في ندوة ضمن مهرجان سلطان بن زايد الدولي للفروسية

بحث آليات رعاية الخيول وظواهر التقصير

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحت رعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات، وفي إطار مهرجان سلطان بن زايد الدولي التاسع للفروسية 2015، نظم نادي تراث الإمارات ومنظمة الجواد العربي صباح أمس ندوة فكرية متخصصة تحت عنوان «الخيل العربية الأصيلة نظرة شمولية حول مظاهر الرعاية وظواهر التقصير»، بإدارة الدكتور محمد مشموم عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة الجواد العربي، تحدث فيها كل من الدكتورة هناء صبحي التميمي، وكزافيي جيبير، وديدري هايد، ومحمد بيرو، والدكتوربول ماري جادو.

واستهل برنامج الندوة بكلمة لنادي تراث الإمارات ألقاها عوض النعيمي من إدارة الإعلام والعلاقات العامة، نقل خلالها تحيات سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل صاحب السمو رئيسِ الدولة، رئيسِ نادي تراث الإمارات، الذي بفضل توجيهات سموه، يشهد الحدث تطوراً نوعياً على كل المستويات.

وأعرب النادي في كلمته عن فخزه واعتزازه بالمكانة المحليـة والدولية التي بات يحتلها المـهرجان، مؤكداً سـعيه إلى الارتقاء به إلى رؤية وطموحات راعي الحدث، إلى جانب بطولاته الرياضية المنوعة، لكي يكون محفلاً حضارياً، ونافذة ثقافية لكل المعنيين والمهتمين بمجـالات الرياضات التراثية، وعلى وجه الخصوص رياضة الفروسية.

اهتمام خاص

وفي كلمة لمنظمة الجواد العربي ثمن أحمد عبد الرازق عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة، جهود سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات الذي منح وأعطى الخيل العربي الأصيل اهتماماً خاصاً، ورعاية كبيرة ترفع من شأنه وشأن المربي العربي.

كما شكر تعاون النادي مع منظمة الجواد العربي لرعاية المربي العربي وتشجيعه، وتقديم المعلومة الصحيحة بشأن الخيل وكل ما يتصل به، وقال، إن التعاون بين نادي تراث الإمارات ومنظمة الجواد العربي يعتبر نموذجاً يحتذى للارتقاء بالخيل العربي ومربيه.

وعقب ذلك بدأت الجلسة الأولى برئاسة الدكتور محمد مشموم عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة الجواد العربي، الذي شدد على أهمية الندوة، وقال، إن الهدف منها هو جعل المهرجان ضمير منظومة الخيول العربية الأصيلة، مشيراً إلى أن الندوة ستكون على جلستين، الأولى حول تاريخ الخيل، والثانية حول الاحتياجات والعقبات، وما يتم التطلع إليه.

اهتمام غربي

ثم قدمت الدكتورة هناء صبحي التميمي الخبيرة في الترجمة في دار «كلمة» للترجمة، التابعة لهيئة أبوظبي للثقافة والفنون ورقة عمل أولى بعنوان «انطباعات عن الخيل العربية بالشرق وشبه الجزيرة العربية من خلال رحلة الخيال البولندي عند البدو 1817-1819».

وأشارت التميمي في بداية ورقتها إلى اهتمام الغرب بالشرق والخيول العربية الأصيلة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، بسب سحر الشرق والرغبة في الابتعاد عن المدينة واللجوء إلى الطبيعة. وذكرت أنه ثمة سبب آخر دفع الفارس البولندي فاتسوافجفوسكي في الفترة نفسها إلى الاتجاه إلى الشرق، وهو تعويض الخسائر التي تكبدها نابليون بونابرت، أثناء حروبه الاستنزافية الطويلة، باستيراد الكثير من الخيول العربية الأصيلة من أجل تحسين نسل الخيول الغربية.

استيراد الخيول

وتطرقت الدكتورة التميمي إلى الكاتب الفارس البولندي فاتسوافجفوسكي، الذي اقتحم مجال الكتابة بعنوان موحٍ «عن الخيول الشرقية والمنحدرة من سلالات شرقية»، موضحة سيرته وأهداف إقامته في الجزيرة العربية، وتمكنه من نقل عشرات الخيول العربية الصلية إلى أوروبا لتحسين الإنتاج وزيادته.

