عجمان بقي بين الكبار بفضل منظومة متكاملة تقودها إدارة واعية

أحمد إبراهيم: كسرت عقدة فشل العراقيين في الإمارات

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف المحترف العراقي لاعب فريق عجمان أحمد إبراهيم، عن نصائح كثيرة قدمها له زملاؤه لاعبو المنتخب العراقي بالبحث عن عروض احتراف في قطر أو السعودية عند تلقيه عرض عجمان، مشيراً إلى أن السبب يعود في ذلك لانطباع سائد في العراق والإمارات بأن اللاعبين العراقيين لم يحققوا النجاح المطلوب..

والكثير منهم فشلت تجارب احترافهم في الدوري الإماراتي، وأكد إبراهيم أنه دخل في تحدٍ مع نفسه، وأصر على العودة للإمارات، بعد تجربة احترافه في الوصل، التي يعتبرها مشابهة لفترته مع عجمان، وتحدث إبراهيم في حوار مطول مع «البيان الرياضي» عن مستقبله الموسم الجديد، واستمراره في دوري الخليج العربي، والكثير من المواضيع التي تهم ناديه عجمان.

ما أسرار تألقك مع عجمان، مقارنة بفترتك الموسم الماضي مع فريق الوصل؟

من وجهة نظري، أن تجربة احترافي مع عجمان والوصل متشابهتين، رغم ما يقال عن تألقي فقط مع عجمان، والتشابه يبدأ من الظروف التي حضرت فيها للوصل وعجمان، حيث بدأت مع كل فريق في المرحلة الثانية من الدوري، وكان الوصل يمر أيضاً بظروف مشابهة للتي تعرض لها عجمان بعد نهاية المرحلة الأولى هذا الموسم، ووفقت مع زملائي لاعبي الوصل في تجاوزها، مثلما حدث الآن مع عجمان، ولا أعتقد أن مستواي مع عجمان اختلف عن فترتي مع الوصل الموسم الماضي، وهي فترة أعتز بها وأعتبرها بوابة احترافي الأولى خارج العراق.

لست وحدي

معظم المراقبين والمحللين يعتبرونك أحد أسباب الاختلاف الذي أحدثه عجمان بعد انضمامك له، ما تعليقك؟

أشكر كل من تحدث عني وأشاد بما قدمته مع فريق عجمان، لكن دوري لا يختلف عن الدور الذي قام به كل لاعب في الفريق، فجميع اللاعبين قدموا مستويات مميزة، أهلت عجمان لتحقيق نتائجه الماثلة للعيان في المرحلة الثانية للدوري..

وأحمد إبراهيم فرد في مجموعة متجانسة تضم الإدارة والجهازين الفني والإداري وجميع اللاعبين، وكل فرد كان يقدم لعجمان أفضل ما عنده، وربما يكون حصاد النقاط الضئيل للفريق في المرحلة الأولى، سبباً في الحديث عن الاختلاف في نتائج الفريق، ولكن في النهاية يبقى العمل جماعياً بروح الأسرة الواحدة.

نصائح زملائي

ألم تتهيب خوض التجربة مع فريق مهدد بالهبوط، وكان يحتل المركز الأخير عند انضمامك له؟

من ناحيتي، لم يتسرب الخوف إلى نفسي، بل بالعكس، كنت متحمساً لخوض تجربة احترافية ثانية في دوري الإمارات، الذي أعتبر المنافسة فيه تسهم في تطور مستواي، وتقدمني أكثر للعالم الخارجي..

ولكن من ناحية ثانية، شعرت بعدم الحماس لدى بعض زملائي اللاعبين في المنتخب العراقي، ومنهم من سبق له اللعب في دوري الإمارات، فكانوا يخشون علي من الموقف الحرج الذي كان فيه عجمان، خاصة وأنني ما زلت صغيراً في العمر،...

