الحكم الإضافي فكرة ناجحة 100 %

بوجسيم: بدأنا جني الثمار بعد فترة نقاهة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد حكمنا الدولي السابق علي أبو جسيم، أن كرة الإمارات بدأت تجني ثمار التحكيم بعد فترة نقاهة، وأثنى بوجسيم على الدور الكبير الذي تلعبه لجنة الحكام في تطوير مستوى قضاة الملاعب، وقال إن اتحاد الكرة نجح في صياغة توليفة جيدة ومتجانسة، اتسم عملها بالتناغم والتناسق، ما انعكس إيجاباً على أداء لجنة الحكام الحالية، والتي تضم خبراء تتقارب أعمارهم من أعمار الحكام، ويكملون بعضهم البعض لجهة التخصصات، إضافة إلى ما يتمتعون به من طموحات مشروعة وحماس يدعو للإعجاب، من أجل ضمان إنجاز المهام بالكفاءة والدقة المطلوبة.

جاء ذلك في الحوار الذي أجراه معه الموقع الإلكتروني لاتحاد الإمارات العربية المتحدة لكرة القدم، ضم بين سطوره عدداً من الإجابات عن أسئلة يتطلع الشارع الرياضي إلى معرفتها من رجل في مستوى خبرة ومعرفة واطلاع على بوجسيم.

ولعل أهم تلك الأسئلة المطروحة بقوة من الشارع الرياضي، تلك المتعلقة بالمستوى الذي وصل إليه قضاة الملاعب في الوقت الحالي، والتطورات التي تمكنت لجنة الحكام من تحقيقها، مواكبة لما يحدث في العالم، بالإضافة إلى غياب حاملي الصافرة الإماراتية عن مونديال البرازيل 2014، الذي يعد الغياب الأول لهم منذ عام 1994، إلى جانب العديد من النقاط المثيرة.

الحكم الخامس

أكد بوجسيم أن تطبيق فكرة الحكم الإضافي على أرض الواقع، مع انطلاقة منافسات الموسم المحلي الجديد، ساهمت كثيراً في تقليل الأخطاء التي تحدث داخل منطقة الجزاء، حيث إن الجولتين الأولى والثانية من دوري الخليج العربي لم تشهد أي حالات تستحق التوقف عندها، ما يعني أن الفكرة حققت نسبة 100 % من الفائدة المرجوة منها، خاصة أن هنالك أربعة أعين تراقب الموقف، وتساعد الحكم في زيادة رقعة حضوره في الملعب، ما يزيد من مدى الرؤية لديه.

من ناحية أخرى، أشاد الحكم المونديالي بالقرار الشجاع الذي تمثل في طرد المحترف السنغالي إبراهيما توريه، مهاجم نادي النصر، بعد تعديه على مدافع بني ياس محمد جابر، في الجولة الأولى من منافسة دوري الخليج العربي. وقال بوجسيم، إن فكرة الحكم الإضافي معتمدة من قبل الاتحاد الدولي (الفيفا)، الذي كان قد انتظر لوقت كاف قبل تطبيقه في مسابقات الاتحادات الوطنية.

والشيء المثير في الأمر، أن تطبيق الفكرة في الإمارات قد أعقب عقد العديد من ورش العمل وإلقاء الكثير من المحاضرات النظرية، ما مهد الأرض أمام كفاءة التطبيق، من خلال التجانس الذي جعل من الحكام فريق عمل واحد وموحد في مواجهة، ما يمكن أن يحدث داخل المستطيل الأخضر.

لجنة الحكام

وتابع بوجسيم قائلاً: «أعتقد أن الإخوة في لجنة الحكام برئاسة محمد عمر، عضو مجلس الإدارة باتحاد الكرة، شكلوا إضافة حقيقية، خاصة بعد أن تمكنوا من توفير التجهيزات والاستعدادات، التي تم تأمينها للحكام من خلال استقدام محاضرين وخبراء ومدربين فنيين، والدعم الكبير الذي يقدمه اختصاصي اللياقة البدنية (الأرجنتيني أليخو بيريز المعتمد من قبل الفيفا)، الأمر الذي ساهم بالضرورة في ظهور قضاة الملاعب بلياقة بدنية عالية، وهيئة تشبه، بل تتقارب وتتوازى مع اللاعبين أنفسهم، وكل ذلك نتيجة طبيعية للفائدة الكبيرة التي جنوها من العمل الإيجابي الذي ستظهر نتائجه بصورة أكثر وضوحاً على المديين القريب والبعيد.

