قطع نصف الطريق نحو النهائي الآسيوي

فيديو..ثلاثية الزعيم تقهر الجيش القطري

■ فرحة نجوم العين بالفوز على الجيش | تصوير: عمران خالد

ت + ت - الحجم الطبيعي

حقق العين فوزاً مرضياً بثلاثة أهداف مقابل هدف على حساب فريق الجيش القطري، في ذهاب الدور نصف النهائي من دوري أبطال آسيا، أمس، على استاد هزاع بن زايد بمدينة العين. سجل أهداف الزعيم دوغلاس وعمر عبدالرحمن وكايو، فيما أحرز هدف الجيش القطري الأوزبكي رشيدوف من ركلة جزاء.

قدم العين وجهين مختلفين على مدار شوطي المباراة، إذ نجح «الزعيم» في فرض تفوقه بالكامل على مجريات الشوط الأول من النواحي كلها، وبدا الأكثر تنظيماً وتناغماً، وبأداء أكثر من رائع سواء دفاعياً أو هجومياً وسجل هدفين وكان بإمكانه تسجيل أهداف أخرى.

بينما انخفض الأداء في الشوط الثاني نتيجة تراجع الجهد البدني للاعبين، ما سمح للاعبي الجيش القطري بالعودة للمباراة بتسجيل هدف من ركلة جزاء.

وكان بإمكان العين أن يحسم الأمور بنتيجة مريحة بثلاثية نظيفة، لولا الهدف الذي سجله الجيش القطري بسبب حالة الارتباك غير المبررة في الدفاع، والتي بدت على الفريق في الشوط الثاني ليتأجل الحسم إلى مباراة الإياب.

خطة

لعب زلاتكو بطريقة 4-2-3-1 بوجود الرباعي فوزي فايز وإسماعيل أحمد ومهند العنزي وسعيد مصبح في الخط الخلفي، وبثنائي ارتكاز هما عامر عبدالرحمن ولي ميونج، ومن أمامهما الثلاثي محمد عبدالرحمن وشقيقه عمر عبدالرحمن والبرازيلي كايو، وفي الهجوم دوغلاس.

نجح العين في تقديم شوط أول أكثر من رائع، بعد أن فرض سيطرته الواضحة وبسط نفوذه على مجريات الشوط بالكامل، بفضل التعامل الجيد من المدير الفني زلاتكو الذي لعب بتوازن ما بين الدفاع والهجوم، ولم يلجأ إلى الاندفاع الهجومي غير المحسوب، وهو ما أهدى الفريق أفضلية الاستحواذ على الكرة في منطقة المناورات.

تفوق زلاتكو من الناحية التكتيكية على مدرب الجيش القطري صبري لموشي، وفرض إيقاعه وأسلوب لعبه على الفريق الضيف بعد أن تعامل بحنكة واقتدار مع قدرات الجيش القطري، واستفاد من الأخطاء التي وقع فيها الفريق في مباراتيه السابقتين في دور المجموعات.

تركيز

وبمرور العشر دقائق الأولى على مجريات المباراة، بدا واضحاً أن العين هو الفريق الأكثر تركيزاً وهدوءاً، وكذلك الأكبر رغبة في المحاولات الهجومية دون إغفال الجانب الدفاعي، وميز أداء العين في الشوط الأول الروح القتالية العالية والحماس الكبير في تفوق اللاعبين، ما انعكس على الأداء داخل أرضية الملعب، وقدم اللاعبون أداء أكثر من رائع وبتناغم وجماعية مميزة.

واستغل زلاتكو ضعف الجبهة اليمنى الدفاعية في فريق الجيش، وفتح جبهة يسرى قوية عن طريق كايو بجانب مساندة محمد عبدالرحمن وشقيقه عمر عبدالرحمن اللذين تبادلا الأدوار على الأطراف، وشكل الثلاثي بجانب رأس الحربة دوغلاس خطورة هجومية كبيرة على مرمى الجيش القطري.

واستطاع العين ترجمة سيطرته وأفضليته سريعاً وتحديداً في الدقيقة 16 من هجمة منظمة بدأت من خط الدفاع إلى أن وصلت للظهير الأيسر سعيد مصبح مررها إلى عموري الذي استغل مهارته وتوغل داخل المنطقة ولعبها عرضية متقنة قابلها دوغلاس برأسية في شباك الحارس خليفة أبو بكر محرزاً الهدف الأول للزعيم العيناوي.

ثقة

استغل لاعبو العين حالة الثقة التي منحها إياهم الهدف الأول والحالة الجيدة التي ظهر عليها الفريق منذ بداية المباراة، واستطاع الفريق الاستفادة من أخطاء مدافعي الجيش في الثلث الأخير من الملعب بالحصول على ركلات حرة مؤثرة، نجح من إحداها عموري المتألق في إحراز الهدف الثاني في الدقيقة 21.

وعلى الجانب الدفاعي، حرص زلاتكو على إغلاق المساحات أمام لاعبي الجيش القطري، وعدم السماح لهم باستلام الكرة بحرية، ما أدى إلى غياب الضيوف على الجانب الهجومي تماماً.

وفشلوا في تشكيل أي خطورة حقيقية على مرمى الحارس خالد عيسى، باستثناء كرة وحيدة في نهاية الشوط الأول عن طريق البرازيلي رومارينهو الذي سدد من كرة ثابتة من خارج المنطقة ارتدت من العارضة، إذ استطاع لاعبو العين إبطال مفاتيح لعب الضيوف والقضاء على أي خطورة هجومية من الفريق القطري في الشوط الأول.

