أنباء عن ضغط حكومي أدى إلى إقالة ألاردايس

الاتحاد الإنجليزي تحت مقصلة «فيفا»

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يبدو أن إقالة سام ألاردايس من تدريب منتخب إنجلترا، بمثابة كرة الثلج التي تكبر كل لحظة وتطيح في طريقها الكثير، فقد بات الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم مهدداً بالتجميد من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) متى ما صحت التقارير التي أوردتها صحيفة «صن» الصادرة صباح أمس، والتي أكدت بشكل قاطع عن تدخل حكومي دفع الاتحاد الإنجليزي لإصدار قرار إقالة سام ألاردايس من منصبه.

وأكدت الصحيفة عن مصدر من داخل الاتحاد الإنجليزي أن وزيرة الرياضية البريطانية تريسي كراوتش اتصلت هاتفياً بمارتين غلين الرئيس التنفيذي للاتحاد الإنجليزي، عقب اجتماعه مع ألاردايس، وأضاف المصدر أن هذا الاتصال شكل ضغطاً شديداً على غلين ،ثم صدر قرار الإقالة بعد ذلك بقليل، وواصل المصدر أن غلين لم يجد مفراً من إقالة «بيغ سام» بعد استقباله هذه المكالمة.

خطورة

وتبدو الخطورة على الاتحاد الإنجليزي إذا ثبتت هذه المعلومات، حيث إن الاتحاد الدولي لكرة القدم يعتبر هذا الأمر بمثابة التدخل السافر في شؤون إدارة كرة القدم، ويتعامل معه بتجميد الاتحاد المعني، مثل حالة عدم اعترافه بالاتحادات التي يتم تعيينها، أو تجميده لأي اتحاد متى ما كانت القوانين الرياضية في البلد المعني تخالف نظم ولوائح «فيفا» والذي سبق له أن جمد اتحادات لأسباب أقل من هذه، حيث يشترط «فيفا» أن يكون الاتحاد منتخباً وحراً في اتخاذ قرارته بلا أي نوع من التدخل أو التأثير حتى لو كان صغيراً على قراراته، حتى لو كانت ميزانية الاتحاد المعني جزءاً من الميزانية العامة للدولة المعنية.وعلى الرغم من أن الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم أصر على نفي الأمر، إلا أن الصحيفة البريطانية واسعة الشعبية أصرت على قدرتها على إثبات أن مارتين غلين تلقى الاتصال ،وقبيل إصدار قرار الإقالة.

هجوم

ويبدو أن إقالة ألاردايس بعد اتهامه بإساءة سمعة كرة القدم فتحت الباب أمام اتهامات أخرى، وشجعت بعض اللاعبين للكشف عن تفاصيل ظلت سرية، ويأتي على رأس هؤلاء ريفيل ماريسون الذي تعاقد معه ألاردايس خلال إشرافه على ويستهام، وأكد ماريسون في تصريحات نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن ألاردايس أجبره على مغادرة ويستهام في إعارة إلى كوينز بارك رينجرز ثم كارديف سيتي على الرغم من أن ألاردايس كان قد وصفه باللاعب عالي الموهبة عندما تعاقد معه في ويستهام، وكشف ماريسون أن السبب الحقيقي خلف قرار ألاردايس بإبعاده عن قائمة الفريق هو رفضه التوقيع مع الوكالة التي يديرها مارك كوريتس وكيل أعمال ألاردايس، وأضاف هذه هي الحقيقة خلف إبعادي عن ويستهام، رفضت التعامل مع وكيل الأعمال الذي يفضله ألاردايس ويبدو أنه كان يحصل على نسبة من هذا الوكيل.

مساندة

وكان من الممكن أن تمر تصريحات ماريسون من غير أن يلتفت إليها أحد لولا تصريحات من نجم منتخب إنجلترا السابق وليفربول جيرمان بينات المقرب جداً من ماريسون، والذي أكد أن الأمر ليس نوعاً من الادعاء، مستمراً، أعلم تماماً ومنذ وقت طويل أن ماريسون يملك تسجيلاً لأردايس يشترط عليه فيه التعاقد مع كوريتس وأضاف: ذهب ماريسون إلى مكتب سام ودخل معه في نقاش حول الأمر، وكان يقوم بتسجيل المحادثة من غير أن يعلم سام ألاردايس بالأمر، وكانت عبارات سام في المحادثة واضحة جداً وتحديداً: عليك أن تتعاقد مع كوريتس وسيمنحك صفقة جيدة، وعندما رفض ماريسون ذلك كانت النتيجة إبعاده عن ويستهام، وواصل بينات: أنا شخصياً تعرضت لموقف مشابه، ولكن لم يتم الاتصال بي مباشرة، بل ذهب كوريتس إلى والدي وأغراه بأن يمنحه بيتاً جديداً وعملاً إذا ضغط عليّ من أجل التعاقد مع أرسنال، وكنت حينها في الخامسة عشرة من عمري وألعب مع نادي نوتس كاونتي الذي يدربه ألاردايس، وأعتقد أنه من كان وراء هذا الأمر بأكمله.

