ظهير الأهلي الطائر ينصح الأجيال الجديدة بالتوفير

حمزة عباس: الاعتزال حرمني من مونديال إيطاليا

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحدث حمزة عباس لاعب فريق الأهلي السابق، عن مسيرته في ملاعب كرة القدم، كاشفاً عن الكثير من الأمور الهامة، والصعوبات التي واجهت أبناء جيله، مقارنة بما تحظى به الأجيال الحالية من إمكانيات عالية، وأشار إلى الإصابة التي تعرض لها، واضطرته إلى الاعتزال مبكراً، لأن التطور الحالي في علاج إصابات الملاعب، لم يكن متوفراً وقتها، وحرمه هذا من تحقيق أمنيته بالمشاركة في كأس العالم بإيطاليا 1990.

كما تحدث عن أبرز اللاعبين الذين لعب إلى جانبهم، ومنهم شقيقه الدكتور موسى عباس، الخبير الكروي، عضو لجنة المنتخبات الوطنية باتحاد الكرة، وأشار إلى أن اللاعبين الحاليين مدللين، ونصحهم بالتوفير والاستثمار، لأن كرة القدم لا تدوم طويلاً، والجميع ينسى اللاعبين بمجرد الخروج من البساط الأخضر.

10 سنوات

يقول حمزة: «لم أكن تجاوزت 10 سنوات فقط، عندما انضممت للعب في صفوف الأهلي، كظهير أيسر، وهو المركز الذي شغلته في صفوف»الفرسان«حتى الاعتزال، ولكني مع المنتخب الوطني الأول، لعبت ظهير أيمن، لأن مدرب»الأبيض«وقتها الإنجليزي دون ريفي، اختار حسن علي لاعب نادي الشباب، للعب ظهير أيسر، ودفع بي للعب كظهير أيمن، ولم يكن الأمر يمثل مشكلة بالنسبة لي، لأنني كنت أجيد اللعب في المركزين».

واصل ظهير «الفرسان» السابق: «مررت بمحطات هامة بالطبع خلال مسيرتي مع المراحل السنية بالأهلي، وأهمها اللعب في منتخب المدارس عام 1975، وكذلك للمنتخب العسكري، وكان وقتها المدرب الإيراني حشمت مهاجراني، كما شاركت مع المنتخب الأول في تصفيات كأس آسيا في أبوظبي، وفي فترة من الفترات كنت انا ومحمد مطر غراب فقط، من لاعبي الأهلي في صفوف المنتخب الأول، ولكني لم ألعب كثيراً في صفوف»الأبيض«، بسبب تعرضي لإصابة شديدة في أنكل القدم، والعلاج لم يكن متطوراً مثل الآن».

الفريق الأول

أكمل حمزة: «تم تصعيدي إلى صفوف الفريق الأول للكرة بالأهلي عام 1980، وظللت بعدها لاعباً في التشكيلة الأساسية طوال 15 عاماً تقريباً، وحققت مع الأهلي بطولات مهمة أعتقد أنها تتراوح ما بين 3 إلى 4 ألقاب في الدوري وكأس صاحب السمو رئيس الدولة، وبعد الاعتزال المبكر لظروف الإصابة، عملت مديراً لفريق الشباب تحت 20 سنة بالنادي الأهلي، ثم عملت مديراً للفريق الأول، خلفاً لزميلي السابق محمد مطر غراب».

يتذكر حمزة عباس، أهم مبارياته في مشواره مع الأهلي، قائلاً: «كانت مباراة لنا أمام الشباب في الدوري، وجرت في استاد راشد، ولكني لا أتذكر التاريخ جيداً، ووقتها لعبت واحدة من أفضل مبارياتي، مع العلم أن أرض إستاد راشد كانت من النجيل الصناعي»الترتان«، ولكننا كنا قادرين على اللعب عليها بمهارات عالية، وبحضور جماهيري كبير لم يعد موجوداً الآن في مباريات دورينا».