ولم أحترف خارج العراق غير نصف موسم في الوصل، زيادة على وجود انطباع هنا في الإمارات ولدى كثيرين في العراق، بأن تجارب اللاعبين العراقيين في الدوري الإماراتي لم تصب النجاح المأمول، قياساً بمستويات هؤلاء اللاعبين قبل حضورهم للإمارات، ونصحني بعض زملائي اللاعبين العراقيين بالتفكير في عروض في السعودية أو قطر..

وكنت دائماً أرد على تلك الأحاديث بأن التوفيق لا يد لأحد فيه، وعدم التوفيق ليس محصوراً فقط على اللاعبين العراقيين، فكل لاعب له تجربته المختلفة عن الآخر، وبالنسبة لي، شعرت في فترتي الأولى مع الوصل أن الإمارات بلدي الثاني، وكنت مرتاحاً من الناحية النفسية على اللعب فيها خارج العراق، وربما يكون هذا العامل سبباً لتألقي، سواء مع الوصل أو عجمان.

وبكل صراحة لم أتهيب التجربة مع عجمان، واللاعب العراقي متعود على اللعب تحت ضغط، فنحن نلعب بدون جمهور وخارج ملاعبنا في العراق، فكان لدي الثقة لتقديم الأفضل.

كيف إذن أقنعت نفسك بالانضمام لعجمان بعد كل ما سمعته من زملائك؟

كما ذكرت سابقاً، كنت واثقاً من قدرتي على تقديم صورة جيدة بالنسبة لي وللاعب العراقي عموماً، وتجربتي مع الوصل الموسم الماضي شجعتني أكثر، أما بالنسبة لموقف عجمان وترتيبه المتأخر، لم أفكر فيه، لأنني كنت أتابع الدوري الإماراتي قبل انضمامي لعجمان..

وكنت أعرف كثيراً عن مستوى الفريق وأسباب نتائجه غير المرجوة، وسمعت من إدارة عجمان خلال التفاوض معي، ما يؤكد لي أن النتائج السلبية لها أسباب لا علاقة لها بالمستوى، فهناك إصابات كثيرة حدثت لمعظم اللاعبين في المرحلة الأولى للدوري، وكان لدي تحدٍ خاص بأن الفريق يمكن أن يعود ويحقق الكثير في المرحلة الثانية، وهو ما حدث بالضبط.

انسجمت سريعاً

كيف استعطت التأقلم والانسجام سريعاً مع الفريق؟

الحمد لله، من أول مباراة استعطعت إثبات وجودي، برغم أنني عائد من إصابة بعد بطولة آسيا تحت 22 سنة في سلطنة عمان، حيث كنت متوقفاً عن اللعب لفترة 6 أشهر بعد نهاية فترتي مع الوصل الموسم الماضي، وكنت أنوي الاحتراف في بداية الموسم في الدوري القطري، ولكن لم يحدث نصيب، فواصلت مشواري مع فريق أربيل بالتركيز على التمارين التأهيلية كي أعود بشكل جيد..

وكانت بطولة آسيا للمنتخبات الأولمبية فرصة لقياس جاهزيتي، وجاء انتقالي بعدها لعجمان، ومعظم من تابع هذا المشوار لم يتوقع نجاحي وتألقي مع عجمان بهذه الصورة، وأشكر الله وأحمده على ذلك، وبالنسبة للانسجام والتأقلم، لم يساورني شك بأن مهمتي ستكون سهلة، بعد المعاملة الجيدة التي وجدتها في عجمان من أول يوم، فشعرت ..

كما لو كنت من لاعبيه القدامى، وكانت أول مباراة لي مباراة الجزيرة، والموقف كان صعباً، وعجمان في المركز الأخير، ونجحنا في تحقيق فوز ربما لم يتوقعه الكثيرون..

