محمد مطر غراب لـ «البيان الرياضي»:
كرتنا تعاني من أزمة إدارية و«تربيطات» انتخابية
كشف الكابتن محمد مطر غراب والإعلامي والمحلل في قنوات دبي عن أسباب تراجع كرة القدم والتدهور الذي تعيشه، أنها تعيش أزمة إدارية ونظاما انتخابيا لا يراعي المصلحة العامة، ويكون نتاجه ابتعاد الكوادر الفنية والعديد من القيادات الكروية التي كان يمكن أن تدعم مسيرتنا الكروية، ومؤكدا أنه لم ولن يفكر في العودة للعمل الإداري في اتحاد كرة القدم بسبب التكتلات و«التربيطات» المضرة، مفاخرا ومعتدا بالفترة التي قضاها في اتحادي سمو الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان، ومحمد خلفان الرميثي، واصفا الرميثي بأنه زرع نواة مونديالية لكن الحصاد وبفعل فاعل كان خيبة أمل وضياع الحلم.
مجلس الاستدامة
واستهل محمد مطر غراب حديثه بأول مجلس إدارة عمل معه في اتحاد الإمارات لكرة القدم، والذي وصفه بمجلس الاستدامة، وهو الذي عمل على استدامة المنتخبات الوطنية بعد أن كانت موسمية، والمجلس كان برئاسة سمو الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان، وسمو الشيخ ذياب بن زايد آل نهيان نائبا للرئيس، ومحمد مطر الطاير أمين السر العام، وعمران عبدالله عمران أمين السر المساعد، ويحيى عبدالكريم المدير المالي، ومحمد راشد العتيبة عضوا، عبدالله سعيد النابودة عضوا، وسعيد عبدالله إبراهيم عضوا، ومحمد مطر المهيري عضوا، ناصر محمد اليماحي عضوا، وغانم أحمد غانم عضوا.
الرميثي زرع
وقال غراب بأن اتحاد كرة القدم الذي كان برئاسة محمد خلفان الرميثي، وسعيد عبد الغفار نائبا للرئيس، وعضوية كل من: الدكتور سليم بن سرور الشامسي، راشد علي الزعابي، عبدالوهاب أحمد الأحمد، خالد بن فارس، سعيد عبدالله المستريح، محمد مطر غراب، عبيد سعيد الشامسي، ناصر محمد اليماحي، خالد المحيربي، سار على نهج اتحاد سمو الشيخ سعيد بن زايد الذي واصل في استدامة عمل المنتخبات الوطنية الخمسة والأجهزة الفنية ووضع لبنات لمواهب ورؤية لتكون الثمرة والحصاد الوصول إلى نهائيات كأس العالم في العام القادم، مشيرا إلى أن الجيل الحالي كان ثمرة تعاقب اتحادات كل يضع بصمته فيه، لكن الختام لهذا الجيل لم يكن بقدر الطموحات، والناتج سلبي.
مسؤولية إدارية
وأكد غراب مسؤولية ضياع الحلم الذي كان نتاج عمل اتحادات متعاقبة هو الاتحاد الحالي والاتحاد السابق، كل له بصمته في الإخفاق لأن التصفيات كانت بداياتها مع الاتحاد السابق وأكملها الاتحاد الحالي، ولا يحمّل اللاعبين مسؤولية الإخفاق، لأن من المفترض أن يكون هناك منهجية عمل متكاملة توصل بالحلم إلى مبتغاه.
مشيرا إلى أن أزمة اتحاد الكرة الحالية تتمثل في عدم دراسة الواقع بشكل صحيح، لأنه لا يعقل بعد 10 سنوات احتراف أن تتسع الهوة بين كرة الإمارات والكرة المتقدمة في آسيا، فكان حريا بالاحتراف أن يقلص الفارق لا أن يتسع، ومثمنا ما قدمه فريقا العين والأهلي من جهود عبر المشاركات الآسيوية الناجحة، وهو الأمر الذي غطى على الكثير من الفوارق بين كرة الإمارات والكرة المتقدمة في آسيا.
