«الهيئة» واتحاد الكرة يتبرآن من أزمة أندية الدرجة الأولى

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تبرأت الهيئة العامة للشباب والرياضة، وتبرأ اتحاد كرة القدم من مسؤولية انسحاب عدد من الأندية من منافسة دوري الدرجة الأولى بسبب مشاكل مالية، وأكد الطرفان (الهيئة والاتحاد) أنهما غير معنيين بحل مشاكل الأندية المالية، ولا علاقة لهما بالمتاعب التي تواجهها، وذلك رداً على الصرخة التي أطلقتها الأندية المنسحبة، والتي تواجه مصيراً مظلماً عبر التحقيق الذي أجراه (البيان) خلال الأيام الماضية حول هذه القضية المهمة.

وقال إبراهيم عبد الملك الأمين العام للهيئة، إنهم ليس لديهم حل لهذه المشكلة ولا مال يدفعونه، مؤكداً أن الحكومات المحلية هي المسؤولة، وقال إن الهيئة تدعم 73 جهة وما تقدمه إعانات غير ملزمة، وذكر عبد الملك أن إدارات الأندية يجب أن تتحرك لتوفير المال.

فيما قال سعيد الطنيجي عضو اتحاد الكرة، إن الاتحاد أيضاً لا علاقة له بانسحاب الفرق، ودوره التنظيم والإشراف، وقال إن عائد الاتحاد 100 مليون درهم لكنه لا يكفي، وإن مطالب الأندية أكبر من مقدراتهم، لكنه بشر الجميع بأن هنالك مفاجآت رفض الإفصاح عنها.

رد الهيئة

وبالعودة تفصيلاً لرد الهيئة، فقد أكد إبراهيم عبد الملك الأمين العام للهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، أن الهيئة لا تتحمل مشاكل الأندية المالية وليس لها حلول تقدمها أو مال يعيد الفرق المنسحبة لساحة التنافس من جديد.

وقال: نحن نتمنى عودة الفرق المنسحبة ونقدر مشاكلها، ونعلم أن مصلحة الكرة في استمرارها، لكن لا توجد بيدنا حلول يمكن أن نقدمها لهذه الأندية.

وذكر عبد الملك أن الهيئة متوقفة عن دعم الأندية في أبوظبي ودبي والشارقة، وأنهم يقدمون إعانات فقط وهي غير ملزمة، يتم تقديمها لمساعدة الأندية في تسيير نشاطها وتغطية جزء من احتياجاتها، ولكن الدعم الذي يكفي المنصرفات ليس مسؤولية الهيئة، كما أنهم لا يمتلكون المال الكافي للإقدام على مثل هذه الخطوة.الحكومات المحلية

وذكر إبراهيم عبد الملك أن الأندية مسؤولية الحكومات المحلية، التي يجب أن تقدم دعمها لأنديتها وفرقها حتى تواصل نشاطها، وأن كل حكومة إذا تكفلت بفرقها لن تكون هنالك مشكلة في منافسة دوري الدرجة الأولى، ولكن الاعتماد على الهيئة لن يقود لنتيجة لأنها لا تمتلك الحل.

وقال عبد الملك إن الهيئة لا تختار مجالس الإدارة، وإن الحكومات المحلية هي التي تقوم بهذه المهمة، وهي التي تحاسب المجالس التي تتبع لها مباشرة، وبالتالي من يحاسب ويعاقب ويعين، هو الذي يجب أن يدعم ويكون الاعتماد الكلي عليه.

دور كبير

وأضاف: أيضاً إدارات الأندية لها دور كبير يجب أن تؤديه في تسيير النشاط وتوفير المال، يجب أن يدركوا أن دورهم السعي والاجتهاد والبحث عن موارد مالية مختلفة، وأن يخططوا للاكتفاء الذاتي الذي يجعلهم يعتمدون على موارد النادي، واستنباط طرق مختلفة لتوفير المال، وهذا أفضل من انتظار الدعم فقط.

