محمود الشمسي: الصقور لن تُلدغ مـن جحر مرتين

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعرف تماماً أن محمود حسن الشمسي رئيس مجلس الإدارة، رئيس شركة كرة القدم في نادي الإمارات، ليس من هواة الظهور الإعلامي، إلا أن «قلق» الخيماوية على وضع فريقهم الأول لكرة القدم في الموسم الجديد، و«خوفهم» من تكرار «سيناريو الألم» في الموسم الماضي، حفزني كثيراً على إخراج الشمسي من دائرة الرفض إلى فضاء الحديث بصراحة، فبدأ قائلاً: أقدر تماماً حرص جميع أبناء النادي على فريقهم الأول، ولهذا أود طمأنة الجميع بأن الصقور لن تُلدغ من جحر مرتين، عشنا جميعاً فصولاً مؤلمة في دوري الموسم الماضي، وأنا كما جميع الخيماوية، لا نريد العودة إلى تلك الأيام الحزينة.

فإلى فصول حوار «البيان الرياضي» مع محمود الشمسي..

طمأنة الخيماوية

لنبدأ بالأهم، هل بإمكانك طمأنة الخيماوية على وضع فريقهم الأول لكرة القدم في الموسم الجديد؟

ليطمئن جميع الخيماوية بأن الصقور لن تُلدغ من جحر مرتين، الشيخ أحمد بن صقر القاسمي رئيس النادي، يحرص دائماً على دعم الفريق، ويطالب بإسعاد أبناء وجماهير النادي من خلال تحقيق النتائج الإيجابية، ومجـــلس الإدارة، يعمل بكل جد وإخلاص من اجل تحصين الفريق بشكل يؤمن له اللعب بقوة لبلوغ الهدف المنشود في عدم الوقوع بنفس «مطب» الموسم الماضي.

وهل تعد بشيء في هذا الموسم؟

لنكن واقعيين، الإمارات ليس من الفرق المرشحة للفوز بدرع الدوري، ولكن ما أعد به أنا ومجلس الإدارة، هو أن فريقنا لن يقع بنفس مشكلة الموسم الماضي، هدفنا أن نكون من ضمن فرق الوسط.

وما الذي فعله مجلس إدارة النادي لتأمين عدم حصول نفس «سيناريو» الموسم الماضي؟

مقتنعون إلى حد كبير بما أنجزنا من عمل على صعيد الفريق الأول خصوصاً وفي النادي عموماً، تعاقدنا مع 8 لاعبين مواطنين أكفاء في مختلف خطوط اللعب، وجددنا للأرجنتيني الهداف ساشا، وتعاقدنا مع المغربي عبدالغني معاوي، والكوري الجنوبي بارك والإيطالي ليتو، إضافة إلى التجديد للجهاز الفني بقيادة التشيكي إيفان هاشيك، وتكليف جهاز إداري مميز يقوده عضو مجلس إدارة النادي الأخ خليل الطويل، وهذه الخطوات، نعتقد أنها كفيلة بتجنب آلام الموسم الماضي.

أتفهم وأتفق

هل تتفهم لوم مَن يرى أن جهودكم في تحصين خط الدفاع لم تكن بالمستوى المطلوب؟

نعم، أتفهم، وأتفق، ومن حق أبناء النادي أن يبدوا وجهات نظرهم عن فريقهم وخطواتنا أيضا، نحن فعلا عززنا خط الهجوم بلاعبين أكفاء سواء محليين أو أجانب، ولكن هذا لا يعني أن عملنا خطأ، فريقنا ارتكب هفوات دفاعية واضحة في مباراتي الظفرة والوصل، لكنه خرج بشباك نظيفة في مباراة حتا وسجل رباعية في مرمى المنافس، ألا يعني هذا أن هناك عملاً متواصلاً سواء من الإدارة أو الجهاز الفني، لا سيما وأننا ما زلنا في الجولات الأولى للدوري خصوصاً والموسم عموماً.

