شخّص الداء والدواء

حمدون: الرياضة تدار بالصداقة !

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد الدكتور محمد سالم سهيل حمدون الأمين العام المساعد السابق للهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، قائد وهداف الأهلي والمنتخب الوطني السابق، أن التطوير طال كافة مناهج وجوانب الحياة في الدولة، ولكنه لم يطل الرياضة الإماراتية، التي لا تزال تعتمد على الصداقة والمحسوبية و«شيلني وأشيلك»، ونحتاج حتى تتطور الرياضة في الدولة، إلى وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، واختيار الراغبين في العمل، وقلبهم على الرياضة، وقادرون على التخطيط لها بالشكل المثالي، وإبعاد الدخلاء على الرياضة، والباحثين عن المصالح الخاصة، لأنه انتهى عالم الفهلوة، وأكد أنه إذا لم نأخذ بأسباب التطور، سيبقى حال الرياضة الإماراتية كما هو.


تحدث الدكتور حمدون، عن المشاكل الأخيرة التي تعيشها كرة القدم الإماراتية، خاصة على صعيد اللوائح والقوانين، قائلاً: «ما يحدث حالياً من بلبلة، سببه تعارض اللوائح والقوانين مع بعضها البعض، وحتى في الاستبيان إذا فهم السؤال بطريقتين، فبالتأكيد هناك خطأ، وسبق أن كنت موجوداً في لجنة من لجان اتحاد الكرة، وتعرفت على لوائح غامضة، بمعنى أن هناك لائحة تقول شيئاً، وأخرى تنفيه، وأي لائحة تفسر بأكثر من تفسير، تكون خاطئة، وللأسف هناك لوائح منقولة من قوانين أوروبية أو مناطق أخرى بدون تنقيحها بما يتناسب وطبيعة الرياضة الإماراتية، لأن من يضعها أشخاص قانونيون، ونحن بحاجة الى أشخاص قوانين رياضيين، لأن قانون الرياضة يختلف عن قانون المحاكم المدنية، لأن الرياضة فيها مرونة، ويجب أن تكون قوانينها واضحة والكل يفهمها بنفس الطريقة».


الحوكمة
أما بالنسبة للمطالبة بالشفافية والحوكمة، وكشف الأندية عن ميزانيتها، وفكرة توحيد العقود، والسقف الموحد لرواتب اللاعبين، قال الدكتور حمدون: «تنفيذ الحوكمة صعب على الأندية، مع تأكيدي على ضرورة أن يكون هناك تدقيق على موازنات الأندية من المجالس الرياضية، ولكن يبقى ما يجري داخل النادي أمر خاص لا يجوز الإعلان عنه، وأمر توحيد العقود، خطأ، لأن الكرة عرض وطلب، واللاعبون يختلفون فيما بينهم بالإمكانيات، وهناك لاعب نجم، وآخر عادي، ولاعب أجنبي، وإذا تحكمت في سقف اللاعب المواطن، فيجب التحكم في سقف اللاعب الأجنبي، وهذا مستحيل مع السوق العالمية لكرة القدم، ووضع سقف مثلاً بمليون درهم للاعب، لن يمنع أن تكون هناك أموال أخرى تدفع للاعب من تحت الطاولة، بما يفتح باب التلاعب في العقود والرواتب، وهي أمور لن تنكشف إلا في حالة وقوع خطأ».


الاحتراف
أرجع الدكتور حمدون، ما تعانيه الأندية حالياً من مشاكل مالية، إلى تطبيق نظام الاحتراف بشكل مفاجئ بدون دراسة أو ضوابط، مع قلة اللاعبين المميزين، وكثرة الطلب، وهو ما أدى إلى ارتفاع سقف الرواتب مرة واحدة، وحدث ما يمكن تسميته بـ «انفلات الرواتب»، وقال: «للأسف، رغم الميزانيات الكبيرة التي تنفق، إلا أن الجميع يتنافس على اللاعبين وعلى دوري محلي، والإفلاس ليس مشكلة الأندية الإماراتية وحدها، لأن هناك أندية في أوروبا مفلسة، ولكن المشكلة أن أنديتنا تصرف كثيراً، والدخل قليل، ويعتمد بشكل كبير على الدعم الحكومي،».


تابع قائد الأهلي والمنتخب الوطني السابق: «الاحتراف في الإمارات، ليس فاشلا، ولكنه ليس كما نريد، وعلى سبيل المثال، لا توجد حتى الآن دراسة رسمية حول مشاكل وايجابيات الاحتراف الحالي، حتى نستطيع من خلالها التقييم والعلاج للمشاكل، والناس كلها تصرخ، والبعض يقول إن احترافنا على الورق، والبعض يشير إلى أن احترافنا في الرواتب فقط، وكلها أراء صحيحة، لأنه ليس أمامنا دراسة نتحدث من خلالها، وحتى كلاعب كرة القدم محترف، لا تعتبر وظيفة حتى الآن، فليس لها سند اجتماعي أو تأمين، ولا يوجد بطاقة هوية مكتوب في خانة الوظيفة لاعب محترف».


