رئيس نادي تراث الإمارات يثمّن دعم وجهود صاحب السمو رئيس الدولة

سلطان بن زايد يتوّج الفائزين بالمهرجان التراثي

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

ثمن سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات، دعم وجهود صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، للنشاطات التراثية والتظاهرات الثقافية المهمة التي تقام على أرض الدولة بوجه عام، والمهرجانات التراثية التي ينظمها نادي تراث الإمارات، بوجه خاص، في إطار استراتيجية الدولة الرامية إلى حفظ وصون الموروث الشعبي، وترسيخ ثوابت الهوية الوطنية في نفوس الأجيال الجديدة.

جاء ذلك في تصريحات صحافية لسموه، عقب تتويجه الفائزين بأشواط اليوم الثاني لسباق الإبل التراثي الأصيل أمس، في منصة التتويج الرئيسة بميدان سباقات الهجن بسويحان، في إطار ختام فعاليات ومنافسات مهرجان سلطان بن زايد التراثي 2016، في نسخته العاشرة.

وأقيم المهرجان على مدار أسبوعين، بمشاركة واسعة من الإمارات ودول مجلس التعاون، وحضور إعلامي وجماهيري وطلابي لافت.

14 يوماً

فعلى مدى 14 يوماً، تحول المهرجان إلى حدث تقليدي كبير يسجل للتاريخ، إذ أصبح جسراً للتواصل الإنساني والثقافي بين ماضي الآباء والأجداد وتراثهم الثري، وحاضر الأبناء ومواكبتهم أدوات العصر، وليس من قبيل المصادفة أن يحقق المهرجان هذه المكانة العالمية، التي جاءته نتيجة تصميم وإرادة القائمين عليه، بأن يكون جسراً يربط الإمارات وشعبها بدول وشعوب العالم، جاذباً الانتباه الإقليمي والعالمي للإبل، ورافعاً مكانتها في الثقافة العربية، إذ استطاع المهرجان أن يفرض نفسه إقليمياً ودولياً، وارتقى ليصبح ظاهرة تراثية ثقافية وسياحية واقتصادية تستحق الإشادة.

ونوه سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان خلال اليوم الختامي، إلى أهمية هذه الاحتفالية التراثية التي تجمع أبناء الدولة والمنطقة، من محبي رياضات الهجن، وما يصاحبها من فعاليات تراثية وثقافية ومجتمعية ورياضية، وعادات وتقاليد أصيلة، تبعث على الفرح، وتجديد لفرص التواصل والتفاعل بين أبناء الوطن الواحد، ومصدر للفخر والاعتزاز، بما تحقق على هذه الأرض الطيبة المعطاء من تلاحم اجتماعي في مجتمع بات نسيجه يشكل صورة مثلى، مشهود لنجاحها وتميزها عربياً ودولياً، وتستحق كل التقدير والإعجاب، كونها تسهم في ترسيخ ثوابت الهوية الوطنية والموروث الشعبي لدى أبناء الدولة.

إشادة

وأشاد سموه بدور نادي تراث الإمارات في الحفاظ على التراث، وتعزيز الهوية الوطنية، مؤكداً أن النادي يقوم بدور فعال لإحياء مختلف الرياضات التراثية والتقاليد الشعبية، وتقديم الدعم والمساندة للشباب لنشر وتطوير الرياضات التراثية بمختلف أنواعها.

وأكد سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، أن إقبال أبناء الإمارات، وخاصة والشباب وصغار السن منهم، على إحياء رياضاتنا التراثية والانخراط في ممارستها، لهو أمر يبشر بالخير، وهو في الوقت نفسه دليل على تمسكهم بتراثهم العريق، وسط أمواج الحداثة، وهم في ذلك يحتذون بوالد الجميع، القائد المؤسس المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومن خلفه المخلص الأمين، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، كما أنه دليل على أن التراث الأصيل سيظل حياً، يعيش في عقولنا وقلوبنا، وهو من عناصر مضينا نحو التقدم في كل المجالات.