لنغادر دائرة الفريق الأول، ما الجديد بشأن الوضع العام للنادي خصوصاً ما يتعلق بالشق المالي؟

باختصار وبوضوح تام، وضعنا المالي مستقر، ولا أريد تسميته بالمثالي، يكفينا أن نادي الإمارات «صفر ديون»، ولن نعلن إفلاسنا بكل تأكيد، وضعنا مريح، تعاقداتنا تم تأمينها بشكل تام، الرواتب تُدفع لكل العاملين في النادي بدون أي تأخير، مكافآت الفوز تُصرف في وقتها المحدد، النادي ليس مديوناً لأحد.

ومن أين لكم هذا، أن يكون النادي «صفر ديون»، فهذا إنجاز كبير يعادل لقب بطولة في هذا التوقيت المعروف بصعوبته على الجميع؟

منذ تحملنا المسؤولية قبل أكثر من سنة، نطبق سياسة متزنة وواقعية جدا في مجال الصرف بكل أشكاله، التعاقدات مع اللاعبين والمدربين، متطلبات الاحتراف، تلبية احتياجات فرق النادي في ألعاب رياضية أخرى، حتى توجنا عملنا في الموسم الجديد بتطبيق «الحوكمة» التي تعني في جانب من جوانبها، تقنين الصرف والسيطرة على أبوابه والتحكم بنوافذه بشكل عملي واقعي مدروس.

أقل ولكن

هل سلامة موقفكم المالي ناتج عن ارتفاع إيرادات النادي هذا الموسم؟

بالعكس، إيراداتنا هذا الموسم أقل من الذي سبقه، لكن الجديد، هو إجراءاتنا المستندة إلى الواقعية في مجالات الصرف.

ألا تعطينا مثالاً على واقعيتكم في مجال الصرف؟

سأكشف لكم أمراً ربما لا يعرفه كثيرون، وهو أننا عملنا على ادخار مبلغ صفقة بيع اللاعب حسن صالح في الموسم الماضي والبالغة 15 مليون درهم، واتفقنا على «نسيان» المبلغ و«تذكره» فقط فيما يتعلق بمشروع استثماري مستقبلي ينفع النادي لسنوات طويلة، وقد فعلنا.

وماذا فعلتم بالضبط؟

انتهينا من خطوات إقامة مجمع استثماري مقابل الملعب الرئيسي للنادي بمبلغ الـ 15 مليون درهم، يتألف من 46 وحدة سكنية و10 معارض تجارية، على أن يكون الافتتاح مطلع 2019، إلى جانب تشييد 4 ملاعب كرة قدم، اثنان منها عشب طبيعي، وتشييد ممشى بطول 650 مترا، وأكاديمية جديدة، وملـــعبين للسلة واليد.

العائد المادي

وما حجم المبلغ الذي يوفره المجمع سنوياً للنادي؟

العائد المادي من المجمع سيكون من 3 إلى 4 ملايين درهم سنوياً.

كم سنة تحتاجون لتحقيق حلم الاكتفاء المالي؟

إذا ما سارت الأمور بالشكل المخطط لها، وزدنا عليها خطوات احترافية واقعية أخرى، فإني أتوقع اكتفاء مالياً في غضون 10 سنوات.

ما تقييمك للاحتراف الإماراتي بعد مرور 9 مواسم؟

لم نستوعب من الاحتراف أكثر من 25%، وأعتقد أننا نحتاج إلى 15 عاما أخرى لنتعلم الاحتراف «صح»، وبشرط أن تكون هناك خطوات احترافية حقيقية متواصلة!

مجلس رياضي

إلى أي حد ترى أن رأس الخيمة تحتاج إلى مجلس رياضي أسوة بأبوظبي ودبي والشارقة؟

رأس الخيمة بحاجة ماسة إلى مجلس رياضي على الأقل لضبط ومراقبة عمل إدارات الأندية العديدة في الإمارة، ومن اجل الوصول إلى المستوى المطلوب من الأداء الإداري الصحيح، وخدمة الحركة الرياضية الواسعة في المدينة، بما يعود بالنفع على المنتخبات الوطنية.

