في انطلاق مباريات الدور ربع النهائي ليورو 2016

هجوم البرتغال الناري يواجه دفاع بولنــــــدا الصلب

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تتجه الأنظار اليوم إلى مدينة مرسيليا الساحلية التي تشهد انطلاق مباريات الدور ربع النهائي لكأس أوروبا في كرة القدم، الجارية في فرنسا، بمواجهة بين البرتغال بقيادة نجمها كريستيانو رونالدو وبولندا القوية دفاعياً.

وتقام مباريات ربع النهائي في الأيام الأربعة المقبلة، فتلتقي ويلز مع بلجيكا الجمعة، وألمانيا بطلة العالم مع إيطاليا التي جردت إسبانيا من لقبها السبت، وفرنسا المضيفة مع آيسلندا المفاجأة الأحد.

وتملك البرتغال سجلاً أفضل من منافستها في البطولة الأوروبية، إذ كانت على وشك إحراز اللقب الأول في تاريخها قبل أن تخسر على أرضها أمام اليونان عام 2004، كما وصلت إلى نصف النهائي أعوام 1984 و2000 و2012.

من جهتها، تشارك بولندا في البطولة للمرة الثالثة فقط، وكانت خرجت من الدور الأول في المرتين السابقتين، لكنها تألقت على الصعيد العالمي فحلت ثالثة في كأس العالم مرتين عامي 1974 و1982.

ولم يقدم منتخب «الدروع الخمسة» البرتغال المستوى الذي يضعه بمصاف المنتخبات المرشحة بقوة لإحراز اللقب برغم وجود رونالدو، الذي بدأ البطولة بشكل متواضع جداً، قبل أن يصحو في المباراة الثالثة من الدور الأول ويسجل ثنائية عبر فيها بالفريق إلى ثمن النهائي.

في المقابل، فإن منتخب بولندا «النسور البيضاء» الذي يضم مهاجم بايرن ميونيخ الألماني الفذ روبرت ليفاندوفسكي امتاز حتى الآن بالصلابة الدفاعية، ويكفي أن شباكه اهتزت مرة واحدة فقط في أربع مباريات، وكانت أمام سويسرا في المباراة السابقة.

حققت بولندا فوزها الأول في تاريخ البطولة في المباراة الأولى على الضيف الجديد أيضاً أيرلندا الشمالية 1-0 ثم فرضت التعادل السلبي على ألمانيا قبل أن تفوز على أوكرانيا 1-0، وأقصت سويسرا من ثمن النهائي بركلات الترجيح 5-4 بعد تعادلهما 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي.

وهي المرة الأولى التي تبلغ فيها بولندا ربع نهائي إحدى البطولات الكبرى منذ 34 عاماً.

بداية متواضعة

بدأت البرتغال البطولة بتعادل مخيب جداً مع آيسلندا الضيف الجديد 1-1، ثم انتهت المباراة الثانية أمام النمسا بتعادل سلبي، وانتظر رونالدو ورفاقه حتى المباراة الأخيرة أمام المجر لإظهار معدنهم وخصوصاً في الشوط الثاني، انتهت المباراة 3-3 بعد لحظات مثيرة لتتأهل البرتغال كأحد أفضل أربعة منتخبات حلت في المركز الثالث، وظهرت عيوب دفاعية كثيرة في أداء المنتخب البرتغالي، إذ كشف المنتخب المجري ثغرات دفاعية هائلة في تشكيلة المدرب فرناندو سانتوس، كما أن كرواتيا تفوقت عليه فنياً برغم خسارتها في ثمن النهائي، وباتت مباراة البرتغال وكرواتيا أول مباراة في تاريخ كأس أوروبا لا تشهد أي تسديدة مباشرة على المرمى في الوقت الأصلي، والفوز على كرواتيا كان الأول للبرتغال في البطولة، وهو ما تبحث عن تكراره أمام بولندا برغم صلابة دفاعها.

وبدا المدافع البرتغال جوزيه فونتي متفائلاً بقوله: «ستكون لدينا دائماً الفرص للفوز. نملك أفضل لاعب في العالم - رونالدو - ولاعبين مثل ناني وكواريسما وجواو ماريو»، واعتبر فونتي أن المدرب سانتوس لا يكترث كثيراً للطريقة التي يعتمدها في حال تابع المنتخب طريقه إلى نصف النهائي، مؤكداً «إذا تعين علينا اللعب بشكل سيئ والفوز، فأنا سأفعل ذلك. كفريق تريد تقديم كرة قدم جيدة والفوز، ولكن أحياناً لا تستطيع ذلك».

وقال فونتي: «لديهم لاعبون جيدون، وليفاندوفسكي واحد منهم ولكننا لا نبدي اهتمامنا بلاعب، نهتم بالفريق ككل»، وأضاف: «بوضوح، ليفاندوفسكي لاعب كبير ولن أقول ماذا سنفعل معه، ولكن بالتأكيد ستكون لدينا خطة لعب لإبطال قوة المنتخب البولندي».

