بداية موفقة وحاضر مقلق ومستقبل مجهول

ضعف المـوارد والتأهيــل عوائـــــق في طريق الرياضية العربية

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

باتت المرأة العربية لغزاً محيراً في سباق اعتلاء منصات التتويج العالمية وخاصة في الأولمبياد الصيفي الذي يعتبر المقياس الحقيقي للإنجازات، رغم الإمكانيات المتوافرة لها في بعض البدان والخامات والمواهب التي تعج بها بلدان أخرى حيث كانت البداية قوية عبر نخبة من النجمات المتميزات، أمثال نوال المتوكل من المغرب وغادة شعاع من سوريا وحسيبة بولمرقة من الجزائر ورانيا علواني من مصر ومريم الميزوني من تونس وغيرهن أسماء كثيرة جلبن إلى بلدانها الميداليات، هذه القائمة من الرياضيات العربيات مرفوقة بقائمة من النجاحات تدون تاريخ عصر ازدهرت فيه الرياضات النسائية في القرن الماضي وبقراءة لواقع إنجازات هذه الدولة نجدها محلك سر قياساً بالبدايات القوية، ووضح تماماً أن نظرة المجتمعات لرياضة المرأة مختلفة فضلاً عن عدم الاهتمام المبكر بصقل المواهب، والمتميزات في كثير من الدول العربية يكن ضحية الزواج المبكر الذي يفرض عليهن ترك اللعبة، ويضع الكثيرات في مفترق طرق الأولمبياد، ويصبح الحاضر مقلقاً والمستقبل في كف عفريت.

المغرب

وفي المغرب إلى اليوم لا نجد نجمة رياضية في مكانة العداءة نوال المتوكل التي دونت اسمها بحروف لا تمحى في تاريخ تمثيل الرياضات الفردية المغربية والعربية في المسابقات الدولية. وقد فازت المتوكل عام 1984 بالميدالية الذهبية في سباق 400 متر حواجز خلال دورة لوس أنجلوس لتكون أول عربية تحصل على هذا التتويج.

كما حصلت عام 1987 على ذهبية دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط في سباق 400 متر عدواً في سوريا، ومن ثم واصلت طريقها في التميز لتحصد ألقاباً لم يبلغها أبناء جيلها من الرجال في المغرب، وما زالت المتوكل إلى اليوم تمثل الوجه المشرق للرياضة في المغرب وتعد فخراً للرياضة النسائية المغربية على وجه الخصوص.

سوريا

أما في سوريا التي تعيش فيها المرأة اليوم أسوأ الأوضاع التي مرت بها في تاريخها، حيث باتت تكافح من أجل الظفر بحياة كريمة تضمن لها الحق في الحياة أولاً وتحقق السلام والأمان ثانياً لذلك غابت إنجازات الرياضيات السوريات عن المسابقات والألعاب العربية والدولية. وهو ما جعل غادة شعاع المولودة عام 1972، تظل أبرز لاعبة ألعاب قوى سورية في العالم.

مصر

المصرية رانيا علواني التي تلقب في مصر بالسمكة الذهبية وهي من مواليد 1977 وتعرف على أنها أول سباحة مصرية وعربية تحصل على ميداليتين ذهبيتين في السباحة في تاريخ دورات البحر الأبيض المتوسط منذ إنشائها في عام 1951 بالإضافة إلى الفوز بـ77 ميدالية على المستوى الدولي والأفريقي والعربي خلال مسيرتها التي انتهت عام 2000 لتتولى عديد المناصب في المجال الرياضي ومؤخراً عينت من بين أعضاء البرلمان المصري.

الجزائر

ونجد أول رياضية جزائرية تحصد الذهب خارج بلادها، وهي العداءة حسيبة بولمرقة، إذ تفوقت في سباقات العدو للمسافات الطويلة وخصوصاً 1500 متر، وهي من مواليد مدينة قسطنطينة سنة 1968، تعتبر أول امرأة عربية تفوز بلقب عالمي عندما أحرزت الميدالية الذهبية في بطولة العالم الثالثة لألعاب القوى التي أقيمت العام 1991، وتوالت إنجازاتها بعد ذلك بانتزاع الذهب دائماً في طوكيو ثم الألعاب الأولمبية في برشلونة سنة 1992، حيث تفوقت في سباقات المسافات الطويلة والمتوسطة، ونالت العداءة الجزائرية جائزة أمير أستورياس الإسبانية في 1995، بالإضافة إلى هيكل المجد الإفريقي الأول في 2007.

