ارتفاع حظوظ علي بن الحسين في انتخابات رئاسة «فيفا»

بلاتر وبلاتيني يسقطان في امتحان «الأخلاق»

■ بلاتيني يهنئ بلاتر بإعادة انتخابه مايو الماضي قبل أن تطيح الفضائح بالثنائي | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

سقط السويسري جوزيف بلاتر رئيس «فيفا» والفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس «يويفا» بعد أن أعلنت لجنة الأخلاق المستقلة التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم أمس عن ايقافهما مؤقتاً لمدة 90 يوماً، بسبب فضيحة فساد.

كما قررت اللجنة ايقاف الكوري الجنوبي تشونغ مونغ-جوون لمدة ست سنوات، والفرنسي جيروم فالك الأمين العام السابق للفيفا لمدة 90 يوماً أيضاً.

وجاء قرار لجنة الأخلاق بمثابة التأكيد على مرتكزات حملة «النزاهة والشفافية» التي قادها الأمير علي بن الحسين خلال صراعه من أجل انتزاع مقعد رئاسة «فيفا» من السويسري الذي ظل متمسكاً بالمقعد منذ 1998، وكان الأمير علي بن الحسين قد أكد طوال حملته الأولى انه يعمل من أجل النزاهة والشفافية وأن رئيس «فيفا» يعتبر من اركان الفساد، وعلى الرغم من عدم مساندة الجمعية العمومية لفيفا للأمير..

إلا ان بلاتر اجبر على الاستقالة بعد اعلان فوزه بـ 48 ساعة بعد ان تواصلت الفضائح، وخلال اعلانه للترشح مرة أخرى شدد الأمير علي بن الحسين على أنه الأنسب لاستعادة نزاهة «فيفا» وكان الأمر أقرب إلى الإشارة إلى تورط بلاتيني في قضايا تمس الشفافية والنزاهة .

وهو ما اثبتته اللجنة على الفرنسي الذي كان مصراً على انه لم يخالف اية قوانين ولم يتكسب بشكل غير مشروع من خلال منصب مستشار خاص عينه فيه بلاتر طوال سنتين وقبض ثمن ذلك 2 مليون يورو، وهو مبلغ مبالغ فيه مقارنة بالمبالغ التي يتحصل عليها اعضاء اللجنة التنفيذية لفيفا نفسه..

حيث ان الراتب الرسمي لبلاتر رئيس فيفا في السنة لا يتجاوز 450 ألف يورو، وجاءت ادانة بلاتيني وتشونغ المترشحين لرئاسة «فيفا» لتفتح الباب واسعاً أمام قائد حملة النزاهة والشفافية من أجل المضي في حملته واستخلاص «فيفا» من الفساد.

 تفاصيل الإدانة

وقال بيان صادر عن الفيفا أمس «قررت غرفة التحكيم في لجنة الأخلاق التي يرأسها هانز يواكيم ايكرت الإيقاف المؤقت لرئيس الفيفا جوزيف بلاتر، رئيس الاتحاد الأوروبي ونائب رئيس فيفا ميشال بلاتيني، وأمين عام فيفا جيروم فالك (اعفي من منصبه الشهر الماضي) لمدة 90 يوماً». وأضاف البيان «قد يتم تمديد فترة الإيقاف 45 يوما إضافيا».

وتابع «كما تم ايقاف نائب رئيس الفيفا سابقا تشونغ مونغ جوون ست سنوات وأنزلت به غرامة مقدارها 100 ألف فرنك سويسري».

وأوضح البيان «خلال فترة العقوبة يمنع على هؤلاء ممارسة اي نشاط كروي على الصعيدين المحلي والدولي. يدخل الإيقاف حيز التنفيذ مباشرة».

وكان المدعي العام السويسري فتح الأسبوع الماضي تحقيقاً جنائياً بحق بلاتر للاشتباه بـ«ادارته غير الشرعية وسوء الائتمان»، وأيضا بسبب «دفع غير قانوني» لمبلغ مليوني فرنك سويسري إلى بلاتيني.

مستحقات متأخرة

 أما بلاتيني فقد اكد ان المستحقات المتأخرة التي حصل عليها في عام 2011 هي مقابل عمل بموجب عقد رسمي قام به لمصلحة الفيفا بين عامي 1999 و2002، وان تأخر حصوله على المبلغ كان بسبب الصعوبات المالية التي كان يعاني منها الاتحاد الدولي في عام 2002.