دعوة

في الأثناء كان البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني لمانشستر يونايتد أول الأسماء الكبيرة في عالم التدريب في الدوري الإنجليزي الذي يدلي برأيه في الفضيحة التي تضرب كرة القدم الإنجليزية.وقال مورينيو في تصريحات لوسائل الإعلام نشرت أمس: أولاً وقبل كل شيء يجب أن نتعامل بأمانة تامة، هذا هو شعاري في الحياة الصدق وقول الحقيقية، لذا أريد أن أوضح وجهة نظري بشكل لا يصل إليه اللبس، يجب أن نوقف المزاح حول مثل هذه الأمور، علينا أن نتعامل معها بالجدية التامة، ينبغي أن نبتعد عن خصوصيات الأشخاص، وفي الوقت نفسه إذا كان هناك أي نوع من الاتهامات يجب أن نثبتها بشكل قاطع قبل الحديث عن إدانة المتهمين، لا مكان في الوسط لمثل هذه الأشياء، أمام إدانة كاملة أو براءة مطلقة، بالنسبة لي أتحسر على ما حدث لـ «بيغ سام» لعلمي بأن تدريبه لمنتخب إنجلترا كان حلم حياته، ولكن في الوقت نفسه، إذا ارتكب هذا الخطأ، ورأى الاتحاد الإنجليزي أن ما حدث يمثل خرقاً لأخلاقيات كرة القدم واتفق ألاردايس معه في هذا الأمر فطبيعي أن يدفع ثمن الخطأ الذي ارتكبه، هذا ما أدعو إليه دائماً، الشفافية، والتعامل بأمانة، وتحمل تبعات التصرفات.واختتم مورينيو: علينا التحلي بالصبر وانتظار نتيجة التحقيقات بالكامل، ومعرفة الحقائق غير منقوصة قبل أن نتعامل مع الآخرين على أنهم مجرمين.

دفاع

من ناحيته دافع هاري ريدناب المدرب السابق لتوتنهام وبورتسموث وكوينز بارك رينجرز، عن نفسه تجاه التقارير التي نشرتها «ذي تيلغراف» وأكدت فيها معرفة ريدناب بمراهنة بعض لاعبيه على مباريات فريقهم، من غير أن تكشف عن أسماء اللاعبين، ولا الفريق الذي كان يدربه ريدناب في ذلك الوقت، مضيفة أن ريدناب كشف لها عن عدم معرفته بأن هذا التصرف يخالف لوائح الاتحاد الإنجليزي.

عنف

ورد ريدناب بعنف على هذه الاتهامات قائلاً في تصريحات لـ «تي بي سبورت» أمس، هذا أمر مؤسف للغاية، لقد جلسوا معي لثلاث ساعات وكان هذا كل ما خرجوا به ادعاءات غريبة وعجيبة، يمكن لأي شخص أن يرى بنفسه أنني لم أتحدث في أمر مثل هذا، كانت جلسة اعتقدت أنهم يريدون فيها معرفة أسرار كرة القدم الإنجليزية، من أجل الاستثمار فيها بشكل صحيح، لم أعتقد أبداً أنهم يخططون لمثل هذه الأشياء غير المنطقية، من المؤسف أنني جلست معهم، اعتقدت بجديتهم، ولكنني ندمت مباشرة بعد نهاية الجلسة، لقد ولوا هاربين عندما وصلت فاتورة الكافتيريا التي كنا نجلس فيها، في إشارة إلى الصحافيين المتنكرين لصحيفة ذي تيلغراف، لم يفكروا حتى في دفع فاتورتهم وتركوني أدفع فاتورتهم الأربعة، أي نوع من الصحافة والصحافيين هؤلاء، ما أستطيع المراهنة عليه أنه طوال مشواري مع الأندية لم يحدث أن راهن أي لاعب تحت قيادتي على نتائج الفريق الذي أدربه، أتعامل باحترام وتقدير ومثل يعرفها الجميع عني، وأول من يعرفها بالطبع اللاعبون الذين تدربوا على يديي وعملوا معي.

أمانة

واختتم مدرب المنتخب الأردني لكرة القدم حالياً: البحث عن الأمور القبيحة في كرة القدم من أولى مهام الصحافة، ولكن الأمانة والنزاهة والصدق هي المرتكزات الأولى والأخيرة للعمل الصحافي، وليس الكذب وتلفيق الاتهامات.

سؤال

قال جيرمان بينات إن على الجميع أن يسأل عن السبب الذي يدفع كثيراً من اللاعبين الذي يلعبون تحت إشراف سام ألاارديس إلى التعاقد مع مارك كورتيس، هو وكيل أعمال مدرب إنجلترا المقال، وأضاف، لماذا هذا العدد الكبير من اللاعبين الذين يتعاملون مع وكيل أعمال مدربهم، وماذا يستفيد المدرب من وراء هذا التعامل، هذا هو السؤال الذي ينبغي الإجابة عنه.

Email