قررت الاعتزال سنة 1998 لتشغل منصباً في اللجنة الأولمبية الدولية، واتجهت بعدها إلى إدارة الأعمال وما زال مكانها شاغراً في الرياضة الجزائرية كبطلة نموذجية.

تشابه

وتقول الدكتورة الشيماء محمد أستاذة التربية الرياضية للبنات في جامعة الإسكندرية في مصر ومساعد مدرب للمنتخب المصري للكاراتيه والمستشار الإعلامي لمجلة الجائزة التابعة لحرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، سمو الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم، الأوضاع متشابهة في معظم الدول العربية في ضعف الاهتمام برياضة المرأة وعدم معاملتها كما يتم معاملة الرجال حيث نجد منتخبات الرجال شبه متفرغين وتخصص لهم الميزانيات بعكس المرأة التي تعاني كثيراً في سبيل التوفيق بين متطلباتها الرياضية وحياتها العامة سواء في المنزل أو العمل أو الدراسة أو بيت الزوجية إن كانت متزوجة وهي أسباب تجعل من تكرار النماذج التي حققت إنجازات أمراً بالغ الصعوبة.

تأهيل

وتوضح أن مشاركات مصر في الأولمبياد من حيث الكم متميزة والعدد شبه كامل في جميع الفرق، لكن بنظرة عميقة للحصاد يكون الناتج لا يرضي التطلعات وغير مناسب لأن هناك ضعفاً في الإعداد والتأهيل وتحضير المشاركات في مثل هذه البطولات، لأن مصر تكون ترقت للأولمبياد بعد منافسات مع الدول العربية ولم يتم الاحتكاك مع مستويات أعلى عبر بطولات مجمعة ولا توجد خبرات احترافية، وهو الأمر الذي يخلق فجوة كبيرة بينها وبين بقية المنتخبات المشاركة في الأولمبياد التي يكون تأهيلها عالياً جداً.

إهمال

وقالت الشيماء إن طابع التعامل مع رياضة المرأة في معظم الدول العربية وفي مصر تحديداً الاهتمام يكاد يكون معدوماً تماماً ولا توفر للمرأة احتياجاتها بالكامل ونجد الكثير من فرق السيدات في مصر يشرف على تدريبها رجال، وهو الأمر الذي يحدث حاجزاً كبيراً بين اللاعبات والمدرب وخاصة عندما يكون لديهن مشاكل، وهو أمر ينعكس سلباً على مسيرتهن في الملاعب وقد تضطر البعض إلى الاعتزال المبكر لأن البيئة التي تمارس بها الرياضة طاردة.

الإمارات

وحول رياضة المرأة وإنجازاتها في الدولة رغم توافر كل شيء للاعبات ودعم كبير من قبل الحكومة تقول الدكتورة الشيماء إن طريقة التأهيل ليست صحيحة حيث لا يتوافر للفتيات فرص الممارسة السليمة لأن التأسيس يجب أن يكون عبر المدارس، فهي القاعدة التي تبرز منها المواهب وبطولات الجامعات والمدارس لا تخرج لاعبات متميزات لأنها خالية من النظرة العلمية التي تساعد على اكتشاف المواهب وصقلها، وتكون معظم البطولات تنافسية وكان الأجدر أن يكون المعيار اكتشاف مواهب وليس معياراً تنافسياً بالكامل لأن الأفضل أن يكون هناك تنافس لاكتشاف مواهب لكن للأسف تجد بعض المنافسات بعيدة كل البعد عن هذه المعايير لذلك يكون الناتج بعيداً كل البعد عن التنافسية العالمية.

