ثورة فان باستن

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

هو عصر جديد بالكامل في الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، الذي يبدو أنه يريد أن يمحي كل ما يتعلق بالعهود السابقة في اللعبة الشعبية الأولى، بداية من الفضائح.

وصولاً إلى القوانين المنظمة للعبة، بعد أن أطلق الهولندي ماركو فان باستن مدير التطوير الفني بالمنظمة الرياضية العالمية، مجموعة من المقترحات، في ثورة على القوانين الحالية للعبة تسعى إلى منحها المزيد من الإثارة معتمداً في ذلك على تجارب رياضات أخرى استخدمت هذه القوانين وكانت النتيجة فيها إيجابية بالكامل.

وجاءت مقترحات النجم الهولندي، الحائز على الكرة الذهبية ثلاث مرات ، بعد أيام قليلة من موافقة «فيفا» على زيادة عدد منتخبات المونديال إلى 48 منتخباً بداية من 2026،.

حيث تقسم إلى 16 مجموعة، تتكون كل واحدة منها من ثلاثة منتخبات، ومع احتمال أن تؤدي نتيجة التعادل إلى الكثير من التعقيدات، اقترح جياني إنفانتينو رئيس فيفا إلغاء نتيجة التعادل إذا حدثت وحسم المباراة بالضربات الترجيحية من نقطة الجزاء، ليقدم باستن مقترحاً تم تطبيقه من قبل في كرة القدم، في بدايات الدوري الأميركي بالنظام القديم، وهو ما يعرف بنظام الضربات الحرة المتحركة.

حيث ينطلق اللاعب من منتصف الملعب في مواجهة حارس المرمى بدلا عن نظام التنفيذ الحالي لضربة الجزاء، معتبراً أن هذا الأمر سيكون أكثر إثارة وتشويقاً من الوضعية الحالية التي تدفع إلى القلق والتوتر.

وأصل هذا النوع من التنفيذ لضربات الجزاء أتى من لعبة هوكي الجليد، وادخله الاتحاد الأميركي لكرة القدم، من أجل جذب جمهور اللعبة الشعبية الأميركية، إلى متابعة المنشط الجديد، حيث كانت كرة القدم تتلمس طريقها إلى الملاعب الأميركية في بداية السبعينات من القرن الماضي.

10 دقائق

واعتبر فان باستن في مقابلة صحافية مطولة مع مجلة بيلد الألمانية، شرح فيها وجه نظره، ورؤيته للتعديلات الجديدة التي تقدم بها، إن عقوبة الإنذار بالكرت الأصفر، ليست مجدية، ولا تشكل أي نوع من العقوبة يمكن أن يردع اللاعب من أجل التركيز فقط على الكرة، وليس المنافس، وكذلك الأجهزة الفنية، التي لا تهتم عند تلقي اللاعب لبطاقة صفراء، ولكنها تتأثر كثيرا في حالة البطاقة الحمراء .

وبالتالي الطرد من الملعب، مضيفا، من هذه النقطة يجب أن نستفيد من غيرنا، مقترحاً تطبيق عقوبة الطرد المؤقت من 5 إلى 10 دقائق بدلاً عن البطاقة الصفراء، وهي الفكرة التي انطلقت من كرة اليد، وانتقلت بعد ذلك إلى عدد من الرياضات الأخرى، ويرى باستن أنها أكثر حسماً.

حيث يمكن أن تلعب بثمانية إلى تسعة لاعبين فترة تصل إلى أكثر من نصف المباراة متى ما تعددت حالة الإبعاد المؤقت على الفريق، ما يمنح أفضلية للفريق المنافس، وبالتالي ستحصر الأجهزة الفنية على أن يركز اللاعبون على كرة القدم وليس العنف.

5 أخطاء

واعتبر فان باستن أن الفكرة التي تطبقها كرة السلة بالحرمان من اللعب، في حال وصلت المخالفات من لاعب بعينه إلى عدد محدد هي فكرة رائعة للغاية ويمكن أن تكون مفيدة جدا لكرة القدم، شارحاً، في كرة السلة، يجبر اللاعب على مغادرة الملعب متى ما وصل إلى عدد معين من الأخطاء في المباراة، ويمكن أن ندفع بهذه الفكرة في قوانين كرة القدم لمنع العنف.

