ترقب العرض يسبق عاصفة الملايين

شاشة خليجي 22 تتحول إلى شبح يرعب القنوات العُمانية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أصبح النقل التلفزيوني لبطولة كأس الخليج 22 التي ستقام بمدينة الرياض على المحك .. بعد أن ارتفعت حقوق بيع النقل التلفزيوني إلى رقم مالي يعتبر خيالياً مقارنة ببطولة الخليج مقارنة ببطولة العالم لكرة القدم ..فمنذ دورة كأس الخليج بالرياض في عام 2002 وهي أول بطولة خليجية شهدت الانتقال إلى بيع حقوق النقل التلفزيوني (500 ألف ريال عماني) لترتفع حقوق النقل التلفزيوني اليوم إلى (36 مليون دولار أميركي) وهو رقم يراه المراقبون كبيراً جداً على بطولة الخليج التي تقام خلال أسبوعين فقط وتشارك فيها (8 منتخبات) حيث تشهد فقط (15 مباراة).

ويعود ارتفاع مؤشر بيع حقوق النقل التلفزيوني إلى كأس الخليج 18 التي أقيمت بمدينة أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة والتي بلغت (11 مليون دولار أميركي) وفازت بها قناة دبي الرياضية آنذاك .. وقفز هذا الرقم إلى الضعف في خليجي 19 بمسقط عام 2009 حيث بلغت حقوق النقل التلفزيوني (23 مليون دولار) وقد رسا عطاء المناقصة لقناة الجزيرة الرياضية يومها.. لتبدأ معركة طاحنة بين القنوات ولكنها كما يطلق عليها معركة بدون سلاح من نوع المعارك الناعمة.. وهكذا بلغت حقوق النقل التلفزيوني إلى الضعف في دورة الخليج المقبلة بالرياض إلى (36 مليون دولار).. وفي كل دورة كانت حقوق النقل التلفزيوني لها فصول ولكل فصل حكاية جديدة.

شروط

ورغم أن الاتحادات الخليجية الكروية وضعت شروطاً في اجتماعاتها التي عقدت بدورة كأس الخليج 21 بالمنامة بمملكة البحرين.. منها أن يكون المبلغ الذي تشتري به القنوات الفضائية في متناول اليد..بعد أن كان Hخر سعر اشترت به القنوات الفضائية الخليجية (الحقوق المجزئة) للنقل التلفزيوني (3 ملايين دولار).. وهو مبلغ يعتبر كبيراً ولكن لم يكن أمام القنوات الفضائية إلا أن ترضخ للرقم وتدفع شاءت أم أبت.

ولذلك كان متوقعاً أن يرتفع سعر العرض من الشركة التي اشترت الحقوق للدورة المقبلة .. إلا أنه لم يكن يتوقع أن يصل المبلغ إلى (8 ملايين دولار) وهو السعر الذي عرضته الشركة الإيطالية صاحبت الحقوق على عدد من القنوات الخليجية..يعني ضعفاً ونصف ضعف عن المبلغ الأخير الذي بيعت به حقوق النقل التلفزيوني على القنوات الخليجية الناقلة!

هذا الارتفاع المبالغ جعل بعض القنوات الخليجية تتوقف أمام هذا الارتفاع الكبير.. وتراجع نفسها رويداً.. ولكنْ سيبقى أمامها خيار واحد وهو شراء حقوق النقل رضيت أم لم ترض.. وهو ما سيلقي بظلاله على البطولات القادمة.. وهو الأمر الذي يطرح العديد من التساؤلات منها هل ستدخل كأس الخليج (نفق التشفير) الذي انتقدته جميع الشخصيات الرياضية الخليجية؟

عرض

من جانبه، أكد سعيد تمان مدير القناة الرياضية العمانية أن القناة العمانية لم تتلق هذه اللحظة أي عرض رسمي من الشركة الإيطالية صاحبت الحقوق.. ومازلنا ننتظر تقديم عرضهم خلال زيارتهم السلطنة في الأيام المقبلة.. وبالتالي لا توجد لدينا معلومات رسمية دقيقة حول السعر المطلوب للشراء وكل ما هو متداول في مواقع التواصل الاجتماعي مجرد تخمينات حيث المبلغ الذي تتداوله مواقع التواصل الاجتماعي يتراوح ما بين (5 إلى 8 ملايين دولار) وهو سعر كبير وغير مناسب.

