دوري أبطال آسيا.. الخصام مستمر

لقب عيناوي وحيد تحقق منذ 14 عاماً

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

في 2003 نجح العين في التتويج بلقب دوري أبطال آسيا لكرة القدم، للمرة الأولى ومنذ ذلك التاريخ استعصت البطولة القارية البارزة واستعصمت بالبعد عن متناول الأندية الإماراتية رغم المشاركات المستمرة، حيث لم تغب الفرق الإماراتية منذ ذلك التاريخ عن هذا المحفل القاري الكبير، وكان لفريقي العين وشباب الأهلي دبي كلمتهما المسموعة بعد أن توغلا بعيداً حتى النهائي بواقع مرتين للزعيم العيناوي الذي كان يحتاج لدرهم الحظ ليكرر إنجازه الأول وذلك في مناسبتين مختلفتين في عامي 2005 و2016، فيما لم يكن حظ شباب الأهلي دبي الذي وصل للنهائي لأول مرة في تاريخه 2015 بأفضل من العين، بعد أن خسر اللقب بفارق هدف وحيد أمام جوانجزو الصيني.

ورغم حصول كل من عمر عبد الرحمن وأحمد خليل على لقب أفضل لاعب آسيوي في عامين متتاليين وتصدر الدوري الإماراتي للتصنيف الآسيوي ونادي العين للأندية الآسيوية إلا أن الحصول على اللقب ظل حلماً يراود الشارع الرياضي الإماراتي منذ أكثر من 14 عاماً، فما السبب وأين تكمن العلة وما الحلول.

في «البيان الرياضي» نحاول أن نبحث عن مكامن العلة لمعرفة الداء أملاً في إيجاد الدواء بمشاركة محللين ومدربين وخبراء، أدلوا بدلوهم وتباينت آراؤهم لكنهم جميعاً صوبوا نحو هدف واحد وهو أصل المشكلة من أجل الوصول للحل.

جذور

من جهته، أكد مطر غراب، المحلل الفني، أن القضية أكبر كثير من مجرد مناقشتها على صفحات الصحف في مساحة محدودة، موضحاً أن الخلل ضارب بجذوره في العديد من الجوانب، منها نوعية اللاعبين الأجانب، والنظرة المقتصرة على البطولة المحلية، ونظام المسابقات الذي لا يخدم الأندية، وتداخل الدوري مع مرحلة التصفيات فمع بداية البطولة الآسيوية يدخل دورينا مرحلة الحسم، فضلا عن جوانب أخرى عديدة تعتبر عقبات كؤود في طريق أنديتنا للفوز باللقب الآسيوي وهي تحتاج إلى شرح مطول وبالتفاصيل المملة ليفهم الجميع طبيعتها ويعملوا على تذليلها، ولكن من المؤكد أننا إذا بقينا في ظل هذا الوضع القائم الآن فلن نصل إلى أي مكان.

احتراف

وأوضح مطر غراب، وبعد مرور عشر سنوات على تطبيق الاحتراف فليس هناك أي أرقام تدل على أن المسابقات تطورت في ظل هذا الاحتراف فاللجنة المنظمة مثلاً لم تطلعنا على أرقام توضح خلالها أين ومتى بدأت وأين انتهت، فالأمور تمضي هكذا بدون أي تقييم أو دراسة أو ترتيب للأوراق لمعالجة السلبيات وتطوير الإيجابيات، مع أن كل المسابقات في العالم وآسيا تقاس بالأرقام من أجل تقييمها ومعرفة ما بها وما عليها، ولكن عندنا لا وجود لهذه المنهجية ولذلك فلا نعرف إن كانت مسابقتنا تطورت أم لا، وهذا في حد ذاته يعتبر خللاً كبيراً وعلينا أن نعترف به لأن الاعتراف بالخلل سيتيح لنا معالجته.

حالات

وأضاف: وصول العين وشباب الأهلي دبي لنهائي دوري أبطال آسيا في العامين الماضيين لا يعدو كونه مجرد حالات خاصة سببها الإمكانات العالية للناديين ونوعية اللاعبين في صفوف كل فريق فضلا عن ظروف إيجابية أخرى خدمتهما ومن المؤكد أن تكرار هذا الأمر لن يكون سهلاً.