ولكن روح الإصرار والجدية وسطنا كلاعبين، خدمتنا في تحقيق ذلك، ولا أخفي سراً أننا كلاعبين خضنا مباراة الجزيرة بروح قتالية، وكنا نعتبرها مباراة «حياة أو موت»، وتواصل مشوار الانتصارات في المباراة التالية أمام الوصل التي أعتبرها أفضل مباراياتي في الدوري، لأنني قدمت فيها مستوى جعلني فخوراً بنفسي وبفريقي عجمان.

تجديد التعاقد

لم تظهر مستجدات حول تجديد تعاقدك مع عجمان، برغم النجاح الذي حققته مع الفريق، هل يعود ذلك لانتظارك عروضاً أخرى؟

بطبيعة الحال، في عالم احتراف توجد عروض للاعب، ولكن المعاملة التي وجدتها في نادي عجمان تجعلني أقرب كثيراً لتجديد تعاقدي معه، برغم أن لم نتطرق للحديث على ذلك بيني وإدارة عجمان، التي أعتبرها من أفضل الإدارات خلال مشواري مع كرة القدم، فرغم الفوارق الموجودة في الإمكانات، والقاعدة الجماهيرية بين عجمان وأندية أخرى..

إلا أن إدارة عجمان لا تجعل اللاعب يحتاج شيئاً لتقديم أفضل ما عنده في الملعب، وهي حريصة على توفير كل الاحتياجات، وجعل اللاعب في وضع معنوي مميز، ومثل هذا التعامل يجعل الأسبقية لعجمان، ولكن بالنسبة لي، أفضل أن يكون حسم الأمر بعد فراغي من جميع المباريات، حتى يكون تركيزي الآن على المباريات فقط، والدوري لم يتبق فيه الكثير..

وكلها أيام معدودة ونحسم الأمر، وكما قلت، لعجمان الأسبقية في تجديد تعاقدي، ليس فقط لأن الفريق بقي في المحترفين، بل للتعامل الذي يشعر به كل لاعب في الفريق من إدارة النادي، وهو أحد أسرار الاستقرار الموجودة في الفريق، ويكفي أن عجمان برغم الموقف الحرج الذي تعرض له الفريق في المرحلة الأولى، إلا أن الاستقرار سمة ميزت النادي وهو في أصعب المواقف.

تحدثت عن وجود عروض لأي لاعب محترف، هل معني ذلك أن أحمد إبراهيم لديه عروض يدرسها، وهل هي من أندية إماراتية أم من خارج الدولة؟

من الإمارات، لدي بعض العروض، ولكنني فضلت مناقشة كل شيء بعد نهاية الدوري، وتلقيت أيضاً عروضاً من أندية قطرية، ولكن بعد صدور قرار تخفيض المحترفين الأجانب في الدوري القطري من 4 إلى 3 لاعبين الموسم المقبل، أصبحت هذه العروض خارج الحسابات عملياً، لأن تخفيض العدد سيكون في الدوري القطري على حساب اللاعب الآسيوي، زيادة على أن التخفيض سيكون على حساب اختيار أجنبي مدافع، وبالتالي، أعتبر نفسي قريباً من الاستمرار في دوري الخليج العربي في الإمارات.

المحترف الآسيوي

على ذكر اللاعب الآسيوي، ما رأيك في هذه التجربة ومدى فوائدها في تطوير مستوى الكرة في آسيا؟

لا شك أن تحديد محترف رابع من قارة آسيا في الدوريات الآسيوية، يسهم في تطور المستوى بشكل عام، وعلى الصعيد الشخصي لكل لاعب آسيوي يذهب للعب خارج بلده، وسواء بالنسبة لنا كلاعبين عراقيين أو لاعبي الدول الأخرى، حدث تطور كبير في اللعب في دوريات كبيرة، مثل السعودي والإماراتي والقطري، وحتى الدوريات في دول آسيا الأخرى، والشيء الملاحظ في هذه التجربة، أن معظم الاختيارات للاعب الآسيوي تكون للاعبين المدافعين، ففرصتهم أكبر في الاحتراف آسيوياً في خانة المحترف الآسيوي.

