.. وبدأت الإثارة في دوري الخليج العـــــــــــربي

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

بدأت الإثارة.. هكذا نشعر مع الوصول إلى الجولة 17 من عمر دوري الخليج العربي في موسمه الثالث، بدأ يتسرب الإحساس بالمسؤولية وصعوبة المواقف واشتداد المنافسة سواء في القمة أو القاع، وبدأت الفرق تعي موقفها تماماً في الدوري، والكل يبحث له عن مكان ومكانة في جدول الدوري، فأهل الصدارة مستمرون في الصراع، وأهل القاع يحاولون النجاة بشتى الطرق من دوامة الهبوط، كل ذلك أشعل الإثارة في دورينا، وجعل للمباريات طعماً أكثر جمالية، بعدما صارت النقطة غالية، ولا مجال لنزف النقاط.

أدرك الشعب أنه «كفاية خسائر»، فحقق أول فوز له، وبدأ الإمارات يستفيق بعد سلسلة خسارات استمرت طويلاً، كذلك فعل الجزيرة، بينما الشباب لم يستطع بعد الاستفاقة من الغيبوبة الكروية التي يعاني منها.

في المجمل نستطيع القول إن الجولة 17 تعد ضمن أكثر الجولات إثارة رغم غياب المفاجآت في الصدارة، إلا أنها كانت حاضرة في صراع البقاء في دوري الأضواء.

الكلاسيكو

دائماً لقاء العين والوحدة لقاء من عالم آخر، يحمل لمحات وجماليات قد تغيب عن باقي المباريات، وفي لقاء الجولة الحالية، جاء اللقاء تكتيكياً وحمل الكثير من اللمحات الفنية الرائعة، والحقيقة أن زلاتكو المدير الفني لنادي العين وأغيري المدير الفني للوحدة، كل منهما أدى مباراة تكتيكية رائعة، واستطاعا أن يوظفا إمكانياتهما بشكل جعل اللقاء مثيراً، ولكن خبرة لاعبي العين حسمت النتيجة لصالح البنفسجي في النهاية في مباراة رائعة.

الأهلي والوصل

لقاء آخر مفرح ومبهج في الأداء، بين كبيري دبي الأهلي والوصل، الأول ينافس بقوة على اللقب والثاني ليس بعيداً عن المنافسة، ويحتل المركز الرابع، وكلا الفريقين قدم مباراة متميزة، نجح فيها الوصل في إغلاق مناطق مناوراته أمام انطلاقات لاعبي الأهلي الخطيرة، ولكن خبرة الأهلي ولاعبه عريس آسيا أحمد خليل، رجحت كفة الفرسان.

يعيب الوصل عدم القدرة على إنهاء الهجمات، وتشعر بأن الفريق لا يستطيع الوصول للتوازن الكامل بين الدفاع والهجوم، فإن أجاد هجومياً، يصبح اختراق دفاعاته سهلاً، وإن أغلق مناطقه دفاعياً يفشل في التسجيل، وهذه إحدى أبرز آفات الوصل، بينما كل عنصر من عناصر الأهلي قادر على حسم النتيجة لصالح فريقه في أي لحظة من لحظات المباراة.

ملحوظة

النصر يقدم أداء جيداً، ولكن تشعر دائماً بأن هناك شيئاً ناقصاً، دائماً هناك قليل من الملح تحتاج إليه الوجبة الكروية التي يقدمها، وهذا الأمر كلف العميد الابتعاد في النقاط عن صاحبي الصدارة بفارق أكثر من 10 نقاط، لأنه كثيراً ما يفقد النقاط.. بسبب الملح الناقص، نتمنى أن يكمل ملحه ويقدم الأفضل في مشاركته الآسيوية بملحق دوري الأبطال!

عموري.. «نحلة» تقطر عسلاً

عمر عبدالرحمن من اللاعبين الذين يمكن أن تظل المباراة بأكملها تتابع فيه هو وحده، كل لمسة تخرج منه ممتعة، كل لعبة يلعبها تنم عن ذكاء كامل وقدرات فنية هائلة، يصول ويجول في الملعب كالنحلة، وقرصته للمنافسين تحمل عسلاً للمشاهدين، هذا اللاعب نموذج للمتعبة الكروية والدهاء في اللعب الذي يحقق المتعة البصرية الكاملة.