زملاء وأهداف

أما عن أهم وأجمل الأهداف التي لا يزال يحتفظ بها في ذاكرته، قال نجم الأهلي السابق: «المشكلة أنني عندما أسجل أهدافاً يكون فريقي فائزاً في تلك المباراة بأربعة أو بخمسة أهداف، ولم يكن هناك تأثير للهدف الذي أسجله على حسم الأهلي للمباراة، وأتذكر أننا في هذا التوقيت، لم نكن نفكر في الأهلي بالفوز فقط، ولكن كنا نفكر في عدد الأهداف التي يمكن تسجيلها، وكنا نتسابق على تسجيل العدد الأكبر فيما بيننا، لأن فريقنا كان قوياً للغاية، ولم يكن هناك تفكير في إمكانية الخسارة».

أشار حمزة عباس إلى الزملاء الذين عاصرهم في الملاعب، قائلاً: «لعبت إلى جوار جيل متميز من اللاعبين الكبار، أمثال أحمد عيسى، ومحمد سالم»حمدون«، وعتيق جمعة، وإبراهيم رضا، ومحمد مطر غراب، وحسن روشان، واللاعب المغربي محروس، وغيرهم من النجوم الذين أثروا ملاعبنا بالكثير من المهارات والفنيات العالية التي أمتعت الجماهير في الزمن الماضي».

العائلة الواحدة

تابع ظهير الأهلي السابق: «لعل من أجمل ما كان في عصرنا، هي الروح العائلية التي كانت تجمع بين الفريق سواء من أجهزة فنية أو إدارية أو لاعبين، لأنه لم يكن موجوداً لدينا أي مغريات أخرى للحياة مثل المتوفرة حالياً، ولم يكن أمامنا سوى النادي والبيت، ولذا كنا حريصين عقب نهاية كل مران، على البقاء في النادي الأهلي حتى النوم، للعب البلياردو وغيرها من الألعاب الأخرى التي كانت متوفرة، ونغادر النادي إلى البيت للنوم».

أشار حمزة عباس، إلى أن كرة القدم كانت أكثر جماهيرية مما هي عليه الآن، خاصة في الديربيات الكبرى، لعدم توفر النقل التلفزيوني وقتها بالكفاءة والإمكانيات العالية حالياً، وبالتالي لم يكن أمام مشجعي ومحبي الكرة سوى التوجه إلى الملاعب لمتابعة المباريات.

قال ظهير «الفرسان» السابق: «النقل التلفزيوني للمباريات، رغم التشفير الحالي للمباريات، لكنه أثر سلباً على الحضور الجماهيري في المباريات، ولم نعد نرى الأعداد الكبيرة التي تملأ مدرجات ملاعبنا، كما كنا نشاهد في الماضي، خاصة في الديربيات الكبرى في مباريات مثل الأهلي أمام الشباب أو النصر».

تابع حمزة: «بالتأكيد أبعد النقل التلفزيوني، جماهير الكرة الكبار في السن، عن حضور المباريات من المدرجات، وأصبحت جماهير الملاعب الآن، أكثرها من الشباب والمراحل السنية الأقل، وأنا على سبيل المثال، كنت في السابق ولوقت قريب، حريصاً على متابعة مباريات الأهلي من الملاعب، ولكني الآن أشاهدها عبر شاشات التلفزيون».

المكافآت المالية

كشف حمزة عن المكافآت المالية التي كان يحصل عليها اللاعبون، وقال: «كان كل لاعب يحصل على مكافأة مالية تصل إلى 5 آلاف درهم عقب نهاية الدوري، إلى جانب مكافآت مالية بسيطة في بعض المباريات الهامة، وكان النادي يخصم من تلك المكافآت لوضعها في صندوق اللاعبين، والذي كان يتم تجميع مبالغ مالية فيه لمساعدة اللاعبين في الظروف الخاصة».

أكمل حمزة: «لكن الآن، يتم تدليل اللاعب بشكل مبالغ فيه، وهم محظوظون بالإمكانيات المتاحة، ويأخذون ولا يعطون، مع اعترافنا بتغير المنظومة الكروية في العالم، وأصبحنا نرى اللاعبين بلا حسد، يأتون إلى التدريبات بسيارات رولزريس وبنتلي وغيرها من السيارات الفخمة، وأنا هنا أطالب اللاعبين بعدم الإسراف، ومعرفة كيفية استثمار ما لديهم من مال، لأن كرة القدم عمرها قصير، ويمكن في لحظة تنتهي مسيرة اللاعب، وعندما تخرج من البساط الأخضر، لن يسأل عنك أحد».