وقال: المشكلة أكبر من حصرها في إدارات الأندية واللاعبين، فالجميع يتحمل مسؤولية الإخفاق بداية من تنظيم المسابقات، فالدوري عندنا يدخل مرحلة الحسم مع بداية تصفيات آسيا، وهذا خلل كبير يجب أن نقف عنده فلا يعقل أن تلعب مسابقاتنا على موسمين، فمثلا عندما نبدأ اللعب في تصفيات آسيا ونصل إلى المرحلة التالية منها يكون الدوري لدينا قد وصل مرحلة الحسم.

فلماذا لا نكون مثل أوروبا حيث إن الدوريات تنطلق مع بداية الموسم وتنتهى بنهايته، ولا يعقل أنهم يلعبون النهائيات ونحن ما زلنا لم نكمل نصف الموسم، فالأمور محتاجة لإعادة نظر، وعلى الأندية أن تطالب بحقوقها في تنظيم المسابقات لأنها مظلومة في هذا الجانب، لأن أي فريق ينتقل للمرحلة التالية من البطولة الآسيوية يكون ذلك في الصيف وحينها ربما يتغير الجهاز الفني واللاعبون الأجانب، كما أن الأندية خلال فترة الصيف تحتاج لإقامة مباريات وتجارب قوية وهذا لا يتوفر في هذه الفترة من العام.

انجاز

من جانبه، يرى ياسر سالم، لاعب نادي الوحدة والمنتخب الوطني السابق والمحلل الرياضي، أن إخفاق أنديتنا المستمر في مسابقة دوري أبطال آسيا وعجزها عن تكرار الإنجاز الذي حققه العين في وقت سابق من عام 2003، أمر محزن ويعود لعدم تعاملنا مع المسابقة بالهدوء والتركيز المطلوبين، خصوصاً عندما نصل للنهائي كما حدث بالنسبة لشباب الأهلي دبي، والعين في العامين الماضيين، فالأهلي خاض مباراة الذهاب على ملعبه وخرج بنتيجة التعادل السلبي وكان بإمكانه الحصول على اللقب بقليل من التركيز والهدوء في لقاء الإياب أمام غوانغزو الصيني.

ولكن ما حدث في المباراة كان بسبب عدم التهيئة النفسية للاعبين ولذلك كانت هناك أخطاء وتم طرد لاعب ونجح الفريق الصيني في الفوز باللقب، وبالنسبة للعين فالمشكلة أيضاً كانت تتمحور في العامل النفسي، فبعد أن عاد الفريق من كوريا الجنوبية بخسارته 1-2، اعتقد الجميع أن اللقب أصبح مضموناً للعين وشرع البعض في التحضير للاحتفالات، فانعكس ذلك في شكل ضغوط على اللاعبين، وكانت المشكلة تتلخص في كيفية التعامل مع الواقع وفق المعطيات المتاحة فالخسارة بفارق هدف أو حتى التعادل لا يضمنان للفريق الوصول لمنصات التتويج وهذا ما غفل عنه الجميع، ولذلك فالإعداد النفسي عامل مهم وحاسم جنباً إلى جنب مع العامل الفني والبدني.

ثبات

وأضاف سالم: هناك أمور تكتيكية وأخرى نفسية تتحكم في حسم الأمور لصالحك أو ضدك، وذلك حسب تعاملك مع المتغيرات بثقة وهدوء، وأعتقد أن هذه المشكلة الكبيرة التي تعاني منها أنديتنا برغم أنها تملك الإمكانات والمقومات التي تجعلها قادرة على الفوز بلقب البطولة، ففي آخر عامين مثلاً حصل أحمد خليل، وعمر عبد الرحمن على لقب أفضل لاعب في آسيا على التوالي، ولا أعتقد أن هناك فارقاً يذكر في إمكانات أنديتنا مع الأندية الآسيوية من الناحية الفنية على المستوي الجماعي والفردي.

وأوضح: ينبغي على الفرق التي تشارك آسيوياً أن تستعد بطريقة جيدة وقوية بإقامة تجارب ودية على مستوى عالٍ لاكتساب الاحتكاك القوي الذي يجعل الفريق قادراً على الصمود أمام أقوى المنافسات، ولا ننسى التدقيق في استقدام اللاعبين الأجانب لأنهم هم الذين يصنعون الفارق في الغالب كما شاهدناهم مع جيونبوك الكوري الجنوبي أمام العين.