وأكد إبراهيم عبد الملك أن إدارة الأندية المنسحبة لجأت إلى الخيار السهل باتخاذ قرار الانسحاب وتعللت بالمال، لكنها لم تتحرك لحل المشكلة وتريد فقط أن يأتي إليها الدعم، ذاكراً أن هذا الحل سهل لكن أضراره كبيرة على الأندية وعلى مستقبل كرة القدم في الدولة.

طريقة الدعم

وكشف الأمين العام لهيئة الشباب والرياضة، أن الإعانات التي تصل الأندية حسب النشاط الذي تقوم به، مبيناً أن النادي الذي لديه مراحل سنية ويقوم بتعليم الصغار كرة القدم، يتم منحه مبلغاً أكبر من النادي الذي ليس لديه مراحل سنية، وقال إن الإعانات لا تذهب لمنشط واحد فقط ولكن لكل المناشط، وبعد ذلك يتم توزيعها حسب رؤية إدارات الأندية والنشاط الموجود في النادي.

دوري مهم

وثمن الأمين العام لهيئة الشباب والرياضة دوري الدرجة الأولى، وقال إنه ذو أهمية بالغة دون شك لأنه يرفد أندية دوري المحترفين باللاعبين المميزين وكذلك المنتخبات الوطنية، ذاكراً أن فرق الأولى تمثل العمود الفقري لنهضة الكرة، وأنهم يدركون تماماً الدور الكبير الذي تلعبه هذه الفرق وما يمكن أن تقدمه.

وقال عبد الملك إن مشاركة 9 فرق فقط في المنافسة أمر مؤسف، لأنه عدد قليل وأن أهل الشأن من المدربين يعلمون ذلك، وأنهم أيضاً على قناعة بأن كل الفرق يجب أن تشارك في الدوري.

وأضاف: رغم قناعتنا التامة بكل هذه الحقائق، لكننا لا نستطيع أن نفعل شيئاً لأن الأمر خارج عن أيادينا، وفوق أمكاناتنا المادية ولو كنا نمتلك حلاً لنفذناه فوراً، دون أن نجعل هذه الأندية تصل إلى مرحلة الانسحاب، لأننا نؤمن بالدور الذي تقوم به.

العائد أقل

وأكد إبراهيم عبد الملك أن النشاط الرياضي ليس كرة قدم فقط كما يعتقد الكثيرون، وأن دولة الإمارات تتميز بتنوع النشاط الرياضي، لكن كرة القدم تأخذ المساحة الأكبر من الاهتمام، وفي ذات الوقت تأخذ أموالاً أكثر رغم أن العائد أقل من المنصرف عليها، وأمن الأمين العام لهيئة الشباب والرياضة على تطوير كرة القدم وكل المناشط بشكل عام.

وقال إنهم يعملون من أجل تحقيق هذا الهدف في حدود الممكن وليس المستحيل، داعياً الأندية التي انسحبت من منافسة الدرجة الأولى، لحل مشكلتها عن طريق الحكومات المحلية، مجدداً قوله إن الهيئة ليس لديها ما تقدمه لهذه الأندية أكثر من الإعانة التي تدفعها باستمرار.

تنظيم فقط

ومن جهته ذكر سعيد الطنيجي عضو مجلس اتحاد الكرة، نائب رئيس لجنة المسابقات، رئيس لجنة شؤون الأندية، أن اتحاد الكرة ليس مسؤولاً عن حل مشاكل أندية الدرجة الأولى المنسحبة من المنافسة، لأن الاتحاد وحسب قوله مسؤوليته تنظيم المسابقات والإشراف عليها والعمل على تطوير الكرة.

مؤكداً أن الاتحاد لا يملك المال الذي يجعله يحل مشاكل الأندية وقال: عائدنا من رعاية الشركات 100 مليون درهم، ويتم صرفه حسب الاحتياجات وبخطة واضحة، وهذا المبلغ يمكن ألا يكفي جميع المنصرفات لأن مهام الاتحاد عديدة.

وقال الطنيجي إن الاتحاد يصرف على المنتخبات الوطنية وإعدادها، ولديه 6 مراكز تدريب ويصرف على كأس الخليج ويدفع مكافآت مستمرة، ولديه رواتب شهرية يقوم بسدادها، ويساهم في حل مشاكل الأندية بالقدر المتاح.

