وهل من جان سواها..كـرة القـدم تخذل الثقـافة!

ت + ت - الحجم الطبيعي

ليس تجنياً أو استهدافاً لمكانة كرة القدم، اللعبة التي يعدها الكثيرون الأولى في «كل شيء»، هنا في الإمارات وهناك في مختلف أرجاء المعمورة، عندما ندعو إلى عدم تضييع الوقت في البحث كثيراً عن أسباب غياب أو تغييب البعد الثقافي في وعن غالبية أندية الإمارات، ونربطه بحمى كرة القدم والصراع «الدامي» من قبل المعنيين وجماهير تلك الأندية على خطب ود «الساحرة المستديرة»، ما قاد إلى خذلان الأندية للبعد الثقافي الذي يفترض أنه يشكل جزءاً أصيلاً من صلب مهام تلك الأندية، حتى بات «لزاماً» على كل المنصفين الاكتفاء بترديد: وهل من جان سواها؟!

ولأنها الأولى في «كل شيء»، فقد احتلت كرة القدم قمة أسباب غياب أو تغييب البعد الثقافي عن أندية الإمارات، ولا أدل على ذلك من توافق الكثيرين، «دون اتفاق مسبق»، على أن «الساحرة المستديرة» تستنزف غالبية، إن لم يكن كل، المدخرات المالية للأندية سنوياً، لا سيما بعدما دخلت كرة الإمارات عالم الاحتراف منذ 10 مواسم مضت.

ليس سراً

ولا نذيع سراً إذا ما كشفنا النقاب عن أن الاهتمام المبالغ فيه جداً بلعبة كرة القدم، وتخصيص غالبية، إن لم يكن كل، الميزانيات في الأندية للصرف على متطلباتها الرهيبة، لم يؤثر سلباً، أو بالأحرى لم يطمس، البعد الثقافي في أندية الدولة فحسب، بل إنه امتد بتأثيراته السلبية الصادمة جداً إلى دائرة الألعاب الرياضية الأخرى سواء الفردية أو الجماعية، فصار خبر إلغاء أو تجميد هذا النادي أو ذاك، نشاط هذه اللعبة أو تلك، أمراً معتاداً لا يستفز أحداً ولا يثير حفيظة أي طرف معني بشؤون الرياضة الإماراتية، والسبب يكمن في الاهتمام المفرط بـ«الساحرة المستديرة»!

خطر جسيم

وبكل تأكيد، الأمر برمته، ونقصد هنا «الاهتمام» المبالغ فيه بلعبة كرة القدم، ألقى بظلاله الداكنة السواد على مجمل الأنشطة الرياضية والثقافية في كل أندية الدولة، ما يُنذر بخطر داهم على واقع ومستقبل الحركة الرياضية في الإمارات بصورة عامة، خصوصاً ما يتعلق بالمنتخبات الوطنية التي باتت في دائرة الخطر الجسيم بعد اتساع دائرة دخول الألعاب الأخرى إلى قائمة «المهمشين» مادياً من قبل إدارات الأندية، إلى جانب «المهمش الأكبر»، البعد الثقافي، رغم الحقيقة التي تفيد بأن الألعاب الأخرى هي المصدر الأول لتكوين التشكيلات الأساسية للمنتخبات الوطنية في المشاركات الخارجية.

20 ألفاً

ويكفي هنا للدلالة على التأثيرات السلبية الرهيبة للصرف عالي السقف جداً على لعبـــة كرة القدم على حساب الأنشطة الأخرى في أنــــدية الإمارات، سواء الـــرياضية أو الثقافية، أن نادياً معروفاً في الدولة صرف ما يزيد على الـ 20 مليون درهم «عداً ونقداً» على تــعاقـداته مع 5 «خواجات»، 4 لاعبين أجانب محترفين مع فـــريقه الأول لكرة القــــدم، ومدربهم «الخواجة» في أحد مواسم الاحتراف القريبة جداً، بمقابل صرف مبلغ لم يتعد حاجز الـ 20 ألــف درهم فقط سنوياً على الأنشطة الثقافية في ذلك النادي، ما يكشف حجم المفارقة المؤلمة بين ما يتم صرفه على كرة القــــدم، وبين ما يتم تخـــصيصه علــى الجــوانب الثقافية والاجتماعية في الأندية التي تؤكد أسماؤها أنها ليست رياضية فقط، بل و«ثقافية» و«اجتماعية» أيضاً!

