على هامش بطولة أبوظبي غراند سلام في لوس أنجليس

اتحاد الجوجيتسو يطلق مبادرة «سفير الخير»

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أطلق اتحاد الإمارات للجوجيتسو مبادرة «سفير الخير» لإطعام رواد مركز «مبعوث منتصف الليل» لرعاية وتأهيل المشردين ومن لا يمتلكون بيوتاً تؤويهم، وذلك على هامش الجولة الثانية من النسخة الثالثة لبطولة أبوظبي غراند سلام التي تقام على أرض المعارض بقلب مدينة لوس أنجليس، كبرى مدن الولايات المتحدة الأميركية، ويسكنها ما يزيد على 12 مليون نسمة.

حيث كانت مسرحاً للمبادرة، لأنها تضم أكثر من 83 ألف رجل وسيدة بلا مسكن، مأواهم الشارع، يعيشون على المبادرات الخاصة التي تطلقها المراكز والجمعيات المتخصصة في تقديم العون لهم، ومركز«مبعوث منتصف الليل» الذي تأسس في عام 1914، أي منذ أكثر من مائة عام عن طريق رجل الأعمال توم ليدكوايت.

ويقدم خدمات إنسانية جليلة لفئة المشردين، فتقدم لهم الطعام والنوم والأمن، للرجال والسيدات الكبار والشباب بغض النظر عن دينهم أو جنسيتهم، وتخضع متعاطي المخدرات لبرنامج «12 خطوة - STEPS 12» التأهيلي، الذي يأخذ بيدهم من هامش الحياة، من عالم الجريمة، إلى الطريق الصحيح لتشكيل وجدان مواطن نافع لمجتمعه.

تسمية المركز

أما عن قصة تسمية المركز باسم «مبعوث منتصف الليل»، فهي ترجع إلى رجل الأعمال توم ليدكوايت نفسه، حيث إنه ولكثرة مشاغله، كان يعود إلى منزله عند منتصف الليل كل ليلة منذ أكثر من 100 عام، وفي طريق عودته كان يجد المشردين في الشوارع في طريقه، فيجمعهم، ويتبعونه إلى بيته، ويجلس ليتحدث معهم ساعة، حتى تنتهي ابنته من تجهيز الطعام لهم.

فيقدم لهم الوجبات بنفسه، هو وابنته، ويظل معهم حتى يشبع جوعهم، ثم يوفر لهم المكان الآمن للمبيت في بيته، ثم تطور الأمر بعد ذلك إلى تبني برامج تأهيل وإصلاح للمدمنين وإخضاعهم لبرامج تعليمية أيضاً، وقد نجح هذا المركز وما زال يحقق نجاحات في علاج عدة أمراض اجتماعية خطيرة، من خلال استضافته اليومية لمئات المترددين عليه، وفتح أكثر من فرع له بعد أن توسع.

فكرة المبادرة

فكرة المبادرة التي أطلقها اتحاد الجوجيتسو، جاءت من مبادرة سابقة مثلها قامت بها سفارة الدولة في الولايات المتحدة الأميركية بقيادة يوسف العتيبة والقنصلية في مدينة لوس انجليس بولاية كاليفورنيا، حيث إن السفارة أقامت مبادرة لإطعام أكثر من 1000 مستفيد من مرتادي «مبعوث منتصف الليل» قبل عدة أيام، بحضور عبدالله السبوسي القنصل العام للإمارات في مدينة لوس أنجليس، والذي قام بدوره بدعوة عدد من طلاب الإمارات المبتعثين للدراسة في عدد من الأكاديميات والجامعات الأميركية، ووقفوا جميعاً يقدمون للمشردين والذين لا يمتلكون مأوى وجبات الطعام، تفاعلاً مع «مبادرة عام الخير» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله».

جوانب إنسانية

وفي هذا السياق يقول عبدالله السبوسي القنصل العام للإمارات في مدينة لوس انجليس، إن السفارة وعلى رأسها السفير يوسف العتيبة، سبق لها أن أطلقت أكثر من مبادرة، منها ما طبقناه العام الماضي وجمعنا فيه بين الجانب الرياضي والجانب الإنساني.

حيث نظمنا سباقين للجري، أحدهما لمسافة 5 كم، والثاني لمسافة 10 كم، ومنحنا الأوائل جوائز، وكل المشاركين ميداليات مكتوباً عليها «الإمارات والولايات المتحدة الأميركية - متحدون من أجل مستقبل أفضل» وقد شارك فيه العام الماضي أكثر من 5 آلاف رياضي من مختلف الفئات والأعمار، ونتوقع أن يتضاعف العدد في النسخة الثانية التي سنقيمها في شهر نوفمبر المقبل.

تقديم الوجبات

وبخصوص «مبعوث منتصف الليلة» فقد تبرعنا بوقتنا، وذهبنا بعد الدوام إلى المركز لإطعام المشردين، بالتنسيق مع إدارة المركز، وحرصنا على تقديم الوجبات بأنفسنا للمشردين بالفرع الرئيسي بالمركز، بمشاركة الطلبة من أبناء الدولة، وقد أطعمنا بعون الله أكثر من 1000 شخص من مرتادي هذا المركز، وقمت بجولة مع الطلبة المبتعثين في كل إدارات المركز، للتعرف على كيفية عمله، ومجالات اهتمامه، ومشروعه المهم الذي أطلقه في عام 2005 لتوفير مساكن للمشردين والفقراء.

علاقة قوية

وقال: نحن لدينا علاقة قوية بهذا المركز منذ فترة طويلة من الزمن، ومن الحالات الإنسانية التي أثرت في كثيراً، وكلما أذكرها أشعر بالفخر لأنني من دولة الإمارات وأرض زايد الخير، أننا نجحنا مع المركز في إحداث تغيير شامل لحياة أحد مرتاديه، فبعد أن كان مدمناً ضائعاً بالكلية وسجن لفترة طويلة وابتعد عن أهله، تم علاجه من الإدمان، وبدأ يتعلم حتى أنهى تعليمه الأولي، والثانوي والجامعي.

ثم حصل على الماجستير، وكلما لقيته يشعر لنا بالامتنان، ويتحدث بتقدير عن دور دولة الإمارات الخيري في حياته وحياة الكثير من المحتاجين في العالم، ولا سيما أن الإمارات هي الأولى عالمياً في تقديم المساعدات الإنسانية في ضوء متوسط دخل الفرد السنوي.

خطوة ممتازة

وفي تعليقه على تبني اتحاد الجوجيتسو لمبادرة في نفس الاتجاه قال: هذه خطوة ممتازة، ونحن معتادون من اتحاد الجوجيتسو على المبادرات الإنسانية الخلاقة، وآخرها «سفير الخير» لتقديم المساعدات للمحتاجين حول العالم من أصحاب الهمم.

ونحن سعداء بالتوجه الاجتماعي والإنساني الذي يتفرد به اتحاد الجوجيتسو في الرياضة الإماراتية، وهذا ينسجم مع استراتيجية دولة الإمارات، التي تعطي أهمية كبرى لعمل الخير لعلاج الكثير من الأمراض الاجتماعية والصحية، بفضل توجهات القيادة الرشيدة التي بدأها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان، وسار على نهجه أبناؤه من بعده.

Email