مناهج

وتقول الدكتورة شيرين أحمد أبو الهجا الحاصلة على دكتوراه في الجودة في المؤسسات الرياضية، وهي مستشار جودة في الدولة، إن الرياضية العربية ضحية العديد من الممارسات الخاطئة وخاصة في المسار التعليمي ونجد المعاهد والجامعات الرياضية لا تتعامل مع الرياضة وتأهيل الكوادر الرياضية بالفهم الذي يجعل الخريج يطبق ما درسه بما يفيد الرياضة العربية حيث يختلف الواقع الدراسي تماماً عن الواقع الرياضي، وهو تضاد تدفع ثمنه الرياضية بصفة عامة التي يختلف تكوينها عن تكوين الرجال وبحاجة لدراسة وفق احتياجات معينة وهو الأمر الذي يجعل الميدان فقيراً من ناحية الكوادر الرياضية المتخصصة.

تجربة

وأشادت أبو الهجا بتجربة دولة الإمارات في التعامل مع المرأة والرياضة بصفة عامة لأنها خصصت لها مجالس رياضية تعنى بالتخطيط والتطوير لتكون الممارسة مدروسة وفق احتياجات المجتمع وهو أمر يسهم في صقل المواهب بالتنسيق مع الجهات الرياضية ذات الصلة ويوفر الكثير من الجهد الضائع في عدد من الدول العربية التي تحسن التخطيط لرياضة المرأة والرياضة بصفة عامة.

وأكدت أبو الهجا أن التخطيط السليم هو الوصفة السحرية لإعادة التوازن إلى الرياضة العربية ورياضة المرأة بصفة خاصة، ولتكون لها القدرة على التنافسية العالمية وخاصة في البطولات الكبرى مثل الأولمبياد الصيفي الذي يشارك فيه كل أربع سنوات النخبة من رياضيي العالم، ولذلك يجب أن تكون مشاركتنا كدول عربية في هذه المحافل بالنخبة من اللاعبات المؤهلات وفق رؤية علمية متكاملة.

تميز المتوكل

نوال المتوكل، ولدت في 15 أبريل 1962 بالدار البيضاء، وهي عداءة مغربية. كانت طالبة وعداءة في جامعة ولاية آيوا. في أولمبياد لوس أنجليس 1984 فازت بميدالية ذهبية في سباق 400 متر حواجز لتصبح أول امرأة أفريقية وعربية تحرز ميدالية ذهبية، وأول امرأة عربية تحصل على ميدالية أولمبية.

أصبحت عضواً في اللجنة الدولية الأولمبية عام 1998، دخلت المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لألعاب القوى عام 1995، وأسندت لها مهام وزيرة للشباب والرياضة في حكومة المغرب 2007 عن حزب التجمع الوطني للأحراز في 15 أكتوبر 2007.

وعينت المتوكل في 27 يوليو 2008 رئيسة للجنة تقييم ملفات المدن المرشحة لاستضافة أولمبياد 2012.. في 26 يوليو 2012 انتخبت نوال المتوكل في منصب نائب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية كأول امرأة عربية ومسلمة وإفريقية تبلغ هذا المنصب.

بنة بوزبون: المجتمع والقيادة أوصلا البحرينية للعالمية

أكدت البحرينية الدكتورة بنة بوزبون أن الفضل فيما وصلت إليه الرياضة البحرينية واعتلاء السيدات منصات التتويج العالمية ليس وليد الصدفة، بل هو نتاج دراسات وعمل دؤوب من قبل القيادة الرشيدة بمملكة البحرين، فضلاً عن الدعم المجتمعي الكبير للمرأة لتمارس الرياضة التي تحب، وهو الأمر الذي خلق قاعدة كبيرة من الممارسات لمختلف أنواع الرياضة بما فيها كرة القدم وخطت المرأة البحرينية خطوات كبيرة في زمن وجيز ونجحت في تذوق ذهب الأولمبياد وهو أمر يؤكد أنها تسير في الطريق السليم ووفق الخط المرسوم له.

وثمنت الاستراتيجية التي تعمل بها كافة الإدارات المسؤولة عن تسير دفة العمل الرياضي في المملكة، التي جعلت من المجتمع شريكا أصيلاً في تطور الرياضة والكل يعمل في إطار منظومة عمل واحدة.

