شمسة بنت حشر تفتح قلبها لـ«البيان الرياضي»:

لا نية للتنازل عن شكوى أمينة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

الحديث مع سمو الشيخة شمسة بنت حشر آل مكتوم ذو شجون، فالجهود الاستثنائية المبذولة من سموها من أجل نشر لعبة الطائرة النسائية وتطويرها على مستوى الدولة على مدار السنوات الماضية لم تجد آذاناً صاغية أو ظروفاً مواتية، فغياب الدعم أهم العقبات، التي تواجه اللعبة، فكان قرارها بالاعتذار عن الاستمرار في رئاسة اللجنة النسائية بالاتحاد العربي للكرة الطائرة..

لكنها بقيت تمارس الكرة الطائرة كونها لاعبة محترفة تعشق لعبة الكرة الطائرة، كما أنها تشرف على فريق الطائرة النسائية بنادي الوصل، الذي واصل درب الإنجازات والبطولات وتوج بلقب الدوري العام للموسم الثالث على التوالي من دون خسارة.

الطائرة النسائية الوصلاوية، تابعت سيطرتها على اللعبة على مستوى الدولة لعام جديد، وبإجماع كل الأطراف الفاعلة باللعبة في النادي من لاعبات ومدربات وإداريات وحتى متابعين فإن الشيخة شمسة بنت حشر آل مكتوم هي حجر الأساس بكل الإنجازات التي حققتها كرة الطائرة النسائية بنادي الوصل..

فمن خلال تواجدها كونها مشرفة على الطائرة النسائية في النادي استطاعت أن تجعل من نادي الوصل القوة المهيمنة على اللعبة على مستوى الدولة، وللحديث عن الطموحات والتحديات لطائرة الوصل واللعبة على المستوى المحلي والخليجي والعربي كان لنا اللقاء التالي مع الشيخة شمسة بنت حشر آل مكتوم:

درع الدوري

بداية شيخة شمسة نبارك لنادي الوصل الفوز ببطولتي السيدات والفتيات للموسم الحالي، كيف ترين المستوى الفني للبطولة هذا الموسم؟

المستوى الفني إجمالاً جيداً، ومعظم الفرق تطور مستواها بشكل ملحوظ وباعتقادي فإن السماح بتواجد لاعبة أجنبية أعطى ثماره برفع المستوى الفني، فوجود اللاعبة الأجنبية أعطى اللاعبات المواطنات الدافع لتحسين المستوى وساعدهن على اكتساب مهارات جديدة، كذلك أصبحت المباريات أكثر تنافسية وإثارة بتواجد اللاعبات الأجنبيات.

فريق سيدات الوصل فاز بالبطولة من دون خسارة، فما هو السر وراء هذا التفوق الواضح؟

الفوز بالبطولة جاء أولاً بفضل الله عز وجل، ومن ثم تكاتف جميع عناصر اللعبة بالنادي معاً، لعبة الطائرة لعبة جماعية وليست فردية ولتحقيق البطولات لا بد من أن تكون روح الجماعة هي المسيطرة على الفريق، ونحن في نادي الوصل نعيش هذه الحالة من تفاهم اللاعبات مع الجهاز الفني والإداري بشكل كامل،

فالاهتمام في النادي لا يتعلق فقط بالجانب الرياضي، بل نتابع دائماً اللاعبات اجتماعياً وأسرياً ونفسياً ونتابع المستويات الدراسية، وأستطيع القول إننا لسنا فريقاً وفقط، بل نحن أسرة واحدة والوصل هو الأب الروحي لهذه الأسرة.

شكوى

قمتم في نادي الوصل بتقديم شكوى ضد أمينة ثاني عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة الطائرة ورئيسة لجنة الألعاب النسائية، فهل لك أن تخبرينا عن حيثيات وأسباب الشكوى؟

في الحقيقة ما قامت به الأخت أمينة ثاني لا يصح من شخص بمكانتها كونها لاعبة قديمة تدرك معنى الرياضة والتنافس الرياضي وكونها إنسانة في موقع مسؤول سواء بالاتحاد أو بنادي الوحدة، ونحن فوجئنا بسلوكها غير المسؤول أو المقبول عندما تعدت على موظفة بالنادي.

