مغامرة مهدي في التشكيلة عجّلت بالخسارة أمام أستراليا

فوز السعودية واليابان يزيد معاناة الأبيــــض في التصفيات

■ حصار أسترالي على عمر عبد الرحمن | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

زاد الفوز السعودي على العراق بهدف، واليابان على تايلاند برباعية، وارتفاع رصيدهما إلى 16 نقطة، في ختام الجولة السابعة من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2018، من معاناة منتخبنا الوطني، وتضاءل بصيص الأمل في تحقيق الحلم المونديال بعد الخسارة الموجعة من المنتخب الأسترالي بهدفين دون رد، وتوقف رصيد الأبيض عند النقطة التاسعة مقابل 13 لأستراليا، ومعاناة الأبيض لم تكن وليدة مباراة استراليا وإنما بدأت من انطلاقة التصفيات، دون أن يتم تدارك السلبيات، تواصلت بعد أزمة العاصمة الأردنية عمان والمواجهة غير المبررة بين المدرب واللاعبين، مما أوجد شرخاً في العلاقة بينهما، ومروراً بأزمة مباراة السعودية التي لم يحسن اتحاد الكرة التعادل معها فتراكمت المشكلات دون إيجاد حلول، وكانت الحصيلة الطبيعية كل تلك الضربات التي أوجعت قلوب محبي الفريق وجماهيره.

حسابات الملحق

بلغة الحسابات هناك بصيص أمل في المنافسة على البطاقة الثالثة والدخول في حسابات الملحق، ولكن كيف نتمسك بالحلم والفريق تلقى 5 خسائر ودخل مرماه 10 أهداف، فريق يواصل نزيف النقاط، ويفقد 6 نقاط على ملعبه من منافسيه، لدرجة أن المنتخب الأسترالي بعثر أوراق منتخبنا مرتين، فريق أصبح بلا أنياب هجومية، ولا شباب صاعد قادر على صنع الفارق، وللحق مهدي لا يتحمل كامل المسؤولية في هذا الخروج المرير، فيشاركه لاعبو الفريق الذين بدا عليهم التشبع الكروي، وعدم الرغبة في مزيد من العطاء، وفي لجنة منتخبات تنازلت عن حقوقها وصلاحياتها، أثرت الاستقالة، وفي اتحاد الكرة الذي لم يتدخل لتدارك السلبيات أولاً بأول فوضع رأسه في الرمال، ولم يتم التعامل بشكل جيد مع تعدد أحداث وظروف الفريق، نحن أمام منظومة في حاجة ماسة لتدخل أصحاب القرار لإعادتها للطريق الصحيح بعد أن ضلت طريقها في السنوات الأخيرة بشكل واضح، وخرجت عن أهدافها مما جعل الإخفاقات تتوالى سواء على صعيد المنتخبات بكامل أنواعها أو الأندية، على الرغم من الصرف المتزايد، ولكنه ليس صرفاً بالمفهوم المالي إنه هدر حان الوقت لوقف نزيفه طالما لا يوجد عائد له.

ختام طبيعي

نتيجة لقاء استراليا كانت الختام الطبيعي لكل هذه الأحداث، وقبل انطلاقة المباراة، توقع جميع المراقبين والمتابعين للمنتخب الخسارة، حينما علموا بتشكيلة اللعب التي أظهرت مغامرة المدرب مهدي علي، من خلال الدفع بالحارس علي خصيف الذي لا يجيد التعامل مع الكرات العالية، ومشاركة وليد عباس رغم أنه يعاني من حمى وغاب بسببها عن إحدى مرات المران، وعدم التعامل بواقعية مع المباراة من خلال فتح اللعب مما أتاح للهجوم الأسترالي من الضغط على الفريق بسلاح الكرات العرضية والثابتة والرأسية، ومشاركة أحمد خليل رغم أنه غير جاهز فنياً وابتعاده فترة عن الملاعب بسبب الإصابة، ومن غير المعقول أن تتم المجازفة به أمام فريق قوي البنية وسريع الانقضاض.

