المجلس الحالي يمد يده للجميع

الجسمي: نقول «كفى» لمن يترصد باتحاد السباحة

ت + ت - الحجم الطبيعي

ظروف صعبة عاشتها لعبة السباحة على مدى الأشهر الأخيرة لكنها تجاوزتها بنجاح، بعد أن أجريت انتخابات أخيرة أسفرت عن مجلس إدارة برئاسة سلطان سيف السماحي، الذي يحاول إعادة اللعبة إلى مسارها الصحيح بمعاونة زملائه في المجلس الجديد.. «البيان الرياضي» التقى عبيد الجسمي السباح الأولمبي السابق، وأمين السر العام لاتحاد السباحة، رئيس اللجنة الفنية وعضو لجنة الأساتذة بالاتحاد الدولي (فينا) للحديث عن الظرف الصعب الذي عاشته اللعبة، وطموحات المجلس الجديد. وإلى نص الحوار:

في البداية، لو نتحدث عن الأزمة التي مرت بالسباحة، هل أثرت سلباً أم إيجاباً على اللعبة؟

هذه الأزمة انعكست إيجاباً على اللعبة وليس سلباً، وكما يقول المثل: «رب ضارة نافعة»، حيث تعلم الجميع من الأخطاء السابقة ويعمل على تجنبها، كما أن الأزمة الأخيرة خلقت نوعاً من التحدي لتجاوز الأزمة وأعطتنا حافزاً مهماً من أجل أن نثبت أننا الأفضل.

وأضاف: «أعلم أن هناك من يترصد باتحاد السباحة ويتمنى له الخطأ، ونتمنى أن يكونوا معنا ونمد لهم يد العون، لأن المهم هو رفع علم الدولة خفاقاً عالياً، بعيداً عن شخصنة الأمور، ونحن لا نعمل ضد أحد، لكننا نتعاون مع الجميع ونطالبهم بإن يكونوا معنا، لأن اليد الواحدة لا تصفق».

وتابع: «لقد رأيت بعيني وسمعت بعض الكلام لمن يتمنى الإخفاق للمجلس الحالي حتى يحكم عليه بالفشل، وفي النهاية نحن لسنا ضد أحد لكن مع الكل وعلى الجميع أن يتعاون ويتكاتف من أجل صالح اللعبة».

أفرزت الأزمة الأخيرة أموراً عدة أبرزها الاتجاه لوضع لائحة النظام الأساسي، فهل بدأتم في هذا الأمر؟

تعكف الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة حالياً على وضع اللائحة الاسترشادية للنظام الأساسي للاتحادات الرياضية، ومن المقرر أن تصدر في غضون شهور قليلة، وعلينا أن ننتظر صدور هذه اللائحة وعلى ضوئها نقوم بالتعديلات الممكنة على اللوائح الموجودة، ونراعي دائماً موافقة الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة لأننا جميعاً في قارب واحد.

طموحات وتحديات

يمتلك المجلس الجديد طموحات وتطلعات لتطوير لعبة السباحة، فما أبرزها؟

الاتحاد لا يعمل إلا وفق خطة موضوعة، ومدة عمل المجلس أربع سنوات لكن خططنا تمتد لأكثر من أربع سنوات لأننا ننظر للمستقبل، وطموحنا أن تحصد السباحة الإماراتية المزيد من الإنجازات، وخططنا تتلخص في الاهتمام بالبراعم والناشئين من خلال التواصل مع المدارس، وتنظيم بطولات نسائية للسباحة، ونسعى لإيجاد تمويل مادي للاتحاد بحيث يعتمد على ذاته بعيداً عن الدعم الحكومي، لذا فنحن نبحث دائماً عن رعاة وشركاء ومساهمين في لعبة السباحة، كذلك الاهتمام بالسباحين الحاليين وزرع روح التحدي بينهم، بحيث يكون دخول المنتخب قاصراً على السباحين المؤهلين والقادرين على رفع علم الدولة من خلال الأرقام التي حققوها في بطولات الخليج أو آسيا أو العالم إن وجدت.