ويجد المنتخب البرتغالي نفسه على بعد مباراتين من الوصول للمباراة النهائية لبطولة كبرى، على الرغم من التعادل في المباريات الثلاث بدور المجموعات واحتياجه للوقت الإضافي للفوز على كرواتيا في دور الستة عشر.

سخرية

وسخر حارس بولندا فويسيتش تشيزيني الذي خاض المباراة الأولى أمام أيرلندا الشمالية من القول إن رونالدو ليس في القمة، وأعرب أيضاً عن إعجابه بالبرتغالي الشاب ريناتو سانشيز (18 عاماً) المنتقل إلى بايرن ميونيخ مقابل نحو 38.5 مليون دولار، وقال تشيزيني: «منتخب البرتغال رائع، إنه ليس فقط كريستيانو رونالدو، والبعض يقول إنه لا يقدم أفضل مستوياته، ولكن ما زلت أحب أن يكون في فريقي».

وأضاف: «فضلاً عن رونالدو، أعجبني ريناتو سانشيز. من دون شك، إن عملاً كبيراً ينتظرنا الخميس».

وقد يشارك سانشيز أساسياً للمرة الأولى في البطولة بسبب بعض الإصابات التي تواجه رافايل غيريرو وأندري غوميش وجواو موتينيو. ويرجح ألا يكون رونالدو هو مشكلة تشيزيني الوحيدة اليوم، خصوصاً وأنه مازال يتعافى من إصابة في الفخذ تعرض لها خلال مباراة بولندا الافتتاحية أمام أيرلندا الشمالية، وقال: «لست جاهزاً تماماً. بدأت التدريب مجدداً، ولكنني بحاجة لبعض الوقت لأستعيد لياقتي. لن أكون قادراً على مساعدة الفريق مثل لوكاس (فابيانسكي) في هذه اللحظة، لذلك ربما لن ألعب أمام البرتغال». وأضاف: «بالطبع لست سعيداً بهذه الإصابة ولكن هذه هي الحياة. لن أبكي بسببها. ومازال الأمر ممتعاً أن أكون هنا مع الفريق».

صلابة دفاعية

من ناحيته، يعول مدرب بولندا آدم نافالكا على جدار حديدي في الدفاع يتألف من لوكاس بيتشيك وكميل غليك وميشال بازدان وارتور يدرييتشيك، وخلفه تشيسني أو لوكاس فابيانسكي الذي شارك في المباريات الثلاث الأخيرة، واختبر الدفاع البولندي جيداً حتى الآن، ويكفي أن ألمانيا فشلت في التسجيل، ونجحت سويسرا مرة واحدة فقط عبر شيردان شاكيري، وهو الهدف الوحيد الذي ولج مرمى بولندا في أربع مباريات ما يضع رونالدو ورفاقه أمام تحديات صعبة جداً.

وجاء نافالكا إلى البطولة بسلاح هجومي فتاك، لكنه لم يعمل حتى الآن، إذ فشل المهاجم ليفاندوفسكي في التسجيل في أربع مباريات، وهو الذي تصدر ترتيب هدافي الدوري الألماني في الموسم المنصرم برصيد 30 هدفاً.

وعانى ليفاندوفسكي من بعض الآلام بعد الفوز على كرواتيا، لكن مساعد المدرب هوبرت مالوفييسكي أكد: «لسنا قلقين إطلاقاً بشأن روبرت»، مضيفاً: «عانى من بعض الآلام بعد المباراة، ولكنه سيكون جاهزاً أمام البرتغال».

ولا ينحصر الخطر البولندي فقط في ليفاندفوسكي، إذ يمتلك نافالكا سلاحاً ثانياً مع ياكوب بلاشتشيكوفسكي صاحب هدف الفوز على أوكرانيا، كما يعول على ظهير أيمن بوروسيا دورتموند الألماني لوكاس بيتشيك، ومهاجم أياكس أمستردام الهولندي أركاديوسش ميليك صاحب هدف الفوز على أيرلندا الشمالية.

حظ

قال جوزيه فونتي مدافع المنتخب البرتغالي: «في أول مباراتين كنا غير محظوظين قليلاً، وفي مباراتنا أمام المجر تركنا عاطفتنا قليلاً. أردنا أن نفوز وتركنا مرمانا مكشوفاً، وهو أمر لا نفعله عادة». وتابع: «أعتقد أننا عالجنا هذا في المباراة الأخيرة. حاولنا ألا نستقبل أهدافاً وحصلنا على فرصتنا». وأكد: «ستكون أمامنا دائماً الفرصة طالما معنا أفضل لاعب في العالم».

Email