أكمل الدكتور حمدون: «كما أنني لا أرى هناك بصمة للاحتراف على مستوى الكرة الإماراتية، وما قدمه لنا حتى الآن شيئاً بسيطاً، وحتى منتخبنا الوطني الأول الحالي، يضم مجموعة من اللاعبين مع مدربهم مهدي علي، وتم تجميعها معاً منذ سنوات طويلة، وحتى قبل الاحتراف وصلنا إلى نهائي كأس آسيا للمنتخبات، وحصل العين على لقب دوري أبطال آسيا، مما يعني أن الاحتراف لم يقدم شيئاً، وما قدمه حقيقة عبارة عن مشاكل ورواتب عالية وأندية مفلسة، والغرض منه كان إرضاء الاتحاد الأسيوي في فترة من الفترات، ومن هنا أرى ضرورة إجراء دراسة لتقييم فوائد وسلبيات المنظومة، ولكن دون التفكير في إلغاء الاحتراف».


الاستثمار
تحدث الأمين العام المساعد السابق للهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، عن إمكانية الاستثمار في أندية كرة القدم بالدولة، قائلاً: «أين الشركات التي يمكن لدينا أن تستثمر في أندية الكرة، فالشركات ترغب في مردود، وحتى الشركات الاستثمارية التي تم تشكيلها لبعض الأندية حالياً، لن تستطيع تغطية المصاريف، لأن المردود من المباريات قليل، وليس هناك دخل سوى إيجارات بعض البنايات أو المحلات، إذا وضع في الاعتبار أن اللاعب الواحد ربما يحصل على راتب شهري يتراوح ما بين 700 إلى 800 ألف درهم».


علق الدكتور حمدون، على مقترح بفتح الباب أمام اللاعب الخليجي للعب في دوريات الخليج كلاعب مواطن، وإمكانية أن يساهم هذا في تخفيض رواتب اللاعبين.


تابع قائد الأهلي السابق: «أما فكرة أن يساهم فتح الباب أمام اللاعب الخليجي في تقليل رواتب اللاعبين، فهذا الأمر يجب أن ننساه، لأنه سيبقى أيضاً العرض قليلا والطلب كثيراً، وفي كل ناد خليجي تقريباً، لديه لاعبون يتمسك بهم مميزون، والكل في الشارع يتحدث عن رواتب اللاعبين العالية، وهذا حال العالم الآن، وليس بدعة لدينا فقط، ولكن ما المردود، ففي أوروبا اللاعب يدخل إلى النادي أكثر من عقده، ما بين شركات رعاية، وبيع قمصان، وغيرها، ولكن الأندية هنا تعيش على المعونة الحكومية، ولكن المفترض أن يكون الباب مفتوحاً أمام اللاعب الخليجي للعب في أي ناد بالمنطقة، بهدف الفائدة الفنية، ويجب أن يكون تعود اللاعبين على الاحتراف من السن الصغيرة وصولاً إلى مرحلة الرجال، وليس العكس كما عملنا».


مساومة ابن النادي مرفوضة
أكد الدكتور محمد سالم سهيل حمدون رفضه لمساومة اللاعبين أبناء الأندية لأنديتهم. وقال: «من وجهة نظري، اللاعب ابن النادي مرفوض أن يساوم ناديه، ويجب أن يمضي على بياض، والنادي يقدره ويعطيه حقه إذا كان اللاعب على مستوى مميز».
وتابع: «أما اللاعب المحترف والمنتقل من نادٍ لآخر، فمن حقه المساومة، لأن السوق عرض وطلب، ولكن يجب ألا يحصل على أكثر مما يحصل عليه ابن النادي، لأن النادي صاحب حق عليه».

دوري
رأى الدكتور محمد سالم سهيل حمدون، أن لقب دوري الخليج العربي، في طريقه إلى الجزيرة، إلا إذا أعاد الجزيرة سيناريو كل موسم، بالتدهور في الجولات الأخيرة، ولكن حتى الآن، الأهلي يحاول، وما زال في المنافسة، وكذلك العين والوصل، ولكن يبقى الجزيرة الأكثر حظوظاً بالفوز باللقب.