استقبال السفراء

وعلى هامش فعاليات المهرجان، استقبل سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، في قصر سموه في مدينة ناهل، أمس، عدداً من السفراء العرب والأجانب المعتمدين لدى الدولة، الذين حضروا إلى مدينة سويحان لزيارة الفعاليات، وتبادل سموه خلال اللقاء مع السفراء، الحديث حول المهرجان ونشاطاته وبرامجه، وأهميته في التعارف بين الثقافات والشعوب لتسهيل التفاهم وترسيخ قيم التسامح والحوار.

تتويج الفرسان

وسط احتفالية شعبية ضخمة، وأداء فرق الفنون الشعبية المحلية، وعلى وقع الأهازيج الشعبية واللوحات التراثية، توج سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، الفائزين بأشواط اليوم الثاني الأخير لسباق الإبل التراثي الأصيل، واستهل تتويج سموه للفائزين بالشوط الأول لمسافة 500 متر باللون الأحمر، لأعمار من 51 إلى 70 عاماً، وانتزع ناموس الشوط علي بن حميد بن علي الرزي الشامسي، ونال جائزة عينية عبارة عن سيارة حديثة وسيف ذهبي.

فيما نال المركز الأول للشوط الثاني باللون الأخضر، سعيد بن ناصر بن محمد الكتبي، وحصل على المركز الأول للشوط الثالث لمسافة 1500 متر، باللون الأبيض، خميس بن علي بن يحيى الملعاي، والأول للشوط الرابع باللون الأسود سالم بن مسلم بين زفنة العامري، والأول للشوط الخامس باللون العنابي لمسافة 1500 متر، علي بن مصبح بن مفلح الكتبي، والأول للشوط السادس باللون الكحلي، سيف بن عويضة بن محمد بن حسن الكربي، والأول للشوط السابع باللون الأزرق، لمسافة 1500 متر لأعمار من 10 إلى 15 عاماً، وحصده زايد بن سعيد بن سيف الخاصوني الكتبي، والأول للشوط الثامن باللون البني، سهيل بن محمد بن سهيل الحميري.

الأحبابي يتصدر شعراء «مكارم الأخلاق»

توج سمو راعي المهرجان الفائزين الخمسة في المسابقة الشعرية، ضمن محور «مكارم الأخلاق»، وحل بالمركز الأول الشاعر الإماراتي محمد بن حمد بن قذله الأحبابي، فيما جاء ثانياً الشاعر الإماراتي سعيد بن طيميشان الكعبي، وثالثاً الشاعر الإماراتي هزاع محمد القحطاني، ورابعاً الشاعر السعودي فهد عبد الله الزعبي، وخامساً الشاعرة الإماراتية مهرة حسن ظافر القحطاني.

وأوضح الدكتور راشد أحمد المزروعي رئيس لجنة المسابقة الشعرية في المهرجان أن لجنة تحكيم المسابقة لهذه الدورة تلقت أكثر من مئة مشاركة من مختلف الدول الخليجية، حيث كانت غالبية المشاركات من دولة الإمارات، ثم من المملكة العربية السعودية، تلتها دولة الكويت، ثم دولة قطر، ثم سلطنة عمان، وذكر المزروعي أن مسابقة هذا العام شهدت ضمن الفائزين الخمسة الأوائل فوز واحدة من النساء الشاعرات الإماراتيات، حيث تعد أول شاعرة تحتل واحداً من المراكز الخمسة الأولى في تاريخ المسابقة، مؤكداً على كفاءة ونزاهة لجنة التحكيم التي عملت بجد لدراسة القصائد المشاركة بدقة وعناية، والتي ضمت الشاعر الكويتي الكبير جزا صالح الحربي رئيساً للجنة، وعضوية كل من الشاعر سيف سالم المنصوري الفائز ببيرق شاعر المليون في الموسم السادس، والشاعر محمد خليفة بن حماد الكعبي الحاصل على المركز الثاني في الدورة الثانية من شاعر المليون. وقد ألقى الشعراء الفائزون بالمسابقة قصائدهم الفائزة أمامه.