ولفت بوجسيم إلى أن وجود أسماء كبيرة، مثل السنغافوري شمسول مادين، المدير الفني للحكام، والحكم الدولي السابق علي حمد، المدير العام للاتحاد بالوكالة، نائب رئيس لجنة الحكام، وخالد الدوخي مدير إدارة الحكام، والعديد من الأسماء الأخرى التي ساهمت بشكل واضح في تطبيق الأفكار التي وضعناها سابقاً، وقاموا بالعمل عليها، وأضافوا التعديلات اللازمة وأساليب التطور من محاضرات وورش عمل وغيرها من العوامل الإيجابية.

احترافنا ناقص

وعن السنة السابعة من عالم الاحتراف، ذكر بوجسيم أن دورينا لم يصل بعد إلى مرحلة الاحتراف الكامل، وما زلنا نحتاج إلى المزيد من الوقت، لأن الاحتراف الحالي على الأوراق وكشوف الرواتب فقط. كما طالب بوجسيم باحتراف الإداريين حسب مؤهلاتهم وخبراتهم الإدارية، لأن الاحتراف يتطلب التفرغ، ومن الصعب أن يستوفي متطلبات العمل الاحترافي بما يمثله من ضغوط.

وأضاف: حتى المدربين يتعاملون بصورة مختلفة مع دورينا، لأن التدريبات في أوروبا تصل إلى أربع مرات في اليوم، بينما لا تتجاوز فترات التدريب لدينا حصتين على أعلى تقدير، ويجب ألا نضحك على أنفسنا، فاللاعب الأجنبي والمدرب يأتي إلى دورينا ليصبح شبه محترف، وتصرفات اللاعبين المحترفين الأجانب تدلل على ذلك، من خلال آخر تصرف صدر في دورينا من اللاعب إبراهيما توريه، لأن المحترف يجب أن يكون قدوة للآخرين، لا خصماً لهم، لأن نادي النصر لم يجلب ملاكماً، بل لاعب كرة قدم محترف.

مستحقات الحكام

من ناحية ثانية، ناشد على بوجسيم اتحاد الكرة بزيادة مستحقات قضاة الملاعب، والاستمرار في الخطط التدريبية الحالية، وتفريغ الحكم أيام المباريات التي يشاركون فيها، بحيث يكون على أتم الجاهزية قبل إدارة أي لقاء.

وبخصوص إدراج قضاة الملاعب في عالم الاحتراف، رأى بوجسيم أنه يجب التأني وعدم الاستعجال، مشيراً إلى أن إمكانات الحكام تؤهلهم لدخول عالم الاحتراف، ولكن دون الاستعجال في اتخاذ القرار قبل دراسة الموضوع من كافة جوانبه. غير أنه اتفق مع الاتحاد الدولي (الفيفا) في مسألة المحافظة على سن تقاعد الحكام عندما يصلون إلى 45 عاماً.

ونفى بوجسيم ابتعاده عن السلك التحكيمي في الفترة الماضية، مشيراً إلى أنه اجتمع العام الماضي مع سعادة يوسف يعقوب السركال، رئيس اتحاد الكرة، بخصوص تطوير قضاة الملاعب، مشيداً في الوقت ذاته بالعناصر الإدارية الناجحة والمتميزة التي تقوم بدور فعال داخل لجنة الحكام. وأكد أنه لن يبخل بخبرته على قضاة الملاعب، وسيكون على تواصل معهم من أجل تطوير السلك التحكيمي بأكبر قدر ممكن.

رفع الحرج

بشأن استخدام الرذاذ المتلاشي مع نهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل، اعتبر حكمنا المونديالي علي بوجسيم، أن ذلك قد ساهم في رفع الحرج عن قضاة الملاعب، خاصة أن مسألة ضبط المسافة القانونية كان فيها الكثير من الشد والجذب، مؤكداً أن حكامنا يطبقونها بصورة متميزة، وشكلت إضافة حقيقية للأدوات المعينة للحكام. كذلك، يقول بوجسيم، إن تطبيق فترات التوقف في مختلف مسابقاتنا المحلية أصبح يمثل عاملاً إضافياً له مردوده الإيجابي على اللاعبين، ما ساهم بشكل ملحوظ في تقليل الإصابات.

