حارس مرمى منتخب الجزائر في المونديال لـ «البيان الرياضي»

ياسين بن طلعت: ندرة الحراس تهدد كرة الإمارات

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يحمل ياسين بن طلعت حارس مرمى منتخب الجزائر في مونديال إسبانيا 1982، ومدرب حراس مرمى الوصل المخضرم العديد من الهموم الخاصة بحراس المرمى في دولة الإمارات التي باتت تعاني العديد من المشكلات والعوائق بحيث جعلت من الصعب إفراز أجيال من الحراس المميزين، تطرقنا في حديثنا مع المدرب ياسين بن طلعت إلى كل هذه المشكلات، كما سألناه عن حراسة مرمى الوصل واستعدادها للاستحقاق الآسيوي المقبل، واستطلعنا رأيه في حراس مرمى منتخبنا الوطني.

في بداية حديثه أكد لنا المدرب المخضرم ياسين بن طلعت أن مشكلة ندرة الحراس المميزين لا تهدد دولة الإمارات فحسب لكنها مشكلة موجودة على مستوى العالم وتعاني منها معظم أندية الدولة، موضحاً أن مركز الحارس مهم ويحتاج إلى مواصفات خاصة فيمن يشغله، فلابد من أن يكون قوي البنية ويتمتع بالموهبة في نفس الوقت.

نصف الفريق

وقال: نعاني كمدربين لحراس المرمى، وخصوصاً من يمارس العمل في المراحل السنية، حيث إن معظم أولياء الأمور يرغبون في أن يصبح أبناؤهم مهاجمين بغية الشهرة وغيره، في حين أن حارس المرمى يمثل نصف الفريق، وللأسف فإن معظمهم يرفض مشاركة ابنه في هذا المركز ما يحرمنا المواهب في حماية العرين.

وأضاف: بعض الأندية تصرف مكافآت لمن يشارك في هذا المركز كنوع من التشجيع للاعبين ولأولياء الأمور على استمرار أبنائهم في مركز حراسة المرمى، لكني ضد هذا المبدأ، وخصوصاً وأن اللاعب مازال صغير السن ويعتاد على مثل هذه الأمور، فماذا عندما يكبر، وفي هذه السن الصغيرة غرس الانتماء وحب اللعبة أفضل.

الوصل

وعن رأيه في أداء حارس الوصل حميد عبد الله، قال: لقد قدم حميد عبد الله موسماً جيداً مع الإمبراطور وأتيحت أمامه الفرصة بعد رحيل راشد علي للوحدة وكان على قدر المسؤولية وثقته بنفسه تزداد مع الوقت، مشيراً إلى أن مسألة رحيله لأداء الخدمة الوطنية الموسم المقبلة ليست مؤكدة، كما أن الوصل يذخر بالعديد من المواهب الشابة سواء في فرق الرديف أو في فرق الأكاديمية لكنها تحتاج إلى الفرصة، على أن تكون عملية الدفع بها للقاءات الرسمية بصورة تدريجية حتى يستطيع الوصل أن يمتلك الجيل الثاني من الحراس.

بحيث يكونون جاهزين لأي مواجهة، لافتاً إلى أن العناصر المميزة موجودة لسد أي نقص في هذا المركز الحساس ولا يحتاج الوصل إلى المزيد من الحراس، لاسيما وأن عدد الحراس المميزين لا يتجاوز اثنين أو ثلاثة على مستوى الدولة ولن تفرط أنديتهم فيهم، لذا من الصعب الحصول على حارس مميز في الوقت الراهن.

وقال المدرب المخضرم إن الدفع بحارسين لا يلعبان في ناديهما ضمن صفوف منتخبنا الوطني يعتبر خطأ استراتيجياً وغير مقبول، ولابد من اختيار تشكيلة مكونة من حراس مؤهلين ومتفاعلين داخل المستطيل الأخضر.

طبيعة

وأضاف: «إن تدريب حراس المرمى ذو طبيعة خاصة ويختلف عن التدريبات العادية لباقي اللاعبين، حيث إن الحارس يحتاج إلى بيئة معينة كما أنه يتعامل مع مدربه دون العمل والتدريب مع الفريق».

وقال: «المشكلة الحقيقية التي تواجه حراس المرمى في الإمارات هي غياب المدرب الكفء القادر على إفراز جيل من الحراس المميزين، وللأسف معظم الأندية تستعين بمدربين يفتقرون للخبرة والبعض من حراس المرمى لا يعرف كيف يمسك الكرة وتمر الحصص التدريبية على الحراس مرور الكرام دون توضيح الأخطاء وعلاجها لحراس المرمى حتى يستفيد ويعالج أخطاءه.

مدربون أجانب

وقال:» مشكلة غياب حراس المرمى المميزين مشكلة تعاني منها معظم دوريات العالم وليس الدوري الإماراتي فحسب وذلك لافتقاد المدرب الخبرة الذي سبق له ممارسة حراسة المرمى ويمتلك مستوى عالياً يؤهله للتدريب عن اعتزال لعبة كرة القدم«.

