10 وجبات يومياً أوصلته إلى 178 كلغم

نبيل محمد.. من عاشق ولائم إلى بطل رياضي

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الـملف PDF أضغط هنا

جاءت مبادرة «تحدي دبي للياقة»، التي أطلقها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، رئيس مجلس دبي الرياضي، بمثابة طوق إنقاذ للعديد من أصحاب الأوزان الثقيلة، الذين ابتعدوا عن ممارسة الرياضة، وهو ما دفع بهم إلى السقوط بين براثن السمنة وضعف اللياقة البدنية.

نبيل محمد (40 عاماً)، واحد ممن عاشوا تلك التجربة، قبل أن يقبل تجربة التحدي، ويعود بقوة إلى ممارسة الرياضة، في البداية، توجه بالشكر إلى سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، على إطلاق سموه المبادرة، لأنها قدمت له دعماً معنوياً جميلاً لمواصلة مشواره في خسارة الوزن، وتعزيز لياقته وجعلته بطلاً رياضياً.

كان في السابق، له في كل وليمة غنيمة، وبين أصدقائه هو الأول دائماً بكرش الوجاهة، وقد ينسى يوم ميلاده، ولكنه يحفظ أرقام المطاعم غيباً، من حسن حظه، أن زوجته كانت تظن أن السمنة هيبة وقوة، وإلا فإنه سيعيش أعزباً لفترة طويلة.

لا سيما أن تناوله 10 وجبات دسمة يومياً، أوصله إلى وزن 178 كيلوغراماً، لدرجة أثرت في صحته ونشاطه البدني، وحتى علاقته بمحيطه وأدخلته في عُزلة قاسية، حيث كان يتجنب السفر والاحتكاك بالناس والخروج للتنزه، إلى أن قرر التغيير، وطلّق الوجبات السريعة بالثلاث، واستعان بالأطباء، وبدأ يخسر من وزنه تدريجياً بفضل الرياضة والطعام الصحي، واتباع نظام حياتي معتدل ومتوازن.

محمد نبيل مسؤول العلاقات العامة في مصرف أبوظبي الإسلامي، يروي لـ «البيان» قصة نجاحه في التغلب على السمنة، وكيف عزز «تحدي 30x30» أمله في حياة هانئة، لا سيما أن إطلاقه جاء في وقت كانت فيه مشاعر الحنين إلى الطعام تضغط عليه بقوة.

الأخضر واليابس

يقول نبيل محمد: تعدت علاقتي مع الطعام مرحلة العشق، وبدأت منذ أن كنت في الثامنة عشر من عمري، حيث كنت فخوراً ومستمتعاً بسمنتي ووزني الزائد وضخامتي بين أصدقائي وزملائي في المدرسة، ولا أزال أذكر كيف كنت أشعر بنوع من الاعتزاز والرجولة عندما يُقال «نبيل يأكل الأخضر واليابس»، وكيف كان لوقع تلك العبارة على مسمعي أثر كبير في إقبالي على تناول المزيد من الطعام، حيث كانت تفتح شهيتي أكثر على التهام أكبر كميات ممكنة، بغض النظر عن نوعية الطعام وأوقات تناوله.

وتابع: مع مرور الأيام، أصبحت أكثر ضعفاً تجاه الطعام، فلا أفوت وليمة ولا أتأخر على تلبية أي تجمعات شبابية، ذلك لأننا كنا نختمها بولائم أيضاً، إضافة إلى أنني كنت مستشاراً لشريحة واسعة من أصدقائي ومقربين مني في ما يتعلق بالمطاعم وأشهى الوجبات. ثم أضاف ضاحكاً: كنت أحفظ أرقام المطاعم وخدمات التوصيل «الديلفيري» غيباً، كما كنت مواكباً لتطور قوائم المطاعم، بل وأحتفظ بها على هاتفي المتحرك وأعرف أسعارها.

نظام

وبسؤاله عن كيفية تعامله مع الملاحظات التي كانت يسمعها من أصدقائه حول سمنته، أوضح أنهم كانوا يتجنبون طرح التعليقات الساخرة، احتراماً لي وحفاظاً على مشاعري، وقال: ما هو معروف بشكل عام عن الأشخاص الذين يعانون من السمنة، أنهم مرحين ومتسامحين ومتصالحين مع ذواتهم، ويتقبلون النقد بروح رياضية.