في لقاء الكلاسيكو أمام الوحدة.. قدم عموري عندما نزل بديلاً في الشوط الثاني أداء خارقاً كالعادة، ولكن المتابع للقاء يرى أن خبرات عموري ارتفعت كثيراً، صار ناضجاً إلى حد بعيد، ففي الدقائق الأخيرة للقاء العنابي، استلم عموري الكرة في الناحية اليمنى، ودخل عليه لاعبان من الوحدة لاقتناص الكرة منه، فلم يتفلسف وإنما أبدع، وفي جزء من الثانية مرر الكرة من بين اللاعبين القادمين لافتكاك الكرة منه، ليونغ القادم من الخلف ليسددها ولكن تمر جوار القائم.. لمحة كانت نموذجاً مبسطاً لما صار عموري قادراً عليه، ودليلاً على نضج تفكيره وسرعة تصرفه في الملعب، وهي مثال ليس أكثر لإبداعات لاعب نقف احتراماً وتقديراً لموهبته، ونتمناه دائماً في أبهى حلة.

وماذا بعد يا «الشباب»؟

خسارة فريق الجوارح 14 نقطة كاملة في 6 مباريات بتحقيقه فوزاً وحيداً وتعادلاً أوحد، وخسارة 4 مباريات، أمر يقول بوضوح إن الشباب يعاني، ومعاناته ليست بالقليلة على الإطلاق، فلا الفريق لديه الكثير من النواقص، ودائماً ليس لديه جرأة هجومية، فحتى أغلب المباريات التي فاز بها يفوز بنتيجة صغيرة وبفارق تهديفي قليل، وهذا يجعلنا نطرح التساؤل.. ماذا بعد يا «الشباب»؟

الاستقرار من الأمور الجيدة، وعدم تغيير الأجهزة الفنية أمر محمود وليس سيئاً، ولكن استمرار الشباب بهذا الشكل في غياب كامل للطموح سواء من اللاعبين أو الجهاز الفني، يجعلنا نطالب الجوارح بإخراج مخالبه كما تعودنا منه، وليس هذا الفريق الأليف الناعم غير القادر على تحقيق الانتصارات، وغير الطامح في التقدم أو المنافسة.

انتباه

معنويات الجزيرة.. وانتصارات الإمارات.. وأزمة الفجيرة

يبدو أن كاميلي مدرب الإمارات، وتين كات مدرب الجزيرة، كل منهما وجد أخيراً الصيغة لإيقاف نزف الخسائر، وكلا المدربين يستحق الإشادة، الأول على تحقيقه فوزين متتاليين في الجولة 16 و17 بعد سلسلة من الخسائر المتتالية، والثاني على خماسيته المعنوية المهمة أمام دبا الفجيرة، والتي تأتي قبل المشاركة في الملحق الآسيوي، وتجعل الفريق يلعب في المسابقة القارية بنفسية مرتاحة بشكل أكبر.

أما على الجانب الآخر، فيقف إيفان هاشيك المدير الفني للفجيرة الذي أصبح بخسارته أمام الإمارات على مقربة من دوامة الهبوط، وصار وضعه متأزماً، والضغط على لاعبيه ازداد، ومثله ثيو بوكير مدرب دبا، خسارته بالخمسة بعد فوز قوي على الشباب في الجولة الماضية، يضع علامات استفهام على أداء لاعبيه وثبات مستوياتهم في المباريات، وهو أمر لابد أن ينتبه له المدرب الألماني الذكي، والذي يعد أحد أفضل المدربين في دورينا مع هاشيك.

ملحوظة

النصف الآخر لـ«كوب» أهداف الضربات الثابتة

سجل المهاجمون في الجولة الحالية 22 هدفا، وجاء منهم 10 أهداف من ضربات ثابتة، وهو مجهود يشكر لأصحاب الأهداف التي سجلت، ولكن فنيا هناك جانب آخر ونصف آخر للكوب الملآن، وهو كيف جاءت الأهداف العشرة ومن المتسبب فيها.

الحقيقة أن الملاحظة على الأهداف التي جاءت من ضربات ثابتة، هو غياب التفاهم بين خط الدفاع أو الحائط الذي من المفترض أن يمنع الهدف، وبين حارس المرمى، فإما أن حراس المرمى لا يستطيعون إيقاف الحائط، أو أن المدافعين لا يعرفون كيف يتراصون لمنع الهدف.. وهذا أمر لابد أن تلتفت له العديد من الأندية ويقوم مدربو حراس المرمى بالتعاون فيه مع المدربين لتوعية الحراس واللاعبين بأحد أساسيات كرة القدم.

Email