مشاركة 4 سعوديات في أولمبياد ريو دي جانيرو

كان اللافت في مسيرة المرأة السعودية مع الأولمبياد الصيفي هو مشاركة أربع سعوديات في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016 وشاركت أربع سيدات في الأولمبياد، حيث عادت العداءة السعودية سارة عطار للظهور من جديد بعد مشاركتها الأولى في أولمبياد لندن، فيما شاركت لبنى العمير بمنافسات المبارزة وكاريمان أبو الجدايل في منافسات سباق 100 متر وجود فهمي في منافسات الجودو لوزن تحت 52 كيلوغراماً.

وشاركت السعوديتان وجدان علي وسراج شهرخاني في منافسات الجودو لوزن فوق 78 كيلوغراماً، فيما شاركت سارة عطار في مسابقة 800 متر عدواً، في الأولمبياد السابق عبر بطاقات دعوة تلقتها اللجنة الأولمبية السعودية.

وكانت اللجنة الأولمبية الدولية أصدرت قانوناً قبل أعوام يفرض على كل اللجان الأولمبية الوطنية إشراك رياضية واحدة على الأقل في الدورات الأولمبية توافقاً مع الميثاق الأولمبي.

وسجلت العداءة دالما ملحس اسمها كأول سعودية تشارك في دورة عالمية وتحديداً في دورة الألعاب الأولمبية الأولى للشباب التي أقيمت في سنغافورة في 2010 في فئة قفز الحواجز ضمن منافسات الفروسية، كما كانت أول خليجية تحرز ميدالية أولمبية بعد أن نالت برونزية فئة الفردي.

24

حصد العرب 24 ميدالية ذهبية في تاريخ مشاركتهم في دورات الألعاب الأولمبية من خلال ست دول هي (مصر، المغرب، الجزائر، تونس، سوريا، الإمارات)، وتصدرت مصر القائمة برصيد (7 ميداليات)، تلتها المغرب (6 ميداليات)، ثم الجزائر (5 ميداليات)، تونس (4 ميداليات)، وسوريا (ميدالية) والإمارات (ميدالية) بواسطة 22 رياضياً وكان من نصيب الرجال 19 ميدالية مقابل 5 ميداليات للسيدات، ويشار هنا إلى أن العداءة التونسية حبيبة الغريبي حصدت ذهبية 3000 متر موانع في أولمبياد لندن 2012 بعد أن تم تجريد الروسية يوليا زاريبوفا من لقبها بسبب ثبوت تعاطيها للمنشطات.

2016

السباحة الفلسطينية ميري الأطرش أظهرت إمكانات مميزة من خلال بعض المشاركات في كازان بروسيا وبطولة دبي الدولية للسباحة، لذلك عمد اتحاد السباحة الفلسطيني لترشيحها للمشاركة في أولمبياد ريو 2016، وكانت المفاجأة بحلولها في المركز الثالث على مجموعتها، وعلى الرغم من كونها لم تتأهّل للدور الثاني من سباقات 50م حرة، إلا أنّ الأطرش نجحت في تحسين زمنها بشكل لافت.

أما العداءة ميادة الصياد فجاءت مشاركتها بشكل مباشر بالأولمبياد ودون الحاجة لبطاقة مساعدة، وكان اهتمام اللجنة الأولمبية الفلسطينية بالعداءة صياد، انطلاقاً من رغبتها بتمثيل بلدها فلسطين على حساب ألمانيا التي ولدت ونشأت فيها، لذلك اجتهدت اللجنة الأولمبية خلال الفترة الماضية في توفير كل الإمكانات اللازمة لمشاركة الصياد في ريو.

6

جاء حصاد سيدات العرب في ريو 2016 قوياً، حيث دونت البحرين اسمها بأحرف من ذهب في ريو، بميدالية للعداءة راث جيبيت (20 عاماً) في سباق 3 آلاف م موانع، هي أول ذهبية للمملكة في تاريخ الألعاب، وعززت مواطنتها اونيس جبكيروي كيروا، رصيد بلادها الأولمبي في 2016، بإحرازها فضية الماراثون. والمصرية هداية ملاك (23 عاماً) باتت أول عربية تحرز ميدالية في التايكواندو، عبر برونزية وزن تحت 57 كلغ.

