عدم التعليق على «الساحرة» ترك غصّة في قلبه

جعفر الفردان: صدفة أدخلتني الإعلام

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

صوت مميز، يحظى بشعبية واسعة في الإمارات والخليج والمنطقة العربية بشكل عامّ، برز بشكل لافت في التعليق على ألعاب الكرة الطائرة والسلة واليد عبر قناة دبي الرياضية، إنه جعفر الفردان لاعب المنتخب الوطني والوصل للكرة الطائرة سابقاً، الذي أكد أن صدفة قادته إلى دخول عالم التعليق الرياضي وأن كرة القدم أكلت الأخضر واليابس في الإمارات بعد تطبيق الاحتراف، وقطعت الطريق أمام الألعاب الفردية والجماعية الأخرى بسبب استحواذها على النسبة الأكبر من ميزانيات الأندية والرياضة عمـوماً.

20 عاماً قضاها جعفر الفردان في التعليق على الألعاب الجماعية، سعيد بتجربته لكنه يشعر بغصة في قلبه وحسرة كبيرة لأنه لم يسلك طريق التعليق على مباريات كرة القدم، وقال إنها غلطة حياته.

فتح جعفر الفردان قلبه لـ «البيان الرياضي» للحديث عن تجربته الإعلامية الطويلة في الحوار التالي:

البداية

كيف دخلت إلى مجال التعليق الرياضي؟

بدأت رحلتي مع التعليق الرياضي في 1996 عن طريق الصدفة، حيث قام اتحاد الكرة الطائرة بتنظيم بطولة دولية تحمل اسم المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، لم يكن هناك معلقون للألعاب الجماعية، وكنت أحد المتواجدين في البطولة، فطلب مني التعليق على المباريات لقناة دبي باعتباري من أهل اللعبة أعرف قانونها وفنياتها.

الأمر لم يكن سهلاً بالنسبة لي بل كان مرعباً خاصة أن المباراة التي توليت التعليق عليها كانت بين منتخبي باكستان ومصر اللذين يحظيان بشعبية واسعة في الإمارات، كنت محظوظاً بتواجد أخي فردان الفردان إلى جانبي في غرفة التعليق، لقد رفع معنوياتي وساعدني على تناول الأمور ببساطة، ومن هذه البطولة انطلقت تجربتي الإعلامية المستمرة منذ أكثر من 20 عاما، و بفضل التشجيع الذي وجدته من إدارة القناة ومن المشاهدين انتقلت للتعليق إلى بعض الألعاب الأخرى مثل كرة السلة وكرة اليد.

لمن تدين بنجاحك في تجربتك؟

أدين بنجاحي إلى إدارة قناة دبي التي منحتني هذه الفرصة ودعمتني للاستمرار في المجال الإعلامي، هناك أشخاص لا أنسى أبداً وقوفهم إلى جانبي مثل أحمد الشيخ وراشد أميري.

لقد حرصت على التعلم من الذين سبقوني في التعليق الرياضي، وفي مقدمتهم المعلق المصري محمد علي حسين، الذي أعتبره مدرستي الأولى لما يملكه من خبرة وقوة استخدام المصطلحات ولغة عربية سليمة حتى أنه كان يطلق عليه شاعر الرياضة، حاولت أن أسلك الطريق نفسه في البحث عن المصطلحات التي يفضلها المشاهد.

عوامل النجاح

كيف تكون معلقاً ناجحاً؟

لتكن معلقاً ناجحاً عليك أن تستعد للمباراة مثلما يستعد الطالب للامتحان، عليك أن تجمع الاحصائيات ومعلومات دقيقة عن اللاعبين والمدربين لتفيد المتفرج، شخصياً أعطي 100% من طاقتي للمباراة حتى لو كانت مجرد تجربة ودية بين فريقين، أقوم بالتواصل مع المدربين واللاعبين لأحصل على سيرهم الذاتية، أبحث دائما عن المعلومة أينما كانت وماذا يفضل المشاهد، خاصة الألقاب التي يطلقونها على اللاعبين، عندما أقول مثلا عن اللاعب الكوبي ليوناردو ليفا «النمر الجائع»، أو أطلق على لاعبة اسم «عاشقة الغالاكسي» أو «قطعة السكر التي لا تذوب» نظراً لاستقرار أدائها في المباراة هذه المصطلحات يحبها الجمهور ويتعلق بها.

ويتوجب على الملعق الرياضي أن يدرك دائما أن المتفرج أو المستمع مثقف جداً وأحياناً ثقافته الكروية تتجاوز المعلق نفسه، لذلك أغلب المعلقين يسقطون في هذه النقطة إلى جانب ضرورة الاهتمام باللغة العربية، أغلب المعلقين العرب يفتقدون التعليق بلغة سليمة، صحيح يتوجب استخدام المصطلحات المحلية ولكن اللغة العربية يجب أن تظل العمود الفقري.

