الجوارح تغزو معقل فارس الغربية
الشباب في قلب المنافسة والظفرة «للخلف در»
نجح فريق الشباب في استعادة توازنه وتخطي كبوته بعد خسارته الدراماتيكية من الجزيرة، وتصحيح مساره، بل ودخل بقوة في صلب المنافسة على صدارة دوري الخليج العربي برصيد 25 نقطة، بفارق نقطة عن العين المتصدر..
وذلك بعد نجاحه في تحقيق فوز مهم وثمين ومستحق في معقل فارس الغربية، فريق الظفرة بهدفين مقابل هدف في المباراة التي أقيمت بينهما أول من أمس الأول، على استاد حمدان بن زايد آل نهيان بمدينة زايد بالمنطقة الغربية، في افتتاح منافسات الجولة الثالثة عشرة والأخيرة من الدور الأول، وتلك الخسارة جعلت الظفرة يتراجع للخلف مع توقف رصيده عند 12 نقطة ووضعته في حسابات معقدة وتهديد كبير مع الفرق التي تعاني من شبح الهبوط.
وجاء انتصار الجوارح وهم يلعبون 80 دقيقة، بعشرة لاعبين، نتيجة طرد هداف الفريق لوفانور دي سوسا في الدقيقة 10، من بداية اللقاء، وكانت تلك نقطة إيجابية وليست سلبية، لأنها زادت من الروح القتالية للاعبي الشباب، ورغبتهم الأكيدة في تعويض فارق النقص العددي، بفوز حتى ولو كان في ملعب المنافس المكتمل الصفوف.
تكتيك كايو
ويحسب فوز الأخضر بالدرجة الأولى إلى نجاح الفريق في استيعاب فكر مدربه البرازيلي كايو جونيور، وقدرته على القراءة السليمة لمجريات المباراة خاصة في شوطها الأول من خلال تبديلاته الإيجابية في بداية هذا الشوط بتبديله محمد عايض لحصوله على إنذار والخوف من طرده، وإشراك عيسى عبيد محله، وترتب على هذا التبديل تغيير في مراكز اللاعبين وطريقة اللعب..
حيث أعاد حسن إبراهيم من خط الوسط، ليلعب محل محمد عايض في مركز «الليبرو» إلى جوار عيسى محمد، كما تأخر داوود علي ليلعب لاعب وسط محل حسن إبراهيم، إلى جانب كارلوس فيلانويفا وحيدروف عزيز بيك، وجعل عيسى عبيد يلعب مهاجماً متأخراً بجوار إدجار، وبناء على تلك التغييرات في المراكز أحدث تغيير اللعب..
حيث ركز على تأمين المنطقة أمام مرمى الحارس المتألق حسن حمزة، الذي كان نجم المباراة بجدارة واقتدار قياساً بالمستوى الذي ظهر عليه في أول مشاركة له..
وكما لجأ إلى تكثيف منطقة وسطه خط دفاع ثان أمام خط الظهر بتأخر عيسى عبيد للخلف قليلاً، بهدف تأمين منطقة دفاعه مع بقاء إدجار بمفرده رأس حربة صريحاً، معتمداً في هجومه على الهجمات المرتدة السريعة، وفي الدقائق العشر الأخيرة أجرى كايو تبديلاً تكتيكياً آخر بإخراج إدجار ليحل محله محمود قاسم مع بقاء فيلانويفا مهاجماً متقدماً لينجح في خطف هدف الفوز الغالي في الدقيقة 85 من هجمة مرتدة سريعة.
غياب التركيز
وعلى الطرف الآخر، فإن فريق الظفرة ترجع خسارته لأسباب عدة، أهمها الثقة الزائدة في الفوز، التي بدت على أداء اللاعبين، بعد طرد مهاجم الشباب الخطر لوفانور بعد مرور 10 دقائق فقط من عمر المباراة، خاصة أن فارس الغربية نجح في تسجيل هدف التعادل قبل نهاية الشوط الأول بدقيقة، ما ترتب على ذلك حالة من الارتخاء في الأداء وعدم التركيز خلال الشوط الثاني وشعور اللاعبين بأن المباراة باتت في أيديهم..
وأن أمامهم 45 دقيقة أخرى يستطيعون فيها تحقيق الفوز خاصة أن المنافس يلعب بـ«ضلع مكسور»، لكن أصحاب الأرض افتقدوا صانع الألعاب والقائد في الملعب لعدم مشاركة المخضرم عبد السلام جمعة، وأيضاً التبديل الاضطراري الذي أجراه مدرب الفريق مارين إيون في الدقيقة السابعة، نتيجة تعرض عبد الله عبد الهادي لشد عضلي ليحل محله علي الحمادي، ما أدى ذلك لارتباك في خط الوسط لفترة..