وقال سعيد تمان إننا ننتظر العرض الرسمي حتى يمكننا التعليق عليه إذا كان مناسباً أو أنه مرتفع.. وبالتالي مازلنا ننتظر العرض الرسمي.

ارتفاع

في حين، يرى خميس بن محمد البلوشي مدير القناة الرياضية العمانية السابق الذي عايش أكثر من (5 دورات خليجية)، أن هذا الارتفاع في قيمة البيع لحقوق النقل التلفزيوني هو أمر مبالغ فيه بشكل كبير خاصة أن البطولة الخليجية تقييمها المالي لا يصل إلى هذا الحد الكبير الذي يمكن أن يحرم الجماهير الخليجية من مشاهدة بطولتها الخاصة.. وقال إذا قورنت كأس الخليج بكأس العالم من حيث عدد المباريات وكذلك الفترة التي تقام فيها البطولة فسنجد أن عدد المباريات قليل لا يتجاوز (15مباراة) في مدة لا تتجاوز (14 يوماً).. وبالتالي ليس من المعقول أن يصل سعر شراء حقوق النقل التلفزيوني إلى هذا الرقم الخيالي.. وخاصة أن بعض المنتخبات لن تلعب أكثر من (3 مباريات) في ظل نظام البطولة الذي تقام فيه البطولة من دورين.

وبين البلوشي أن حقوق النقل التلفزيوني وصل في دورتي اليمن والبحرين (من 3 إلى 5 ملايين دولار) وهو رقم كذلك كبيراً إلا أن القناة الرياضية العمانية اشترت الحقوق حتى لا تحرم جماهيرها العمانية من مشاهدة منتخب بلادها على قناتها الوطنية..ولكن ليقفز الرقم إلى (8 ملايين دولار) فهو رقم غير واقعي وكبير جداً.

تفاوض

أما سعيد بن ناصر المالكي المشرف على البرامج الرياضية في قناة عمان الرياضية والذي يعتبر من أقدم الإعلاميين العمانيين فقال: بدأ التفاوض مع الشركة الإيطالية حول شراء حقوق نقل مباريات كأس الخليج المقبلة، مضيفاً طلبت منا القناة تقديم عرضنا بدون أن تحدد رقماً معياًن وهو الامر الذي سيجعلنا نقدم عرضاً متوازناً حتى لا نرفع الأسعار.

وأكد المالكي جزئية أن الشركة الإيطالية صاحبة الحقوق ستتعامل مع الواقع وستبيع للقنوات بأسعار قريبة من الأسعار السابقة وهذا المؤشر يتضح من خلال تعاونها الإيجابي مع القنوات.

وقال المالكي هناك استعدادات كبيرة للقناة الرياضية العمانية التي وضعت خارطة برامج خاصة لدورة كأس الخليج وهذا لن يتم تنفيذه إلا في حالة تم نقل البطولة على القناة العمانية.. وإلا سيكون هناك تعديلات كبيرة في الخارطة البرامجية للقناة..!

سقف

أكد سيف الجابري عضو الاتحاد العماني لكرة القادم سابقاً، أنه لا بد من وضع سقف أعلى لسعر البيع يحدده رؤساء الاتحادات الكروية الخليجية حتى يكون هناك نظام يسري على كل الدول الأعضاء في البطولة.. خاصة أن سعر حقوق النقل التلفزيوني في تزايد وارتفاع.. وبالتالي هذا الجانب يجب أن يؤطر من الاتحادات الكروية.

Email