نقاط أساسية
وقال غراب لكي تتطور كرة الإمارات لا بد أن تكون المواسم تراكمية بحيث تضاف نجاحات وخبرات المواسم الماضية للموسم الحالي والمواسم المقبلة وهكذا، مع وجود دراسات فنية تعطينا الأرقام الحقيقية للواقع الكروي، ولا بد من الوضوح حول احتياجات الموسم من عدد المباريات بدلاً من التنقل بين 12 و14 فريقا للدوري، بجانب الفترة الزمنية للموسم وتثبيت أيام المسابقة، وهي أبجديات متعارف عليها في كل العالم إلا دورينا.
سلبيات التربيطات
وأوضح غراب بأن سلبيات التربيطات ودخول أندية الهواة بقوة في انتخابات اتحاد الكرة في آخر دورتين أفرزت لنا الناتج الحالي الذي تعيشه كرة الإمارات في استغلال الانتخابات لمصلحتهم وعناصرهم، وهي ديمقراطية لا يمكن التشكيك فيها.
لكنها ممارسة أضعفت العناصر القوية التي كان يمكن أن تثري الاتحاد، بعكس الممارسة والكيفية التي جاء اتحاد محمد خلفان الرميثي فكان يضم كفاءات وأصحاب خبرات وتنوع قدم المفيد لكرة الإمارات، مؤكدا بأنه لن يترشح للعمل في اتحاد الكرة في ظل المنظومة الانتخابية الحالية.
عبد الرحمن أمين
وحول دخوله للمجال الإعلامي أكد أنه يدين بالفضل إلى عبد الرحمن أمين مدير عام قنوات دبي الرياضية الحالي، وكان في بدايات تأسيس قناة دبي الرياضية يبحث عن محللين، فكان أن اختاره في العام 88- 1989 عبر برنامج تحليل الدوري.
ثم مع الإعلامي المتميز يعقوب السعدي عبر برنامج الاتجاه الخامس، وكان برنامجا جريئا وموضوعيا، مشيرا الى أن الإعلام رسالة تقتضي الصدق والموضوعية والجراءة في تناول القضايا، وهو نهجه في التحليل والذي أدخله إلى قلوب الناس ولم يفسد للود قضية رغم أنه نقد ساخن.
أحمد عيسى ضمّني إلى الأهلي من دون مقابل مادي
كشف الكابتن محمد مطر غراب عن معلومات طريفة حول كيفية انضمامه إلى فريق الأهلي وكان عبر أحمد عيسى وهو قادم من فريق النجاح الذي اندمج لاحقاً مع فريق الأهلي وكان ذلك قبل الاتحاد حيث لم يكن هناك أي مراحل سنية للفرق في الدولة.
والطريف في الأمر انه لم يكن هناك مقابل مادي ولا حتى عيني أي بمعنى انه كان عليه أن يوفر جميع معداته الرياضية للتدريبات من ملابس وأحذية رياضية وغيرها، والنادي يوفر له فقط طقم المباريات الذي يعود لاحقاً إلى النادي.
لكن رغم ذلك كان سعيداً بأنه بات لاعباً في النادي الأهلي «ويموت» نفسه في التدريبات حتى يكون في أتم الجاهزية للعب في التشكيل الأساسي لأنه عشق النادي ويحب أن يكون مخلصاً له بالرغم من عدم وجود عقد احترافي ولا حتى حافز شهري أو راتب رمزي لكنه عشق الرياضي.
وهو الأمر الذي جعل من النادي الأهلي نقطة تحول كبيرة في مسيرته الرياضية، والمهنية والاجتماعية ويعتبر غراب النادي الأهلي جامعة تخرج منها الأجيال وهي منظومة رياضية اجتماعية وبصماتها على حياته ممتدة ومتواصلة إلى اليوم، موضحاً بأن قيم وعادات وتقاليد النادي الأهلي إرث تناقلته الأجيال جيلًا بعد جيل وهو كان سعيداً جداً بأن وجد قدوة صالحة نهل منها في شتى المجالات ومدارس تعلم منها الكثير.
