نجم الأخضر السابق والمحلل الإعلامي في ضيافة «البيان الرياضي»

الداوود: نجاح منتخباتنا في كأس آسيا 20 %

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

عرف عن صالح الداوود مدافع المنتخب السعودي السابق، آراؤه الصريحة والجريئة في أحوال الكرة الخليجية، منذ اختياره العمل في المجال الإعلامي، عقب اعتزاله كرة القدم بعد مشوار طويل امتد 15 عاماً حافلاً بالألقاب والإنجازات مع أندية الدرعية والشباب والنصر بالسعودية، وتحديداً منذ اكتشف موهبته المدرب بيدرو روشا.

التقته «البيان الرياضي» في حوار خاص كشف فيه عن الكثير من آرائه عن دورات الخليج، ووضع كرة القدم الحالي في المنطقة، وما تنتظره المنتخبات الخليجية في كأس آسيا خلال يناير المقبل في أستراليا، وغيرها من الأمور التي تهم الشارع الكروي في دولنا العربية والخليجية، سيدلي بدلوه فيها بكل شفافية.

نسبة ضعيفة

بداية ما هي رؤيتك الفنية لدورة خليجي 22؟

النتائج التي انتهت عليها الدورة، جاءت كما كان متوقعاً، ففي البداية كانت الترشيحات على الورق، تقول إن اللقب سوف ينحصر بين منتخبات السعودية وقطر والإمارات، والآن انحصر اللقب بالفعل بين السعودية وقطر، وأما باقي المنتخبات المشاركة، فأغلبها يمر بمرحلة تجديد، والدوريات المعلبة بالاحتراف لدينا أو شبه الاحتراف كما أحب أن أسميها، ربما أثرت إيجابياً في منتخبات تلك الدول الثلاثة، ووضعتها دائماً على قمة المرشحات للفوز باللقب.

وما أبرز سلبيات نسخة الرياض؟

قضية النقل التلفزيوني، فلماذا تباع حقوق النقل التلفزيوني بتلك الطريقة، وتمنع قنوات وتسمح لقنوات أخرى، في أمور تدار من خلف الكواليس، ولماذا يغيب صوت المعلق الإماراتي، وأنا عاشق لصوت المعلق الإماراتي أمثال علي حميد وعلي الكعبي وفارس العوض وغيرهم، لأن صوته يمنحني إحساساً بمشاركة الإمارات في البطولة.

نسبة ضعيفة

كيف ترى مستقبل منتخباتنا في كأس آسيا 2015 في أستراليا؟

في البداية أوضح أننا لن نسمع كلمة مبروك للمنتخبات الخليجية، إلا من خلال بطولات الخليج، وأرى أن فرصتنا في الفوز بكأس آسيا لا تتجاوز 20% على الورق، لأن عندنا خلل في المنظومة، ولم يعد لدينا سوى دورة الخليج لنفرح بها، وكأس آسيا أصبحت بطولة صعبة جداً، وكل يوم تتطور اللعبة في القارة، ونحن للأسف لا نجاري هذا التطور، وأحذر مستقبلاً من تطور المنتخب الهندي.

ليس إنجازاً

لكن المنتخبات الخليجية صاحبة صولات وجولات وتأهلت أكثر من مرة إلى نهائيات كأس العالم؟

الوصول للمونديال ليس إنجازاً، وما تعنيه بالنسبة لنا المشاركة في كأس العالم أي التشريف بالحضور في هذا الحدث الكروي الكبير، وهو ما حدث معي عندما كنت ضمن قائمة الأخضر في مونديال 1994 بأميركا، وارجعوا للمشاركات السابقة وتوقفوا عند النتائج، تجدوا خسائر بعدد كبير من الأهداف، اللهم إلا بعض المباريات الاستثنائية التي انتهت بنتائج إيجابية، وبالتالي كيف نعتبر هذا إنجازاً، وفي النهاية لم يعد لدينا سوى البطولة الخليجية التي تأخذ قيمة فنية ومعنوية عالية لدينا، وبالتالي أنا ضد المطالبات غير الواقعية التي تطالب بإلغاء البطولة.

