دل بوسكي وكونتي.. تبايـن بين جيلين مختلفين

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما يلتقي المنتخبان الأسباني والإيطالي لكرة القدم اليوم ستشهد المنطقة الفنية بجوار خط الملعب مواجهة ومنافسة من نوع خاص بين جيلين مختلفين وأسلوبين متباينين في فهم كرة القدم والحياة.

وتمثل المباراة مسرحاً لمواجهة فريدة ورائعة بين المدربين. ولا ينتمي فيسنتي دل بوسكي المدير الفني للمنتخب الأسباني وأنطونيو كونتي المدير الفني للمنتخب الإيطالي (الآزوري) إلى جيلين مختلفين فحسب وإنما لكل منهما طريقته وأسلوبه المختلف في فهم كرة القدم والحياة.

ولهذا، ستكون المباراة مواجهة مثيرة بمعنى الكلمة بين المدربين كما ستكون مواجهة ثرية في التفاصيل خاصة وأن كلاً من الفريقين يمثل انعكاساً واضحاً للسمات مدربه. ويظل الشيء المشترك الواضح بين الطرفين في هذه المباراة هو السعي للفوز لأن النتيجة النهائية ستوضح أي الأسلوبين انتصر على الآخر ليظل صاحبه في البطولة فيما يحزم الخاسر حقائبه عائداً إلى بلاده.

نهاية

ويفترض أن تشهد هذه البطولة ختام المسيرة التدريبية لدل بوسكي 65/‏ عاماً/‏ حيث يعتزم المدرب الأسباني الكبير الاعتزال بعدها. وخلال مسيرته التدريبية الرائعة، قاد دل بوسكي ناديين فقط حيث حقق نجاحاً باهراً مع ريال مدريد وقضى فترة قصيرة مع بشكتاش التركي قبل أن يبدأ مسيرته مع المنتخب الأسباني في 2008.

وخلال ثماني سنوات قاد الماتادور للفوز بكأس العالم 2010 ثم الدفاع عن لقبه القاري في يورو 2012 لكنه خرج مع الفريق من الدور الأول في كأس العالم 2014 بالبرازيل.

ويمثل دل بوسكي نموذجاً حياً للتميز على المستويين التدريبي والإنساني حيث يولي اهتماماً بالغاً بكل التفاصيل الخاصة بفريقه ولاعبيه داخل وخارج الملعب كما يتسم بالتواضع ونبذ الغرور.ويرى أنصار دل بوسكي أنه إلى جانب كونه مدرباً خططياً يتسم بالكفاءة الشديدة فإنه أيضاً محلل ومعالج نفسي رائع فيما يتهمه منتقدوه بالجبن.

جيل آخروالمثير أن دل بوسكي ينتمي لجيل آخر من حيث معايير كرة القدم التي يسير طبقاً لها والتي تختلف عما يسود معظم البلدان حالياً. ويميل دل بوسكي للنزعة الهجومية والأداء الجماعي الشامل ولا يلتفت إلى الجدل والانتقادات.

 والحقيقة أن المدرب الراحل لويس أراغونيس هو من غرس بذرة هذا الأسلوب من اللعب في الفريق قبل أن يستكمل دل بوسكي العمل بعده.وباستثناء الإشادة من قبل لاعبيهما، يبدو كل شيء مختلفاً بين دل بوسكي وكونتي.ويفر دل بوسكي دائماً من غرور كرة القدم الحديثة. ولم يتردد المدرب الكبير في التأكيد على أن هذا كان وراء إقالته من تدريب الريال في 2003 بعد يومين فقط من الفوز بالدوري الأسباني.

وعلى النقيض يبدو كونتي الذي يهتم كثيراً بمظهره الخارجي وكذلك بالتفاصيل التي تظهر أمام الجميع بنفس اهتمامه بالأساليب الخططية.وفي الوقت نفسه، قد يشتهر المنتخب الأسباني بالاعتماد على لاعبيه بشكل أكبر من المدرب فيما يعتمد الآزوري على كونتي بشكل أكبر أو هكذا يبدو للمراقبين.

Email