وللمحافظة على اللعب النظيف، فأي لاعب يصل إلى خمسة أخطاء يجب أن يغادر الملعب، ولم يوضح باستن إذا كانت هذه المغادرة كنوع من الاستبدال الإجباري، أو أن تتم معاملة الفريق مثل حالة تعرض أحد لاعبيه للطرد، أو سوف تكون حالة إضافية من حالات الإيقاف الموقت.

صلاحية القائد

وعن مقترحاته من أجل حماية قضاة الملاعب، قال الهولندي الفائز ببطولة الأمم 1988، عندما توج مع منتخب بلاده باللقب في ألمانيا، وتوج شخصياً بلقب الهداف بخمسة أهداف من بينها أجمل أهداف بطولة الأمم الأوروبية في تاريخها، يمكن أن نستعين بما يحدث في كرة الركبي، لا يقترب من الحكم إلا قائد الفريق، هو وحده من يحق له الحديث مع حكم المباراة، إذا اقترب أي لاعب آخر من الحكم، وحاول التحدث معه، فسوف يتلقى عقوبة يمكن أن تصل إلى الإبعاد المؤقت.

مضيفاً إن حماية حكام اللقاء تأتي في المرتبة الأولى فالحكم الذي يشعر بالأمان يمكنه أن يدير المباراة بكل دقة ويمنح كل ذي حق حقه، وأن تأمين المباراة لا يقتصر على الشرطة وحفظ الأمن في الإستاد، بل الأهم حفظ الأمن داخل أرضية الملعب، وهي المهمة التي يقوم بها حكم اللقاء.

البحث عن الأهداف

ومن ضمن المقترحات التي يسعى باستن إلى تقديمها إلى «فيفا» انتظاراً للموافقة عليها من قبل المجلس العالمي لقانون كرة القدم «البورد»، هي إلغاء التسلسل من قانون كرة القدم، معتبراً أن القانون الحالي الذي يشترط وجود لاعبين منافسين على الأقل اقرب إلى خط المرمى من المهاجم الذي يسجل، يفرض الكثير من التقيد على الأهداف.

كاشفاً عن قناعته بأن إلغاء قاعدة التسلل سوف يساعد على تسجيل الكثير من الأهداف، مثلما كان يحدث قبل أن تشرع هذه القاعدة في كرة القدم، مواصلاً: كانت كرة القدم بلا حالة تسلل ثم دخلت القاعدة باشتراط وجود أربعة مدافعين، ثم تم تخفيفها إلى ثلاثة، من بعد ذلك إلى اثنين، مقتنعاً بأن الأندية المنتخبات ستصل إلى صيغة للتعامل مع هذا الأمر، كما يحدث الآن في كرة اليد.

زيادة البدلاء

وكشف باستن عن مقترح بزيادة عدد البدلاء في المباراة، بدلاً عن ثلاثة الذين يعمل به الآن، وتطور من لاعبين وحارس مرمى إلى 3 بدلاء في أي خانة في الملعب، ما سيمكن المدربين من منح فرقهم طاقة جديدة كل فترة في المباراة، كما سيكون هذا المقترح مفيداً جداً في حال الموافقة على إبعاد اللاعب الذي يرتكب عدداً محدداً من المخالفات.

فيمكن لمدربه أن يستبدله قبل أن يكمل هذا العدد من المخالفات ويفقده إما بشكل دائم أو مؤقت حسب ما يتم إقراره حال الموافقة على الاقتراح نفسه.

وحتى يحافظ النجوم على طاقتهم الكاملة يقترح فان باستن تقليل عدد المباراة في السنة من 80 إلى 50 ما بين الأندية والمنتخبات، حيث يمكن أن يلعب النجوم الكبار أكثر من هذا العدد، فمثلاً لعب ريال مدريد 67 مباراة الموسم الماضي.

ولعب منتخب البرتغال 18 مباراة، بوصول النادي الملكي إلى نهائي الأبطال والبرتغالي إلى نهائي الأمم الأوروبية، مما يشكل إرهاقاً كبيراً على اللاعبين، خاصة الذين يلعبون للنادي المعني والمنتخب المعين في التوقيت نفسه، مثل رونالدو بيبي.

Ⅶكرة القدم تسرق الإثارة من الرياضات الأخرى

Ⅶ الطرد المؤقت يلغي البطاقة الصفراء ويفرض الانضباط

Ⅶ إلغاء التسلل يفتح الباب أمام المزيد من الأهداف

Ⅶ زيادة عدد البدلاء «رئة» ثالثة يتنفس بها المدربون

Email