33

العبقري والوحش يـــــــغتالان حلم برشلونة

■ رقصة اللقب 33 | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

نجح «العبقري» زين الدين زيدان في قيادة ريال مدريد، الذي أطلقت عليه الصحافة الإسبانية الوحش ذو الرأسين، بعد مبدأ المداورة الذي انتهجه المدرب الفرنسي خلال الموسم في استعادة لقب الليغا، بعد غياب امتد لخمسة مواسم، منهياً حلم برشلونة في تحقيق اللقب الثالث على التوالي، في الوقت نفسه، اللقب السابع في آخر عشرة مواسم لليغا.

وأحرز الريال لقبه الثالث والثلاثين في الدوري الإسباني، والأول منذ 2012، معتمداً على مفاتيح أساسية تبدأ من مدربه الفرنسي زين الدين زيدان، ولا تنتهي بالبرتغالي كريستيانو رونالدو.

ولم يتخلَ زيدان عن استراتيجيته في أغلب فترات الموسم، ما دفع الجماهير وقطاعاً كبيراً من الصحافة المحلية في الإسبانية، التحدث عن فريقين داخل ريال مدريد، أو عن وحش برأسين، كما يحلو لهم وصفه.

ونجح زيدان في تحقيق مجموعة من الأرقام المهمة والإنجازات المميزة منذ توليه مسؤولية تدريب ريال مدريد، وحقق النجم الدولي السابق في 2016 أول ألقابه مع النادي الملكي، وقاده إلى لقب دوري أبطال أوروبا، بعد أشهر من توليه مهامه.

وبعد الدوري المحلي، يسعى النادي المدريدي بقيادة زيدان (44 عاماً)، إلى تحقيق الثنائية للمرة الأولى منذ 1958، إذ يخوض في الثالث من يونيو نهائي دوري أبطال أوروبا أمام يوفنتوس.

وتوج اللاعب الفرنسي السابق أول من أمس بأول لقب للدوري الإسباني في مسيرته كمدرب لريال مدريد، الفريق الذي تولى قيادته في الرابع من يناير 2016، في وقت كان يعاني فيه النادي الملكي من أزمة كبيرة بعد إقالة مدربه السابق، الإسباني رافايل بينتيز.

وبعد سبعة عشر شهراً من ذلك التاريخ، لم يحدث زيدان تطوراً كبيراً في أداء ريال مدريد وحسب، بل فاز أيضاً بلقب دوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني وبطولة السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية، كما أصبح على بعد خطوة واحدة من اللقب الثاني له على التوالي في البطولة الأوروبية، بعدما تأهل لملاقاة يوفنتوس الإيطالي في المباراة النهائية في الثالث من يونيو المقبل.

وكان من الصعب التنبؤ بمسيرة زيدان هذه مع ريال مدريد عندما تولى المسؤولية الفنية للفريق.

وعن هذا تحدث قائد ريال مدريد، سيرخيو راموس، قائلاً: «كنت أتوقع هذا، إنه يحقق أشياء على مستوى الإحصاءات والنتائج لم يحققها أحد غيره، نحن سعداء بأن المدرب يقود السفينة وأن النتائج الإيجابية تتوالى».

86

ومنذ أن تولى زيدان منصب المدير الفني لريال مدريد، لعب الفرق 86 مباراة، فاز في 65 منها، وتعادل في 14، وخسر سبعة لقاءات، هذا بالإضافة إلى أنه لم يتوقف عن تسجيل الأهداف في 64 مباراة متتالية، منذ 30 أبريل 2016.

وعلى الجانب الآخر، هناك انتصارات للمدرب الفرنسي لا تظهرها الإحصاءات، فقد نجح زيدان في تحقيق شيء بدا مستحيلاً، وهو إقناع نجم فريقه، البرتغالي كريستيانو رونالدو، اللاعب المتعطش لتحطيم جميع الأرقام القياسية الممكنة، بالخلود للراحة في بعض المباريات على مدار الموسم، من أجل أن يصل إلى المرحلة الحاسمة متمتعاً بلياقة بدنية وفنية مثالية.

وتتحدث أرقام اللاعب البرتغالي هذا الموسم عن نجاعة هذه الاستراتيجية، فعلى سبيل المثال، سجل رونالدو 14 هدفاً في آخر تسع مباريات.

ويتجلى الانتصار الثاني لزيدان، في وصوله إلى المرحلة الحاسمة من الموسم بقائمة مكونة من 20 لاعباً يتمتعون جميعاً بالجاهزية العالية.

وبالطبع، يحتفظ زيدان في عقله بتشكيلته الأساسية، ولكنه كان يوزع دقائق اللعب بدون مجاملة بين لاعبيه.