إشادة

بوجسيم يتابع تدريبات الحكام

حرص بوجسيم على متابعة الحصةالتدريبية التي أجراها قضاة الملاعب مساء أمس (الاثنين) والتقى بهم، وتحدث معهم عن المرحلة الهامة المقبلة، بجانب ذلك، أشاد بانطلاقتهم المميزة في بداية دوري الخليج العربي، وطلب منهم أن يكون مستوى التحكيم أعلى من مسابقاتنا المحلية، وذكر أن المشكلة في العام الماضي تمثلت في ضعف التركيز، لكن الموسم الحالي الانطلاقة كانت جيدة. وطلب منهم قبول الانتقادات حتى تعم الفائدة، ويعرفوا مواطن الأخطاء من أجل معالجاتها، وتمنى لهم التوفيق.

نصيحتي لقضاة الملاعب: تقبلوا النقد بصدر رحب

 

كما توجه بوجسيم برسالة إلى قضاة الملاعب، طلب خلالها تقديم الأفضل، والظهور بأحسن صورة، ومنافسة اللاعبين في التألق، لأن دولة الإمارات العربية المتحدة قادرة على تقديم الأفضل دائماً، وإعطاء الملاعب حكاماً يتجاوزن ما قدمه علي بوجسيم. وتابع: من خلال متابعتي، أجد أن الجميع بحالة مميزة ومجتهدون بالصورة المطلوبة، لذلك أؤكد على أنني سأشهد بروز جيل جديد في التحكيم الإماراتي، خاصة أن بدايتهم كانت من أعمار صغيرة، وهو الأمر الذي يلقى إشادة الفيفا، الذي يمنح الفرصة الأكبر للحكام الأصغر سناً. وطالب في الوقت ذاته من لجنة الحكام، التركيز على استقطاب الحكام الصغار من الفئات العمرية الناشئة، لأن النجاح يبدأ من هنا.

تراجع

ذكر بوجسيم أن الصافرة الإماراتية تراجعت في الفترة الماضية، بعد أن كانت قد سجلت وجوداً وحضوراً مؤثراً في المستوى الأول داخل القارة الصفراء، وأكد أن المجموعة الحالية قادرة على العودة من جديد لاحتلال المرتبة الأولى في آسيا، وتمنى لهم التوفيق في ظل الدعم الكبير التي تقدمه قيادتنا الرشيدة، وتسخير كافة الإمكانات لنجاح اللاعبين والقضاة، مشيداً في الوقت ذاته بمقر الاتحاد في الخوانيج، الذي اعتبره أنه لا يوجد نظير له في أي مكان آخر، وطلب من الجميع استثمار تلك الإمكانات الضخمة، لأن أهل الإمارات هم أقرب ناس للنجاح.

وأبدى علي بوجسيم سعادته الكبيرة، عقب سماعه بخبر اختيار الحكمين الدوليين محمد عبد الله حسن وعمار الجنيبي، ضمن القائمة الأولية لنهائيات كأس العالم 2018 في روسيا، وأكد قدرتهم على الوجود في المونديال، متمنياً أن تشهد الأيام المقبلة اختيار طاقم إماراتي كامل في المونديال.

وطلب منهم الاستعداد والتركيز والمحافظة على جاهزيتهم وسلامتهم، ابتداء من الوقت الحالي، مؤكداً أنه سيتواصل معهم بصورة دائمة، وسيقدم لهم كافة النصائح اللازمة. وعن الطاقم الذي اختير لنهائيات كأس آسيا، قال: قرار اختيار طاقم إماراتي لكأس آسيا في أستراليا 2015، هو تأكيد لصحة القرار الذي اتخذه الفيفا بالاستعانة بالحكمين في مونديال 2018، وبدأنا الآن نجني ثمار هذا الجهد.

تقدير

هدية تذكارية من سعيد عبدالسلام

تلقى حكمنا المونديالي علي بوجسيم هدية تذكارية شخصية قيمة، من الزميل سعيد عبد السلام مدير الإعلام في اتحاد كرة القدم، تقديرا لمكانته الدولية في مجال التحكيم، وتميزه طوال سنوات مزاولته هذه الهواية، وحسن تمثيله للتحكيم العربي والخليجي والإماراتي، بمشاركته في ثلاث بطولات كأس عالم، مما جعله يصبح مثالا للتحكيم العربي، وتقبل بوجسيم الهدية شاكرا ومتمنيا للزميل العزيز كل توفيق في مهمته الجديدة مع اتحاد الكرة.

Email