سوء الأرضية والإرهاق واندفاع السيب ثالوث كاد يبدد الحلم

الشباب.. لقب خليجي ثالث يولد من رحم المعاناة

من مباراة الشباب والسيب | تصوير- سالم خميس

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تكن ولادة اللقب الخليجي الثالث لفريق الشباب الأول لكرة القدم، طبيعية أبداً، بعدما «تكاتفت» صعوبات عدة وظروف قاهرة، في جعل معانقة الجوارح الخضر للقب «خليجي 30» أول من أمس في العاصمة العُمانية مسقط، على حساب السيب، بمثابة الإنجاز الذي ولد من رحم المعاناة، بكل ما تحمل الكلمة من معنى، معاناة تمثلت في جوانب عدة، لعل أبرزها وأكثرها تأثيراً، تلك المتعلقة بسوء أرضية ملعب المباراة..

والإرهاق، واندفاع المنافس، إلى الحد الذي كاد أن يبدد حلم معانقة لقب البطولة للمرة الثالثة في تاريخ الفريق الأخضر. ولا يقلل حسم الشباب الفوز باللقب الثالث عبر ركلات الترجيح «4-3 لمصلحته، بعد انتهاء الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل 1-1، من قيمة الإنجاز مطلقاً، لا سيما إذا ما أضفنا إلى الثلاث أعلاه، المعاناة المستجدة خلال مجريات المباراة..

والمتمثلة في هدف التعادل القاتل للسيب في الثواني الأخيرة من المباراة، ثم إضاعة محمد مرزوق ركلة الجزاء، وهي صعوبات تعطي للقب الثالث قيمة كبيرة في نفوس صانعيه، لاعبين وإدارة وأعضاء أجهزة فنية وإدارية وطبية وجماهير.

«رتم» هادئ

ورغم «الرتم» الهادئ جداً، الذي بالغ في اتباعه فريق الشباب طوال الشوط الأول من المباراة، إلا أنه في مقابل ذلك، عرف كيف يحبط اندفاع السيب وتحجيم رغبته في تسجيل هدف مبكر، من خلال إجادة لاعبي الجوارح تهدئة اللعب في وسط الميدان، وامتصاص زخم «فورة» الفريق العُماني، وزيادة الضغط عليه، سواء من جماهيره أو من توالي دقائق الشوط، وتأثير سلبية النتيجة في أعصاب لاعبيه، باعتباره هو مستضيف المباراة.

وبعدما نجح فريق الشباب في امتصاص اندفاع السيب، حقق نجاحاً آخر، تمثل في جعل ورقة سوء أرضية ملعب المباراة تنقلب على الفريق العُماني، الذي نقل مكان المباراة من مجمع السطلان قابوس في بوشر، إلى ملعب السيب الصغير، وذي الأرضية السيئة، ما جعل السحر ينقلب على الساحر مع مجريات أحداث المباراة.

صناعة الفوز

وإذا كان جميع الخضراوية قد أسهموا في صناعة الفوز باللقب الخليجي الثالث لفريق الشباب، كل حسب إمكاناته، فإن سالم عبد الله حارس مرمى الجوارح الخضر، يبقى هو الأكثر إسهاماً، والأقدر على نيل لقب بطل الإنجاز بكل جدارة، بعدما نجح وفي غضون أقل من أسبوع، في رسم معالم التألق لفريقه الأخضر في بطولتين مهمتين، الأولى، الكأس عندما تمكن من صد ركلة جزاء لفريق بني ياس، قاد على إثرها الشباب إلى نصف نهائي البطولة، والثانية هي «خليجي 30» بعدما تصدى لركلتي جزاء للفريق العُماني، مانحاً الجوارح اللقب الخليجي الثالث.

مباراة حاسمة

تنتظر الشباب مباراة حاسمة غداً مع النصر في نصف نهائي كأس رئيس الدولة، وأكد البرازيلي كايو جونيور مدرب فريق الشباب الأول لكرة القدم، أن اللقب الخليجي سيكون حافزاً كبيراً للاعبي الشباب في مباراة الغد للوصول إلى النهائي.

كايو: فخور بالعمل مع هؤلاء الأبطال

أعرب البرازيلي كايو جونيور مدرب فريق الشباب الأول لكرة القدم، عن فخره واعتزازه بالعمل مدرباً للفريق الأخضر، بقوله: أنا سعيد وفخور جداً..

وأعتز كثيراً بالعمل مع هؤلاء اللاعبين الأبطال، إنهم لاعبون محترفون بكل ما تحمل الكلمة من معنى، الشباب عبارة عن فريق متضامن ومتكاتف بين جميع حلقات العمل فيه، الكل يبدي قدراً عالياً من المساعدة والإصرار، اللاعبون يتجاوبون بشكل كبير مع الخطط والتكتيكات والبرامج الفنية التي أضعها لهم كمدرب للفريق، وأجد منهم كل تجاوب وتفاعل وإصرار وإخلاص، إنهم أبطال فعلاً.

وأوضح كايو قائلاً: أعتقد أن فريق الشباب يضم الآن ما لا يقل عن 5 لاعبين على الأقل يستحقون الانضمام إلى المنتخب الوطني، منهم مانع محمد ومحمد مرزوق وحسن إبراهيم، إضافة إلى سالم عبد الله، جميع لاعبي الشباب يستحقون الإشادة، إنهم لاعبون محترفون، حققوا تطوراً لافتاً في فكرهم الكروي بسرعة كبيرة.

