بعد تكرار تجميد النشاط الكروي

«البرلمان» طوق نجاة نجوم الكرة المصرية

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد أن تكرر إيقاف الدوري المصري لكرة القدم، وبعدما تكررت قرارات تجميد الأنشطة الرياضية في مصر لدواع أمنية في أعقاب ثورتين متتاليتين، في أقل من ثلاثة أعوام، لجأ نجوم الكرة المصرية إلى ملعب السياسة، وقرروا أن يخوضوا غمار الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها قريباً، وذلك لكي يحافظوا على بريق شهرتهم الكروية، ويتمتعوا بحصانة برلمانية وسياسية تؤمن لهم مستقبلهم ببطاقة سحرية تمنحهم لقب «نائب الشعب»، وتكون لهم بمثابة طوق نجاة من غرق قد يحدث.

وتاريخ نجوم الرياضة بشكل عام، وكرة القدم على وجه التحديد مع الانتخابات البرلمانية ليس وليد هذه النسخة من الانتخابات، التي تقام في هذا العالم، حيث اهتم عدد كبير من نجوم الكرة بالعمل السياسي، ورأوا في نجوميتهم الكروية خير دافع لقاطرة مسيرتهم السياسية في الدوائر الانتخابية، التي يترشحون على قوائمها للفوز بشرف الحصول على عضوية البرلمان.

جدل

ومن أبرز النجوم الذين أثاروا حالة من الجدل قبل وأثناء وبعد تجربتهم البرلمانية كان أحمد شوبير، حارس مرمى منتخب مصر، والنادي الأهلي سابقاً والإعلامي الرياضي الحالي، الذي تمكن من الفوز بعضوية مجلس الشعب في دورة عام 2005 عن دارة طنطا، وذلك نظراً لشعبيته الكبيرة واستغلاله شبكة علاقاته الواسعة في الفوز بمقعد عن هذه الدائرة، ودخل عضوية المجلس مستقلاً.

ولم تكن تجربة أحمد شوبير السياسية بأقل إثارة عن تجربة «صديقه اللدود» مرتضى منصور، الذي فشل في الفوز بالسباق الانتخابي في أول محاولة له لدخول البرلمان المصري في عام 1990 في دائرة الدقي والعجوزة بالجيزة، ولم يفتر عزم منصور وقرر خوض الانتخابات في نسختها التالية في عام 1995 ولكن على مقعد دائرة أتميدة بمحافظة الدقهلية، وعلى الرغم من أن هذه الدائرة هي مسقط رأسه إلا أنه ذاق مرارة الهزيمة للمرة الثانية.

نجاح

كانت المحاولة الثالثة له هي الأنجح، التي كانت في عام 2000، التي استطاع أن يحصل خلالها على تذكرة دخول البرلمان عبر بوابة مركز أتميدة بمحافظة الدقهلية، واستغل منصور حصانته البرلمانية في الدخول في العديد من الحروب الرياضية والكروية، ونجح في خلط زيت الرياضة بدقيق السياسة ليصنع كعكعة من الشهرة والأضواء، دفعته لخوض تجربة الانتخابات لأكثر من مرة.

ولكن الفشل كان حليفاً له، ولم يكتف رئيس نادي الزمالك بتكرار خوض تجربة الانتخابات على مقعد دائرة مسقط رأسه بمحافظة الدقهلية فحسب، بل قرر أن يدفع بنجله أحمد مرتضى منصور، عضو مجلس إدارة نادي الزمالك والمتحدث الرسمي باسم فريق كرة القدم بالنادي، إلى خوض تجربة الانتخابات البرلمانية على مقعد دائرة العجوزة بمحافظة الجيزة.

زيارة

لأن من شابه أباه فما ظلم، لذلك فقد بدأ مرتضى منصور «الابن» حملته الانتخابية بمشكلة كبيرة في نادي الزمالك، حيث قرر أن يستغل منصبه الكروي بالنادي في اصطحاب نجوم الفريق الأبيض في جولاته الانتخابية، التي كان آخرها زيارته لعرس«شعبي»، أقيم في نطاق دائرته الانتخابية، حيث ظهر بصحبة خمسة من نجوم الفريق الأول لكرة القدم بالنادي في العرس.

ما أثار موجة من الغضب بين جماهير وأعضاء الزمالك، الذين طالبوا بعدم استغلال اسم الزمالك في الدعاية الانتخابية لعائلة مرتضى منصور في الانتخابات البرلمانية، خاصة في دائرة حي العجوزة الانتخابية، التي ستشهد منافسة مصطفى عبد الخالق، عضو مجلس إدارة الزمالك، لمرتضى منصور «الابن» على مقعد هذه الدائرة خاصة بعد استقالته من عضوية مجلس إدارة الزمالك للتفرغ لحملته الانتخابية!

عدد قياسي

يخوض عدد كبير من الرياضيين المصريين هذه الجولة الانتخابية، حيث أعلن جمال علام، رئيس اتحاد الكرة المصري، عن ترشحه بمسقط رأسه بمحافظة الأقصر، وثروت سويلم المدير التنفيذي عن دائرة مركز أبو حماد بالشرقية، وسحر الهواري بمحافظة الفيوم، وخالد لطيف عن دائرة العمرانية والطالبية بمحافظة الجيزة.

ويتصدر طاهر أبو زيد، وزير الرياضة السابق، قائمة نجوم النادي الأهلي، حيث أعلن ترشحه عن دائرة الساحل بشبرا، ومعه محمد عبد الوهاب عضو مجلس إدارة النادي الأهلي عن دائرة الجمالية بالقاهرة، وزكريا ناصف نجم الأهلي السابق عن دائرة المعادي، ومشير حنفي عن دائرة شبرا الخيمة.

Email