كما يمتلكون قلوباً طيبة، وبالنسبة لي، فلم أكن أكترث لأي نصائح حول ضرورة اتباع نظام حياة صحي، وحتى عندما فكرت بالزواج، كنت واثقاً من نفسي لدرجة أبهرت زوجتي، وما ساعدني أنها كانت معجبة بوالدها، الذي كان يمتلك «كرش» الوجاهة أيضاً.

عُزلة

وحول نقطة التحول في حياته، قال: كان وزني قبل الزواج 160 كيلوغراماً، وبعده وصلت إلى 178 كيلو غراماً، ذلك لأن طعام زوجتي لا يُقاوم من جهة، ومن جهة أخرى، لأنني كنت مُدمناً على تناول المشروبات الغازية والوجبات السريعة والأكلات الدسمة، إلى أن أصبحت أنأى بنفسي عن الخروج من المنزل أو لقاء الأصدقاء أو السفر صيفاً، خشية أن أصبح محط سخرية الركاب المسافرين.

لا سيما أن مقاعد الطائرة ستكون أصغر من احتوائي، وكنتيجة للعزلة والوحدة التي كنت أعيشها بسبب خجلي من مظهري الخارجي، بدأت أفقد الأمل بالرشاقة والصحة، ودخلت في دائرة من القلق والتوتر والاكتئاب والحيرة لمدة عام كامل، كنت أفكر خلاله بما يجب فعله، كما كنت أسأل نفسي عن خطوة البداية، إلى أن اتخذت القرار بمساعدة زوجتي ودعم بعض المقربين.

مرحلة

قبل الحديث عن رحلته مع اللياقة، دعا كل من يعانون من السمنة والوزن الزائد، إلى عدم اتباع الحميات الغذائية المتوفرة على شبكة الإنترنت، كما شدد على ضرورة عدم اتباع وصفات الريجيم الخاصة بالآخرين، فما يناسبهم قد يضاعف مشكلتك، وقال: الإدارة هي الأهم في رحلة اللياقة وخسارة الوزن، وبالنسبة لي.

فقد كنت عازماً على تغيير مظهري، وتوجهت إلى أحد الأطباء لأخذ استشارة، وأخبرني أنه لا بد من إجراء عملية تكميم المعدة (قصها)، لأنني في مرحلة متقدمة جداً من السمنة، كما أطلعني على الأعراض الجانبية، وخطورة تفاقمها في حال عدم الانتظام بالرياضة، وتناول الطعام الصحي بعد العملية.

وتابع: في البداية ترددت، لا سيما أنني لم أمارس التمارين الرياضة يوماً، ولكني حسمت الأمر بسرعة، ووافقت على إجراء العملية، وقبلت التحدي بكل جرأة وشجاعة، ورغم مشقته، إلا أنني كنت أقوى مما أتخيل، وكنت كمن يخلع حملاً ثقيلاً عن ظهره، إلى أن وصلت حالياً إلى وزن 115 كيلوغراماً، وأطمح إلى خسارة المزيد طبعاً.

اهتمامات

كما تحدث نبيل محمد، عن إيقاع حياته اليومي، موضحاً أنه سجل في النادي الرياضي، ويتمرن ساعة يومياً، إضافة إلى حرصه على المشي في الهواء الطلق لتعزيز لياقته، وقال: لم يعرفني كثير من الزملاء والأصدقاء بعد خسارة الوزن، ما عزز فرحي وابتهاجي بالتغيير، وجعلني أكثر إصراراً على التمسك بـ «نبيل الجديد».

وعن اهتمامات نبيل بنسخته الجديدة، قال: «نبيل القديم» كان لا يفكر إلا بالطعام، وهل ستكون وجبة منصف الليل «كباب» أو «برياني»، أما اليوم، فهو يهتم بأناقته ومظهره، ويقف على الميزان كثيراً، كما أنه صار شغوفاً بمعرفة الأماكن الخارجية المناسبة لممارسة رياضة المشي، وأصبح هدفه 10 آلاف خطوة يومياً.

اقراء ايضاً

نبيل محمد.. من عاشق ولائم إلى بطل رياضي

مجلس دبي الرياضي يدعم «تحدي دبي للياقة»

محاكم دبي تشارك في الحدث

«دبي للثقافة» تنطلق من متحف الاتحاد

Email