أهل القمة

الرزين

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ نعومة أظفاره وهو في تحدٍ مع الذات.. اعتاد أن ينأى بنفسه عن الجدل وعقم المناقشات.

يميل إلى الهدوء ويجنح للصمت.. في سمته رزانة.. فلم يعرف سوى النجاحات.

لم يهرب يوماً من مواجهة، أو يعبأ بأخطار المتغيرات.. لا يؤمن بالأحلام الصغيرة.. فأضحى كبيراً وسط الكبار.

جعل الالتزام ديدنه، فانخرط في القوات المسلحة، ومعها انسجم تكوينه مع ما فيها من دقة وانضباط.

لم ينسَ عشقه للدراسة، فحصل على بكالوريوس الاقتصاد والمحاسبة من جامعة الإمارات، وتبعها بماجستير علوم المعلومات الجغرافية ومراقبة الأرض من جامعة «ttc»

الهولندية، وخلال تلك السنوات، تولى منصب أمين عام هيئة الشرف في نادي العين، ثم رئيساً للجنة التنفيذية به.

شخصيته التي تتسم بالحزم، مكنته من حسن انتقاء فرق العمل والقدرة على استنفار الهمم.. يمنح غيره الفرص والصلاحيات، ثم يحاسب من أخطأ ويثيب من أجاد.

لذلك: كانت الفترة التي تولى فيها اللواء محمد خلفان الرميثي، القائد العام لشرطة أبوظبي، رئاسة اتحاد كرة القدم من 2008 حتى 2011 مثمرة، زخمت بالعمل المنظم، ومثلت طفرة من الطفرات لكرة الإمارات.

في تلك الفترة.. تجلت معالم شخصيته، وظهرت ملامحها بوضوح.. ولعل عمله مديراً لإدارة الأزمات والكوارث، مكنه من حُسن التصرف في ما مر على الاتحاد من مشاكل

وأزمات، وأدرك من حوله أسباب نجاحه.. فهو يسمع أكثر مما يتكلم.. ينصت بلا جدال للحوار، ثم، وبعد تفكير عميق، يتخذ القرار.

في عهده.. رسخ مبدأ الاحترافية في الإدارة الكروية.. طور اللجان، واهتم بتجديد القاعدة التحكيمية، ونال المدرب المواطن فرصته في المنتخبات الوطنية.. فظهر جمعة ربيع، وعبد الله مسفر، ومهدي علي، وبدر صالح وغيرهم من الكفاءات.

في سنواته الثلاث.. توج منتخب الشباب بطلاً لكأس آسيا 2008 لأول مرة في تاريخه، وحصل منتخبا الناشئين والأولمبي على كأسي الخليج 2009 و2010، وتأهل منتخب الشباب لمونديال 2009 بمصر، ومنتخب الناشئين لكأس العالم بنيجيريا في نفس العام.

نجاحاته المحلية الواضحة، دعمته في حجز مقعده بالمكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي، ورئيساً للجنة التطوير به، وعضواً دائماً في لجنة كأس العالم للأندية.. إنه شخص يُفتخر به، ولهذا كان طبيعياً أن يكون.. من أهل القمة.

 طارق عبد المطلب

Email