عائد الرعاية

وأضاف الطنيجي: كل ذلك وأكثر بكثير نصرف عليه من عائد الرعاية، وليس لدينا مبالغ إضافية حتى نقوم بالصرف على الأندية لتسيير نشاطها.

وأشار الطنيجي إلى أن الاتحاد يدعم العديد من المشاريع، ذاكراً أنهم على سبيل المثال يدفعون 5 آلاف درهم راتباً شهرياً لكل مدرب مواطن، دعماً للتوطين وتشجيعه في الأندية، وأشار إلى الاهتمام حتى بترقيته.

وقال إن الاتحاد حالياً يعمل على إصلاح أرضية ملعب مصفوت الذي شارف العمل فيه على النهاية، رغم عدم مشاركته في دوري الدرجة الأولى، وكذلك الحال مع ناديي مسافي والتعاون، والعمل سيشمل بقية الأندية أيضاً بهدف التطوير وتأكيد دور الاتحاد تجاه أنديته وتطوير البنية التحتية.

ميزانية محدودة

وقال الطنيجي إن ميزانية الاتحاد محدودة، وهنالك بعض فرق الوسط في دوري المحترفين تصرف ما لا يقل عن 150 مليون في الموسم، وقال: هذا المبلغ يفوق ما يتوفر للاتحاد فكيف نغطي الاحتياجات ونصرف على عدد كبير من الفرق.

وقال عضو مجلس اتحاد الكرة، إن ما تطلبه الأندية أكبر من مقدرات الاتحاد الذي لا يمكنه أن يتكفل بكل المنصرفات، لكنه يساهم ويدعم في حدود المعقول حسب الإمكانات المتاحة والمتوفرة له، معتبراً أن مشكلة أندية الأولى مسؤولية عدد من الجهات بما فيها إدارات الأندية.

عدد قليل

وأكد سعيد الطنيجي أن دوري الأولى يعتبر قاعدة تنطلق منها فرق دوري المحترفين والمنتخبات الوطنية أيضاً، ذاكراً أن قوة منافسة الدرجة الأولى ترفع من المستوى الفني للعبة، وأنهم على قناعة تامة بذلك ويقدرون دور الأندية وجهودها.

وأضاف: لسنا سعيدين بمشاركة 9 فرق فقط في دوري الأولى، هذا عدد قليل دون شك وله تأثيره على مستقبل كرة القدم، ووضع خاطئ يجب تصحيحه لكن عبر الجهات المكلفة بذلك وليس اتحاد الكرة، لأن استمرار المنافسة بهذا العدد القليل غير مقبول.

أعاد التحقيق الذي أجراه (البيان الرياضي) على عدة حلقات، وتناول قضية انسحاب فرق الدرجة الأولى الأمل من جديد للأندية، في حل مشكلتها التي كانت قد هدأت تماماً في الفترة الماضية.

تحقيق

وفتح التحقيق باب الأمل أيضا لعشرات اللاعبين، من أجل العودة لممارسة نشاطهم الرياضي من جديد، بعد أن أصبحوا بلا أندية باستثناء قلة وجدت فرصة الانضمام إلى فرق أخرى في الفترة الماضية.

أصداء كبيرة

ووجد التحقيق إصداء كبيرة لدى إدارات الأندية واللاعبين، الذين أشادوا جميعاً بالمساحة الواسعة التي أفردتها الصحيفة للقضية، وأثنى سيف محمد سيف بن صالح رئيس نادي التعاون على التحقيق ووصفه بالممتاز.

وكذلك سلفه أحمد المهبوبي الذي قال إن الصحيفة قدمت خدمة جيدة للأندية، وكذلك سعيد المزروعي المدير التنفيذي لنادي مسافي، بجانب عدد كبير من اللاعبين خاصة الذين تحدثوا للصحيفة عبر التحقيق وطالبوا بحل المشكلة.

أنقذ رأس الخيمة منافسة دوري الدرجة الأولى هذا الموسم بعدم انسحابه، رغم أنه كان قريباً من اتخاذ هذا القرار، باعتبار أن انسحابه كان سيقلص عدد الفرق المشاركة إلى 8 بدلاً عن 9، وبالتالي يكون من الصعوبة إقامة المنافسة.