حمى الصراع

والغريب في معـــادلة الصـــرف المادي الكبير على كرة القدم مقارنة مع ما يــصرف على الأنشطة الثقافية، هو أن غالبية المعنيين في أندية الإمارات يجدون لأنفسهم المبررات والحجج والأسباب في غياب أو تغييب البعد الثقافي إلى حد طمسه شبه التام عن أروقة أنديتـــهم؛ مبـــررات وحجج وأسباب غالباً ما يعلقونها برقبة الاحتراف في كرة القدم ومتطلباته التي لا تنتهي، متذرعين برغبات الجماهير التي تشكل أحياناً عنصر ضغط على تلك الإدارات من أجل زيادة مستويات الصرف المادي على كرة القدم، لا لشيء، سوى لمواكبة الآخرين في حمى الصراع في ميدان «الساحرة المستديرة»!

ترف وهوس

وبعدما أخذت كرة القدم «كل شيء» من خزائن الأندية، فإن البعد الثقافي بات وعلى أرض الواقع، في حالة احتضار حقيقي، خصوصاً مع ارتفاع وتيرة الصرف من موسم إلى آخر على «الساحرة»، يقابله انخفاض حقيقي في مستويات الاهتمام بالأنشطة الثقافية في الأندية، حتى بات الحديث عن البـــعد الثقافي نوعاً من الترف و«سالفة» غير مستساغة في ظل موجة الهوس بلعبة كرة القدم وتكــــريس كل الجـــهود من أجل «الارتقاء» بها في تلك الأندية «الرياضية الثقافية الاجتماعية»!

60

أشار محمد كاهور رئيس اللجنة الثقافية والبروتكول في نادي النصر، إلى أن حجم الدعم المالي الذي تتلقاه لجنته من إدارة النادي يبلغ 60 ألف درهم في الموسم الواحد، منوهاً إلى تنفيذ ما لا يقل عن 15 نشاطاً ثقافياً متنوعاً في الموسم سواء من أبناء النادي أو بالمشاركة مع جهات محلية في دبي، واصفاً البعد الثقافي الحالي في أندية الإمارات بغير المشجع ودون مستوى الطموح، مقارنة مع ما «كان» ينفذ من أنشطة وبرامج وندوات ومهرجانات في العقود الماضية، لافتاً إلى أن البعد الثقافي بات متوقفاً على العديد من المعطيات والظروف، منها إلى مَن توجه الرسالة الثقافية، ومَن هو الذي يقول بإيصالها إلى المتلقي، مشيراً إلى أن تنوع وسائل التواصل حالياً أثر سلبياً على حجم ونوع الأنشطة الثقافية في مختلف أندية الدولة.

25

كشف محمد عمران مسؤول لجنة الأنشطة الثقافية والمجتمعية في نادي عجمان، النقاب عن أن ناديه ينفذ ما لا يقل عن 25 نشاطاً ثقافياً متنوعاً في الموسم الواحد، منوهاً إلى أن إدارة النادي تتكفل بتقديم دعم مالي يصل إلى 50 ألف درهم في الموسم، موضحاً أن الأنشطة التي تنفذها لجنته تتوزع على المناسبات والأعياد الوطنية، والأيام العربية والعالمية ذات الأبعاد الإنسانية والثقافية، كأيام اللغة العربية، والمعلم والأم، وغيرها، منوهاً إلى وجود نوع من التعاون مع مؤسسات المجتمع المدني في عجمان لتنفيذ تلك الأنشطة بما يخدم الصالح العام، واصفاً البعد الثقافي الحالي في أندية الدولة، بأنه مؤسف ومؤلم في آنٍ واحد، داعياً إلى حتمية الاهتمام بالجانب الثقافي في الأندية لاستعادة روح الثقافة وجوهرها في أروقة الأندية، وزيادة وعي اللاعبين، خصوصاً بالجوانب الثقافية والتطوعية التي تخدم المجتمع بصورة عامة.

المدفع: الدور لا يتعدى لوحة التعريف!

مع ظهور أو بروز أي مشكلة أو ظاهرة أو خلاف أو اختلاف في الوسط الرياضي، فإنه لا بد من التوجه إلى الهيئة العامة للرياضة، ليس لأنها «المالك الحصري» للحل فحسب، بل لأنها المعني والمسؤول الأول عن الحركة الرياضية في الإمارات، الهيئة العامة وتجسيداً لدورها القيادي، تتحرك وتستشعر خطورة الموقف المتمثل بغياب الأنشطة الثقافية عن وفي أندية الإمارات في توقيت تعاني فيه منطقتنا من مخاطر كبيرة عديدة، دفعها إلى التحذير على لسان أمينها العام المساعد خالد المدفع، بقوله: الدور الثقافي للأندية لا يتعدى لوحة التعريف الموضوعة في مدخل كل نادٍ التي تشير إلى أنه «نادٍ رياضي ثقافي»!