والمتوقع من إنسانة جامعية بمكانة الأخت أمينة أن تكون قدوة لغيرها لا أن تكرر الإساءات أكثر من مرة بما يسيء لها وللموقع الذي تشغله بنادي الوحدة وبالاتحاد، نحن قدمنا الشكوى ولا نية لديّ بالتنازل عنها والكرة الآن بملعب الاتحاد ونادي الوحدة لاتخاذ الإجراءات الصحيحة والصارمة للتأكد من عدم تكرار مثل هذه التصرفات.

استقرار

حالياً الوضع الإداري بنادي الوصل أكثر استقراراً، فهل هذا الاستقرار الإداري يؤثر إيجاباً على فرق الطائرة النسائية؟

من دون شك عدم الاستقرار الإداري يؤثر سلباً على جميع الفرق، وبالنسبة لنا فإننا متفاهمون بشكل ممتاز مع مجلس الإدارة الحالي برئاسة راشد بالهول، ومشرف اللعبة نبيل عبد الكريم يبذل مجهوداً واضحاً لتأمين احتياجات اللعبة وبالمتابعة وبالتالي فوجودهم مهم وأتمنى استمرارهم..

طبعاً لا بد من ملاحظة أن وضع لعبة كرة القدم بالنادي يؤثر على المجلس وبالتالي على الألعاب الجماعية الأخرى، فحتى عندما تكون الألعاب الأخرى بحالة جيدة فإن نتائج كرة القدم تبقى الأكثر تأثيراً وهي التي تحدد إلى حد كبير وضع النادي العام.

هل بدأتم التفكير بالتحضير للموسم المقبل سواء بمعسكرات داخلية أو خارجية؟

ستتم مناقشة تحضيرات الموسم المقبل مع الإدارة صاحبة القرار النهائي والأمر بالطبع يعتمد على توافر الميزانية الملائمة.

مجلس دبي

بمناسبة الحديث عن الميزانية كيف ترين دور مجلس دبي الرياضي بدعم الرياضة النسائية؟

حتى الآن لا يوجد دعم كاف من مجلس دبي للرياضة النسائية، وسابقاً تحدثنا مع المجلس ولكن لم تتم مكافأة الفرق الفائزة بالشكل المناسب، حالياً أنا متفائلة بالمجلس الجديد وسعيد حارب الأمين العام للمجلس وأتوقع أن يتخذوا خطوات أكثر جدية لدعم الفرق النسائية وخصوصاً المتفوقة منها مادياً بشكل أكبر، وباعتقادي أن الخطوة الأولى يجب أن تكون بتكريم فريقي السيدات والفتيات بنادي الوصل بعد فوزهم ببطولة الدوري لهذا الموسم.

وماذا عن الوضع المادي للعبة في نادي الوصل حاليا؟

حالياً الدعم يأتي فقط من إدارة نادي الوصل وجهد شخصي أقوم به لدعم الفريق، عدا ذلك فنحن سمعنا الكثير من الوعود ولكن لم يتحقق منها شيء، إجمالاً نحن أفضل من باقي الأندية لناحية توافر صالة التدريبات حسب الحاجة وهو الأمر الذي ربما تعاني منه الأندية الأخرى.

هل تعتقدين أن المشاركات الحالية على المستوى المحلي والخليجي والعربي كافية لتطوير المستوى الفني بالشكل المناسب؟.

بشكل عام إذا أردنا تطوير لعبة الكرة الطائرة على أي مستوى سواء كان محلياً أو عربياً أو حتى دولياً فالخطوة الأولى تكون مادية دائماً، فمن دون وجود إمكانات مادية حقيقية لا يمكن أن نفعل أي شيء.