وخاصة أنه لم يعد لدينا بطولات كانت مهمة مثل كأس العرب وبطولة العرب، والتي كان اللاعب الخليجي يتصارع فيها مع لاعبين من عرب إفريقيا، بما يسهم في رفع مستوى لاعبينا، وكانت تعطينا ثقة كبيرة، ولكن البطولة العربية توقفت، بما أثر سلباً في مستويات الكرة العربية عموماً، والخليجية خاصة.

عقليات

ما السبب من وجهة نظرك؟

عقليات كرة القدم التي تدير اللعبة حالياً، فأغلبهم أكاديميون بعيدون عن اللعبة، وربما تجد من مجال عمله مهندس طيران، ولكنه يدير كرة القدم في بلده.

وما هي ذكريات الداوود عن مشاركاته في بطولات الخليج؟

بدأت مشواري مع كؤوس الخليج من نسخة قطر عام 1992، وكان عمري وقتها 24 سنة، وأتذكر أن الهدف الوحيد في مرمى قطر، كان من السعودية وسجله سعيد العويران، ووقتها التقيت الشيخ عيسى بن راشد والشيخ أحمد الفهد، وكنا نضحك ونتسامر في أجواء رائعة، وبعدها شاركنا في نسخة أبوظبي، وكنا قادمين من مونديال 1994، مع مدربنا محمد الخراشي، والأضواء كانت مسلطة علينا، والتقيت وقتها زهير بخيت وناصر خميس وفهد خميس، ونمت بيننا صداقات قوية مستمرة حتى الآن من دورات الخليج، وكذلك التقيت الحارس البحريني حمود سلطان، وكنا نفطر معاً وأجلس معهم على طاولة البحرين، ولكني أتحدى الآن أن يلتقي لاعبي منتخبين معاً على مائدة واحدة لتناول الغداء مثلاً، بل وصلنا الآن لمرحلة أن كل منتخب يرغب في الإقامة في فندق وحده، بعدما كنا نقيم جميعاً في فندق واحد، مع علمي بصعوبة ذلك الآن في ظل زيادة أعداد الوفود والمنتخبات المشاركة من 6 إلى 8 منتخبات، ولكن دورة الخليج طابعها الالتقاء والمحبة بين الإخوة والأشقاء، وإذا فقدت نكتها ففقدت قيمتها.

حساسيات

هل تطبيق نظام الاحتراف وراء الحساسيات والجزر المنعزلة التي نراها الآن بين المنتخبات المشاركة؟

لا بل الأكاديميون هم من صنعوا تلك الحساسيات الحالية، وليس الاحتراف، وعلى فكرة ما لدينا هو شبه احتراف، وتقسيم المنتخبات إلى مجموعتين ساهم أكثر في حدة الفصل بين اللاعبين، والآن أنا أسميها بطولة «الحواجز الخليجية»، حتى الإعلامي القادم مع بلده، لا يستطيع لقاء لاعب أو الحديث معه.

هل تلك الحواجز في صالح اللاعب أم ضده؟

ضده بلا شك، فاللاعبون المشاركون في البطولة الخليجية، سنهم صغير، وإذا لم يتكلم ويعبر عن شعوره في عز نشاطه.

فمتى يتكلم ولماذا تقنن الإعلام؟

وكرة القدم بالنسبة لي متعة، ولابد أن يكون اللاعب مهيأ نفسياً للعب، ولا تضعه في حواجز تقيده بما يمنعه من اللعب براحة نفسية يقدم بها مهارته، وأكاد أجزم أن ثلاثة أرباع اللاعبين يرغبون في الحديث للإعلام وليس التعرض للضغوط النفسية والحواجز طوال 16 يوماً هي مدة البطولة، ويجب هنا أن يكون للجهاز الفني والإداري الدور التثقيفي للاعب عن كيفية الحديث وعن ماذا يتحدث.