وأوضح المدعي العام السويسري ان محققين «قاموا بالاستماع إلى بلاتيني بصفته مستدعى لإعطاء معلومات».

وكان بلاتيني انتقد قبل لحظات قليلة من بيان لجنة الأخلاق التسريبات «الغادرة» عن ايقافه، متهماً «مصدراً رسمياً من الفيفا» بها، ومعتبراً انها تهدف «في الأساس إلى تشويه سمعته».

 تصويت

أما تشونغ (63 عاماً ونائب رئيس الفيفا بين 1994 و2011) فهو متهم بأنه حاول في نهاية 2010 ترجيح كفة التصويت لمنح بلاده في حملة استضافة كأس العالم 2022، في خرق لقواعد مواد الأخلاق في الاتحاد الدولي.

 وكانت كوريا الجنوبية من الدول التي شاركت في السباق لاستضافة مونديال 2022 الذي ذهب إلى قطر بعد تغلبها على الولايات المتحدة في الجولة الأخيرة من التصويت.

وتحدثت تقارير صحافية عن ان تشونغ اقترح في رسالة تعود إلى اكتوبر 2010 على اعضاء اللجنة التنفيذية في الفيفا انشاء صندوق دولي لكرة القدم مع مشاركة كوريا الجنوبية فيه بقيمة تصل إلى 777 مليون دولار حتى 2022 لدعم مشاريع مختلفة في العالم، مشيرة إلى انه اشترط مقابل هذا الالتزام بأن تكون كأس العالم من نصيب كوريا الجنوبية.

وأوضح تشونغ في هذا الصدد «لم يتم تبادل اي اموال او مصالح شخصية على علاقة بالصندوق العالمي لكرة القدم»، مشيراً إلى ان الفيفا اقفل هذه القضية عام 2010 من دون توجيه اي تهم له، ولكنه اعاد احياء الموضوع الآن لإيقافه لمدة 15 عاماً تضاف إليها اربع سنوات بتهمة التشهير باللجنة.

 وبالنسبة إلى فالك فكان الفيفا اقاله قبل نحو اسبوعين من منصبه بسبب قضايا فساد منها اتهامه ببيع تذاكر لدخول مباريات كأس العالم في البرازيل عام 2014 بطريقة غير مشروعة.

.. وعيسى حياتو رئيساً بالوكالة

أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في بيان أمس أن رئيسه المستقيل السويسري جوزيف بلاتر أعفي من جميع مهامه، وأن الكاميروني عيسى حياتو رئيس الاتحاد الإفريقي سيتولى الرئاسة بالوكالة حتى انتخاب رئيس جديد.

وأوقفت لجنة الأخلاق بلاتر لمدة 90 يوماً في وقت سابق اليوم.

وجاء في بيان الفيفا «وفقاً لقانون الأخلاق، فإن بلاتر أعفي من جميع مهامه كرئيس للفيفا بعد قرار الرئيس المستقل لغرفة التحقيق التابعة للجنة الأخلاق بإيقافه مؤقتاً من ممارسة أي نشاط رياضي على الصعيدين المحلي والدولي».

وتابع بيان الفيفا «حسب المادة 32 (6) من النظام الأساسي للفيفا، فإن عيسى حياتو نائب الرئيس الأقدم سناً في اللجنة التنفيذية للفيفا سيتولى الرئاسة بالوكالة».

وأوقفت لجنة الأخلاق أيضاً الفرنسي ميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي والأمين العام السابق للفيفا الفرنسي جيروم فالك بتهم فساد، فضلاً عن إيقاف الكوري الجنوبي تشونغ مون-جوون 6 سنوات.

واعتبر محامو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) السويسري جوزيف بلاتر أن لجنة الأخلاق التابعة لهذه المنظمة والتي قررت إيقاف موكلهم 90 يوماً بصورة مؤقتة لم تحترم القوانين الخاصة بها.

وأصدر مكتب المحاماة التابع لبلاتر بياناً أمس جاء فيه «يعرب الرئيس بلاتر عن خيبة أمله لعدم اتباع لجنة الأخلاق لقانون الأخلاق وقانون الانضباط» والتي تسمح للشخص المتهم إمكانية الاستماع إليه».

وبحسب البيان فإن اللجنة بنت قرارها على «تأويل خاطىء» لقرار القضاء السويسري بحق رئيس الفيفا.

