والدته هددت بطلب الطلاق إذا انتقل إلى ميلان

تشافي.. وداع الأسطورة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يسدل اليوم وبشكل نهائي أسطورة فريق برشلونة تشافي هرنانديز الستار على حقبة زاخرة بالأمجاد استمرت 17 عاما في النادي الكتالوني، افتخر خلالها بارتداء قميص البلاوغرانا 764 مرة، قبل ان يرتديه للمرة الأخيرة اليوم أمام لاكرونا في ختام مباريات الدوري الإسباني.

وكما كان متوقعا، أعلن عميد لاعبي البرسا وأكثر اللاعبين تتويجا بالألقاب في تاريخه عن وضع حد لمشواره مع الفريق هذا الموسم، والانتقال الى قطر لخوض تجربة مختلفة مع فريق السد. وسيظل تشافي في ذاكرة برشلونة الى الأبد، كونه قطعة أساسية في أفضل جيل على مر تاريخ النادي..

فضلاً عن إنجازاته الأسطورية مع منتخب إسبانيا. ويتجه تشافي، وهو في الـ35 من عمره، الى قطر بطموحات مختلفة، فبعيدا عن رغبته في إجادة اللغة الإنجليزية، يأمل في بدء مشواره في عالم التدريب، وربما يحالفه الحظ في قيادة المنتخب العربي في مونديال 2022 الذي سيلعب على أرضه. ويضم تشافي في خزانة بطولاته 23 لقبا مع البرسا وثلاثة مع المنتخب، ليتصدر لائحة اللاعبين الأكثر تتويجا ببطولات على مستوى العالم.

بداية

استهل تشافي مشواره في قطاع الناشئين ببرشلونة، وكان ضمن فريق الشباب الذي صعد لدوري الدرجة الثانية في إسبانيا موسم 1997-1998، حتى منحه المدرب الهولندي لويس فان غال الفرصة للالتحاق بالفريق الأول. دفع فان غال بتشافي لأول مرة أمام ريال مايوركا في مباراة السوبر الإسباني، وربح الرهان بتسجيله هدفا امام ريال مايوركا، لكن البرسا خسر بهدفين.

ورد تشافي الجميل لفان غال، فبعدما كان مهددا بالإقالة في موسم 1998-1999 سجل هدفا برأسه في شباك بلد الوليد أنقذ رقبة مدربه، بل ساهم في التتويج بلقب الليغا.

وظلت المقارنات قائمة بين تشافي والأسطورة بيب غوارديولا في قيادة وسط الفريق، لكنه كان قريبا من الانتقال لميلان الإيطالي بعد فوزه مع منتخب إسبانيا بمونديال الشباب تحت 20 عاما عام 1999..

والذي كان بداية سلسلة مع الألقاب على صعيد النادي والمنتخب حيث حصل على لقب الدوري والكأس والسوبر المحلي وأبطال أوروبا وسوبر القارة العجوز إلى جانب كأس العالم للأندية وكذلك كأس العالم للمنتخبات مع الماتادور ولقب أمم أوروبا للمنتخبات.

رفض

بعد تألقه في منتخب إسبانيا للشباب تلقى عرضا مغريا من ميلان الإيطالي إلا أن »أم تشافي« ماريا كريوس، هددت والده بالطلاق في حال سمح له بالاحتراف في إيطاليا.

مرت السنوات ولم يعد تشافي يقارن بغوارديولا، بل فتن العالم بموهبته الخاصة والفريدة من نوعها في وسط الملعب، خاصة في عهد المدرب الهولندي فرانك ريكارد، وصار خير إمداد بالتمريرات الحاسمة للبرازيلي رونالدينيو والكاميروني صامويل إيتو.

ألقاب

لسوء الحظ لم يشهد تشافي فرحة التتويج بتشامبيونز 2006، الثانية في تاريخ برشلونة بعد إنجاز 1992، بسبب الإصابة، لكن كرمته كرة القدم لاحقا في 2009 بعدما لعب دورا محوريا في حصد اللقب في روما.

كان تشافي حلقة ذهبية في أفضل جيل في تاريخ برشلونة مع المدرب بيب غوارديولا، بالتزامن مع قيادته لمنتخب إسبانيا لأعظم إنجازات على مر العصور، متجسدة في ثلاثية (يورو 2008 - مونديال 2010 - يورو 2012) وقبلها فضية أوليمبياد سيدني 2000.

شكل تشافي طرفا ضمن الثلاثي الأسطوري بجانب ميسي وإنييستا، وحققوا سويا »السداسية« التاريخية في موسم واحد.

وبعد ضمان لقب الليغا وانهمار دموعه في ملعب فيسنتي كالديرون عقب الفوز على أتلتيكو مدريد، يتحضر أنصار البرسا وزملاء تشافي لمراسم وداع أسطورية تليق بأحد أعظم لاعبي النادي خلال مباراة ديبورتيفو لاكورونيا الأخيرة بالدوري هذا الموسم على عشب كامب نو.

صاحب اللمسات السحرية وأحد أذكى العقول الكروية سيدخر ذكاءه لمقاعد المدربين في أقرب فرصة، لكنه يطمح لإنهاء مشواره بالظفر باللقب 25 له مع البرسا حال فوزه على أثلتيك بلباو في نهائي كأس الملك، وعلى يوفنتوس الإيطالي في نهائي دوري الأبطال.

إشادات

وبعد الإعلان عن انتقاله إلى قطر قال كثيرون إنه سيتعين على بلاده الانتظار طويلاً لظهور موهبة مماثلة له يمكن أن تحل محله.

وعنه قال مدرب اسبانيا فيسنتي ديل بوسكي الأربعاء »كان تشافي شخصية محورية في الانجازات التي حققتها الكرة الاسبانية.. من الصعب العثور على لاعب يمكن أن يحل محله. إنه لاعب لا يمكن تعويضه«.

وبدأ تأثير الزمن يظهر جليا على تشافي كما إن الإغراءات المالية للعب في الشرق الأوسط ربما لعبت دوراً في قراره الأخير أيضا.

وكان تشافي قريبا من مغادرة برشلونة في نهاية الموسم الماضي عندما فشل الفريق في الفوز بأي لقب كبير لكن المدرب الجديد لويس انريكي وهو زميل سابق له أقنعه بالبقاء وبالفعل كان له دور من على مقاعد البدلاء في أغلب الأحيان في مسيرة برشلونة الناجحة خلال الموسم الحالي.

ويمكن لبرشلونة الفوز بثلاثية من الألقاب في الموسم الحالي وتكرار إنجازه الذي حققه في 2009 بعد ضمانه التتويج بلقب الدوري المحلي قبل الجولة الأخيرة إلى جانب تأهله لنهائي دوري أبطال أوروبا ولنهائي كأس ملك اسبانيا.

وخلال الأسبوع الحالي أشاد اندريس انيستا لاعب برشلونة بزميله تشافي قائلاً »لا أجد الكلمات المناسبة للإشادة به.. إنه متميز ولا يتكرر كثيرا مثل هذا التأثير الهائل الذي أحدثه على مستوى النادي والمنتخب.. يشرفني ويسعدني اللعب إلى جواره طوال مسيرتي المهنية«.

Email