زفة شبابية داخل القلعة الحمراء وكوزمين يهرب من الإحراج

غرفة الملابس قلبت موقعة ديربي ديـــــرة

فرحة فوز الشباب في مباراة مع الأهلي في دوري الخليج العربي جرت أخيراً على ملعب نادي الأهلي بدبيتصوير عماد علاءالدين

ت + ت - الحجم الطبيعي

كان إيقاع «ديربي ديرة» يشير إلى فوز الأهلي بسهولة على جاره الشباب في الجولة الثانية من دوري الخليج العربي لكرة القدم، بعد سيطرة شبه كاملة من «الفرسان» على إيقاع اللقاء، والنتيجة تشير إلى تقدمهم بهدفين نظيفين حتى الدقيقة 55 عندما نجح «الجوارح» في تقليص الفارق بهدف محمد مرزوق، لتنقلب النتيجة رأساً على عقب، وينجح الشباب في تسجيل 3 أهداف أخرى عن طريق محمد عايض في الدقيقة 66، ولوفانور في الدقيقتين 62 و77، ليتم الكشف عقب المباراة، عن الدور الذي لعبته غرفة خلع الملابس في تغيير النتيجة والتي آلت في النهاية إلى فوز الجوارح 2/4.

وأكد داوود علي نجم الشباب، أن التعليمات التي تلقاها وزملاؤه من مدرب «الجوارح» البرازيلي كايو جونيور بين شوطي المباراة في غرفة خلع الملابس، كان لها الأثر الإيجابي في تعديل طريقة لعب الشباب، وتغيير النتيجة لصالح فريقه، وقال: «بدأ كايو حديثه معنا بتحفيزنا نفسياً عن طريق إعطائنا دافعا معنويا مهما، بالتأكيد أن المباراة لا تنتهي إلا بصافرة النهاية من حكم المباراة».

تعليمات فنية

وتابع داوود: «قام كايو بعدها بإعطائنا التعليمات الفنية التي طالبنا فيها بالاستغلال والضغط على الجانب الأيمن الذي يلعب فيه إسماعيل الحمادي، وبالفعل نجحنا في إيقاف خطورة الأهلي من هذا الجانب، ونجحنا في تغيير النتيجة والفوز».

وتمنى داوود أن يستمر الشباب بتقديم نفس المستوى والأداء في مواجهاته المقبلة، وأن يتوج هذا بالفوز الذي حققه الفريق على الأهلي، وقال: «الجيد للشباب أن مباراتنا مع العين تأجلت، لأنه كان أكثر فرق الدولة جاهزية، بحكم مشاركته في دوري أبطال آسيا، وجاء فوزنا على الأهلي مستحقاً وعن جدارة».

شوط المدربين

كما كشف لاعب الشباب عادل عبد الله عن سر غرفة خلع الملابس قائلاً: «المعروف أن الشوط الثاني دائماً هو شوط المدربين، وبالتالي كانت هناك تعليمات خاصة من مدربنا خلال فترة الاستراحة، وتعديلات على طريقة اللعب، وهو ما أثمر في النهاية عن تسجيلنا 4 أهداف في نصف ساعة، وساعدنا على ذلك نجاحنا في تقليص الفارق بهدف مبكر بعد دقائق قليلة من تسجيل الأهلي لهدفه الثاني».

لم يخف البرازيلي كايو جونيو مدرب الشباب أيضاً، ما دار داخل غرفة خلع الملابس بين شوطي «ديربي ديرة» أمام الأهلي، عندما أشار في المؤتمر الصحفي عقب المباراة، أن أعطى تعليماته بتغيير طريقة لعب فريقه في الشوط الثاني، بالاعتماد على اللعب بمهاجمين بدلاً من اللعب بمهاجم واحد في الشوط الأول، وهو ما أثمر عن الأهداف الأربعة التي سكنت مرمى الأهلي، والتي اعتبرها كايو إنجازاً بالنظر إلى التوقيت الذي سجلت فيه.

زفة

على جانب آخر، تغير حال جماهير الأهلي للمرة الأولى، وكسا الحزن وجوههم عقب خسارة «الفرسان» أمام ضيوفهم «الجوارح» والتي خرجت جماهيره للاحتفال بالفوز الذي طال انتظاره، ولم تصبر الأعداد القليلة من المشجعين الذين حرصوا على مساندة الشباب أمام جارهم وعلى أرضه في «ديربي ديرة»، فنظمت «زفة» احتفالية داخل أسوار «القلعة الحمراء».

وتعودنا طوال الموسم الماضي 2013-2014، وفترات من المواسم السابقة، أن تخرج جماهير الأهلي للاحتفال في ملعبها الذي يمكن أن نطلق عليه «مقبرة الفرق»، بعد أن ظل هذا الملعب لفترة طويلة صامداً أمام إمكانية الفوز على صاحبه بداخله، قبل أن يحطم الشباب تلك الأسطورة، ويقلب تأخره بهدفين نظيفين، إلى فوز برباعية تسبب فيها غياب دفاعي غريب من لاعبي «الفرسان»، ويكسو وجوه مشجعي الأهلي إحمرار الغضب في المدرجات، بعد أن كانت تكتسي شعارات «الفرسان» الحمراء احتفالاً بالانتصارات.

أفراح

بعد المباراة، امتد الغضب والحزن إلى خارج الملعب، وانصرفت جماهير الأهلي سريعاً من ملعب محبوبها بهدوء وبدون افتعال لأي مشاكل، معترفين في الوقت ذاته بأحقية المنافس في نقاط المباراة الثلاث، في الوقت الذي خرجت فيه جماهير الشباب متأخرة قليلاً، بعد أن بقت عدة دقائق عقب المباراة تحتقل بالفوز في مدرجات استاد راشد، ولم تصبر بعد ذلك حتى تجتاز أبواب «القلعة الحمراء»، بل احتفلت على طريقتها الخاصة وبأهازيجها المعروفة داخل أسوار قلعة الفرسان، بالرغم من قلة عددها في المباراة.

وجوه

آثار الخسارة لم تكس وجوه جماهير الأهلي فقط، بل امتدت إلى وجوه الجهاز الإداري والفني، ورغم محاولتهم الظهور بمظهر القوي للحفاظ على الروح المعنوية للاعبين والجمهور، إلا أن الأسى وضح للغاية على وجه الروماني كوزمين مدرب الأهلي، والذي حاول التعبير عن إمكانية تجاوز كبوة الخسارة، وهرب من إحراج وتساؤل الصحفيين عن خسارته الأولى أمام الشباب منذ عمله في الدولة سواء مع العين موسمين، ومع الأهلي في الموسم الماضي، بقوله: «تعودت إحصاء الفوز فقط».

تواصل اجتماعي

بدل الفوز الثمين من حال جماهير الشباب كثيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، وبعدما كانت تهاجم إدارة «الجوارح» بشدة قبل ساعات، بل قبل دقائق من المباراة، تغنت بحكمة وقدرة إدارة ناديهم بعد المباراة مباشرة، في حين قابلها جمهور الأهلي بتجديد ثقتها في إدارة النادي وبنجوم فريقه، مؤكدة في الوقت ذاته قدرته على تجاوز كبوة الخسارة، والعودة من جديد إلى طريق المنافسة على جميع الألقاب المحلية، كما فعل الفريق الموسم الماضي، عندما حقق ثلاثية تاريخية بالجمع بين ألقاب دوري الخليج العربي وكأس الخليج العربي وكأس السوبر.

Email