كما أن استمرارية عدم الدقة في التمريرة قبل الأخيرة أدى ذلك لانقطاع معظم التمريرات وعدم وصولها للمهاجمين القديوي وديوب، إضافة لعدم الدقة في ترجمة اللمسة الأخيرة في أكثر من كرة عن طريق همام والقديوي وديوب وخاصة في الدقائق الأخيرة من عمر المباراة، بعد أن تقدم الشباب قبل النهاية بخمس دقائق..
حيث أتيحت 3 فرص مؤكدة كان لها حسن حمزة حارس الشباب بالمرصاد، وأيضاً التبديل الغريب الذي أجراه مارين في الدقائق الأخيرة بإخراجه همام طارق، ما أدى لغياب العقل المفكر للفريق.
إبراهيم سعيد: الحظ عاندنا
بروح رياضية حرص إبراهيم سعيد مدافع الظفرة على تقديم التهنئة لفريق الشباب بالفوز وأكد أن فريقه حاول الخروج بنتيجة إيجابية ولكن قدر الله وما شاء فعل، وقال إنه وزملاءه كانوا مركزين في المباراة وأتيحت للمهاجمين أكثر من فرصة ولكن الحظ لم يحالفهم..
وأكد أن هدفهم تحسين مركزهم في جدول ترتيب الدوري لذلك سيحاولون تصحيح أوضاعهم خلال فترة توقف الدوري والاستعداد جيداً للدور الثاني ومباريات كأس الخليج العربي الذي يعتبر هدفاً مهماً بالنسبة للفريق للمنافسة فيه.
فيلانويفا: فوز مهم جداً
أعرب لاعب وسط الشباب المتألق كارلوس فيلانويفا عن سعادته بالفوز الذي حققه فريقه وأكد أن السعادة مضاعفة لأنه تحقق بعشرة لاعبين وسط ظروف صعبة..
وبعد خسارة مفاجئة أمام الجزيرة في الجولة السابقة، وقال، إن لعب فريقه بعشرة لاعبين بعد طرد لوفانور في الدقيقة العاشرة شكل ذلك ضغطاً علينا لاعبين ..
ولكنه في المقابل زادنا إصراراً على بذل جهد مضاعف والقتال في الملعب لتحقيق الفوز للبقاء في المنافسة، وبالفعل نتيجة روح اللاعبين وفكر المدرب تحقق الفوز وحصلنا على أغلى 3 نقاط .
عبد الرحيم: خسرنا رغم تفوقنا
أكد عبد الرحيم جمعة لاعب ارتكاز الظفرة أن المباراة كانت صعبة أمام فريق قوي هو الشباب وبالرغم من ذلك كان فريقنا الأكثر استحواذاً على الكرة خاصة بعد طرد مهاجم الشباب الخطر، حيث أتيحت لمهاجمينا أكثر من فرصة لو استثمرت لتغيرت النتيجة لصالحن ..
ولكن المشكلة التي نعانيها وهي عدم استثمار اللمسة الأخيرة مازالت مستمرة ومن الضروري إيجاد حل لها خلال فترة توقف الدوري لتكتمل منظومة اللعب للفريق ويكون في المكان المناسب له، الذي نطمح له وهو مركز جيد في جدول الترتيب.
مانع: الروح القتالية وراء الفوز
أكد مانع محمد مدافع الشباب أن فريقه لعب بروح قتالية خاصة بعد طرد المهاجم لوفانور في بداية المباراة، ما زاد إصرار اللاعبين ورغبتهم في إثبات ذاتهم ونجحنا في تسجيل هدف التقدم، وبعد تعادل الظفرة لجأ المدرب لتغيير أسلوب اللعب ونجحت الطريقة وتمكنا من خطف هدف الفوز من هجمة مرتدة.
وعن مباراة فريقه القادمة مع العين قال مانع، إنها مباراة مصيرية وسيتم التعامل معها بروح مباراة الظفرة نفسها وإن كنا سنفتقد لوفانور إلا أن هناك بدائل كثيرة.