«في أندية أخرى، اللاعبون الاحتياطيون لا يلعبون ولو لدقيقة واحدة، بل عندما يحتاجهم المدرب، معي هذا لا يحدث، الجميع لهم أهميتهم، وهذا ما أقوم بإظهاره للفريق»، كان هذا ما قاله زيدان قبل شهر، عندما بدأ لاعبوه البدلاء في لعب دور حاسم في مشوار التتويج بلقب الدوري الإسباني بالمشاركة في المباريات وتسجيل الأهداف الحاسمة.

ولعب زيدان، الذي كان يشتهر بأسلوبه الجمالي الساحر، خمسة مواسم بقميص ريال مدريد في الفترة ما بين عامي 2001 و2006، فاز خلالها ببطولتي دوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني مع ذلك الفريق، الذي كان يضم مجموعة من الأساطير، أمثال الظاهرة البرازيلية رونالدو والبرتغالي لويس فيغو والإسباني راؤول غونزاليز والإنجليزي ديفيد بيكهام والظهير التاريخي للمنتخب البرازيلي روبرتو كارلوس.

وبعد الاعتزال، بدأ زيدان مسيرته مع عالم التدريب، عندما تولى منصب المدرب المساعد للإيطالي كارلو أنشيلوتي، المدير الفني السابق لريال مدريد خلال موسم 2013 - 2014.

وفي العام التالي، أصبح زيدان المدير الفني للفريق الرديف لريال مدريد، وقدم معه موسماً باهتاً، ولم يحقق النتائج المرجوة.

وفي عام 2016 اختاره فلورينتيو بيريز رئيس ريال مدريد، ليحل بديلاً للمدرب الأسبق رافايل بينتيز، الذي واجه ممانعة شرسة خلال فترة ولاياته القصيرة من لاعبين من العيار الثقيل داخل غرفة خلع ملابس النادي المدريدي.

وواجه المدرب هذا الموسم أموراً جدلية عدة: من بينها نقص وقت اللعب للكولومبي خاميس رودريغز أو إيسكو، والانتقادات حول المستوى الفني للثلاثي رونالدو والفرنسي كريم بنزيمة والويلزي غاريث بيل، وشائعات الانتقالات المتواترة.

وبهدوئه في المؤتمرات الصحافية وحمايته للاعبيه، بقي زيدان ثابتاً في وجه «الرياح» التي عصفت بالسفينة، وطور أداء الفريق خلال الموسم، ليصل به إلى بر الأمان في نهاية المطاف.

حيوية

وكسر ريال مدريد، هيمنة برشلونة على الليغا، بفضل حيوية تشكيلته، ووجود وفرة في البدلاء الجاهزين، مقارنة بغريمه الذي تألق بالمباريات الكبيرة، لكنه تعثر في المواجهات أمام فرق متواضعة.

وحصد فريق المدرب لويس إنريكي 14 نقطة، من أصل 18 في مبارياته الست، ضد فرق المربع الذهبي، ففاز مرتين على إشبيلية، وانتصر خارج ملعبه على أتلتيكو مدريد، وعلى ريال بإستاد سانتياغو برنابيو.

وحقق برشلونة، أمام الفرق الكبيرة، نتائج أفضل من ريال البطل. وجمع الريال، 8 نقاط في مبارياته، ضد فرق المربع الذهبي، لكن برشلونة، أخفق في الفوز بالدوري للمرة الثالثة على التوالي، بسبب تعثره أمام ألافيس، وسيلتا فيغو، ولاكورونيا، وملقا، وهي الفرق التي خسرت أمام ريال.

في المقابل، فاز ريال بسهولة بمبارياته أمام الفرق التي تفوقت على برشلونة، كما انتصر على ريال سوسييداد، وريال بيتيس، حتى بعد قرار المدرب زين الدين زيدان، بإجراء تغييرات شاملة على التشكيلة.

وكان بوسع زيدان، إراحة رونالدو في 9 مباريات بالدوري، وتعامل بنجاح مع غياب غاريث بيل الطويل بسبب الإصابة، بينما ظهر لاعبون آخرون بشكل رائع، مثل إيسكو، وماركو أسينسيو، وألفارو موراتا.

07

سجل سيرجيو راموس قائد النادي الملكي سبعة أهداف هذا الموسم في الدوري، وهو عدد يفوق المعدلات التقليدية للمدافعين.

وبقي راموس هذا الموسم على تماس أكبر مع هجوم فريقه بدلاً من الاكتفاء بالدور الدفاعي في منطقة الجزاء، وشكل خط دفاع متقدماً في مرات عدة، وساهم في إنقاذ الفريق من مواقف محرجة وهجمات مرتدة كانت قابلة لتشكيل خطورة وتكبيد مرماه الأهداف.

وإضافة إلى صلابته دفاعياً، كان راموس فاعلاً هجومياً، إذ أهدت أهدافه تسع نقاط لرصيد فريقه، وغالباً ما سجل في اللحظات القاتلة، كمثل هدف التعادل (1-1) في «الكلاسيكو» أمام برشلونة.

لقراءة أخبار أخرى

Email