وتحدثت عن قصة إسلامه وإقامته مع بدو الجزيرة العربية خلال رحلة امتدت بين عامي 1817 و1819، كان هدفها الأول استيراد الخيول إلى أوروبا، لكنها انتهت بعشقه لصحراء الجزيرة العربية وخيولها وناسها وتقاليدها، فاعتنق الإسلام وأحبه البدو بدورهم، ومنحوه لقب «تاج الفخر عبد النيشان»، وكان شاهداً أثناء رحلته هذه على الكثير من أحداث العصر وأسراره في منطقة الجزيرة العربية.

رسوم ثمينة

أكدت الدكتورة هناء التميمي أن فاتسوافجفوسكي كتب بلغة فرنسية شائقة مئات الصفحات عن الخيول العربية وعن رحلته إلى الشرق، وزينها برسوم وتخطيطات جميلة وثمينة جداً في زمن لم يكن التصوير الفوتوغرافي موجوداً بعد.

كزافيي جيبير يتناول تهجين الحصان العربي

قدم كزافيي جيبير عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة العالمية للخيل العربية، ورقة عمل ثانية بعنوان «مظاهر تطور الخيل العربية في القرن العشرين»، تناول من خلالها موضوع تهجين سلالة الحصان العربي في شبه الجزيرة العربية وما حولها، مؤكداً أن الحصان العربي حظي بتقدير وإعجاب جميع الأشخاص ذوي النفوذ والخبرة نظراً للخصائص التي يتمتع بها، ما شجع على استخدامه في تحسين النسل على جميع سلالات الأحصنة المحلية تقريباً، وذلك لاستخدامها في الحروب أو من أجل الاستعراض.

وذكر المتحدث أن أسباب الاهتمام بالجواد العربية، مشيراً إلى أن فترة السبعينيات من القرن الماضي شهدت مرحلة تطور اقتصادي قوي أسهم في نشوء مفاهيم ترفيهية حديثة، أعادت اكتشاف متعة الرياضات في الهواء الطلق لا سيما ركوب الخيل والسعي مجدداً للتواصل مع الخيول ذات الطباع المرحة والمحبة لعشرة الناس، إضافة إلى الاهتمام بجمال تلك الحيوانات، وكل ذلك أظهر من جديد الميزات الخاصة التي يتمتع بها الحصان العربي.

وأهمية تحديد السلالة العربية النقية، مشيراً إلى أن ذلك يعتبر نجاحاً كبيراً للمنظمة العالمية للجواد العربي (واهو)، التي تم الانضمام إليها وتشجيعها بقوة من قبل البلدان العربية.

رعاية أوروبية

وتناولت الورقة اهتمام المؤتمر الأوروبي لمنظمات الخيول العربية الأصيلة (إيكاهو) في أوروبا، على رعاية الأحصنة العربية المخصصة للاستعراض، خاصة بعد أن تم إخضاع الخيول المشاركة في الاستعراضات لتدريبات قاسية وتحسينات تجميلية.

ومن ثم وضع المؤتمر الأوروبي لمنظمات الخيول العربية الأصيلة (إيكاهو) لوائح لإجراء الاستعراضات، والمعتمدة الآن في كل أنحاء العالم. ونظراً لسيطرة المالكين الأغنياء وذوي النفوذ تدريجياً في الألفية الثانية على الاستعراضات الدولية، فقد أدى ذلك لفقدان مربي الخيول الاهتمام بها.

ولهذا السبب قررت منظمة الجواد العربية (واهو) وضع فحوص خاصة بها مخصصة لخيول لا تزال تنتمي لمربيها، فضلاً عن استخدام القواعد الأخرى للمؤتمر الأوروبي لمنظمات الخيول العربية الأصيلة (إيكاهو).