دوري الخليج العربي

رأيك في دوري الخليج العربي، وهل صحيح المستوى فيه أقل من الموسم الماضي، بسبب حسم الأهلي للقب قبل 4 جولات ومعرفة الهبوط مبكراً؟

ليس صحيحاً أن المستوى أقل من الموسم الماضي، الذي عاصرته مع فريق الوصل، ومسألة حسم الأهلي للقب مبكراً لا تقلل من مستوى الدوري، ومن وجهة نظري أن دوري الإمارات هذا الموسم أقوى بكثير من الموسم الماضي، ومن يقول إن الدوري أقل مستوى بسبب حسم اللقب مبكراً، ماذا يقول عن الدوري الألماني الذي يعتبر من الدوريات القوية في أوروبا.

ورغم ذلك يحسم بايرن ميونخ اللقب فيه قبل 7 جولات، ولا أعتقد أن الهبوط حسم مبكراً، لأن الفرق ظلت متنافسة على البقاء حتى قبل جولتين فقط، وكانت هناك أكثر من 5 فرق تنافس على البقاء، وما يميز دوري الخليج العربي هذا الموسم، وجود نوعية منتقاة من المحترفين الأجانب في معظم الفرق، كانوا سبباً في إحداث الفارق.

في سطور

الاسم: أحمد إبراهيم

المركز: قلب دفاع

العمر: 22 سنة

أول موسم احتراف في الدوري العراقي 2008-2009

انضم للمنتخب الأولمبي العراقي 2009

انضم للمنتخب العراقي الأول 2010

خاض مع المنتخب العراقي نهائيات آسيا في الدوحة 2011، ووصل فيها العراق لربع النهائي، وخاض معه خليجي 21 في البحرين، كما حضر في خليجي 20 باليمن ولم يشارك.

 أحب القيادة

 أوضح أحمد إبراهيم أنه يحب القيام بدور القائد في الملعب، دون تعالٍ، بحكم مركزه كقلب دفاع ينظر للملعب بشكل أفضل، مشيراً إلى أن صغر عمره لم يمنعه من ذلك، حتى عندما يكون موجوداً مع منتخب بلاده مع زملاء يفوقونه خبرة وتجربة، مبيناً أن لاعبين مثل يونس محمود وسلام شاكر وقصي منير ونشأت أكرم، دائماً يطلبون منه الحديث وتقديم التوجيهات في مباريات المنتخب العراقي، وحرص على القيام بذلك مع عجمان من أول مباراة.

 العراق يستحق دعم العرب

 طلب اللاعب العراقي أحمد إبراهيم في ختام حديثه مع «البيان الرياضي»، توجيه رسالة لكل الخليجيين بعيداً عن الرياضة، قال فيها: نحن في العراق نحتاج لجميع أشقائنا في هذا الوقت، وهذه دعوة أوجهها لكل الأشقاء الخليجيين لمساندة العراق، فالظروف التي يمر بها العراق منذ أكثر من 10 سنوات، تفوق الاحتمال، والشعب العراقي لا يستحق ذلك، وأتمنى من كل دول الخليج أن تكون بلدنا الثاني، وأن نعيش أشقاء مع كل الخليجيين والعرب.

 عبد الوهاب مدرب قدير

 قال أحمد إبراهيم إن الطاقم الفني لعجمان بقيادة الكابتن عبد الوهاب له دوره في زيادة رغبته في الانضمام، برغم أن إدارة عجمان هي من فاتحته في التفاوض، وأكملت المهمة ثم التقى بعد ذلك بالكابتن عبد الوهاب، وهو كمدير فني للفريق، كانت له رؤيته المساندة لضمه للفريق، وجميع اللاعبين يقدرون له تعامله مع الفريق، ودوره الذي قاد لتحقيق النتائج الجيدة، مشيراً إلى أن تألقه جزء في منظومة متكاملة يقودها المدرب عبد الوهاب.

 

Email