كلاسيكو سياسي أميركي روسي على ملعب «فيفا» الرياضي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تسلل الصراع الأميركي الروسي فجأة إلى ملعب الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في مبارة كلاسيكو سياسي، بعدما كشف مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي فضيحة فساد هزت عرش الاتحاد قبل يومين من الانتخابات الرئاسية لإمبراطورية كرة القدم التي تجري اليوم في زيورخ، ويتنافس فيها العجوز السويسري سيب بلاتر (79 عاماً) والأمير الأردني علي بن الحسين (39 عاماً).

وتداخلت خيوط السياسة بالرياضة، حيث ترصدت السلطات الأميركية لبلاتر ودائرته الضيقة في الاتحاد الدولي، باعتقال عدد منهم بتهم فساد، بهدف إطاحته ثأراً منه لما يعتقد البعض أن سببه عدم منح أميركا تنظيم نهائيات كأس العالم 2022 التي فازت بها قطر. وإذا كانت روسيا تسجل نقاطاً في صراعها مع الغرب بشأن أوكرانيا، فقد جاءت هذه الفرصة لتمنح الأميركيين فرصة تسجيل أهداف في المرمى الروسي، بإثارة احتمال إعادة التصويت على مونديالي روسيا 2018 وقطر 2022.

وصوبت وزيرة العدل الأميركية لوريا لينش سهامها نحو بلاتر ووصفته برمز الفساد. وتعتقد روسيا أن القضية مفتعلة ومن صناعة مكتب التحقيقات الفيدرالي. وانتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تدعم بلاده إعادة انتخاب بلاتر، الموقف الأميركي في ملف الفساد، معتبراً أن عمليات توقيف عدد من مسؤولي الاتحاد الدولي تبدو غريبة، وأن الولايات المتحدة لا علاقة لها بالأمر، ومؤكداً أن الاعتقالات لن تؤثر في استضافة روسيا لمونديال 2018. وتقف بريطانيا وأستراليا وأوروبا إلى جانب الولايات المتحدة ضد روسيا وبلاتر. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إنه يقف إلى جانب أميركا في حربها على الفساد الكروي.

ولئن تضاعفت فرص فوز الأمير علي الذي يرفع شعار الشفافية والنزاهة، فإن بلاتر يبقى قادراً على الاحتفاظ بمقعده لولاية خامسة على التوالي، حيث يحظى بمساندة عدد كبير من الاتحادات الإفريقية والآسيوية، إذ يلعب الثعلب السويسري ورقة وفرة الأصوات البالغة 209 على حساب وزن الاتحادات وثقلها في الخريطة الكروية ما أضفى مزيداً من الغموض على التوقعات بنتائج الانتخابات، لتكون وفية لمبادئ الساحرة المستديرة، بالإثارة حتى صافرة النهاية مساء اليوم.

Email