أهل القمة

الواقعي

ت + ت - الحجم الطبيعي

في المحافل الكبرى لكرة القدم.. تجده مدعواً وسط النجوم العالميين والأساطير.. جبهته تتاخم هامات الهوامير.

علاقاته في محيط الزمن، تعدت في تعددها، سنوات عمره التاسعة والخمسين.. لذلك:

لم يكن غريباً أن يرتبط اسمه دائماً بالكبار، سيما أنه لم يقف يوماً، عند صغائر الأمور، ولم تقهره نوائب الدهور.

رجل واقعي.. يعمل على الأرض، لا يعرف التنظير ولا المناظرات، أحلامه لا تشذ عن واقع متاح، وممكن مباح، لا يصدّر أحلام اليقظة للآخرين، أو يتغنى بمعسول الكلام ليخفي عجزاً أو يٌنسي حدثاً.. فهو رجل يفكر بمنطق الحال.. لا يدّعي عبور المستحيل أو فعل المحال.

فقط كان يحاول ويسعى، يعمل وينتج، ويترك إنتاجه يتحدث عن نفسه، وفي ظل ذلك يتقبل نقد الناقدين، وحتى الناقمين.. يملك شجاعة الاعتراف بالإخفاق والخطأ.. لا يتعلل بما يتعلل به المتعللون.

حين غدرت به كرة القدم، وأعطت له ظهرها وظهيرها، وراحت لغيره.. لم يتهم أحداً ممن وثق فيهم بأنهم خذلوه، بل التمس لهم الأعذار فيما اتخذوه من قرار، وظل على عهده، مبتسماً ودوداً، لم ينبس بكلمة أو يسيء إلى أحد.

انزوى وفضل الابتعاد، لكن البعض لم يتركوه.. أخرجوه عنوة من صومعته.. كثيرون لم يصدقوا خلو الساحة الكروية من رجل قيمة وقامة، اعتاد النظر إلى الأشياء على أنها مقدرة.. فلم يتمرد ولم يعترض.

لذلك.. عندما تجد رجلاً ترتسم على وجهه ابتسامة صامتة، وهو في أحلك الظروف وأشد المواقف الشائكة، فاعلم أنك أمام:

يوسف يعقوب السركال رئيس اتحاد الكرة السابق.

رجل الجد الذي صقلته السنون.. تخضرم في العمل الإداري بنادي الشباب ثم اتحاد الكرة.. تدرج في مناصبه منذ عام 1990، من العضوية إلى الأمانة العامة، حتى الرئاسة، فغاص في ملفاته، وتمرس على دهاليزه.. علم الكثير، وأدرك أكثر، حتى أصبحت خبرته تكفيه وشهرته تسبق مدانيه.

ولأنه يتخذ من الود درباً.. فقد امتدت جسوره وتشعبت شرقاً وغرباً، وأضحى اسمه معلوماً لكل إدارات الاتحادات القارية والإقليمية.. تولى مناصب عدة بالاتحادين العربي والآسيوي، بجانب مناصبه في لجان الفيفا، فرسخ اسم الإمارات قبل اسمه.. ما من شخصية كروية عالمية، إلا وتعرفه.

في عهده.. يكفيه أن لقب بطولة الخليج العربي للمنتخبات انحازت للإمارات مرتين، في أبوظبي 2007 والبحرين 2013.. وهو بذلك، لم يسبقه سابق، ولم يلحق به - للآن –لاحق.

إنه بويعقوب الذي أحب الناس وأحبوه، فأصبح قريباً من رغبتهم وممن يطلبونه، وواحداً.. من أهل القمة.

طارق عبد المطلب

 

 

Email