عمل عشوائي

ورغم أن المدرب الأسترالي كشف خطته في المؤتمر الصحافي الذي سبق المباراة بالتأكيد أنه سيضغط من بداية المباراة بهدف تسجيل هدف مبكر يربك الحسابات الإماراتية، إلا أننا لم نحسن التعامل مع بداية المباراة، فظهرت عشوائية العمل، وبدا الفريق مرتبكاً وتعددت أخطاؤه الدفاعية، وشهدت الدقيقة السابعة الصاعقة التي أربكت مخططات الأبيض، فمن الظهور الأول للهجوم الأسترالي عكست ركنية عالية داخل المنطقة ارتقى لها جاكسون إيرفين ولعبها رأسية قوية ارتدت من المدافع عبد العزيز صنقور وهزت الشباك، فخسر المنتخب قبل أن تمر الدقائق الأولى من عمرها، حاول الأبيض العودة والرد وكانت أفضل الفرص تلك التسديدة المباشرة التي أطلقها عمر عبد الرحمن كرة مباشرة من خارج منطقة الجزاء تألق الحارس ريان في التصدي لها قبل أن تهز الشباك.

هجوم بلا أنياب

في الشوط الثاني مضى السيناريو وفق اندفاع الإمارات بغية تدارك النتيجة والمرتدات الأسترالية، ولكن غابت الفرص الحقيقية حتى انتصف الشوط وفيها كاد «سوكيروس» أن ينهي الأمور عندما كاد أن يسجل، حاول منتخبنا صنع اللعب والوصول لمناطق التهديد المباشر، لكن أصحاب الأرض يشددون من ضغطهم الدفاعي، ويقومون بالسيطرة على منطقة خط الوسط، في المقابل كان الهجوم مستأنساً بلا أنياب، فمبخوت تائه وخليل مريض، وانتهت الأمور عندما كرر الأستراليون مشهد الهدف، ركنية ترويسي العالية على القائم القريب ارتقى لها ماثيو ليكي ليزرعها في الشباك دون مضايقة، لتكون النهاية الغير سعيدة وتبخر حلم طال انتظاره.

3

تتبقى 3 جولات على نهاية المرحلة النهائية من التصفيات، ويتأهل أول منتخبين من كل مجموعة للنهائيات مباشرة، ويلعب صاحبا المركز الثالث معاً، ويتأهل الفائز منهما لمواجهة صاحب المركز الرابع بتصفيات أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي «الكونكاكاف» على بطاقة إضافية.

الشارع الكروي يتفاعل مع استقالة مهدي

تفاعل الشارع الرياضي عامة والكروي على وجه الخصوص، مع قرار مدرب منتخبنا الوطني مهدي علي بالاستقالة من تدريب الأبيض، حيث رحب الجميع بتلك الاستقالة، ليس من باب عدم الرغبة في بقاء المدرب على رأس عمله، وإنما من منطلق أن الوقت قد حان للتغيير، بعد أن تشبع اللاعبون من الجهاز الفني طوال السنوات الخمس الماضية، واعتبر البعض أن القرار شجاع ويحسب للمدرب، فيما يعتبر البعض الآخر أن القرار تأخر كثيراً وتحديداً من نهاية المرحلة الأولى من عمر التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم، بعد أن ظهر المنتخب بلا هوية.

الشارع الرياضي صب جام غضبه، من خسارة المنتخب بهدفين من المنتخب الأسترالي في تصفيات آسيا لكأس العالم بروسيا 2018، ليس بسبب الخسارة وحسب فهي واردة دائما في العرف الكروي ولكن بسبب سوء الأداء وعدم ظهور اللاعبين بمستواهم، حيث ظهر نجوم الفريق دون المستوى، ولم يقدموا لوطنهم ما يؤهل فريقهم للوصول إلى مونديال روسيا، وأثنى بعض الشخصيات عبر حساباتهم الشخصية في تويتر، على قرار الاستقالة، واعتبره البعض قراراً شجاعاً، وأشادوا بالفترة التي عمل فيها مهدي، مع مختلف المنتخبات.