قوة التحمل

وقال جيبير، «في فترة الثمانينيات بدأت فعاليات رياضة قوة التحمل في فرنسا، التي أعطت الفرصة لراكبي الخيل لإعادة اكتشاف متعة الترحال. وسرعان ما سيطرت السلالة العربية على تلك المنافسات الجديدة، ما أثبت أنها لم تفقد موروثاتها الجينية الأصلية. وقد نما هذا النشاط الرياضي بشكل واسع، حيث تم إدراجه في برنامج ألعاب الفروسية العالمية، التي تقام كل (4) سنوات بالتناوب مع الألعاب الأولمبية.

في فترة التسعينيات وبعد أزمة الخيول الأصيلة التي هددت مستقبل تنظيم السباقات من دون حواجز، لا سيما في الولايات المتحدة، فقد تطورت سباقات الخيول العربية الأصيلة بشكل سريع مع زيادة قيمة الجوائز المالية والتبادل بين الدول للقاح المنوي ووسائل التكاثر. ونظراً لجشع العاملين في مجال تربية الخيول، فقد اقتضت الحاجة إلى التحقق من وضمان نسب كل حصان.

واختتم المحاضر ورقته بأن الحصان العربي استعاد اليوم مكانته التي طالما قد تبوأها، ما جعله موضع اهتمام من قبل الفنانين الكلاسيكيين، فضلاً عن البيطريين وخبراء التخطيط على مدى القرون الماضية. ورغم كل أنواع الاستفادة الحديثة لهذا الحيوان المتميز، إلا أن الأمر يتطلب العمل بكل حرص لحمايته، من حيث نقاء العرق والنواحي الجسدية والعقلية.

جلسة مسائية

وفي الجلسة المسائية الثانية قدم الدكتور محمد بيرو، الأستاذ بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط، ورقة عمل رابعة بعنوان «أهمية البحث العلمي في مجال علم الوراثة للحفاظ على الحصان العربي وتطويره»، تناولت الحصان العربي الذي يعتبر من أقدم سلالات الخيول.

وهو نتاج الحضارة الصحراوية القاسية، حيث تم استخدامه في الفتوحات الإسلامية نظراً لبراعته وقدرته على التحمل. وذكر أنه منذ قرون عدة تضافرت الجهود للحفاظ على الحصان العربي، وتم استعماله لتحسين العديد من سلالات الخيول.

وقال، إن استخداماته متنوعة وهي السباقات، مباريات الجمال، التحمل، والقفز على الحواجز في بعض البلدان. وأشار المحاضر إلى أنه تم الاعتماد على علم الوراثة للحفاظ على الحصان العربي في بداية الثمانينيات، باستخدام تحديد ومراقبة النسب لضمان اصل الخيول وتسجيلها في سجل الأنساب.

مراقبة النسب

كما اعتمدت عملية تحديد ومراقبة النسب أولاً على تعدد أشكال البروتينات، ثم على تحديد فصائل الدم وأخيراً عن طريق استخدام الحامض النووي، وذلك منذ أكثر من 15 سنة، كما أسهم علم الوراثة في تحديد الجينات المسؤولة عن ثلاثة أمراض موروثة وموجودة فقط عند الحصان العربي، ومن بينها نقص المناعة الشديد المشترك، وتوقف نمو المخيخ ومرض المهر الخزامي.

وقد تم تطوير وسيلة للتعرف إلى الخيول الحاملة للطفرة الجينية عن طريق تحليل الحامض النووي، وذلك من أجل تسيير موضوعي لتناسلها ولتفادي ولادة مهور مريضة ومعرضة للوفاة.

وهناك ثلاثة أمراض أخرى وراثية خاصة بالحصان العربي لم يتم حتى الآن التعرف إلى الجين المتسبب في انتقالها وهي داء الصرع عند المهر، انتفاخ الحقيبة الحلقية وتشوه الفقرات العنقية الثلاثة الأولى.

تنافس شريف

قدم الدكتور بول ماري جادو ورقة عمل بعنوان «النزاهة والتنافس الشريف في سباقات الخيول تحتاج لفرض سياسة حازمة لمراقبة تناول الأدوية وتعاطي المنشطات»، تحدث فيها مسألة مراقبة تناول الأدوية وتعاطي المنشطات.

Email