العادات الاجتماعية

بالانتقال للناحية الاجتماعية ومن خلال متابعتك، هل ترين أن العادات والتقاليد تقف عائقا أمام مشاركة المرأة الإماراتية بالأنشطة الرياضية؟

من خلال متابعتي بنادي الوصل فالأهالي يتفهمون ويدعمون مشاركة الفتيات بالأنشطة الرياضية، والسبب في ذلك يعود لأننا نهتم باللاعبة على جميع المستويات على عكس بعض الأندية الأخرى التي تركز فقط على الناحية الرياضية.

فنحن في نادي الوصل نراعي الناحية الدينية ونحترم التقاليد ونراعي الحالة الاجتماعية للاعبات كذلك، وفي نفس الوقت نهتم بالناحية الدراسية لجميع اللاعبات ونحرص على المساعدة بالدراسة ودروس التقوية والامتحانات، ولذلك تجد أن اللاعبات يتخرجن ويدخلن الحياة العملية وهن ما زلن في نادي الوصل.

لدينا لاعبتان يحملن شهادة جامعية بتقنية المعلومات ولاعبة طيارة في طيران الإمارات، هذه أمثلة فقط على أن اهتمامنا باللاعبات يتجاوز الناحية الرياضية فنحن نسعى لأن تتألق اللاعبة في نادي الوصل رياضياً واجتماعياً.

تحديات

هل هذا يعني أنه لا توجد تحديات أو معوقات تواجهونها؟

لا بالتأكيد، نواجه أحياناً معوقات تتعلق بأن الحالة الاجتماعية للاعبة غير جيدة، ربما الوضع الأسري غير مستقر أو أشياء من هذا القبيل، وهنا يكون دورنا بأن نتابع مع اللاعبة ونمتص الطاقة السلبية ونعطيها طاقة إيجابية، نسعى لأن ترتاح اللاعبة من متاعبها ..

وأن تكون بقمة تركيزها وهي على أرض الملعب، وبهذه الطريقة حصلنا على هذا الفريق القوي، الذي فاز بالدوري من دون خسارة، لأن جميع اللاعبات كن على المستوى فنياً ونفسياً.

اعتذار

مؤخراً أعلنتِ اعتذارك عن الاستمرار في رئاسة اللجنة النسائية بالاتحاد العربي بالكرة الطائرة فهل لنا أن نعرف الأسباب التي أدت للاعتذار؟

أنا ما زلت جزءاً من الاتحاد العربي للكرة الطائرة، ولكني لا أريد التواجد في مكان لا أستطيع أن أؤثر فيه أو أن أقدم الإضافة، وللأسف فبعض العضوات في اللجنة لا يساعدن على تفعيل عملها، كما أن المشكلات السياسية في الدول العربية أثرت على النشاطات والبطولات..

فمثلاً أغلب البطولات النسائية كان يتم تنظيمها بسوريا وحالياً الوضع لا يسمح بذلك، ومصر الدولة الأكبر رياضياً لا يوجد لها ممثل باللجنة، وتحدثت مع يوسف الملا رئيس الاتحاد الإماراتي للكرة الطائرة ووضعته بالصورة.

مستوى اللعبة

وبنظرة إجمالية كيف ترين مستوى الطائرة النسائية على المستوى العربي؟

مرة أخرى المشكلات التي تحصل تؤثر على اللاعبات، فهناك دول تعاني من مشكلات سياسية معروفة ومن يعش استقرار سياسياً يعانِ اقتصادياً ومالياً، وهذا الأمر يؤثر على مستوى اللاعبات، مثلاً هناك بعض الأندية في الأردن تفكر بالانسحاب من اللعبة بسبب العجز المادي، أتمنى شخصياً أن تجتاز الدول العربية الشقيقة هذه الصعوبات لتعود لدعم لعبة الكرة الطائرة.