لماذا فضلت احتراف التعليق على التدريب؟

عندما اعتزلت اللعب انتقلت إلى مجال التدريب في نادي الوصل ونجحت في إحراز عدد من البطولات وفي اكتشاف لاعبين مميزين للمنتخب الوطني مثل أحمد الفردان ومحمد راشد المري، حسن رجب، ولكن الضغوط التي يواجهها المدرب في عمله جعلتني أفضل احتراف التعليق.

لو خيروك بين أن تكون مدرباً ناجحاً أو معلقاً ناجحاً، ماذا تختار؟

سأختار أن أكون معلقاً ناجحاً، بالرغم انه ليس عملاً سهلاً كما يعتقد البعض، هناك مباريات تحتاج مني بين 3 و5 ساعات للتحضير بحثاً عن المعلومات والأخبار عن اللاعبين والفرق وتاريخ اللعبة في ذلك البلد أو ذاك وكل الأرقام التي تخص المباراة لأن الألعاب الجماعية تبقى غامضة بالنسبة لنا في بعض الجوانب عكس كرة القدم.

لماذا لم تقتحم التعليق على كرة القدم؟

عدم دخولي مجال التعليق على كرة القدم غلطة حياتي، كان عليّ أن أخوض هذه التجربة منذ سنواتي الأولى، كرة القدم اللعبة الأولى في العالم والتعليق عليها يحقق شهرة أوسع للمعلقين.

تقييم

كيف تقيم التعليق الرياضي في الإمارات؟

لقد قدمت الإمارات العديد من الأصوات والنماذج الجميلة في مجال التعليق الرياضي، أعتقد أننا تميزنا في التعليق على سباقات الخيول عن طريق أحمد الشيخ وعبد الرحمن أمين، وثاني جمعة في الرياضات البحرية، وجمال بوشقر في التنس، وعلي حميد وفارس عوض وعامر عبد الله وعلي سعيد الكعبي في كرة القدم.

هل تواجه صعوبة في التحضير للمباريات؟

أستمتع بالتعليق على مباريات البطولات الأوروبية والعالمية وذلك لتوفر قاعدة بيانات متنوعة عن اللاعبين والأندية، ما يساعدني على تقديم مجموعة من المعلومات للمشاهدين بينما أجد صعوبة في التحضير لمباريات الأندية والمنتخبات العربية بسبب غياب الإحصائيات والمعلومات حول اللاعبين والمدربين، لا نملك أرقاماً صحيحة في الألعاب الجماعية باستثناء لبنان في كرة السلة التي توفر كل المعطيات عن لاعبيها وفرقها، الرياضة العربية فقيرة جداً من الناحية التوثيقية.

ماهي أسباب تراجع الكرة الطائرة في الإمارات؟

الكرة الطائرة دفعت ثمن عدم اهتمام الأندية بسبب احتراف كرة القدم التي أكلت الأخضر واليابس واستحوذت على النسبة الكبيرة من الدعم، كان لدينا جيل مميز في كرة الطائرة في 1989 حقق صولات وجولات في البطولات الخليجية والآسيوية وكان قريبا من التأهل إلى نهائيات كأس العالم قبل أن يخسر مباراة فاصلة ضد أندونيسيا، بنهاية هذا الجيل بدأ التراجع على مستوى الاهتمام باللعبة في المقابل هيمنة كرة القدم، تخيل أن لاعب كرة قدم مصاب يجلس في المدرجات يحصل على ما يعادل ميزانية بقية الألعاب الأخرى في النادي بما فيها مدرسة كرة القدم.

من المؤكد هناك خطأ في المعادلة، بعض الأندية تصرف ميزانية بقية الألعاب على فريق كرة القدم، وهذه مشكلة كبيرة جدا تعاني منها الكرة الطائرة والاتحاد بدوره لا يجد الدعم الكافي، هل يعقل أن يحصل اتحاد اللعبة على ميزانية لا تتجاوز المليوني درهم سنوياً؟ كيف يتم الصرف على المنتخب والقيام بالمعسكرات وتنظيم المباريات الودية؟

الكرة الطائرة دفعت باهظاً تراجع شعبيتها، حيث أصبح الجيل الحالي يفضل كرة القدم على الانضمام إلى فرق كرة الطائرة أو كرة السلة لأنه حتى إذا لعب احتياطياً يكسب أموالاً أضعاف ما سيحصل عليه في أي لعبة أخرى.