والتونسيتان المبارزة ايناس البوبكري (27 عاماً) والمصارعة مروى العمري (28 عاماً) نالتا ميداليتين برونزيتين وباتت البوبكري أول تونسية وعربية تحرز ميدالية في سلاح الشيش، والعمري أول تونسية تظفر بميدالية في المصارعة (وزن 58 كلغ)، والرباعة المصرية سارة سمير (18 عاماً) نالت برونزية 69 كلغ في رفع الأثقال.

حدهم محمد: ليبيا تقهر ظروفها وجائزة الإبداع محفزة للتميز

أكدت حدهم محمد العابد عضو هيئة التدريس في كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة في ليبيا أن بنات ليبيا قهرن الظروف الصعبة التي يمررن بها ويمارسن الرياضة بكل جد واجتهاد لوضع الرياضة الليبية على مسارها الصحيح. وقالت: إن جائزة الإبداع الرياضي التي تنظم في الدولة باتت محفزاً لكل العرب لمزيد التميز ونيل جائزة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس وزراء حاكم دبي، حفظه الله، وهذه الجائزة تعد الأعلى قيمة على مستوى العالم واكتسبت مكانة متميزة في كونها تكرم أصحاب الإبداعات الرياضية والفكرية المنتسبين إلى كافة مجالات العمل الرياضي، ومثل هذه الجوائز من شأنها أن تحفز بنات العرب والشباب لتقديم الأفضل في ضروب الرياضة.

سعاد اتغبالت: المغربية ولود ولن تتوقف عن إنجاب البطلات

قالت المغربية سعاد اتغبالت لاعبة ألعاب القوى السابقة والمدربة الحالية والمتخصصة في صقل مواهب أصحاب الهمم، إن المغرب ولود في مجال الأبطال وإن نوال المتوكل لن تكون الأخيرة المتميزة فمن بعدها جاءت نزهة وغيرهن من اللاعبات اللاتي صنعت مجدهن بمجهودات فردية، حيث توفر المملكة المغربية للمواطنة المغربية البنية التحتية ولكن في معظم الأطراف البعيدة عن العاصمة لا يكون هناك صرف مباشر عليهن، فتعمل معظم اللاعبات على صقل هذه المواهب بالجهد الذاتي، مشيرة إلى أنها كانت تعاني كثيراً في سبيل توفير معينات التدريب واستكمال مسيرتها الرياضية.

وقالت: إن منطقة أفران مسقط رأسها تمتاز بأنها منطقة تستقطب المعسكرات العالمية لأن بها أفضل مناخ وطقس يساعد على التدريبات، وخاصة ألعاب القوى، لكن للأسف معظم بنات هذه المنطقة لا يجدن الدعم ولا المساندة من جانب الهيئات الرياضة، لكن رغم ذلك واصلن مسيرتهن وصولاً لمنصات التتويج العالمية وهذا واقع معظم نساء المملكة المغربية.

نادية تمود: الجزائر قادمة والحصاد العربي في «ريو» غير كافٍ

أكدت خبيرة كرة السلة الجزائرية ومدربة فريق كرة السلة في نادي الاولمبيك الجزائري نادية تمود أن الرياضة الجزائرية بصفة عامة والنسائية بصفة خاصة تمرض لكنها لا تموت والقادم أفضل من وقائع التحضيرات التي تقوم بها كافة الاتحادات الرياضية عقب الفراغ من الأولمبياد الماضي الذي احتضنه ريو 2016 ووصفت فيه حصاد العرب بأنه لا يليق بالأمة العربية التي تذخر بالمواهب والقدرات المالية التي لو سخرت في مكانها الصحيح لأصبح العرب قوة ضاربة في الأولمبياد المقبل.