انتخابات الاتحادات غير صحيحة
أشار الدكتور محمد سالم سهيل حمدون، إلى أن الانتقادات الحالية لاتحاد الكرة، سببها أن الانتخابات التي حصلت في كل الاتحادات الرياضية ومنها اتحاد الكرة، غير صحيحة، وأفرزت بعض الناس على قدر كاف من الدراية لدخول الاتحادات، وإذا كانت الأندية ليس لديها ثقة في أعضاء الاتحاد، تحدث المشاكل، لأنه يعرف أن العضو الموجود ليس الشخص المناسب في هذا المكان، ولكن إذا كان العضو لديه علم كفاية، سوف تثق به الأندية.


وعن طريقة إجراء الانتخابات والتي يراها من وجه نظره غير احترافية، قال الدكتور محمد سالم سهيل حمدون : «للأسف المشكلة أن الانتخابات تجري بمبدأ »شيلني وأشيلك« »ورشحني أرشحك« »وتدعمني أرشحك،« واستغلت بعض الأندية الانتخابات لتحقيق فائدة، وتكون المحصلة أشخاص في مكان ليس لديهم العلم، وإذا لم تكن متمكناً من نفسك تحدث المشاكل، وهو الذي يحصل الآن».


فرصة أنديتنا في البطولة الآسيوية محدودة
أكد الدكتور محمد سالم سهيل حمدون، أنه ليس لديه الثقة في إمكانية فوز نادي إماراتي بدوري أبطال آسيا في الموسم الحالي، وقال: «لا أثق في لاعبينا وأنديتنا للفوز بالآسيوية، لأن التركيز عندنا على 3 أو 4 بطولات في الوقت نفسه، ولا نملك بديل بنفس مستوى الأساسي، بالإضافة إلى فارق توقيت البطولات المحلية مع غرب آسيا، كما أن إعدادنا قبل الموسم، يكون للمنافسة على الدوري المحلي، وليس البطولة القارية». فيما رأى، أن الأرجنتيني ميسي، أفضل لاعبي العالم، ومعه البرتغالي رونالدو، مع الاختلاف بين الاثنين، موضحاً: «رونالدو هداف، وميسي قادر على مساعدة فريق بأكمله».

وتابع: «ليس بعيداً أن نرى لاعباً إماراتياً يشارك في الخارج، وعمر عبد الرحمن لاعب العين، لا يزال لديه القدرة على ذلك إذا قرر الاحتراف الخارجي، مع العلم أنه ضرورياً أن يكون اللاعب موهبة، ويتدرب من سن صغيرة في الخارج، والمواهب نادرة، ومن الصعب تكرارها».


حلم المونديال «الأخير» للجيل الحالي
رأى الدكتور محمد سالم سهيل حمدون، أن الجيل الحالي من لاعبي المنتخب الوطني الأول، قادر على الوصول إلى كأس العالم بروسيا 2018، وقال: «وفق المعطيات التي أمامنا، فالجيل الحالي من المفترض قادر على الوصول للمونديال، ومستوانا يرتفع الآن مقارنة بتراجع دول أخرى مثل اليابان، والصين تراجعت بعد تطبيق الاحتراف».


وأضاف: «ما يميز الجيل الحالي، تدرجه في المراحل السنية للمنتخبات والأندية مع بعضه البعض، وإذا لم يصل هذا الجيل للمونديال، فيجب أن ننسى تحقيق هذا الحلم في السنوات المقبلة».
وتابع: «أتمنى تكرار التجربة، ويجب أن تكون لدينا منتخبات سنية موجودة ومتواصلة معاً، بعد نجاح الجيل الحالي، والذي جاء ثمرة اهتمام اتحاد الكرة بالمراحل السنية في فترة من الفترات، ولكن للأسف هذا الجيل سوف ينتهي قريباً ومعاً لأنهم من سن واحدة، ويجب أن يكون هنا الامتداد للمنتخب، وليس إحلالاً وتجديداً».


«رموز الخير» مبادرة تستحق الإشادة
اعتبر الدكتور محمد سالم سهيل حمدون، أن التكريم الذي حظي به من لجنة دوري المحترفين، قبل لقاء الأهلي والشباب في الجولة 18 لدوري الخليج العربي، ضمن مبادرة «رموز الخير» التي أطلقتها اللجنة دوري المحترفين، تماشياً مع إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، عام 2017 في دولة الإمارات العربية المتحدة عاماً للخير، مبادرة جميلة، تستحق الإشادة بالقائمين عليها. وأوضح قائد الأهلي السابق: «المبادرة، ساهمت في تعريف الجيل الحالي، بالأجيال السابقة التي لا يعلم عنها شيئاً، رغم أنها من قامت بتأسيس الرياضة وكرة القدم في الدولة، لكن القنوات الرياضية، يذيعون بعض المباريات القديمة في شهر رمضان المبارك، ولكني فوجئت بأنه لا يوجد لديهم فيديو لهدف واحد من مبارياتي القديمة، ولا أعرف من المسؤول عن هذا التقصير».

Email