فإلى تفاصيل حوار «البيان الرياضي» مع خالد المدفع..

لوحة تعريفية

كيف ترى البعد الثقافي في أندية الإمارات اليوم؟

البعد الثقافي في أندية الدولة، معضلة واقعية نعيشها جميعاً بعد تلاشي الأنشطة الثقافية في أغلب الأندية، وهذا واضح وملموس في ظل تركيز إدارات تلك الأندية على الأنشطة الرياضية فقط لا سيما كرة القدم، فغاب البعد الثقافي إلى حد أن دور الأندية بات لا يتعدى ما تشير إليه اللوحة التعريفية لكل نادٍ باعتباره نادياً رياضياً ثقافياً، ولكن علينا ألا نغفل أن هناك اهتمام كبير جدا من قبل القيادة الرشيدة بقطاع الشباب، ولا أدل على ذلك من فصل قطاع الشباب عن الرياضة في الهيئة العامة.

وضع خطير

ومَن المسؤول عن هذا الوضع غير الصحي أبداً؟

هو فعلاً، وضع رياضي غير صحي، بل هو خطير كونه يستهدف شريحة مهمة جداً من شرائح مجتمعنا، وأعني بهم فئة الشباب في ظل خطورة التحديات المعروفة.

ومَن المسؤول؟

كلنا مسؤولون ولا سيما إدارات الأندية التي يقع على عاتقها الوزر الأكبر لغياب البعد الثقافي عن ربوع الأندية، كون تلك الإدارات هي المعنية عن توجيه الموارد المالية لدعم مختلف الأنشطة في النادي في ظل حاجة تلك الأنشطة إلى دعم مادي، ولكن الحقيقة تقول إن الجزء الأكبر إن لم يكن كل تلك الموارد المالية تذهب للأنشطة الرياضية وتحديداً إلى كرة القدم، وإن تم تخصيص مال للنشاط الثقافي، فإنه سيكون يسيراً جداً ويكاد لا يستحق الذكر!

أسباب أخرى

وهل كل الأسباب تتعلق بالجانب المادي؟

لا طبعاً، هناك أسباب أخرى، منها عدم وجود رعاة حقيقيين لدعم الأنشطة الثقافية في الأندية، وغياب الشخص المختص بالجوانب الثقافية والاجتماعية في بعض مجالس الإدارات، وبالتالي تُسند المهام إلى أعضاء غير متخصصين ما يسبب غياباً إلى حد الضياع للبعد الثقافي في أندية الدولة، يضاف إلى كل ذلك، ضعف دور الإعلام بتغافله عن تسليط الأضواء على الأنشطة الثقافية وطرح حقيقة غيابها عن تلك الأندية مقارنة مع اهتمامه المبالغ فيه أحياناً بكرة القدم!

ليس دفاعاً

وماذا عن دور الهيئة العامة؟

بكل أمانة، لا أريد الدفاع عن دور الهيئة العامة للرياضة في هذا المجال، ولكن الحقيقة هي أن الدور المنوط بالهيئة العامة حيال هذا الأمر، لا يتعدى حدود التوجيه والحث على الاهتمام بالأنشطة الثقافية إلى جانب الرياضية، وبهذا، فإن صلاحيات الهيئة العامة في هذا الشأن تحديداً، تقف عند هذا الحد ليس أكثر، ورغم ذلك، طرحنا عدداً من المبادرات التحفيزية عبر التواصل وعمل زيارات بهذا الشأن للأندية، فاطلقنا في 2011 جائزة كأس التفوق للأندية الرياضية والتخصصية والمؤسسات الثقافية والمجتمعية بهدف تشجيع الأندية الرياضية على تفعيل النشاط الثقافي لديها، وحثها على استحداث منظومة متخصصة تعمل على تفعيل النشاط الثقافي لإحياء دور الأندية باعتبارها مؤسسات مجتمعية فاعلة.

دور مهمل

بعيداً عن دور الهيئة العامة، كيف ترى الآثار السلبية لغياب أو تغييب البعد الثقافي في الأندية على فئة الشباب تحديداً في ظل التحديات والمخاطر التي تُحيط بالمنطقة العربية؟

من المفترض أن تلعب الأندية دورها في احتواء فئة الشباب كونهم إحدى أهم فئات المجتمع، إلا أن النشاط الثقافي والاجتماعي المنوط بتلك الأندية لاحتضان الشباب وحمايتهم من مخاطر الفراغ والتيارات الفكرية المتطرفة والعولمة وتوجيه طاقاتهم إلى ما فيه مصلحة البلاد، ظل مهملاً لسنوات طويلة، وبكل تأكيد، نتائج هذا الإهمال ستنعكس سلباً إن لم نتداركه، ونوظف لها البرامج والأنشطة الهادفة، مستثمرين دعم قيادتنا وحكومتنا الرشيدة لقطاع الشباب.