تصرف مسؤول

وغرد الفريق ضاحي خلفان: «استقالة مهدي مدرب منتخب الإمارات، تصرف مسؤول يحترم وظيفته، أعطى مهدي الكثير، عندما خسر فعلاً وضع المسؤولية على نفسه». فيما غرد عارف العواني، الأمين العام لمجلس أبو ظبي الرياضي وقال: «شكراً مهدي على كل ما قدمته، تحمل المسؤولية والاستقالة شجاعة، وننتظر معرفة مقدار شجاعة كل الأطراف الأخرى في كل ما يسمى كرة قدم لدينا».

وكتب الشاعر حسان العبيدلي، أبياتاً شعرية قال فيها: «وفيت يا مهدي وكفيت. شكراً على كل الذي راح. أخلصت يا كابتن وضحيت. وعيشتنا يا ما بالأفراح. يبقى لمثلك دايمٍ صيت. لا ما نقص قدرك ولا طاح».

البحث عن المدرب رقم 19

بدأت مرحلة البحث عن بديل للمدرب مهدي علي، وتنقسم الآراء ما بين الاستعانة باسم كبير من خارج الإمارات، وأقوى المرشحين الأرجنتيني أليخاندرو سابيلا، والذي يؤكد كثيرون أن اتحاد الكرة الإماراتي، بدأ بالفعل التواصل معه، وآراء أخرى، ترى إمكانية الاستعانة بمدرب أكثر دراية بالكرة الإماراتية، ويرشح المعسكر الأخير، الروماني أولاريو كوزمين، مدرب الأهلي، ويرى آخرون، أن الصربي ايفان يوفانوفيتش، مدرب النصر السابق، والكرواتي زلاتكو، مدرب العين السابق، يمكن أن يقوما بالمهمة أيضاً مع المنتخب الإماراتي خلال المرحلة المقبلة، على الأقل خلال الفترة المقبلة المتبقية من عمر التصفيات، خاصة وأن تجربتهما مع النصر والعين، حققت بعض النجاح، والفترة القادمة، تحتاج مدرباً يعرف جيداً طبيعة اللاعب الإماراتي، خاصة وأن الإمارات لم تفقد أمل التأهل للمونديال حتى الآن.

قائمة المدربين

وسيكون المدرب القادم للمنتخب الأول، هو المدرب رقم 19، حيث سبق وتولى تدريب «الأبيض» كل من المصري محمد صديق شحتة على فترات في أعوام 1972 و1974 و1975، وهو أول مدرب عربي يعمل في الإمارات، وهو أول مدرب لمنتخب الإمارات، استعاره اتحاد كرة القدم من النادي الأهلي لتولي مسؤولية تدريب المنتخب للمشاركة في كأس الخليج الثانية بالسعودية، وتولى التدريب بعده، مواطنه ميمي الشربيني على فترات خلال الفترة من 1972 إلى 1975، حيث كان الشربيني مدرباً للنصر.

جمعة غريب

وكان جمعة غريب، أول مدرب وطني للمنتخب الإماراتي، والذي تولى مسؤوليته على فترات عامي 1973 و1976، فيما كان اليوغسلافي تاديتش، أول مدرب يتعاقد معه اتحاد كرة القدم الإماراتي، للعمل مدرباً للمنتخبات من عام 1975 إلى 1976، وبعده الإنجليزي دون ريفي من 1977 وحتى 1980، والإيراني حشمت مهاجراني من 1980 وحتى 1984، والبرازيلي كارلوس ألبرتو من 1984 وحتى 1988، كما تولى تدريب المنتخب الإماراتي خلال مشاركته في كأس العالم 1990 بإيطاليا.

تولى تدريب المنتخب الإماراتي أيضاً، البرازيلي ماريو زاجالو من 1988 وحتى 1990، والذي قاد منتخب الإمارات الوصول إلى نهائيات كأس العالم 1990، والبولندي بلاوت كارلوس عام 1990، حيث استعاره اتحاد كرة القدم من نادي الشارقة، والأوكراني فاليرى لوبانوفسكي من 1990 ولغاية 1992، والبولندي توني بتشنيك من 1992 وحتى 1994.

