عائشة الطنيجي: قضية فاندرلي بسيطة والفتاوى الخاطئة أشعلتها

ت + ت - الحجم الطبيعي

7 سنوات كاملة قضتها المحامية عائشة الطنيجي في عضوية لجنة أوضاع وانتقالات اللاعبين في اتحاد الكرة، تعمل في صمت في نظر العديد من القضايا القانونية والنزاعات بين الأندية واللاعبين مع زملائها أعضاء اللجنة، دون أن يسمع لها صوت، حتى لعبت الصدفة، التي تعتبر لاعباً أساسياً في حياتها، ووضعتها في بؤرة اهتمام مختلف وسائل الإعلام والشارع الرياضي، بعد أن تألقت في مرافعتها القانونية في قضية الموسم، الخاصة بالبرازيلي فاندرلي لاعب النصر، أمام هيئة التحكيم، ونجحت في نقل الرأي القانوني لاتحاد الكرة ممثلاً في لجنة أوضاع وانتقالات اللاعبين.

وبعد تلك المرافعة المتميزة قامت عائشة الطنيجي بمرافعة أخرى ولكن على الورق من خلال «البيان الرياضي» أكدت خلالها أن قضية فاندرلي، بسيطة، ولكن غير المختصين أشعلوها بفتاوى خاطئة دون دراية بالقانون، فأصبحت صعبة بتفسيراتهم.


وعن نظرتها للوضع في قضية فاندرلي تقول عائشة الطنيجي: اسمح لي عدم الخوض في القضية لكونها معروضة أمام لجان قانونية في اتحاد الكرة، ولكن أؤكد أن موقف لجنة أوضاع وانتقالات اللاعبين القانوني سليم، لكوننا نسير بالخطوات القانونية، سواء في المواد واللوائح الرئيسة أو التفسيرات وتكييف القضية ونتحدث بمنطق قناعتنا بقراراتنا.


قضايا
وعن أبرز القضايا التي تعرض على اللجنة من خلال وجودها في المطبخ القانوني تقول عائشة الطنيجي: تمثل العقود بين الأندية واللاعبين وسقف الرواتب وعملية الانتقالات الجزء الأكبر من القضايا، حيث لم تنضج تجربنا الاحترافية بالشكل الكافي حتى الآن إضافة إلى نقص الكادر القانوني المتخصص في الترافع في القضايا الرياضية، فالإمارات لا تملك خلال تلك الفترة إلا 4 محامين فقط متخصصين في القضايا الرياضية، وهذا عدد قليل للغاية مقارنة بحجم العمل والقضايا.


وتعتبر قضية لاعب الوصل السابق فهد حديد من أبرز القضايا التي تم نظرها خلال تلك الفترة، حيث استمرت فترة من الوقت، لكونها قضية شائكة، وتم إنجازها وفق اللوائح والقوانين، ما يثبت كفاءة زملائي أعضاء اللجنة الذين يعتبرون من القامات القانونية.


وتطرقت عائشة الطنيجي إلى نقطة مهمة متعلقة بالقضايا وقالت: نعاني من استخدام العاطفة في الأمور القضائية القانونية، حيث إن البعض ينظر لبعض القضايا نظرة عاطفية بحكم الانتماء، وهذا يعتبر نوعاً من الضغط، ومن هنا نجد أن القضايا السهلة تصبح صعبة كما يحدث حالياً في قضية فاندرلي، حيث أشعلتها تفسيرات غير المختصين وتفاعل معها البعض في الشارع الرياضي.


تعديلات
وعن التشريعات واللوائح المنظمة للعمل تقول عائشة الطنيجي: توجد لدى اتحاد الكرة منظومة قانونية متميزة، ولكن الواقع الميداني يفرز العديد من القضايا المختلفة، مما يتطلب التعايش معها من خلال التطوير المتواصل للوائح والتشريعات، لتواكب المستجدات، ولكننا نطالب بمزيد من الوعي والثقافة القانونية، وفهم صحيح للقانون، لأن الفهم يسهل من مهمة التقاضي، وبالتالي تقليل الخسائر على قدر المستطاع.


العنصر النسائي
وأضافت: في السنوات الماضية نجح العنصر النسائي في اقتحام عالم الإدارة الرياضية، وكان هذا بمثابة تحدي لكل الظروف، وأثبتت المرأة جدارتها بالعمل في هذا المجال الحيوي والمتجدد، ونجحت بدرجة كبيرة، ولعل وجود نماذج متميزة مثل امل بوشلاخ وسحر العوبد وغيرهن من فتيات الإمارات جعل الدولة تسن قوانين تتيح للعنصر النسائي العمل في الاتحادات الرياضية.
وعن امكانية ترشحها لعضوية اتحاد الكرة خلال الدورة المقبلة تقول: هذا مشروع لم يتبلور ولكن علي أولاً إثبات أنني قادرة على إضافة شيء جديد.