وقال: «رياضة السباحة تتطور في كل مكان، ولا نريد أي شخص يدخل المنتخب لكن المؤهلين فحسب، ولدينا بفضل الله سباحين مميزين ويبشرون بالخير ومنهم السباح يعقوب السعدي الذي يتدرب حالياً في أميركا، وسبق وأن شارك في الأولمبياد الأخير في البرازيل، وكانت تجربة ناجحة له ونأمل أن يتأهل لأولمبياد طوكيو 2020 من دون بطاقة دعوة».

وأضاف: «المشاركة في الأولمبياد حق للجميع، ومن يستطع رفع علم الدولة يشارك في الأولمبياد، ويعقوب يخوض التحضيرات حالياً على نفقة اتحاد الشرطة بناءً على الشراكة بيننا، ونشكر اتحاد الشرطة الرياضي على هذه المبادرة، ونحن نقدر جهودهم، ونأمل في رعاية أكثر من جهة للسباحين لخوض تجربة التدريب في دول قوية في لعبة السباحة مثل أميركا وأستراليا، وكل هدفنا أن تعود السباحة الإماراتية إلى سابق عهدها».

هناك تحديات تواجه لعبة السباحة ومنها قلة المسابح، فما رأيك في هذه المقولة؟

أسمع هذه المقولة كثيراً منذ أن بدأت في ممارسة اللعبة، لكنني أراها أكذوبة، والواقع عكس ذلك، فكل مدارس الدولة بها مسابح، وقد تكون هناك قلة في المسابح الأولمبية مثل مسبح حمدان بن محمد، لكن هناك عدد كبير من المسابح المنتشرة على مستوى مدارس الدولة والمؤهلة لتدريب السباحين، والمطلوب أن يكون هناك تنسيق بين الأندية والهيئات التعليمية لاستغلال هذه المسابح، ومن الظلم ألا نستفيد من وجود هذا العدد الكبير من المسابح وألا يتم استغلاله إلا في فترة «الدوام» فقط، فلماذا لا نستغل هذه المسابح في تدريب اللاعبين.

حزن وأسف

بعض الأندية تفتح مسابحها للاستثمارات الخاصة فقط، فما رأيك؟

للأسف بعض الأندية لا تفكر في المسابح الموجودة لديها إلا على أنها مشروع استثماري فحسب، وأنا حزين جداً لهذا الأمر، ومن وجه نظري لا توجد مشكلة في أن تحقق الأندية الاستفادة المادية من المسابح الموجودة لديها لكن على الجانب نفسه لابد من إخراج سباحين مميزين يرفعون علم الدولة، لذا فإن التفكير الاستثماري البحت يضر باللعبة ولابد من تحقيق الفائدة للطرفين النادي والدولة.

لديكم عنصر نسائي في اتحاد السباحة وهي مريم الشامسي، فما أهمية وجود العنصر النسائي في الاتحادات الرياضية؟

وجود المرأة في الاتحادات الرياضية خطوة إيجابية، والعنصر النسائي مهم في كل القطاعات ونشجع عليه، ورياضة السباحة للجميع، للشباب والبنات، ودور العنصر النسائي مهم في توعية المجتمع بمشاركة المرأة في لعبة السباحة وتوصيل هذا الصوت، وشرح فائدة لعبة السباحة للجميع، والزميلة مريم الشامسي لها أفكارها الإيجابية في تطوير اللعبة.

احتكار البطولات

أين تقع السباحة الإماراتية على خريطة السباحة الخليجية والعالمية؟

لقد نجحت سباحتنا الإماراتية في احتكار بطولات الخليج لفترة حتى حدث ما حدث في اتحاد السباحة وتوقفت الأمور، وضاع منا اللقب الخليجي، وهدفنا الأساسي عودة اللقب الخليجي مجدداً، ونعد سباحينا لكل البطولات آسيا والخليج، ونعمل على تصحيح هذه الأخطاء وإعادة السباحة الإماراتية لسابق عهدها، ولدينا كوكبة من السباحين المميزين في العموم والناشئين.