وقاد المنتخب الإماراتي كذلك، الأوكراني توميسلاف إيفتش من 1995 وحتى 1996، والإماراتي الدكتور عبد الله مسفر، في البطولتين العربيتين في لبنان والأردن عامي 1997 و1999، والبرازيلي لوري ساندري من 1997 وحتى 1998، والتشيكي ميلان ماتشالا عام 1997، والبرتغالي كارلوس كيروش من 1998 وحتى 1999، وأخيراً الإماراتي مهدي علي من يوم 16 أغسطس 2012، وحتى استقالته أول من أمس.

الصحافة الأسترالية: «عموري» نجم بلا فاعلية

وصفت الصحافة الأسترالية الصادرة أمس منتخبنا الوطني بأنه بلا أنياب هجومية، وانه منتخب تغير أداءه كثيراً عما كان عليه في نهائيات كأس آسيا 2015، وأن نجومه خاصة "عموري" ظهروا بلا فاعلية، وقالت الصحافة الأسترالية إن اللاعب "عموري" يلفت الأنظار إليه بمهارته، ولكنه غير فعال خلال لقاءي الإمارات مع استراليا. وهاجمت الصحافة الأسترالية منتخب بلادها بقوة، وقالت إنه لم يقدم العرض المنتظر، ولم يظهر لاعبوه بمستوى فني متطور، وزادت انه لولا ضعف المنتخب الإماراتي وعدم فاعلية هجومه ما كان المنتخب الأسترالي قد حقق الفوز خلال اللقاء بهدفين، وقالت إن الفريق الأسترالي استغل ضعف الجبهة اليمنى لمنتخب الإمارات من خلال السرعة الفائقة للاعب لينكي وسجل هدفيه من كرات عرضية.

من جهة أخرى عبر انجي بوستيكولجو، مدرب منتخب استراليا عن تفاؤله بالفترة القادمة في مشوار التأهل لمونديال روسيا، بعد تخطي عقبة المنتخب الإماراتي بهدفين نظيفين في الجولة السابعة.

وقال بوستيكولجو «المواجهة لم تكن سهلة، ولكننا خططنا من البداية من أجل تسجيل هدف مبكر وهو ما منحنا قوة وثقة في باقي المباراة».

عبيد الكتبي: هدف البداية أربك لاعبينا

عبر الدكتور عبيد الكتبي سفير الدولة لدى أستراليا، عن حزنه لخسارة منتخبنا الوطني أمام أستراليا بهدفين، في الجولة السابعة للتصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال روسيا 2018. وقال: لم أتوقع تلك الخسارة المباغتة، حيث كانت معنويات اللاعبين قبل المباراة طيبة وعزيمتهم للفوز كانت كبيرة، حيث إن تحقيق حلم التأهل إلى أكبر بطولة كروية في العالم يعتبر شرفاً لأي لاعب كروي، ولكن في اعتقادي أن هدف البداية المبكر للمنتخب الأسترالي ساهم في خفض معنويات اللاعبين وتقليل تركيزهم، ولكن هذه هي طبيعة كرة القدم ولا بد من تقبل مطباتها.

وطالب سفير الدولة في أستراليا الجميع بعدم القسوة في النقد على المنتخب ولاعبيه، حيث إن هذا الفريق سبق وأسعد الجميع في العديد من المناسبات، بداية من بطولة الناشئين مروراً بلقب آسيا للشباب والتأهل إلى أولمبياد لندن، والفوز بكأس الخليج ونيل المركز الثالث في نهائيات آسيا 2015، ومن غير المعقول أن ننسى كل تلك المحطات السعيدة لمجرد إخفاق في مباراة أو بطولة، ومع ذلك أقول إن الأمل لا يزال موجوداً وعلينا التمسك به حتى لو كان بسيطاً، فمن يدري ربما كان بصيص الأمل هو شعاعنا لإحياء أمل التأهل خلال حصد نقاط المباريات المقبلة.

Email