قاد السعودية في خليجي 2

طه إسماعيل: قرار إداري حرمني من معانقة اللقب

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

هو شيخ شيوخ الكرة المصرية وواحد من أكبر مدربيها وأقدر محلليها الفنيين، لمع اسمه كلاعب ولكن حرمته نكسة 1967 من استكمال مسيرته في المستطيل الأخضر، ولكنه واصل نجاحه وتألقه خارجه كمدرب لعدد من الأندية والمنتخبات المصرية والعربية، والتي كان من بينها منتخبات مصر والأردن والسعودية.

وفي النسخة الثانية من نسخ مونديال الخليج كاد «الشيخ المصري» أن يفوز لمنتخب «الأخضر السعودي» بكأس البطولة ولم يمنعه ـ من وجهة نظره ـ سوى قرار إداري في الثواني الأخيرة للبطولة.

عن ذكرياته مع بطولة كأس الخليج لكرة القدم، ورؤيته التحليلية للمنتخبات المتنافسة على الفوز بلقبها، ورأيه الفني في منتخب «الأبيض» الإماراتي بالتحديد، كانت هذه السطور مع المحلل الفني والخبير المصري الشيخ طه إسماعيل.

ذكريات

ماذا عن ذكرياتك مع بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم.. وأنت أحد المدربين الذين اقتربوا من حمل كأسها في نسختها الثانية؟

أولاً، إن كنت لم أحمل كأس هذه البطولة الخليجية المهمة، إلا أنني أذكر وبكل فخر المدرب المصري الرائد «الكابتن» طه الطوخي، والذي فاز بأول نسخ هذه البطولة كمدير فني لمنتخب الكويت في عام 1970 بالبحرين، وأعتقد أنه المدرب المصري الوحيد الذي نال هذا الشرف.

وبالنسبة لي فقد توليت تدريب المنتخب السعودي عقب عودة الراحل فيصل بن فهد من الخارج بعد إنهاء دراسته وتوليه مسؤولية تطوير الرياضة السعودية وكرة القدم على وجه التحديد، وكانت تجربتي مع منتخب «الأخضر» السعودي في بطولة كأس الخليج الثانية، والتي أقيمت عام 1972 بالسعودية تجربة ناجحة إلى حد كبير، وإن كانت تحمل لي ذكرى ضياع البطولة من فريقي بقرار إداري ومنحها للمنتخب الكويتي.

ماذا تقصد بـ«قرار إداري»؟

كانت النسخة الثانية من بطولة الخليج «خليجي 2» مكونة من مجموعة واحدة والتقينا ـ يقصد المنتخب السعودي - منتخب الكويت في أول مباراة لنا وتعادلنا معه إيجابياً بهدفين لكل فريق، وفزنا نحن والكويت في المباريات التالية، وتبقى للمنتخب السعودي مباراة أخيرة مع منتخب البحرين ولكي يفوز منتخب «الأخضر» السعودي كان لزاماً عليه إمطار الشباك البحرينية بعدد وفير من الأهداف، وقمت بوضع خطة لتنفيذ هذا الهدف وأحرزنا هدفين وأحرز المنتخب البحريني هدفاً، ومع بداية الشوط الثاني احتسب حكم المباراة ضربة جزاء لصالح المنتخب السعودي.

فما كان من المنتخب البحريني إلا أن أعلن انسحابه من المباراة، ووضع الجميع في مأزق كبير؛ وفتح الباب أمام تأويلات مريبة بأن هذا الانسحاب تم لصالح المنتخب الكويتي الذي فاز بالبطولة بعد القرار الإداري للجنة المنظمة للبطولة بتطبيق اللائحة بشطب نتائج المنتخب البحريني، وبالتالي تفوق المنتخب الكويتي على المنتخب السعودي الذي حرم من اللقب بعد هذه الواقعة وهذا القرار الإداري بتطبيق لائحة العقوبات بالبطولة والتي حصل على لقب هدافها اللاعب السعودي سعيد مذكور الغراب برصيد خمسة أهداف، كما فاز حارس المرمى السعودي أحمد عيد بلقب أفضل حارس مرمى فيها، في حين فاز اللاعب الكويتي فاروق إبراهيم بلقب أفضل لاعب.

متابعة

هل مازلت تحرص على متابعة دورات الخليج ليس بوصفك محللاً كروياً ولكن بوصفك محباً لكرة القدم؟

أنا من أكثر المتابعين لكل بطولات «خليجي» لكرة القدم، والتي أتعرف من خلالها وعن قرب على الملامح الفنية لكل المنتخبات الخليجية، والتي تحرص على الظهور بأفضل مستوى لها في نسخ هذه البطولة التي تعد من تراثيات الكرة الخليجية، والتي تجمع على مائدتها الكروية الشباب الخليجي بكل طوائفه وجنسياته، وذلك على الرغم من أنها قد تجاوزت أهدافها الكروية.