كما ينبغي التعامل مع مختلف الظروف بواقعية وثقة وعدم تحجيم قدراتنا أمام الفرق الأخرى، كما يجب على إدارات الأندية أن لا تحجم طموحات اللاعبين بالإيعاز لهم بأن الدوري هو الأهم، فاللاعب ينبغي أن يتعود على اللعب تحت الضغوط في البطولات المحلية والقارية في أوقات مختلفة وبكل قوة، فهذه هي وظيفته، وخوض المباريات بصورة مستمرة ومضغوطة يفيده وبالتالي يفيد المنتخب.

ولكن بعض الإداريين يخرجون بتصريحات غريبة ومستسلمة عندما يقولون بأن الفريق مضغوط بسبب تتابع المباريات في مساحات زمنية ضيقة، وهذه رسائل سلبية تصل للاعب فيصيبه الكسل، برغم أن أي فريق يعرف مسبقاً أنه مشارك في دوري أبطال آسيا .

وبالتالي ينبغي أن يستعد بالصورة التي تجعله قادراً على الظهور القوي، وأن تتضمن قائمته نحو 17 أو 18 على مستوى عالٍ من الكفاءة ويجب أن تختلف الثقافة وأن لا يخرج مسؤول أو إداري في نادي ليقول نحن تفكيرنا في الدوري، لأنه طالما البطولة الآسيوية ليست مهمة فكان عليك منذ البداية أن تتيح الفرصة لغيرك ليستفيد ويكتسب الخبرة.

تطوير

بدوره، شدد الدكتور جمال الحوسني عضو مجلس إدارة شركة الكرة بنادي الوحدة والناطق الرسمي باسم الشركة، على ضرورة فرض رقابة منتظمة على اللاعب للتحكم في برنامجه وسلوكه باعتباره موظفاً في النادي ينبغي التعامل معه بالعقود، موضحاً أن الأمر بأيدي اللاعبين ومدى توافقهم مع الواقع ورغبتهم في التطوير وتحقيق الإنجازات لهم ولأنديتهم بتطبيق الاحتراف الحقيقي.

ويقول: في أوروبا اللاعب يذهب إلى النادي صباحا ويعود منه ليلا بنظام (الدوام الكامل) في حين يتذمر لاعبونا، لمجرد التدريبات والمباريات وهذا لأنهم لا يمارسون كرة القدم كمهنة، ولا رغبة لهم في تطوير أنفسهم، ولذلك ينبغي على الأندية أن تلزم اللاعبين بنظام الدوام الكامل، ومن المؤكد أنه إذا تم تنفيذ هذا الأمر ستتغير الثقافة لديهم ومع مرور الوقت سيصبح الأمر روتيناً عادياً للاعبين وسنرى ثماره في المردود الفني والبدني، وسنرتقي بالمنظومة بشكل أفضل، ويضيف: لا بد أن تتناسب الرواتب العالية للاعبين مع ما يقدمونه ويحققونه للأندية، وما لم نفكر بهذه الطريقة العملية فلا أعتقد أننا سنصل إلى أي مكان.

ثقافة الاحتراف

وأضاف الحوسني: إذا تشبع اللاعبون بثقافة الاحتراف فالمنتخب سيصبح أفضل وستحقق أنديتنا نتائج أفضل في مواجهة الأندية الآسيوية، وبذلك يرتفع سقف الطموحات لدى الشارع الرياضي، مستوانا العالي يجب أن يقودنا للحصول على البطولات الآسيوية، ولكن قبل كل شيء ينبغي أن نرتقي بالمنظومة.

في أوروبا يراقبون حتى هواتف اللاعبين الشخصية، ومجرد وجود اللاعبين لمدة ثماني ساعات في النادي يتيح متابعة ماذا يأكلون وكيف يتصرفون فهذا يجعلنا نتحكم في اللاعب ونحدد بالتالي برنامجه اليومي. وبما أن رواتب اللاعبين مرتفعة فيجب أن يكون سقف المطالب مرتفعاً.

نظام

أكد جمال الحوسني قوة الدوري الإماراتي وجودة لاعبيه والإمكانات المتوفرة له، ولكن ينبغي أن نرتقى بهؤلاء اللاعبين ونجعل منهم محترفين بحق، وهذا يتطلب العمل بنظام الدوام الكامل وما لم نقم بذلك فلن نحصل على النتائج المنشودة، وقال: يجب على اللاعبين أن يبذلوا جهوداً أكبر وعلى الأندية أن تغير أسلوب التعامل مع اللاعبين وأن تعرف كيف تعد اللاعب بالشكل الأمثل الذي يجعله قادراً على الصمود وتحقيق التطلعات والطموحات.