واحد فقط

هل هناك تخصيصات مالية سنوية من الهيئة العامة للأنشطة الثقافية في الأندية؟

الهيئة العامة أصدرت في إحدى السنوات القريبة، تعميماً للأندية بأن توافيها بالأنشطة الثقافية لتقوم الهيئة العامة في ضوئها بتقديم تخصيصات مالية سنوية لتلك الأندية، ولكن لم يصلنا الرد سوى من ناديين فقط، فقدمنا لهما دعماً مالياً سنوياً، بعدما قام وفد من الهيئة العامة بزيارتهما للاطلاع على وضعهما الثقافي.

تهميش وتغييب

ما تأثير الاحتراف في كرة القدم بالدولة على البعد الثقافي في الأندية؟

من دون أدنى شك، الاحتراف في كرة القدم يتطلب ميزانيات مالية كبيرة جداً، ما يؤدي إلى استنزاف أموال الأندية بشكل رهيب، فيؤدي ذلك إلى تهميش وتغييب معظم الأنشطة الثقافية في تلك الأندية.

حمد الرحومي:الدعم مقابل الثقافة

دعا حمد الرحومي عضو المجلس الوطني الاتحادي، عضو لجنة شؤون التعليم والثقافة والشباب والرياضة والإعلام في المجلس، إلى ضرورة أن يكون الدعم المالي المقدم للأندية الرياضية في الإمارات، مشروطاً بضرورة إقامة نشاط ثقافي واجتماعي متنوع في تلك الأندية، معرباً عن قناعته الشخصية بأن ما يحصل في الأندية حالياً، أمر مؤلم في مجال غياب أو تغييب الأنشطة الثقافية بشكل شبه تام.

وأوضح: أعتقد أن الوضع الحالي في أنديتنا الرياضية من ناحية دورها الثقافي والاجتماعي، لا يمكن وصفه بأقل من أنه مؤلم، فغالبية إدارات الأندية تصب جل اهتمامها نحو الجوانب الرياضية لألعاب قليلة محددة ومعروفة للجميع، وتتغافل الدور الثقافي والاجتماعي لتلك الأندية، التي أنشئت أصلاً من أجل استثمار الشباب والاهتمام بطاقاتهم ومواهبهم، ولكن هذا الأمر غير موجود مع الأسف الشديد، ولذلك لا بد من أن يكون الدعم المالي المقدم للأندية مقابل الثقافة وحتمية أن تبادر الإدارات إلى الاهتمام الحقيقي بالأنشطة الثقافية والاجتماعية في الأندية.

وأضاف: الواقع حالياً في غالبية أندية الدولة مختلف بنسبة كبيرة جداً عنه قبل 20 عاماً، عندما «كانت» الأندية الرياضية منجماً لصناعة الموهوبين في مجالات الفن والأدب والثقافة والشعر وغيرها من الفنون الأدبية والحياتية الراقية عبر سلسلة فعاليات ومهرجانات حقيقية، تقام في ربوع الأندية طوال أيام السنة، ما انعكس إيجاباً على قطاع الرياضة والشباب بصورة خاصة والمجتمع عموماً.

ولفت إلى أن غالبية أندية الدولة حالياً لا تقوم بأداء دورها الذي أنشئت من أجله، المتمثل باحتواء الشباب واستثمار مواهبهم في المناطق التي توجد فيها تلك الأندية، عاداً الأمر خطراً، معللاً ذلك بالظروف المحيطة بالمنطقة، واتساع دائرة الآفات المجتمعية التي تهدد الشباب خصوصا، مطالباً إدارات الأندية بحتمية إيلاء الأنشطة الثقافية والاجتماعية القدر الكافي من الاهتمام والدعم المالي.

وأعرب عن قناعته بأن معظم إدارات الأندية ليس لديها رؤية حقيقية بأهمية النشاط الثقافي في جذب الشباب إلى الأندية، واستثمار طاقاتهم سواء الرياضية أو الثقافية والاجتماعية المتنوعة لمصلحة النادي خصوصاً والوطن عموماً، مقترحاً بأن يتم ربط الدعم المالي المقدم للأندية بحتمية إقامة أنشطة ثقافية واجتماعية حقيقية.