السباحة لعبة لا تتوقف بتقدم العمر

قال عبيد الجسمي: «هناك رسالة بالغة الأهمية أحب أن أوجهها للمجتمع ككــل وأتمنى من الجميـع أن يطبقهـا لتحقيــق الفائدة للمجتمع، ورسالتي تتلخص فــي أن لعبـة السباحة رياضــة لا تتوقـف بتقــدم العمـر.

بل على من يمارسها أن يستمر ويواصل العطاء فيها، مشيراً إلى أنه يدرس حالياً المشاركة في مسابقات فئة الأساتذة التي ينظمها الاتحاد الدولي للسباحة لإثبات هذه المقولة، ولأؤكد أن على السباحين المواصلة لأنها رياضة ليست حكراً على الشباب فحسب، وأنصح أي سباح أن يواصل اللعب وأن لا يتوقف فالبطولات مفتوحة في كافة المراحل.

حلم البطل الأولمبي يحتاج إلى تضافر الجهود لتحقيقه

أكد عبيد الجسمي أن حلم البطل الأولمبي هو مشروع وطني ليس قاصراً على اتحاد السباحة، ويحتاج إلى تضافر كافة الجهود لتحقيقه، وقال:«حتى نرى هذا الحلم يتحقق نحتاج إلى دعم من الرعاة، والأندية والاتحاد والهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية الوطنية، والإعلام ومن السباح نفسه الذي يجب أن يمتلك الطموح بأن يكون بطلاً أولمبياً وأن يقدم التضحـيات لكي يصل لهذا اللقب.

فإذا ما توافرت هذه السلسلة كاملة سيكون لدينا بطلاً أولمبياً، موضحاً أن لعبة السباحة تحتاج إلى تضحيات كبيرة ممن يمارسها ويقع على عاتقه مسؤولية كبيرة في بلوغ هذا الهدف.

العلاقة بين الاتحادات والأندية مبنية على التعاون

أكد عبيد الجسمي أمين عام اتحاد السباحة أن العلاقة بين الإتحادات الرياضية والأندية هي علاقة حتمية ولابد منها ولابد وأن تتسم بالتعاون والإيجابية، وقال:«مقولة» لن يكتب النجاح لأي اتحاد إلا بعلاقة إيجابية مع الأندية«، صحيحة مائة بالمائة فبدون مشاركة الأندية لن يكتب لنا النجاح، وهذا الأمر ليس قاصراً على اتحاد السباحة فحسب لكن على كافة الإتحادات الرياضية بالدولة، لأنها سلسلة مترابطة ناد مع اتحاد مع سباح مع لجنة أولمبية فلابد من تكاتف الجميع وننسق مع كافة الأندية لبحث احتياجاتهم ومتطلباتهم ونطالبهم في نفس الوقت بتجهيز اللاعبين للبطولات لأننا نطمح في وجود عدد كبير من الأبطال.

7

قال عبيد الجسمي نجد صعوبة في استقطاب العنصر النسائي للعبة، ونواجه صعوبات في هذا المجال نظراً للعادات والتقاليد، لكننا سنبدأ بالمراحل العمرية الصغيرة والبراعم التي تبدأ من عمر سبع سنوات، ولا نستطيع أن نجبر أحداً على المشاركة، لكننا سنعمل على تجهيز السباحات وتنظيم بطولات خاصة بالعنصر النسائي فقط لتشجيعهم على المشاركة في اللعبة، ونأمل أن تزيد المشاركة.

25

أكد عبيد الجسمي أن المجلس الحالي يتواصل مع رعاة، وبالفعل نجحنا في تحصيل رعاة لأكثر من بطولة، وأتمنى من الجهات والمؤسسات توفير الرعاية اللازمة للعبة السباحة، والبعض يطلق على الألعاب الفردية والجماعية لقب «الألعاب الشهيدة»، ولو حصلنا على 25% مما تحصل عليه لعبة كرة القدم لحققنا إنجازات رائعة، وأنصح كل اتحاد بوجود لجنة للتسويق والاستثمار.

Email