وكان المدعي العام السويسري فتح الأسبوع الماضي تحقيقاً جنائياً بحق بلاتر للاشتباه بـ«إدارته غير الشرعية وسوء الائتمان»، وأيضاً بسب«دفع غير قانوني» لمبلغ مليوني فرنك سويسري إلى بلاتيني.

وتشتبه وزارة العدل السويسرية بأن بلاتر وقع «عقداً (لمنح حقوق نقل مونديالي 2010 و2014) ليس في مصلحة الفيفا»مع الاتحاد الكاريبي للعبة عندما كان الترينيدادي جاك وارنر رئيساً له». وبالنسبة إلى المدعي العام السويسري هناك أيضاً «شك خلال تنفيذ الاتفاق بأن يكون بلاتر تصرف بطريقة لا تخدم مصالح الفيفا منتهكاً بذلك واجباته الإدارية».

مطالبة أولمبية

من ناحيتها طالبت اللجنة الأولمبية الدولية أمس بـ«مرشح موثوق من خارج عالم كرة القدم وعالي النزاهة» لترشيح نفسه لرئاسة الاتحاد الدولي (فيفا). وقال رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الالماني توماس باخ في بيان «الفيفا يجب أن يكون مفتوحا على مرشح خارجي موثوق وعالي النزاهة كي يقوم بالإصلاحات الضرورية ويعيد الاستقرار والنزاهة إلى المنظمة».

ومن المقرر مبدئيا أن تجرى الانتخابات لاختيار خلف لبلاتر في 26 فبراير 2016.

 اعتراف   بلاتر لن يستأنف

قال كلاوس ستولكر مستشار السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن بلاتر لن يتقدم باستئناف ضد قرار لجنة القيم بالفيفا بإيقافه لمدة 90 يوماً عن ممارسة أي نشاط يتعلق بكرة القدم. وأشار ستولكر إلى أنه لا يوجد ما يدعو للاستئناف ضد القرار نظراً لأنه إيقاف مؤقت.

وقال ستولكر إن بلاتر تعامل مع قرار لجنة القيم «بهدوء شديد» وسيواصل ترتيباته للاجتماع الاستثنائي للجمعية العمومية للفيفا (كونغرس الفيفا) المقرر في 26 فبراير لانتخاب الرئيس الجديد للاتحاد، بعد أن تنتهي فترة الإيقاف. وقال ستولكر «لقد جاءت هذه الأحداث في عامه الـ 40 (بالفيفا). كان يتوقع ظروفاً مختلفة في عامه الـ40 ولكنه لا يعاني من قلق كبير». برلين – د ب أ

إيتون: ما يحصل كارثة جسيمة

أكد كريس إيتون المدير التنفيذي لإدارة النزاهة في المركز الدولي للأمن الرياضي أن ما يحصل في الاتحاد الدولي لكرة القدم من أعمال فساد هو كارثة جسيمة. وقال إيتون رئيس اللجنة الأمنية في الفيفا سابقاً: كرة القدم وليس فقط الفيفا تقف على حافة كارثة كبرى، ومن المهم الآن إعادة هيكلة كرة القدم في العالم وليس مؤسسة الفيفا فقط على أن تتم عملية إعادة الهيكلة تلك بشكل مستقل..

ومن قبل شخصيات بعضها من خارج الوسط الرياضي والكروي، وشخصيات تتمتع بالمصداقية في عالم كرة القدم من الاتحادات والأندية، وكل ذلك من أجل استعادة الثقة، وضمان نزاهة لعبة كرة القدم في العالم.

إعادة إعمار

وتابع «إنها نهاية الفيفا كما نعرفها، لا مجال لهذه المؤسسة أن تنهض من هذه الكبوة. إنها في حاجة إلى إعادة إعمار بالكامل».

وختم «الفيفا في حاجة إلى رجل يملك شخصية قوية لأن هذه المؤسسة في حاجة إلى إصلاحات جذرية»، مشيراً إلى وجوب «التحرك الحاسم والسريع لمجابهة خطر الفساد المستشري في الرياضة وكرة القدم العالمية. الوقت قد حان لعمل مستقل ومحايد من خارج منظومة الرياضة، وبالتحديد من قبل ممثلين وشخصيات حكومية وخبراء ومتخصصين، ومن جهات إنفاذ القانون من أجل إعادة بناء الثقة واستعادة مصداقية كرة القدم والرياضة بصفة عامة».

Email