وأرجعت تمود الحصاد المتواضع من الميداليات للدول العربية في الأولمبياد إلى غياب التخطيط طويل الأمد لدى المؤسسات الرياضية بالمنطقة العربية على عكس ما هو عليه الحال في أوروبا وأماكن أخرى من العالم حيث توضع خطط طويلة المدى يتعاقب على تنفيذها أكثر من مجلس إدارة في كل مؤسسة أو اتحاد رياضي ليبني كل مجلس على ما وصل إليه سابقوه بمبدأ استكمال العمل وتطويره. وأوضحت: المنطقة العربية لديها عدد مهول من المواهب الرياضية في كافة الألعاب خاصة الفردية بجانب الإمكانات كما سنحت لها الفرصة لاستقدام المدربين والخبرات الأجنبية من كل أنحاء العالم. ولهذا، أرى أن مشكلتنا الأساسية تتعلق بالتخطيط والالتزام بتنفيذ هذه الخطط والتعاون معاً لتبادل الخبرات والإمكانات.

وقالت مشكلة الرياضة في الدول العربية ليست مالية وإمكانات بشرية، فالكل متوافر ويمكن وبالتخطيط المدروس والمنهجية العلمية أن نصل إلى أعلى المراتب، فالمشكلة في المقام الأول مشكلة تخطيط وعدم تعاون الدول العربية مع بعضها لتكون قوة ضاربة في كافة المحافل وليس الرياضة فقط، لأنه يوجد بعض البلدان الفقيرة ولا تملك ربع إمكانات دولنا العربية اعتلت منصات التتويج وتكاد تكون دولة واحدة تتحصل على نصف ما حصل عليه العرب في عقد من المشاركات، بجانب أن البعض يمنح الأولوية لمدربي المنتخبات في الألعاب الجماعية لضم اللاعبين في أي توقيت ولأي فترات على حساب مشاركاتهم مع أنديتهم رغم أن بطولات الدوري المحلية وبطولات الأندية تمثل ورشة العمل المهمة التي يجب أن تفرز أفضل اللاعبين للمنتخبات.

ناصر غريب: ميداليات تونس الحالية حصاد زراعة ما قبل الثورة

كشف ناصر غريب مستشار وزير الشباب والرياضة التونسي في الفترة من 1997 حتى 2006 والموجه التربوي السابق عن الأسباب التي جعلت من الرياضيات التونسيات متميزات في كل أنواع الرياضات الأولمبية الفردية والجماعية على مدى عقدين من الزمان، رغم الظروف التي مرت بها تونس في 2010 بقيام الثورة التونسية إلا أن الإنجارات الرياضية النسوية كانت متواصلة خاصة في عام 2012 و، حيث نجحت في أولمبياد 2012 في حصاد ميدالية ذهبية عربية عبر حبيبة الغربي. وهذا يؤكد بأن صناعة الأبطال لا تكون بين ليلة وضحاها، فإنجازات الرياضيات التونسيات كانت نتاج عمل ما قبل الثورة والحصاد جاء إبان الفترة الحالية، وموضحاً بأن الميداليات الذهبية أو الفضية أو البرونزية التي جاءت في أولمبياد 2012 وأولمبياد 2016 هي نتاج زراعة السنوات الماضية.

وأضاف بأن الدولة التونسية وفرت البنية التحتية المتكاملة لممارسة الرياضة، واهتمت بالجانب الأكاديمي في المقام الأول، حيث يتم تهيئة وإعداد اللاعبين واللاعبات في المدارس، عبر مناهج تحت إشراف وزارة التربية والتعليم والجهات الرياضية ذات الصلة، كاشفاً عن معلومة مهمة بأن تونس هي الوحيدة على مستوى الشرق الأوسط وعلى المستوى العربي تخصص ثانوية خاصة بالتربية الرياضية بحيث تكون مخرجات هذه المدارس هم طلاب معاهد التربية الرياضية المنتشرة في أنحاء تونس. وأضاف أن الدولة توفر تمويلاً متكاملاً للمعاهد الرياضية المتخصصة وتمولها بحيث إنها تكون روافد لتفريخ النجوم.

وأشار إلى أن بعض اللاعبات اللاتي احرزن ميداليات في آخر مونديال استفدن من تواجدهن في وسط مجتمعات احترافية يمارسن الرياضة فيها مثل فرنسا وغيرها، وهو ما اكسبهن احتكاكاً وخبرات أسهمت في تميزهن في أولمبياد ريو دي جانيرو في البرازيل.

Email