عرض مسرحي وحفل غنائي

ضمن برنامج ليالي سويحان في المهرجان، شهد مسرح خيمة السوق الشعبية مساء أمس الأول، حفلاً فنياً، شارك فيه كل من الفنانة الإماراتية بلقيس، والفنان القطري فهد الكبيسي، وتغنى كل من بلقيس والكبيسي بالوطن وتراثه، حيث تفاعل الجمهور مع الأغاني التراثية، وأدوا على وقعها الرقصات الشعبية التي شكلت لوحة تراثية مميزة. كما لبى الفنانان مطالب الجمهور، وصدحا بأغان من أعمالهما، أضفت البهجة والسرور على الحضور في آخر ليالي سويحان التراثية الفنية.

كما شهدت مدينة سويحان، ضمن الفعاليات المصاحبة لمهرجان سلطان بن زايد التراثي 2016، عرضاً مسرحياً جديداً، قدمته فرقة مسرح كلباء الشعبي، بعنوان «أيام الطيبين»، التي تعد من أحدث أعماله، وهي من تأليف عادل سبيت، وإخراج عبد الرحمن الملا، وبطولة كوكبة من الفنانين، منهم فاطمة الحوسني وسعيد بتيجة وجمال السميطي ونسمة مصطفى، ونخبة من الممثلين الشباب. وأعرب الممثلون عن فخرهم واعتزازهم بالمشاركة في مهرجان سلطان بن زايد التراثي، مؤكدين أن الهدف والرسالة من العرض، مشاركة الفن وأهله في حب الوطن، وترسيخ المفاهيم الوطنية التي يسعى المهرجان لها من بوابة التراث.

عرض مسرحي

كما شهد المسرح مساء أمس الأول، عرضاً ثانياً لمسرحية برمولي باب البحر، وتهدف المسرحية إلى توجيه الأطفال للاهتمام بالبيئة والتعريف بأهميتها، وتوعية النشء بضرورة نظافة الشواطئ والأماكن العامة التي تعكس العادات والتقاليد والثقافات، وتدلل على تطور ونهضة البلاد ورقي المجتمع. وتعد المسرحية من أحدث أعمال مسرح بني ياس، وهي من تأليف محمود أبو العباس، وإخراج علاء النعيمي، وبطولة كوكبة من الفنانين، منهم محمد مرشد وسيف الشحي وخميس اليماحي وريما نصر وعمر الغساني ونايف الشاعر ونورا سيف بدر البلوشي.

تكريم الرعاة واللجنة المنظمة

في لفتة كريمة من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات، كرّم سموه الجهات الراعية والداعمة، كما كرّم سموه رئيس اللجنة العليا المنظمة عبد الله فاضل المحيربي، وأعضاء اللجنة: خليفة سلطان العقروبي، خالد سعيد الأنصاري، محمد سعيد المهيري، محمد سعيد الهاملي، عبد الله راشد الحميري، إضافة إلى مقر اللجنة صفي الدين البريري. وقد أثنى سموه على جهود اللجنة من حيث حسن الإعداد والتنظيم، والتنسيق مع الجهات الرسمية والراعية، وتذليل كافة الصعاب أمام المشاركين، ما كان له بالغ الأثر في نجاح الحدث وأداء رسالته كاملة.

السفير الصيني في ضيافة المهرجان

زار تشانغ هوا سفير جمهورية الصين الشعبية لدى دولة الإمارات وأعضاء السفارة وعائلاتهم فعاليات خيمة السوق الشعبية، ونظمت لهم جولة بين أجنحتها، والتوقف عند كثير من محتوياتها، وقال السفير الصيني خلال الجولة: لقد أتيت وبرفقتي جميع أعضاء السفارة وعائلاتهم للتعرف على عادات وتقاليد وتاريخ الإمارات التي نكنُّ لها ولشعبها كل الود والاحترام، وأنا ممن يثمّنون مقولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» في الحفاظ على التراث والاعتزاز به «من ليس له ماضِ ليس له حاضر»، إذ لا بد من أن نبقى متصلين بماضينا وبتاريخنا، معتزين بتراثنا، وأن نظل نذكّر الأبناء بملامح التاريخ القديم وبقيمه ومسيرة الأجيال وعطائهم فيه، حتى لا تنسيهم التطورات الحضارية وعوالم الاتصال الحديثة ومظاهر الرفاهية في الحياة المعاصرة معاناة من كان قبلهم.

Email