عالم الإعلام

لماذا اختار الداوود الدخول إلى عالم الإعلام بدلاً من الاتجاه للتدريب بعد الاعتزال؟

لم أغامر بالدخول إلى مجال التدريب، رغم أن مدربين رشحوني للاتجاه للعمل التدريبي بعد الاعتزال، ومنهم لوري سانتوس وماتشالا، وبالفعل أخذت دورة تدريبية في بداية اعتزالي، ولكن واحداً من المقربين، نصحني بالتوجه إلى اتجاه آخر، واستمعت لنصيحته واخترت الإعلام.

وهل أنت سعيد باختيارك؟

بالطبع، ودعنا نكن واضحين، فالمدرب الوطني مظلوم، وبالنسبة إلى حالات نجاح المدربين المواطنين مثل مدرب الإمارات مهدي علي أو في التحكيم مثل الإماراتي علي حمد، فهي قليلة، والمدرب الخليجي من الصعب أن ينتقل من دولة إلى أخرى للعمل، ولهذا قررت مبكراً وفور اعتزالي الاتجاه إلى العمل الإعلامي.

بطولة نجوم الخليج

نظمت سابقاً بطولة جمع بين نجوم الخليج القدامى في أم القيوين.. فلماذا لا تعود مثل تلك البطولة؟

في الحقيقة كانت بطولة رائعة، وشاركت فيها أساطير كبيرة مرت علينا ونتذكرها جميعاً، وأتمنى عودة تلك البطولة حتى على هامش الدورات الخليجية، وتتضمن مباريات استعراضية لرؤية الأجيال الجديدة للاعبين سابقين لم يروهم ولا يعرفون عنهم شيئاً.

مشاركة

الضابط علامة استفهام عمانية

أكد صالح الداوود، أن المنتخب العماني من الفرق التي قدمت أداءً طيباً في خليجي 22، وأنه كان يتمنى أن يصل إلى المباراة النهائية، مشيراً إلى أنه منتخب متطور وطموح، ولديه مجموعة هائلة من اللاعبين أصحاب المهارات العالية. وطرح الداوود فقط علامة استفهام حول مشاركة النجم هاني الضابط مع المنتخب العماني بعد اعتزال قارب 8 سنوات، وقال: «تجمعني بالضباط معرفة، وأنا أحترم موهبته التي لا يختلف عليها اثنان، لكن ما الداعي لعودته بعد سنوات الاعتزال الطويلة».

إشادة

النجم السعودي يرفع العقال لـ«الأبيض»

أشاد صالح الداوود، بمنتخبنا الوطني، وقال: «المنتخب الإماراتي الوحيد الذي أشيد به، وأرفع له العقال تقديراً للعمل الذي يقدم فيه، وحالة الاستقرار الفني والإداري والتغييرات المحدودة التي يعيشها، وهذا مهم جداً لمستقبل الفريق التصاعدي، ولهذا حتى حال تعثر الفريق في أي بطولة مثلما حدث في خليجي 22، إلا أنه قادر على الصعود بسرعة، لأنه ليس لديه فوضى مثل غيره، وفي بعض المباريات، يمر المنتخب الإماراتي بمرحلة تذبذب، ولكن لا يخاف عليه». وعن الدوري الإماراتي، قال: «الدوري الإماراتي مشكلته في الإدارات، ويجب التصدي للمدرب الذي يتنقل بين الأندية، وتبقى هناك أندية لها نكهة خاصة ومهم جداً حضورها التنافسي مثل الوصل، رغم أنه ليس لي علاقة الآن، وعلاقتي فقط تنحصر بلاعبين سابقين، ولكنه من الأندية الجماهيرية والمطعمة». وتابع: «لكني أتفاجأ بمستويات الوحدة والجزيرة، رغم ما يحصلون عليه من دعم ومساندة، وأحترم الأهلي ورئيس مجلس إداراته عبدالله النابودة، الذي يعشق ناديه، ومن هنا يكون النجاح حليفه في النهاية».

Email