أول لقب

وعبر كايو عن سعادته بفوز فريقه الأخضر بلقب «خليجي 30» أول من أمس في العاصمة العُمانية، مسقط على حساب السيب بالركلات الترجيحية 4-3، باعتباره أول لقب له مع الجوارح، مشيراً إلى أنه سعى منذ تعاقده مع الشباب إلى التتويج بالألقاب.

وأوضح كايو قائلاً: الفوز باللقب لم يكن سهلاً، نظراً لما شهدته المباراة من «سيناريو» غير متوقع، المنافس لعب على ملعبه وأمام جماهيره، ما زاد من صعوبة المباراة، لم أتوقع اللجوء إلى ركلات الترجيح لحسم اللقب.

وأضاف كايو قائلاً: السيب أغلق المساحات ولعب على المرتدات، مستفيداً من سرعة لاعبيه، فريقنا لم يقدم حقيقة مستواه ولم يظهر بالأداء المعروف عنه، دخلنا المباراة من أجل تطبيق طريقة بسيطة في اللعب، تفضي إلى تسجيل هدف يريحنا ويقربنا من الفوز باللقب..

وقد نجحنا حتى الدقيقة الأخيرة من المباراة، لكن السيب فاجأنا بتسجيل هدف التعادل في الوقت القاتل، وكاد يخلط أوراقنا، ما اضطرنا إلى الذهاب إلى الركلات الترجيحية لحسم الموقف.

خوف كايو

واعترف كايو بأنه شعر بنوع من الخوف من ضياع اللقب مرتين، الأولى بعدما سجل السيب هدف التعادل في الرمق الأخير من زمن المباراة، والثانية، بعدما أضاع محمد مرزوق ركلة جزاء الشباب، عشنا معاً لحظات صعبة جداً، الشباب حاول التركيز والهدوء أكثر من المنافس خلال تنفيذ ركلات الترجيح، وقد نجحنا باستثناء محمد مرزوق الذي سجل جميع ركلاته خلال التدريبات قبل المباراة.

الحارس الأفضل

وأثنى كايو على حارس المرمى سالم عبد الله، ونجاحه في التصدي لركلتين للسيب، وقيادة الشباب إلى التتويج باللقب الخليجي الثالث، معرباً عن قناعته بأن سالم يعد أفضل حراس المرمى في الإمارات حالياً، وفقاً لما قدمه في الكثير من مباريات فريقه الأخضر طوال الموسم، إلى جانب نجاحه في قيادة الشباب إلى اللقب الخليجي، وقبله إلى نصف نهائي بطولة الكأس، بتصديه لإحدى ركلات جزاء بني ياس..

لافتاً إلى أن سالم يستحق ارتداء قميص المنتخب الوطني. وشدد كايو على أن الوضع في فريق الشباب قد تغير بعد فوزه بلقب «خليجي 30» بقوله: نعم، الوضع تغير الآن في فريق الشباب، صرنا نطمح أكثر إلى إضافة ألقاب أخرى إلى رصيدنا من خلال المنافسة بجدية على البطولة المتبقية لنا في الموسم، وهي بطولة الكأس.

نتيجة مرضية

أبدى السوري عماد الدين دحبور مدرب فريق السيب العُماني الأول لكرة القدم، رضاه عن النتيجة التي خرج بها فريقه من »خليجي 30»، رغم خسارته النهائي أول من أمس أمام الشباب بالركلات الترجيحية في العاصمة مسقط، مشدداً على أن السيب خسر لقب بطولة، لكنه ربح مجموعة من اللاعبين الشباب الذين سيكون لهم دور كبير في إعادة فريقه إلى دوري المحترفين، بعد هبوطه إلى الدرجة الأولى.

وقال دحبور: واجهنا فريقاً كبيراً، فاز علينا في مباراتي الذهاب والإياب، لكننا لم نكن صيداً سهلاً أبداً أمام المنافس المحترف، خسرنا بالركلات الترجيحية مع منافس يعرف كيفية التعامل مع المباريات النهائية، فيما فريقنا يضم مجموعة كبيرة من الشبان قليلي الخبرة، بالمقارنة مع بنجوم الشباب المحترفين، أنا راض عن النتيجة، رغم أني وفريقي سعينا بجد وقوة من أجل الفوز باللقب.

عدم تفرغ

وأضاف دحبور قائلاً: لم نوفق في بطولة الدوري، بسبب عدم تفرغ اللاعبين وقلة انتظامهم في التدريبات، وهو ما يمنعنا من العمل بجدية وبأسلوب محترف، على عكس الشباب، فريقنا افتقد إلى خدمات عدد من لاعبيه، أبرزهم أسامة حديد والمحترف السوري مهند إبراهيم، ما أثر في حظوظ السيب..

ولكن رغم ذلك، قدمنا مباراة كبيرة أمام فريق كبير جاء من أجل خطف اللقب، وقد كان له ما أراد بفعل الخبرة التي يتمتع بها المنافس. وقدم دحبور، التهاني لفريق الشباب على فوزه باللقب، ممتدحاً وقفة جماهير عُمان خلف فريق السيب، باعتباره يمثل كل أندية السلطنة.

ملابسات

أشار عماد الدين دحبور مدرب السيب، إلى أن وصول السيب إلى نهائي «خليجي 30»، يعد إنجازاً، مقارنة مع الظروف التي مر بها فريقه، خصوصاً ما يتعلق بهبوطه إلى دوري الدرجة الأولى العُماني.

Email