لماذا «الزعل» على بعض أقطاب النادي؟

يبتسم، أبداً لسنا «زعلانين» على أحد من الأقطاب، هم على «العين والراس» باعتبارهم أبناء النادي ومستعدون لسماع وجهات نظرهم، ولكن لن نرضى بالتدخل في صلب مهمتنا، أو الفرض علينا، أو التشكيك بإخلاصنا في خدمة نادي الإمارات الذي أرى أن رئاسة مجلس إدارته أو شركته لكرة القدم ليست نزهة أبداً بقدر ما هي مسؤولية كبيرة جداً.

لماذا جـددتم للمدرب هاشيك، وكيف ترى أجانب فريق الإمارات؟

جددنا لهاشيك رغبة منا في الاستقرار الفني، لا سيما وأن الرجل محبوب من قبل اللاعبين، وهذا عامل مرجح في التجديد له، وبالنسبة للأجانب، فإننا مقتنعون بمستوياتهم، وقد تم التعاقد معهم بالتنسيق التام مع المدرب هاشيك.

14 فريقاً

أخيراً، أنت مع 14 أم 12 فريق في دوري الخليج العربي هذا الموسم؟

أنا مع إقامة دوري الخليج العربي بنظام الـ 14 فريقا وليس 12 فريقاً كما هو حال البطولة في الموسم الجديد، لأن إقامة البطولة بـ 12 فريقاً يؤثر كثيراً على حظوظ فرق إمارة رأس الخيمة وغيرها من فرق مدن المنطقة الشمالية في إمكانية المشاركة في البطولة الأهم على مستوى الدولة، وأعتبر إقامة البطولة بـ 14 فريقاً ضمانة لبقاء الكثير من الفرق ومنها الإمارات في دوري الكبار والنجاة من الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى، إضافة إلى ما يوفره نظام الـ 14 فريقاً من فرصة أكبر أمام اللاعبين المواطنين لخوض مباريات أكثر وفقاً لمتطلبات «الفيفا»، ما يعود بالنفع والفائدة على المنتخب الوطني خصوصاً وفرق الأندية عموماً.

لم أجلس على كرسي الرئاسة أبداً

كشف محمود حسن الشمسي رئيس مجلس الإدارة، رئيس شركة كرة القدم في نادي الإمارات، النقاب عن أنه لم يجلس على كرسي الرئاسة أبداً، ولم يدخل مكتبه في النادي سوى 4 مرات دون الجلوس على الكرسي منذ أسندت له المهمة قبل أكثر من سنة، لافتاً إلى أنه يأمل في ألا يجلس على الكرسي حتى نهاية فترة مهامه الرسمية في النادي، منوهاً إلى أن المناصب لا تعنيه مطلقاً، ولا تشغله «بهرجتها»، بقدر انشغاله بخدمة النادي والخيماوية، مشدداً على أنه سبق وأن خدم النادي لاعباً من 1989 حتى 1997، ومستعد للعمل دون النظر إلى المسمى، مشيراً إلى أنه «شبعان» مناصب، ولا يتواجد حاليا في النادي من اجل أن يشار إليه على أنه رئيس بقدر ما يهمه أن ُيوصف بأنه عاشق وابن نادي الإمارات.

لهذا السبب.. لا يوجد لفريقنا راع

أوضح محمود الشمسي سبب عدم وجود راع رسمي لفريق نادي الإمارات الأول لكرة القدم بقوله: الرعاة دائما ما يبحثون عن مردود مادي من الجهة التي يرعونها، وبصراحة، فريقنا ليس مرشحاً للفوز بدرع دوري الخليج العربي، البطولة الأهم والأشهر والأكثر معرفة وشهرة لدى الكثير من الجهات الراعية، ثم أن «دورينا» مشفر، ما يزيد من ابتعاد الرعاة بحجة قلة المشاهدين، وبالتالي انعدام أو التقليل من الترويج لاسم الجهة الراعية ومنتجها المطلوب الترويج له، يضاف إلى كل ذلك، الوضع الاقتصادي العام المعروف بصعوباته الكثيرة على الجميع، ما يحول دون إقدام أي من الجهات الكبيرة على الدخول في رعايات من المؤكد أنها تكلف ميزانيات تلك الجهات أموالاً طائلة دون ضمان المردود المطلوب من وراء تلك الرعاية، وفريقنا ليس استثناء من التأثر بهذه الأسباب مجتمعة.

Email