لماذا فقد الوصل الزعامة في الكرة الطائرة؟

الوصل تزعم منافسات الكرة الطائرة لسنوات طويلة وهو أبرز متغيب حاليا عن الساحة بسبب اعتزال جيل كامل دون إيجاد البديل له، في يوم من الأيام كان المنتخب الوطني يضم 5 لاعبين من الوصل، رحل ذلك الجيل الذهبي فغابت طائرة الإمبراطور عن الواجهة، فاقد الشيء لا يعطيه وهذا الأمر تعاني منه كل الألعاب وليس الكرة الطائرة فقط، تطوير أي رياضة يحتاج إلى أصحاب الخبرة واللاعبين القدامى.

الاستغناء عن الأجنبي مجازفة

رفض جعفر الفردان فكرة الاستغناء عن اللاعب الأجنبي في الكرة الطائرة أو في الألعاب الجماعية الاخرى، ووصفها بالمجازفة الخطرة في حال اعتمادها، وقال: علينا أن نتساءل أولاً، كم يكلفني اللاعب الأجنبي في الكرة الطائرة أو السلة أو اليد مقارنة بلاعب كرة القدم، اللعبة كاملة لا تصل ميزانيتها 5 ملايين درهم، يعني 3 ألعاب بـ15 مليون درهم، بينما لاعب واحد مصاب في كرة القدم يجلس طيلة الموسم في المدرجات يحصل على الـ5 ملايين درهم.

وأضاف: إلغاء اللاعب الأجنبي سيؤدي إلى سقوط الكرة الطائرة الإماراتية في بحر من المشاكل الفنية، ويضاعف معاناتها ويفقدها المنافسة في البطولات الخارجية، على عكس ما يفكرون به أدعم فكرة زيادة الأجانب إلى اثنين بكل فريق وليس لاعباً واحداً، هناك من يقول إن لاعبين أجنبيين يمكن أن يؤثرا سلباً على المنتخب.

هذا ليس صحيحاً بل زيادة اللاعبين الأجانب من الممكن أن يرفع مستوى الدوري واللاعبين المواطنين معاً، لقد سبق أن خضنا هذه التجربة في وقت سابق وكان منتخبنا حينها من اقوى المنتخبات الخليجية، الاحتكاك ضروري لتحسين مستوى اللاعبين المواطنين.

الوصل مبهر وأروابارينا الأفضل

وصف جعفر الفردان الوصل بالفريق المبهر، حيث نجح بميزانية متواضعة وإمكانيات قليلة في استقطاب أفضل لاعبين أجانب في دوري الخليج العربي، مشيراً إلى أن الأرجنتيني رودولفو أروابارينا يستحق جائزة أفضل مدرب لأنه حقق نقلة نوعية في أداء الفريق وقاده إلى تحقيق انتصارات على فرق كبيرة، وأنهى موسمه متقدماً عليها في الترتيب دون أن يكون له أي لاعب دولي.

وقال: لقد صنع رودولفو إعجازاً وليس إنجازاً. وأضاف: أتمنى أن يقوم مجلس دبي الرياضي بدعم الوصل بشكل أكبر ليس تحيّزاً بل لأن الوصل فاكهة الدوري، وعندما ينهي موسمه في المركز الثاني على حساب فرق مثل العين والأهلي فإن ذلك إنجاز كبير، وعندما يحصل أحد لاعبيه على وصافة الهدافين رغم تواضع إمكانياته فهو أمر مثير.

عيال الفردان جيل ذهبي

يعتبر جعفر الفردان واحدا من بين 4 أشقاء مثلوا الجيل الذهبي للمنتخب الوطني لكرة الطائرة ونادي الوصل، وكان جعفر أول من انضم إلى طائرة الإمبراطور في السبعينات قبل أن يلتحق به أشقاؤه حسين وأحمد وعلي، وقال جعفر في هذا السياق: أصبحنا جميعاً لاعبين دوليين وقدمنا الكثير للمنتخب الوطني، نفخر كوننا مثلنا الجيل الذهبي لطائرة الوصل وأحرزنا معه 34 لقباً على مستوى دولة الإمارات من 1977 إلى 2007. دبي - البيان الرياضي

طائرة

دورة ند الشبا.. تنظيم استثنائي

وصف جعفر الفردان دورة ند الشبا الرياضية بالدورة الاستثنائية التي تغرد خارج السرب بتنظيمها الرائع ومستواها الفني القوي والتغطية الإعلامية وقيمة الجوائز والحضور الجماهيري، مؤكداً أنها حققت عدة مكاسب للكرة الطائرة الإماراتية بفضل استقطابها لأفضل اللاعبين المواطنين والأجانب مثل راشد أيوب وخالد محمود وعبد العزيز شمل المعمري والكوبي ليفا والبحريني ناصر عنان والمصري أحمد صلاح.

وقال: من خلال تجربتي الطويلة في الكرة الطائرة، أدعو الاتحاد إلى الاستلهام من تجربة دورة ند الشبا لتطوير اللعبة محلياً خاصة على مستوى الترفيع في عدد اللاعبين الأجانب وتغيير اللوائح.

 

Email