وعن الانعكاسات السلبية لغياب أو تغييب الأنشطة الثقافية والاجتماعية في غالبية أندية الإمارات حاليا، أجاب الرحومي: الانعكاسات ستكون كبيرة جدا على حاضر ومستقبل الشباب، لا سيما وأن هناك تحديات محيطة بالمنطقة، وآفات مجتمعية معروفة، ما ينعكس سلبا على مستوى عطاءهم للوطن حاضرا ومستقبلا، لا سيما بعد تدني مستوى الاهتمام بالألعاب الرياضية الأخرى، وخلو الصالات من الشباب الممارسين نتيجة الإفراط في الاهتمام بألعاب محددة ومعروفة!

خالد النقبي:اختفاء الألعاب الفردية قادم

كشف خالد النقبي رئيس اللجنة الثقافية والاجتماعية في نادي الإمارات الثقافي الرياضي، النقاب عن أن ميزانية لجنته في الموسم الواحد تبلغ 50 ألف درهم، منوهاً إلى أن لجنته تنفذ أكثر من 20 نشاطاً ثقافياً واجتماعياً متنوعاً في الموسم الواحد، متوقعاً اختفاء الألعاب الفردية في غضون سنوات قليلة نتيجة الإفراط في الصرف على كرة القدم على حساب تلك الألعاب والأنشطة الثقافية والاجتماعية في عموم أندية الإمارات.

وأوضح: بالنسبة لميزانية اللجنة، فإنها دائماً مرتبطة بطبيعة الأنشطة والبرامج التي ننفذها خلال الموسم الواحد، حيث نقوم من جانبنا بالتواصل مع الشركات الوطنية لتقديم الرعاية والدعم لأنشطة اللجنة، وإذا لم نحصل على ذلك، فإن إدارة نادي الإمارات «مشكورة» تتكفل بتوفير المبلغ المطلوب.

وعن رأيه بحجم الأنشطة الثقافية المنفذة في أندية الإمارات، أجاب: بصورة عامة، ترفع معظم أنديتنا اسم «ثقافية ورياضية» في شعاراتها، وفي الواقع، أندية الدولة تأسست على القيام بالدور الرياضي والثقافي معاً بصورة فعلية، ولكن للأسف، اختفى الدور الثقافي من أغلب الأندية اليوم تماماً، وطغت الرياضة، بل إذا أحببنا أن نكون أكثر دقة، فقد أصبحت كرة القدم تحتل النشاط الرئيس، وجل اهتمام إدارات أنديتنا دون استثناء، وسنشهد قريباً اختفاء الألعاب الفردية.

ولفت إلى أن الدور الثقافي مهم جداً نظراً لارتباطه بفئة الشباب، داعياً إدارات الأندية إلى الالتفات إلى ذلك، مطالباً بتغذية عقول الشباب بالثقافة الصحيحة كما يتم تقوية عضلاتهم بالفنون الرياضية، متسائلاً عن جدوى ربط الأندية مسمى الثقافة بمسمى الرياضة في ظل الغياب شبه التام للأنشطة الثقافية في تلك الأندية!

وعن الوضع الثقافي في نادي الإمارات، أوضح: بصراحة نحن في نادي الإمارات لنا اهتمامات في برامج وأنشطة ثقافية عديدة، ولدينا لجنة ثقافية مكونة من نخبة مميزة تضمني كرئيس إلى جانب عبدالعزيز كرم البلوشي ومحمد إبراهيم صالح ويوسف علي النار وعلي راشد القيشي ومياسة سلطان الكندي وليمة أحمد الرئيسي وخالد البلوشي وعمر المعاني، وقد نفذنا خلال العام الماضي أكثر من 20 نشاطاً ثقافياً واجتماعياً متنوعاً على مستوى رأس الخيمة، وتعتمد اللجنة في تنفيذ أنشطتها ومبادراتها على دعم بعض الشركات والجهات والمؤسسات الوطنية في رأس الخيمة، وعلى دعم قيادة وإدارة النادي.

وشدد على أن لجنته سجلت سبقاً في الريادة والتميز على مستوى الأندية الرياضية منذ العام 2004 بتنفيذها مهرجانات ثقافية كبيرة على مستوى الدولة عموما، ورأس الخيمة خصوصا، وبتواجد شخصيات وضيوف من مختلف بلدان العالم، منوهاً إلى أن تلك الأنشطة تم تنفيذها عندما ترأس اللجنة طارق محمد بن سيف، ومعه نخبة ثقافية شبابية، ضمت عبدالله علي وجاسم محمد وسالم السامان وأيمن النعيم وسلطان آل صالح وخالد النقبي ومحمد النقبي وعبدالرحمن الشرهان وموسى الحمادي ومحمد المروي وحسين البزي.

Email