البيت الإعلامي متوحد
وصف الكابتن محمد مطر غراب البيت الإعلامي بأنه متوحد ورغم تعدد الاتجاهات وتعدد القنوات وتعدد الصحف ومجالات النشر والمرئي أو المسموع فإنهم قبيلة واحدة والهدف واحد واللحمة واحدة، خاصة في الوضع السياسي الراهن الذي يتطلب منا كرياضيين أو إعلاميين أن نجعل مصلحة دولتنا الحبيبة هي العليا.
وهذا الواقع كان يجب أن يغلب على انتخابات اتحاد كرة القدم بأن تكون مصلحة كرة الإمارات هي العليا لا مصلحة شريحة معينة تمارس ضغوطاً على المجموعة لأجل تحقيق مصالحها والتي تتعارض مع مصلحة كرة الإمارات، لأن الواقع الانتخابي الحالي كان نتاجه تغليب مصلحة دوري الهواة وهو الأمر الذي انعكس سلباً وأزمات متواصلة على كرة الإمارات.
ألف درهم حافز أول ثلاث بطولات مع الفرسان
تحدث الكابتن محمد مطر غراب عن نظام الحوافز الذي كان متبعاً في النادي الأهلي في البدايات وهو لاعب جديد عليه، وقال والفخر ينبض من عينيه: «هل تصدق أن أول حافز فوز تلقيته في حياتي في النادي الأهلي كان ألف درهم وهو كان مكافأة لأول ثلاث بطولات أحرزتها مع النادي الأهلي وأنا قادم إليه من فريق النجاح، وكان مبلغاً خرافياً بالنسبة للاعب» هاوي «مثلي يعشق كرة القدم حد الجنون.
ولك أن تتخيل مبلغ الألف درهم في ذلك الوقت كان شيئاً ليس بالسهل وغطيت منه تكاليف رحلة سياحية لمدة شهرمن فئة الخمس نجوم إلى الهند، وكانت رحلة خالدة بالنسبة لي لأنها جاءت بعد حصاد ثلاث بطولات بذلنا فيها جهوداً مضاعفة فكانت رحلة استجمام واستعادة الأنفاس لمواصلة مسيرتي بروح متجددة، ولك أن تتخيل إنني وفرت بعض الدراهم من الألف درهم بعد رحلة الهند المرفهة».
الإحصائيات والأرشفة غائبة عن مسابقاتنا الكروية
انتقد محمد مطر غراب غياب الإحصائيات والأرشفة الرياضية في مسابقاتنا الكروية بجميع مسمياتها، وليس دوري الخليج العربي فحسب، وهي ظاهرة لا تسهم في تطور كرة القدم، لأن الإحصائيات الميدانية من شأنها أن تجعل الكل ملماً بواقع كرة القدم وما لها وعليها بكل دقة.
وتعمل على تطوير المسابقات بناء على أرقام وإحصائيات واضحة من حيث زمن اللعب وقدرة كل لاعب على الحركة داخل الملعب بالكيلومترات وغيرها من الجزئيات الفنية والدقيقة، وهو أمر معمول به في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم وجميع الاتحادات الأوروبية الأخرى، مما يجعل المنافسات الأوروبية ودورياتها كتابا مفتوحا للجميع، ويتم التقييم بسهولة.
وتساءل غراب عن دور اتحاد الكرة ولجانه الفنية المختلفة ولجنة دوري المحترفين من الإحصائيات والأرقام الفنية، وهو جانب مغيب تماما، وظاهرة سلبية يجب التوقف عندها وإيجاد الحلول لها، مشيراً إلى أن ما حدث في الجولة الثانية من دوري الخليج العربي خطوة طيبة في إطار القضاء على الظاهرة بالكامل.