وحدثت تحركات في اللحظات الأخيرة داخل قلعة الخيماوي، انتهت بتكوين لجنة لتقييم الموقف واتخاذ القرار المناسب، وبعد أسبوعين من الدراسة المستمرة للوضع المالي، واستقطاب بعض المال قررت إدارة النادي المواصلة في المنافسة، خاصة أن انسحاب الفريق كان سيفضي إلى عدم وجود ممثل لإمارة رأس الخيمة في دوري الدرجة الأولى.

لكن مازال النادي يعاني مادياً والخطر يحدق به من كل الاتجاهات، مما يجعل قرار الانسحاب وارداً في الفترة المقبلة، لكنه حتى الآن من ضمن الفرق المشاركة بعد أن فضل الصمود، ومواجهة المعاناة التي يعيشها حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.

 وعد أحمد يوسف بن درويش، الفائز في الانتخابات الأخيرة بعضوية المجلس الوطني، بالوقوف على مشاكل الأندية وزيارتها والعمل على حلها، ذاكراً أن ذلك يشمل كل أندية الدولة وليس رأس الخيمة فقط، أو الفرق المنسحبة من مسابقة الدرجة الأولى لكرة القدم، وقال بن درويش إنهم لن يتركوا الفرق التي اختارت الانسحاب لعدم وجود المال، وسيقفون معها بقوة في المرحلة المقبلة لحل مشاكلها، ومساعدتها في العودة للدوري لأن ذلك من مصلحة الكرة في الدولة.

دور المجلس

وأشار بن درويش إلى أن المجلس الوطني في وقت سابق، كان قد كون لجنة للوقوف على مشاكل هذه الأندية، وأنهم سيكملون ما بدأه إخوانهم وقال: هدفنا الارتقاء بكرة القدم وكل المناشط الرياضية، ونبحث عن التميز ولابد أن نبذل مجهوداً مقدراً، وأن نتعاون سوياً حتى نصل إلى أهدافنا.

وأكد عضو المجلس الوطني أهمية الجلوس مع هيئة الشباب والرياضة واتحاد الكرة، وكل الجهات الرياضية المنوط بها هذا الأمر، لبحث طرق حل المشكلة حتى تعود الفرق المنسحبة للمشاركة في دوري الدرجة الأولى، وقال: لابد من إيجاد حلّ عاجل قبل أن نفقد المزيد من الفرق ونجد المنافسة دون أندية.

حل جذري

وقال بن درويش إن مشاركة 9 فرق فقط في منافسة دوري الدرجة الأولى، يعتبر عدداً ضعيفاً ويؤثر في نجاح المنافسة، التي تتطلب عودة بقية الفرق المنسحبة، مؤكداً ضرورة وضع حل جذري لهذه المشكلة حتى تحقق المنافسة الأهداف المطلوبة في تطوير كرة القدم، منوهاً بأن زيادة عدد الفرق يرفع درجة التنافس بعكس عدد الفرق القليل الذي لا يمنح المنافسة قيمتها.

وأشار بن درويش أيضاً إلى أن عودة الفرق للنشاط، يعني استيعاب عدد أكبر من اللاعبين الذين يحتاجون إلى أندية ترعى مواهبهم، بينما الانسحاب يجعل الكثير من اللاعبين بلا أندية.

انتقد عدد من مدربي الفرق المشاركة في منافسة دوري الدرجة الأولى، الوضع الذي آلت إليه المنافسة وأكدوا أن الدوري فقد قيمته ولن يكون مفيداً وأن مشاركة 9 فرق فقط تجعله دون فائدة ويضعف التنافس بين الفرق، ووصف أيمن الرمادي مدرب حتا الوضع بالكارثي وقال إنه لا يتصور إقامة الدوري بهذا العدد المحدود من الأندية، ذاكراً أن ذلك سينعكس سلباً على دوري المحترفين أيضاً خلال المنافسات المقبلة وأن الفرق التي ستصعد ستجد صعوبة في إثبات وجودها لأنها لن تكون مستعدة بشكل جيد.

Email