أسلوب مكشوف
الأسلوب الذي لعب به مدرب الظفرة الروماني مارين ايون، كان مكشوفاً لمدرب الشباب كايو، وافتقد للتنويع في الهجمات التي ارتكزت على التمرير العرضي لديوب المراقب، كما أن تلك التمريرات كانت تفتقد للدقة، ما سهل ذلك من مهمة مدافعي الشباب فمنع وصولها لرأس ديوب.
كايو: لا تعليق على التحكيم ولا أعرف سبب طرد لوفانور
أكد البرازيلي كايو جونيور مدرب الشباب، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد عقب ختام المباراة، أنه لا يعلم حتى الآن لماذا طرد مهاجمه لوفانور في الدقيقة العاشرة، وقال إنه لا يحب التعليق على قرارات التحكيم! وأضاف: نجحنا في الفوز وهو نتيجة عادلة على ضوء مجريات المباراة مع لعب الفريق 80 دقيقة بعشرة لاعبين.
وعن سبب إشراكه عيسى عبيد في الشوط الثاني قال إن محمد عايض كان حاصلاً على بطاقة صفراء وخوفاً من حصوله على بطاقة أخرى وطرده فكان القرار باستبداله بعيسى عبيد..
ومن ثم تم إجراء تبديل في مراكز اللاعبين ليكون عيسى في الأمام ويقوم بدورين دفاعي وهجومي، كما تم تبديل إدجار في الدقائق الأخيرة ليحل محله ناصر مسعود ليتقدم فيلانويفا رأس حربة لاستغلال سرعته ومهارته في الهجمات المرتدة التي نجح من إحداها تسجيل هدف الفوز..
وعن موقف الفريق أمام العين في المباراة الحاسمة بعد طرد لوفانور قال كايو، بالفعل افتقد الفريق مهاجماً من أفضل المهاجمين في الدوري ولا بد من التعايش مع الموقف وإيجاد البديل له في مباراة العين القوية، وسيتم تحديد ذلك في الأيام المقبلة في التدريبات.
وعن رأيه في حارس المرمى حسن حمزة اختتم كايو كونيور مدرب الشباب مؤكداً أنه كان يثق بقدرات حسن وأنه واثق بأنه سيكون له مستقبل كبير.
ايون حزين
وأما مدرب الظفرة الروماني مارين ايون فقد بدء حديثه بقوله «لم نستغل ظروف المنافس وهو يلعب بعشرة لاعبين لمدة 80 دقيقة، وبأيدينا دفعنا الثمن غالياً في النهاية، لقد خسرنا مباراة كانت في متناول اليد، حيث كنا الأكثر استحواذاً على الكرة وعلى مجريات المباراة من البداية للنهاية، وأتيحت لنا أكثر من فرصة مؤكدة لم نستغلها»..
وقال، «في كرة القدم الفريق الذي يفقد الفرص ولا يسجل منها هو الذي يخسر، وفي المقابل استقبل مرمانا هدفين الأول من تسديدة حرة مباشرة نتيجة عدم وقوف حائط الصد بطريقة سليمة فارتطمت الكرة بمدافع وغيرت اتجاهها، والثاني من هجمة مرتدة بالرغم من وجود عد أكبر من لاعبي الظفرة أمام مرماهم».
وواصل مارين قائلاً، إن أكثر شيء يحزنه هو استمرارية عدم تركيز اللاعبين بالرغم من كثرة التنبيه عليهم بضرورة الالتزام بالخطة والتمركز السليم والحفاظ على هدوء أعصابهم، ولكن للأسف لم يحدث ما نبهنا عليه، فنتجت أخطاء استغلها الشباب وسجل هدفيه رغم النقص العددي في صفوفه.
الخدمة الوطنية
وعن سبب تبديل عبد الله عبد الهادي الاضطراري قال مارين، الفريق يعاني من مشكلات عدم انتظام عدد من لاعبيه في التدريبات لانضمامهم للخدمة الوطنية ومنهم عبد الله عبد الهادي ولم يحصلوا على فترة راحة كافية لذلك تعرض لشد عضلي، وقال إن الفريق سيفقد جهود هؤلاء اللاعبين لمدة 3 شهور لانضمامهم للخدمة الوطنية، ما سيعيق ذلك فترة الإعداد للدور الثاني..
وعمن يتحمل مسؤولية الخسارة وفق ظروف المباراة ولعب الشباب بعشرة لاعبين طوال 80 دقيقة قال مارين «أنا أتحمل المسؤولية كوني مدرباً للفريق! وسنبحث مع إدارة النادي سبل دعم الفريق بعدد من اللاعبين في بعض المراكز خلال فترة الانتقالات الشتوية».