أما عما يثار حول ضرورة وضع سقف لرواتب اللاعبين، قال حمزة: «جودة اللاعب وتميزه، هي من تحدد العرض والطلب، ولا يمكن أن تقول حمزة مليون ونصف، وعموري مليون ونصف، وحتى في البلياردو، الكرة تكون بألوان مختلفة ولكل منها مهمته الخاصة، وحتى بين ميسي ورونالدو، هناك فوارق، ولكننا في الحقيقة، نبالغ هنا كثيراً في صفقات اللاعبين».

الجناح الطائر

كشف حمزة عباس، أن جماهير الكرة الإماراتية، أطلقت عليه لقب «الجناح الطائر»، عندما كان في الملاعب، لأنه كان يجيد الانطلاق واللعب من الأجناب، ولعب الكرات العرضية بكفاءة عالية.

كما كشف، أنه لم يتعصب طوال حياته في الملاعب، وكان يتسم بالهدوء والسيطرة على أعصابه في أكثر مواقف المباريات توتراً، ولهذا لم يحصل طوال مسيرته إلا على إنذار وحيد، رغم أنه يلعب في خط الدفاع، والمعروف أن من يلعب في هذا الجزء من الملعب، يؤدي دوره ببعض الخشونة .

السيارة الأولى وأمنية لم تتحقق

كشف حمزة عباس، إلى أن أول سيارة امتلكها، كانت مرسيدس مستعملة، وقام بشرائها بعد سنوات من اللعب.

كما أشار إلى أنه كان يتمنى المشاركة مع منتخبنا الوطني الأول، في كأس العالم لكرة القدم في إيطاليا 1990، ولكنه كان قد اعتزل قبلها بسنوات قليلة.

أوضح حمزة، أن لديه ابناً وحيداً، فضل العمل طياراً عن لعب الكرة، مثل والده وعمه، مشيراً إلى أن الدكتور موسى عباس، لعب إلى جواره في السنوات الأخيرة قبل اعتزال حمزة.

غضب الوالد

تحدث حمزة عباس، عن موقف طريف كان يتعرض لها في بعض الأحيان من والده، قائلاً: «في بعض المباريات، لا أقدم المستوى القوي، وأتعرض للهجوم من الجماهير، في ظل الحضور الجماهيري الكبير الذي سبق وأشرت إليه».

تابع حمزة: «كان والدي، حريصاً على حضور أكثر المباريات التي أشارك فيها، وكانت بعض الجماهير تفقد أعصابها، وتقوم بتوجيه السباب لي، وأنا لا ألوم الجماهير، ولكن هذا كان يغضب والدي كثيراً، ويصب غضبه علي فور العودة إلى المنزل، ويطالبني بالتركيز واللعب بشكل جيد في المباريات المقبلة».

الكرة الجماعية طغت على المهارات الفردية الجميلة

أكد حمزة عباس، أن طرق اللعب الحالية تغيرت كثيراً عن وقت أن كان لاعباً في الأهلي، ورأى أن الكرة الحالية أكثر متعة وإثارة من الزمن الماضي، ولكن هناك نقص كبير في المواهب القادرة على تقديم المتعة الكروية الفردية، وعندما تتواجد تلك الموهبة، تجبرها الأجهزة الفنية على اللعب الجماعي، وبالتالي لا تقدم اللمحات الفنية الجميلة في المباريات.

قال حمزة: «هناك تغييرات كثيرة على خطط وأسلوب اللعب عن السابق، ولكني أرى أن الكرة الحالية أكثر إمتاعاً، ولكن ليس في دورينا، لأن اللاعبين الأجانب الموجودين في أنديتنا ليسوا على مستوى عال، وكذلك اللاعبين المواطنين، رغم ما يحصلون عليه من رواتب مبالغ فيها، مع الاعتراف بقلة أو بندرة الموهوبين، بسبب طغيان الأداء الجماعي على الفوارق والمهارات الفنية».

Email