هذا على المستوى العربي العام، أما خليجياً فهناك مواهب ومستوى فني متطور، ولكنه يحتاج المزيد من الاهتمام، والأهم الحاجة للدعم المادي، فالمبالغ المطلوبة لدعم فرق الكرة الطائرة ليست بالكبيرة أبداً، وهناك بطولات يتم تنظيمها تكلف أضعاف ما تحتاج إليه هذه الفرق حتى تقف على قدميها.

دعوة

وهل هناك دعوة تحبين أن توجهينها لجهات بعينها سواء خاصة أو عامة؟

أتمنى من المؤسسات الحكومية أن تدخل كونها طرفاً راعياً للفريق، فلاعبات الوصل بمعظمهن لاعبات منتخب وطني ويحققن الكثير من الإنجازات، ودعم الفريق يعتبر مكسباً لهذه المؤسسات، والدعم المطلوب يمكن أن يكون بالشكل الأنسب لهذه المؤسسات سواء مادياً أو عينياً والفائدة بالنهاية ستكون للنادي والمنتخب.

شكر

هل هناك شكر تودين أن تقدميه لأحد الأشخاص ممن كان لهم دور بدعمك على المستوى الرياضي أو الإنساني؟

بداية الشكر واجب لسمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم رئيس نادي الوصل، فهو صاحب الفضل على الفريق وهو من ساعدني على الدخول إلى النادي منذ البداية.

وكذلك أشكر خالد خليل المطوع، لما قدمه للعبة في النادي، والشكر الكبير واجب لإدارة نادي الوصل، برئاسة راشد بالهول، ونبيل عبد الكريم مشرف اللعبة، لكل الذي يقدمونه للعبة.

وطبعاً الشكر الأهم أقدمه لوالدتي الشيخة رئيسة بنت عبيد آل مكتوم، فهي الداعم الأول لي منذ بداية ممارستي للرياضة وحتى الآن وأتمنى لها دوام الصحة والسعادة.

الإعلام مقصر والمسؤولية مشتركة مع الاتحاد

أكدت الشيخة شمسة بنت حشر أن هناك تقصيراً إعلامياً كبيراً على صعيد الألعاب الفردية والجماعية، وقالت «المسؤولية هنا مشتركة بين اتحاد لعبة الكرة الطائرة الذي يجب أن يضع خطة وروزنامة واضحة للنشاطات، وأن يعممها بشكل واضح على وسائل الإعلام لتغطيتها وبين وسائل الإعلام ذاتها، التي لا تعطي الألعاب غير كرة القدم ما تستحقه من اهتمام.

الفصل بين الشركات بشروط

أكدت الشيخة شمسة بنت حشر آل مكتوم أن الفصل بين شركة كرة القدم وشركة الألعاب الجماعية والفردية وشركة الاستثمار، وهو ما يفرضه مجلس أبوظبي الرياضي على الأندية، وهي فكرة جيدة من حيث المبدأ.

وقالت «هذه الفكرة يمكن أن تكون مفيدة من ناحية تأمين الميزانيات الملائمة للألعاب، يبقى أنه من الضروري في حال تطبيق مثل هذه الفكرة التأكد من أن يكون الأشخاص المؤهلون فقط هم من يديرون العملية الإدارية سواء لجهة العمل الرياضي أو العمل الاستثماري».

«أم الإمارات» وراء تشكل أول منتخب

قالت الشيخة شمسة «دعني أخبرك أنه لولا دعم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، لما تشكل أول منتخب وطني في عام 2010، ولما شارك في الكويت وقتها، هذا مجرد مثال على ما تقدمه «أم الإمارات» للرياضة النسائية، فلها الفضل الأكبر بإبراز اللاعبات المواطنات في المحافل الخليجية والعربية والدولية..

وما تقدمه سموها للرياضة النسائية دعماً وتخطيطاً لهو دليل على الاهتمام الحكومي، وعلى وجود استراتيجية واضحة للنهوض بالرياضة النسائية على مستوى الدولة.

Email