للمصادفة دور
وعن المصادفة التي تلعب دوراً رئيساً في حياتها تقول: تعتبر المصادفة لاعباً رئيساً خلال مسيرتي حيث كنت أرغب أن أكون مهندسة معمارية، ولكن فجأة تحولت البوصلة إلى ثوب المحاماة، كما أن المصادفة لعبت دوراً مهماً في ترافعي أمام هيئة التحكيم في قضية فاندرلي، حيث كلفت لجنة أوضاع اللاعبين زميلي عبد الله الغيلاني بالترافع وأكون بديله في حال عدم حضوره، وحدثت ظروف حالت دون حضوره فقمت بالترافع، كما دخلت مجال الإعلام أيضاً مصادفة، وكل هذا بدعم وتشجيع من أسرتي.

12
يعتبر عمر عائشة الطنيجي القانوني 12 عاماً تمارس خلالهم العمل القانوني في مكتبها في دبي، ولها العديد من الأنشطة التطوعية؛ فهي عضو والمدير المالي والمدير العام لجمعية المحامين، وتهوى الإعلام وقدمت 40 حلقة من برنامج قضية الدار في قناة الدار، وبرنامج المحامون على قناة الظفرة، وبالقانون على قناة عجمان، ورشحها المحامي عيسى بن حيدر للانضمام للجنة أوضاع اللاعبين عام 2010، وعاصرت 6 رؤساء للجنة حتى الآن.


ترويج رائع لدبي من نجوم التنس في العالم
قالت عائشة الطنيجي: التنس من الألعاب التي تستهويني، وأحرص كلما سنحت ظروفي على متابعتها، والاستمتاع بأداء لاعبيها الراقي، حيث تعتبر لعبة الملوك، وهناك عدد من اللاعبين المرموقين يبرزون بمواهبهم مثل المصنف الأول ديكوفيتش، الذي يعتبر أول بريطاني يعتلي الصدارة منذ 43 عاماً، ومنافسه موراي، وفيدرر، وفافرينكا، ونادال وغيرهم.
وأضافت: أسعد بمتابعة عدد من هؤلاء النجوم في بطولة سوق دبي الحرة للتنس، حتى أستمتع بالأداء القوي من أشهرنجوم العالم، وأعتبر تلك البطولة ترويجاً فعالاً ورائعاً ومتميزاً للإمارات بشكل عام، ودبي على وجه الخصوص لكونها تستأثر باهتمام الملايين بالعالم، وتعد البطولة درس للترويج والتسويق الفعال للبطولات.


اختراق سقف الراتب يهدد استقرار الأندية
أبدت عائشة الطنيجي اهتماماً بموضوع سقف رواتب اللاعبين، وقالت: يجب وضع آلية دقيقة تساهم في التطبيق السليم في هذا الموضوع ميدانياً ما يساهم في استقرار الأندية، ويمنح الإدارات فرصة للارتقاء بالأنشطة، والعكس صحيح فلو تم فتح باب السقف بدون تحديد للقيمة التعاقدية، سوف يخلق مناخ من عدم الاستقرار ولن يحافظ على استمرارية الأندية نفسها، وأتمنى أن تعتمد الأندية على نظام الحوكمة والقياس لتحديد مستوى اللاعب، ويرتبط هذا القياس بعقده المالي، ومن غير المعقول أن يقل مردود اللاعب وتظل قيمة تعاقده ثابتة، وحان الوقت لإعادة التقييم وفق معدلات القياس والحوكمة وعندها سيكون الوضع أفضل.


الغياب الجماهيري والمدرجات الخاوية يحبطان اللاعبين
اعتبرت الطنيجي أن قلة الحضور الجماهيري محبطاً للاعبين، حيث يعتبر الجمهور عاملاً محفزاً ، ويمنح اللاعبين الحماس لأداء قوي ممتع، والمدرجات شبه خاوية في الملاعب، غير محبب للأندية، وقالت: لا أهاجم الجماهير بسبب عدم الحضور الكافي، ولكن أتمنى من إدارات الأندية البحث عن وسائل جذب متطورة ، مع تقديم الخدمات التي تحفز الجماهيرعلى الحضور، وفي المقابل لابد من منح المشجعين المتعة، المتمثلة في أداء قوي متميز من اللاعبين ونتائج إيجابية التي تعتبر عامل مهم لجذب الجماهير، وهناك أكثر من تجربة ناجحة في ملاعبنا لجماهير تعتبر الداعم الرئيس لفريقها لتحقيق الفوز والمنافسة.


09
تناولت عائشة الطنيجي التجربة الاحترافية الكروية بالدولة، وقالت: بعد مرور 9 سنوات على عمر التجربة يوجد تفهم لمتطلبات العملية الاحترافية بشكل جيد، وهناك تطور كبير في المفهوم ما بين الهواية والاحتراف، ولكن التجربة في حاجة لمزيد من الوقت وهذا وضع طبيعي، حتى تكتمل ثقافة الاحتراف لدى جميع الأطراف وتنضج، لأن الاحتراف منظومة عمل متكاملة.


60 %
أكدت عائشة الطنيجي الوصول إلى ما يقارب من نسبة 60 % من استيعاب متطلبات الاحتراف، وفق نظام الحوكمة، وقالت: نحتاج المزيد من الفكر الرياضي المتطور، ومرونة في كثير من الأمور المتعلقة بالتطبيق، مع ضرورة تنظيم العديد من ورش العمل التي تعنى بتطور العملية الاحترافية، حتى نتمكن من اختصار الزمن وتقديم مستوى عال ينعكس بالإيجاب على المنتخبات الوطنية.

Email