وأضاف الدولي الجزائري السابق: هناك مشكلة كذلك تعاني منها بعض الأندية حيث يلجأ البعض منها إلى الاستعانة بمدربي حراس أجانب للمراحل السنية وهذا خطأ جسيم، لأن المدرب الأجنبي قد يكون خبرة وعلى مستوى عالٍ ويمتلك القدرة على تولي المهمة.

إلا أنه يفتقر إلى التواصل السليم مع اللاعب الصغير الذي لا يعرف لغة المدرب الأجنبي لأن التواصل اللغوي مهم في هذه المرحلة السنية حتى يتلقى الحارس المعلومات بوضوح ويفهمها جيداً ومعظم الحراس في هذه السنة لا يجيدون اللغات وهذه عقبة وصرف على الفاضي وهدر لموارد النادي دون طائل، وهناك نماذج ومدربون على أعلى مستوى في دورياتنا العربية وممكن الاستعانة بهم.

جيل

وتابع مدرب حراس المرمى بنادي الوصل:» الفترة السابقة أفرزت لنا جيلاً مميزاً من حراس المرمى أمثال محسن مصبح وجمعة راشد وماجد ناصر، وحالياً الحراس المميزون يعدون على الأصابع لأن عمل المدربين أصحاب الكفاءة كان واضحاً وهؤلاء لا وجود لهم حالياً«.

موضحاً:»هناك بعض التجارب الجيدة للنهوض بمستوى الحراس أبرزها برنامج مجلس دبي الرياضي«حارس المستقبل» الذي يهدف إلى تطوير مستوى الحراس، لكن ينقصه من وجهة نظري عدم وجود مدرب الحارس معه أثناء سفر الحارس إلى الخارج وهذا أمر ينقص ويعيب هذه التجربة وأنصح بشدة بأن يكون مدرب الحارس معه في البرنامج.

العلاج

قال مدرب الحراس المخضرم ياسين بن طلعت: «نلخص العلاج في عدة أمور أبرزها الاستعانة بالمدربين الأكفاء أصحاب الخبرة، وسبق لهم وأن مارسوا اللعبة، وطرح قضية حراس المرمى للنقاش العام من خلال الهيئات والاتحادات والمجالس الرياضية والخروج بالعديد من التوصيات التي تصب في صالح تطوير حراسة المرمى بالدولة».

«المعايشة التدريبية» يهدف إلى الارتقاء بمستوى الحراس

كشف ياسين بن طلعت أن إدارة الوصل تحرص على عمل برنامج تحت مسمى «المعايشة التدريبية»، إلى جانب البرامج التي ينظمها مجلس دبي الرياضي لفرق الأكاديميات بكافة مراحلها العمرية، فهناك برنامج «مهاجم المستقبل».

وكذلك برنامج «حارس المستقبل»، حيث ينظم المجلس من خلال هذه البرامج معسكرات خارجية لفرق الأكاديميات بأندية دبي، بجانب ما تنظمه إدارة الوصل من معسكرات أخرى، ففي الصيف الماضي أقامت معسكراً خاصاً للحراس في مدينة دوسلدورف الألمانية.

ويسهم برنامج «المعايشة التدريبية» في تطوير مستوى الحراس، ويقوم المدرب علي سالم عاشور مدرب الحراس بفريقي تحت 14 و15 سنة، بدور فعال في تجهيز وإعداد الحراس، حيث ضم المعسكر وقتها 4 لاعبين هم: فهد العوضي، وعبدالله علي، وحمد الشيباني وسيف العوضي.

علي خصيف وماجد ناصر الأفضل على مستوى الدولة

أكد المدرب ياسين بن طلعت أن الحارسين علي خصيف و ماجد ناصر هما الأعلى خبرة في حراسة المرمى على مستوى الدولة، ويتمنى أي مدرب حراس وجودهما معه، لافتاً إلى أن معظم أندية الدولة تفتقر إلى وجود الحارس الخبرة، وهذه مشكلة تعصف بجميع الأندية.

وقال:«أي ناد يمتلك حارساً بمواصفات علي خصيف أو ماجد ناصر، فسيمنح الراحة للجميع داخل النادي وخصوصاً مدرب الحراس الذي سيكون مرتاح البال.

واختتم حديثه بالقول:«لابد وأن نعطي الفرصة للحراس الشباب للمشاركة في اللقاءات الرسمية، لكن لابد وأن تتم العملية بصورة تدريجية، حرصاً على مستقبل الفريق الأول، وخصوصاً وأن مركز الحراسة حساس وأي خطأ فيه قد يكلف الفريق بطولة، وليس معنى ذلك أن لا نقوم بإعطاء الفرصة للحراس الشباب».

Email