12

شاركت الأندية الإماراتية في الأدوار التمهيدية في مراحلها الثلاث الأولى والثانية والثالثة (12 مرة)، حيث شارك كل من: العين، بني ياس، الشارقة بواقع مرة واحدة لكل فريق، وشباب الأهلي دبي والوحدة بواقع ثلاث مشاركات لكل فريق، والنصر والجزيرة بواقع مرتين، وكان فريق التأهل إلى مرحلة المجموعات من الدور التمهيدي بعد فوزه على ديمبو الهندي بثلاثة أهداف نظيفة، في وقت سابق من عام 2009، ولكنه انسحب بعد ذلك وتم شطب جميع نتائجه، وفي عام 2011 شارك العين في الدور التمهيدي الثاني وفاز على سيرويجايا الأندونيسي 4-0 وتأهل للمجموعات ولعب ضمن مجموعة ضمت إلى جانبه أندية من شرق آسيا وخرج من هذه المرحلة.

11

وصلت أندية الإمارات إلى ربع نهائي دوري أبطال آسيا لكرة القدم بمسماه الجديد من عام 2003 حتى الآن (11 مرة)، تأهل العين إلى هذا الدور 7 مرات، والوحدة مرتين، وكل من شباب الأهلي دبي والشارقة مرة، فيما شاركت الأندية الإماراتية في نصف النهائي 5 مرات، عن طريق العين الذي نال هذا الشرف 4 مرات، وشباب الأهلي دبي مرة، أما النهائي فقد شارك فيه العين 3 مرات، وشباب الأهلي دبي مرة واحدة، وحصل الزعيم العيناوي على اللقب أول وآخر مرة في وقت سابق من عام 2003، ولم يوفق الفريق البنفسجي في تكرار الإنجاز في مناسبتين لعب فيهما المباراة النهائية عامي 2005 و2016 كما لم يحالف التوفيق شباب الأهلي دبي في رفع كأس البطولة بعد أن وصل إلى النهائي 2015.

2011

شهد العام 2011 لحظة فارقة في تاريخ نادي الإمارات، عندما انضم الصقور إلى ممثلي الدولة في المسابقة القارية البارزة إلى جانب العين، والجزيرة، والوحدة، وذلك بعد أن حقق الفريق القادم من دوري الهواة مفاجأة من العيار الثقيل وتوج بطلاً لمسابقة كأس صاحب السمو رئيس الدولة 2010 بعد فوزه على منافسه في المباراة النهائية فريق شباب الأهلي دبي بالثلاثة، ولعب الإمارات مرحلة المجموعات ضمن مجموعة ضمت إلى جانبه كلاً من الشباب السعودي وذوب آهان الإيراني والريان القطري، ونجح في الحصول على المركز الثالث في الترتيب العام لفرق المجموعة ليخرج مرفوع الرأس بعد أن حقق فوزين وخسر أربع مباريات.

9

شاركت 9 من أندية الإمارات في دوري أبطال آسيا لكرة القدم بمسماه الجديد وهي العين، وشباب الأهلي دبي، والجزيرة، والوحدة، وبني ياس، والنصر، الوصل، والإمارات، والشارقة، وباستثناء حصول العين على اللقب ووصوله للنهائي ثلاث مرات بعد ذلك، وكذلك وصول شباب الأهلي دبي للنهائي في وقت سابق من عام 2015 لم توفق الأندية السبعة الأخرى في الذهاب إلى مراحل متقدمة من المسابقة، في حين كلف خطأ إداري فريق النصر الخروج من مرحلة ربع نهائي المسابقة العام الماضي عندما تقدم ناد منافس بشكوى ضد العميد طاعناً في قانونية مشاركة اللاعب البرازيلي فاندرلي ليكسبها ويعتبر النصر خاسراً لنتيجة مباراتي الذهاب والإياب.

 توصيات «البيان الرياضي»

إعادة برمجة المسابقات بما يخدم الأندية المشاركة في المسابقة.

الاختيار النوعي للأجانب حسب المراكز التي يحتاج إليها الفريق.

وجود دكة بدلاء قوية لمواجهة ضغط المباريات أثناء الموسم.

الاهتمام بالإعداد النفسي جنباً إلى جنب مع الإعداد البدني والفني.

وضع الآسيوية على رأس قائمة أهداف كل فريق وقبل الإعداد.

تطبيق الاحتراف بشكله العملي وبمبدأ الثواب والعقاب للاعبين.

Email