وبماذا تقصد بكلمة «تجاوزت أهدافها الكروية»؟

لمن لا يعلم، فقد كانت بطولة الخليج هي النافذة الكروية الأولى التي تظهر من خلالها المنتخبات الخليجية وقد مرت هذه البطولة بمراحل تاريخية عدة، حيث كانت في أولى مراحلها تقام من دون منتخبات العراق وعمان واليمن، وكانت تمثل تنافساً قد يكون الأقوى للمنتخبات الخليجية ولكن وبعد حالة التطور الكروي للمنتخبات الخليجية وتنافسها على زعامة الكرة الآسيوية والوصول بشكل مشرف إلى نهائيات مونديالي المنتخبات والأندية، فوجئنا بأن بطولة الخليج لم تفقد بريقها بسبب روح التنافس العالية جداً بين المنتخبات الخليجية والتي تظهر نجومها في سماء هذه البطولة.

توقعات

وما هو تقييمك لمنتخبات النسخة 22 من بطولة الخليج لكرة القدم وتوقعاتك لمجموعتيها؟

في البداية يجب أن نقول إن المستويات بين فرق المجموعتين متقاربة إلى حد كبير، كما يجب ألا نحكم على مستويات الفرق المتنافسة بما قدمته في المباريات الودية قبيل بدء البطولة، وإذا ما حاولنا تقييم فرق المجموعتين بشكل «نظري» سنجد أن المجموعة الثانية التي تتنافس فيه منتخبات الإمارات والكويت والعراق وعمان هي المجموعة الأصعب والأقوى من المجموعة الأولى والتي تتكون من السعودية واليمن وقطر والبحرين، والتي أرى أن أضعف الفرق فيها – مع كامل احترامي لها – ستكون اليمن نظراً للظروف الصعبة التي تعيشها البلاد، في حين أرى أن مستويات كل من قطر والبحرين ستكون متساوية، بينما يقف التاريخ في صف منتخب «الأخضر» السعودي.

حظوظ

إذاً، أنت ترى أن حظوظ فرق المـــــجموعة الثانية أقل لصــعوبتها مع احتمالية رحيل منتخبات كبيرة منها؟

أعتقد أن صعوبة المجموعة قد تكون في صالح بعض فرقها وليس العكس، ففي بعض الأحيان تجد أن الفريق القادر على الفوز بمباراة والتعادل في اثنتين سوف يكون قادراً على خطف بطاقة تأهل من هذه المجموعة، كما وأن منتخباً مثل منتخب عمان يحتفظ بعدد كبير من نجومه المؤثرين وعلى رأسهم الحوسني، كما وأن منتخب الكويت قد استعد بشكل جيد ومعه منتخب العراق الذي يمتلك تاريخاً كبيراً وعدداً من اللاعبين المؤثرين، في حين نرى أن ضغط مباريات في الدوري الإماراتي قد يقف عائقاً أمام منتخب «الأبيض» الإماراتي، والذي أرى أنه منتخب متكامل ولكن للأسف الشديد ضغط مباريات مسابقته المحلية، والتي كانت مبارياتها تلعب كل ثلاثة أيام قد يحتاج إلى مجهود مضاعف من مدربه في فترة الشهر الذي قررت إدارة الاتحاد الإماراتي منحه للمنتخب للاستعداد للبطولة، لذلك أنصح مدرب المنتخب الإماراتي بعدم إرهاق لاعبيه بمباريات ودية قوية أو ببرامج تدريبية عنيفة ومرهقة للاعبيه.

نجوم

قال طه اسماعيل انه يرى أن هذه البطولة في كل نسخها كانت وبحق مثل «المطبخ الكروي» الذي تنضج فيه المواهب الخليجية الكروية وتعرض على مائدته العامرة بالنجوم الخليجية الواعدة، وخير مثال على ذلك نجوم منتخب الإمارات بطل النسخة السابقة «خليجي 21»، والتي أقيمت بالبحرين وعلى رأسهم اللاعب عموري، والذي ظهر قبيل هذه النسخة ولكن نجمه لمع وبقوة في سمائها.

تحليل

الأبيض يجني ثمرة التخطيط

يعد المنتخب الإماراتي نموذجاً لثمرة التخطيط الجيد والعلمي المدروس منذ مدة طويلة، منذ أن تم إسناد مهمة تدريبه للمدرب مهدي علي وهو منتخب شباب ومشاركته ببطولة كأس العالم للشباب بمصر 2009 للشباب، وتم تصعيده بعد ذلك ليصبح منتخب الإمارات الأولمبي مطعماً ببعض اللاعبين فوق الـ23 سنة ومشاركته في أولمبياد لندن 2012؛ وبعد مراحل التطور هذه وإحداث حالة التفاهم والانسجام بين لاعبي الفريق كان من الطبيعي الفوز ببطولة خليجي 21 .

تقييم

دوري الخليج العربي في تحسن مستمر

الدوري الإماراتي أو «دوري الخليج العربي» هو واحد من أكثر الدوريات العربية تنظيماً واحترافاً، حيث إن القائمين عليه من محترفي الإدارة الرياضية، بحيث أنهم يضعون أجندة له دقيقة ومحترمة جداً، وهذا بالطبع ينعكس على مستوى المسابقة التي تتطور يوماً بعد يوم وتنعكس بالإيجاب على مستوى منتخب «الأبيض» الإماراتي وتعكس مظهراً حضارياً لدولة الإمارات بشكل عام.

Email