليج العربي أو كأس رئيس الدولة، لدينا بين 4 و5 لاعبين في المنتخب الوطني وحراس مرمى جيدين.

ماذا تغير في النصر بعد قدوم برانديللي؟

أعتبر نفسي محظوظاً بالعمل تحت قيادة مدرب بحجم برانديللي، الجميع يعرف من يكون برانديللي، هو مدرب عالمي بأتم معنى الكلمة، قاد منتخب إيطاليا في كأس العالم وفرقاً أوروبية عريقة وفرض نفسه بأسلوبه ونتائجه المميزة، أنا أستمتع بالتدرب على يديه وأعتقد أن زملائي يشاركونني هذا الشعور، الفريق يتطور من مباراة إلى أخرى وبصمته واضحة جداً، نحتاج إلى قليل من الحظ حتى تكون النتائج في مستوى العمل الذي نقوم به.

ماهي أفضل اللحظات في مسيرتك؟

عشت أفضل اللحظات في مسيلاتي عندما لعبت إلى جانب رونالدينهو بفريق فلامنغو في موسم 2011-2012، اللعب مع رونالدينهو كان حلما يراودني دائما لم أتوقع أن يتحقق يوماً ما؛ لأن رونالدينهو كان يعيش فترة ذهبية مع باريس سان جيرمان ثم في برشلونة ومع جمعية ميلان ولم يتكهن أحد بعودته إلى البرازيل، لقد كان مثلي الأعلى .

وكنت أحرص على مشاهدة فيديوهاته ومتابعة حركاته وطريقة تسجيله الأهداف على موقع اليوتيوب يومياً، لذا شكل انضمامه إلى فلامنغو مفاجأة سارة لي، وأذكر أننا كسبنا في المباراة الأولى التي لعبها معنا بهدف وحيد سجلته أنا، إنها لحظات رائعة لم أنساها أبدا.

اللعب إلى جانب رونالدينهو لم تكن مهمة سهلة خاصة في البداية، حيث كان يمرر الكرة دون أن ينظر إليّ، ما جعلني أتأخر في استلامها وأحيانا إضاعتها واستغرقت بعض الوقت للتعوّد على أسلوبه ويقظا دائما لاستقبال الكرة من عنده.

هل تلقيت عروضاً من أوروبا قبل الانتقال للعب في الخليج؟

تلقيت بعض العروض من الأندية الأوروبية عندما كنت ألعب مع فلامنغو أبرزها من سبورينغ براغا البرتغالي لكني لا أعلم سبب عدم اكتمال الصفقة بين الناديين.

لو يعود بك الزمن إلى الوراء هل تختار الاحتراف في الخليج أو أضواء أوروبا؟

سأختار الطريق نفسه، من البرازيل إلى الخليج، أنا وعائلتي سعداء هنا وخاصة في دبي، نشعر بالأمان وكرة القدم في تطور مستمر.

من أفضل لاعب في دورينا ؟

يضم الدوري الإماراتي مجموعة من اللاعبين المميزين أمثال عموري، علي مبخوت، أحمد خليل، طارق أحمد ومحمود خميس، ولاعبين آخرين لكن أفضل لاعب من وجهة نظري يبقى عموري، هو لاعب غير يملك قدرات كبيرة ويمثل نقطة القوة في فريقه.

وأفضل مدافع واجهته؟

من أفضل المدافعين الذين لعبت ضدهم، هو مهند سالم لاعب العين، ولدينا في النصر مدافعون مميزون أيضاً مثل خليفة مبارك وجوان العمري.

الاسم: سانتوس فاندرلي

تاريخ الميلاد: 11 أكتوبر 1988

المركز: مهاجم

لعب لأندية:

بونتي بريتا: 2006-2008

كروزيرو: 2008-2010

سانتو أندري: 2009 (إعارة)

غريميو: 2010 (إعارة)

فلامنغو: 2011

العربي: 2011-2014

الشارقة: 2014-2016

النصر: 2016

سرّ الرقم 33

أكد فاندرلي أن سرّ استبداله للرقم 9 بالرقم 33 مع بداية الموسم، لم يكن بدافع الهروب من النحس الذي رافقه مع النصر الموسم الماضي بل لعشقه رقم 33 الذي كان حمله مع فريقه السابق فلامنغو البرازيلي، وقال: لعبت برقم 9 مع الشارقة وسجلت العديد من الأهداف، وليس لدي أي موقف من هذا الرقم لكن مع بداية الموسم الجديد قررت استعادة رقم 33 الذي تعودت اللعب به مع فلامنغو.

«كرة الصالات» صقلت موهبته

كشف فاندرلي أن كرة قدم الصالات التي مارسها في سنوات الطفولة صقلت موهبته قبل الانضمام إلى فريق «بونتي بريتا» في 2006، وقال: بدأت مثل كل الأطفال بممارسة كرة القدم بالشوارع ثم في أكاديمية خاصة وعندما بلغت 10 سنوات التحقت بفريق كرة قدم صالات كان يشرف على تدريبه والدي، الذي منحني رقم 10 وشارة الكابتن.

وهذه الأمور بسيطة منحتني الثقة حتى أبرز وأعمل أكثر، ثم التحقت بفريق «بونتي بريتا» في 2006 وكان عمري 14 عاماً ومنه انطلقت مسيرتي الحقيقية واستطعت اللعب في الفريق الأول وعمري 17 عاماً، أذكر أننا خسرنا ولكنني نجحت في التسجيل.

قضيت موسمين مع بونتي بريتا ثم انتقلت إلى كروزيرو الذي أعارني في ما بعد إلى فريق غريميو الذي أعتبره تجربة مهمة في مشواري، حيث مهد لي طريق الالتحاق بفلامنغو أحد أعرق الأندية البرازيلية.

Email