وفي الشوط الثاني من المباراة، تغير الحال تماماً ولم يظهر العين بنفس المستوى وكأنه فريق مغاير، ويبدو أن اللاعبين ظنوا أن المباراة انتهت، ودخلوا الشوط الثاني باسترخاء ساهم في تراجع الأداء وسط ضغط هجومي من جانب لاعبي الجيش القطري الذين سعوا إلى تعديل النتيجة.

هدف في الوقت القاتل يحسم اللقاء

أدت حالة التراخي التي بدأ بها لاعبو العين الشوط الثاني، إلى ارتباك في خط الدفاع، واهتز الأداء دون مبرر، ما جعل لاعبي الجيش القطري يرفعون من نسق الأداء الهجومي ويشكلون خطورة واضحة على مرمى الحارس خالد عيسى، وتحسن أداء الجيش مستغلاً التراجع من جانب لاعبي «الزعيم» وانخفاض التركيز الذهني.

وبدأ الجيش القطري أولى محاولاته مبكراً في الشوط الثاني، عندما أتيحت فرصة للمالي سيدو كيتا بعد أن استغل خطأ دفاعياً من إسماعيل أحمد وسدد الكرة ولكنها مرت بجوار القائم.

وتسببت الأخطاء الدفاعية نتيجة ارتباك اللاعبين في ركلة جزاء احتسبها حكم المباراة، نتيجة لمسة يد من إسماعيل أحمد داخل المنطقة، نجح من خلالها الأوزبكي سردار رشيدوف في تقليص النتيجة وإحراز الهدف الأول للجيش القطري في الدقيقة 52.

تراجع

تسبب الهدف في إحباط لاعبي العين، وحاول زلاتكو التدخل سريعاً لتغيير الأمور بعد أن انخفض أداء الفريق دون سبب واضح، ولم ينتظر طويلاً للدفع بأول تبديلاته من أجل تنشيط الهجوم بعدما سحب محمد عبدالرحمن الذي بذل مجهوداً كبيراً طوال الشوط الأول وأدخل بدلاً منه الكولومبي أسبريلا في محاولة لاستغلال سرعته ومهاراته في خلخلة الدفاع القطري .

وتسجيل الهدف الثالث، أتبعه بتبديل آخر عندما أشرك أحمد برمان مكان عامر عبدالرحمن بعد أن فرض وسط ميدان الجيش القطري سيطرته على الأمور، إلا أن تدخلات زلاتكو السريعة ساهمت في انتشال الفريق من المزيد من التراجع.

روح

لم ييأس لاعبو العين وحاولوا مراراً وتكراراً شن هجمات عدة على مرمى حارس الجيش خليفة أبو بكر، وكاد الفريق يسجل في أكثر من مناسبة لولا افتقاد اللمسة الأخيرة من جانب المهاجمين، خصوصاً في الفرصة التي لاحت للبرازيلي دوغلاس في الدقيقة 57 عندما انفرد بالمرمى من التمريرة التي أرسلها عموري ولكن دوغلاس تعامل مع الكرة برعونة وأطاح بها خارج المرمى.

فيما أهدر البديل أسبريلا فرصة أخرى في الدقيقة 80 عندما سدد كرة قوية مرت بجوار القائم.

وبفضل الروح القتالية نجح العين في إحراز الهدف الثالث في الدقيقة الأخيرة من عمر المباراة عن طريق كايو الذي استغل خطأ من الحارس خليفة أبو بكر الذي سقطت الكرة من يده أمام كايو الذي وضعها في الشباك الخالية بسهولة، بعدها رفع حكم اللقاء 5 دقائق وقتاً إضافياً حاول فيه الجيش القطري تقليص النتيجة، لكن خبرة لاعبي العين حسمت اللقاء.

جماهير

حظيت مباراة العين والجيش القطري التي جرت مساء أمس، على ملعب استاد هزاع بن زايد، ضمن جولة ذهاب الدور نصف النهائي لمسابقة دوري أبطال آسيا لكرة القدم، بحضور جماهيري كبير بلغ نحو 15067 متفرجاً، وتزينت مدرجات الاستاد بالأعلام البنفسجية في مشاهد رائعة أكدت الحب الكبير الذي يحظى به الزعيم العيناوي.

عودة العملاق خالد عيسى

لاقت عودة حارس العين الدولي خالد عيسى لحراسة مرمى العين، بعد غيابه أخيراً بداعي الإصابة، أصداء واسعة في مدرجات استاد هزاع بن زايد، مساء أمس، حيث رحبت به الجماهير وهتفت له بحرارة، وكان مرجحاً قبل المباراة مشاركة الحارس الآخر محمد بوسندة، باعتبار أن خالد عيسى لم يبلغ درجة الجاهزية الكاملة، إلا أن الواقع كان مختلفاً في أرضية الملعب.

تشكيلة الفريقين

لعب فريق العين بداية المباراة بطريقة 4-5-1 بتشكيلة تتألف من خالد عيسى في حراسة المرمى، ومهند العنزي وإسماعيل أحمد وسعيد المنهالي وفوزي فايز في الدفاع، وعامر عبدالرحمن ولي ميونغ وعمر عبدالرحمن ومحمد عبدالرحمن وكايو لوكاس في الوسط، ودوغلاس في الهجوم، وكانت المفاجأة هي غياب الكولومبي دانيلو إسبريلا الذي فضل الجهاز الفني الاحتفاظ به إلى الشوط الثاني.

بينما لعب الجيش بتشكيلة ضمت: خليفة أبوبكر، وياسر عيسى، ويوسف مفتاح، وماجد محمد، وسردار رشيدوف، ومحمد مثناني، ولوكاس منديز، ودامي تراوري، وسيدو كيتا وأحمد معين ورمارينهو.

Email