رياضة جديدة قادمة من روسيا يمارسها مواطنون

«ماس رسلينغ».. تحدي العضلات وتناغم الأعصاب

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

إنها ليست لعبة غريبة على دولة الإمارات أو تراثنا العربي، بالرغم من أنها أسِّست في الاتحاد السوفييتي سابقاً، وانطلقت من هناك إلى بقية الدول. وفي مدخل تعريفي، يتحدث العقيد حميد الأنصاري، مدير ادارة الشؤون الرياضية في شرطة دبي المشرف علي رياضة الماس رسلينغ موضحاً أصلها بانها أحدث الرياضات البدنية في دولة الإمارات التي باتت لها قاعدة كبيرة وسط الجنسين من مواطني الدولة، وهو الأمر الذي حتم ضرورة تنظيم بطولة مفتوحة، احتضنها نادي ضباط شرطة دبي أخيراً، لأجل اختيار عناصر قوية تمثل منتخباً وطنياً للدولة سيشارك في البطولة العالمية للماس في روسيا أكتوبر المقبل.

لعبة مبسطة

ويضيف العقيد الأنصاري حول نشأت وتطور رياضة الماس رسلينغ في الدولة بقوله: لقد بدأت الفكرة بهواية لعدد من شباب الإمارات ممن يمارسون نشاطات رفع الأثقال، وغيرها من رياضات كمال الأجسام، ثم تطورت إلى نشاط متواصل دعا إلى تكوين مجموعة، ثم تطور الأمر إلى استضافة ختام بطولة العالم في دبي العام الماضي، بمشاركة 27 دولة، ونخبة من نجوم العالم في هذه اللعبة، وكانت هذه البطولة بمنزلة ضربة البداية لانطلاقة قوية

البطولة المفتوحة

وأكد الأنصاري أن تنظيم البطولة المفتوحة للماس رسلينغ أخيراً في نادي ضباط شرطة دبي يجيء في إطار التعريف باللعبة ونشرها وسط المواطنين، إلى جانب اختيار عناصر للمنتخبات الوطنية بغرض التجهيز والإعداد المبكر للاستحقاق العالمي في روسيا في أكتوبر المقبل، إذ شهدت البطولة إقبالاً كثيفاً، أكد أن اللعبة تحظى بقبول وسط المواطنين، وإقبالاً لا بأس به وسط المواطنات، ونتائج البطولة تؤكد تقارب المستويات التي شاركت فيها، وجاءت على النحو التالي: في وزن تحت 60 كغم المراكز الثلاثة احتلها كل من محمد جاسم – عدنان كريم والثالث مكرر حمد حمادي – أحمد جاسم وتحت 70 كغم خالد رجب مركز أول ومحمد علي عبدالله مركز ثانٍ ومركز ثالث مكرر عبدالله محمد وأحمد مهدي

وتحت وزن 80 كغم حمد عثمان – سعيد بن سليمان – عبد العزيز

وفي تحت 90 محمد غلوم – عبدالله العوضي – مانع بن كمال

وفوق وزن 90 علي عبدالله – أحمد سعيد – محمد سالم

فيما جاءت نتائج السيدات علي النحو التالي: تحت وزن 60 فاطمة سعيد المعمري – حسنية محمد – نصرت محمد وفي وزن تحت 70 كغم لطيفة نايع آل علي – فاطمة نايع آل علي – نعيمة جمال

8 أوزان

وقال الأنصاري إن اللعبة تمارَس وفق ضوابط وقوانين الاتحاد الدولي للعبة الذي حدد ثمانية أوزان تنافسية تبدأ بوزن تحت 60 كغم، وتصل إلى وزن 120 كغم مفتوح، لكن الأوزان لا تحدد نتائج اللاعبين، لأنه يمكن لصاحب وزن تحت 70 كغم أن يلاعب وزناً أعلى منه، ويكسبه بسهولة، لأن اللعبة تعتمد على تقنيات وتكتيكات مهارية خاصة في سحب العصا وليس وزن اللاعب.

نشر اللعبة

وقال الأنصاري إنهم يبذلون جهوداً كبيرة لنشر اللعبة واعتمادها رسمياً، إذ تمت مخاطبة الهيئة العامة للشباب والرياضة ومجلس دبي الرياضي، كما تم البدء في تأسيس القاعدة الفنية لتدريب اللاعبين عبر دورة تدريبية، تم في ضوئها صقل مهارات عدد من القيادات الفنية، وهي الآن تشرف على تدريب لاعبي المنتخب، والراغبين في تعلم قواعد هذه اللعبة، منهم عبدالجليل عبدالرزاق، ومحمد فيروز، ومحمد عبدالكريم، وكوادر تحكيم من الجنسين.

اتحاد الشرطة والمدارس

وأبان الأنصاري أن من أهم الأبواب التي سيطرقونها في المستقبل لأجل نشر اللعبة بصورة سريعة وواسعة اتحاد الشرطة الرياضي والمدارس، إذ تعتبر المدارس تربة خصبة للتعريف باللعبة، خصوصاً أنها تُبعد الطلاب عن العنف، وتساعدهم على التنفيس الآمن عن قوة عضلاتهم.

ترحيب دولي

وبدوره، أشاد ديمتري، ممثل الاتحاد الدولي في الإمارات، بالجهود التي تبذلها اللجنة المؤقتة التي شُكلت للإشراف على اللعبة، وتنظيم البطولات، مشيراً إلى مشاركة منتخب الإمارات في عدد من البطولات التي ينظمها ويشرف عليها الاتحاد الدولي، وتحقيق إنجازات، وإحراز ميدالية في تلك المشاركات، وهو أمر يؤكد البداية القوية للإمارات في هذه اللعبة، وأنها في المستقبل القريب سيكون لها شأن خريطتها التنافسية العالمية. وقال إن البطولة المفتوحة التي نظمت لاختيار لاعبي ولاعبات المنتخب الوطني كانت ناجحة، وكشفت أن الدولة موعودة بنجوم لامعة في الماس رسلينغ.

تدريبات جادة

وقال عبدالجليل عبدالرزاق، المنسق العام، وأحد طاقم التدريب في المجموعة، إن اللعبة تعدت مرحلة التعريف الأولي، ووجدت رواجاً بين المواطنين والمواطنات، بفضل التعامل الجاد من كل اللاعبين القدامى الذين شكّلوا نواة للمنتخب، فضلاً عن التحركات المكوكية من العقيد حميد الأنصاري وبقية المجموعة الإدارية، ووجه عبدالجليل دعوة إلى كل الراغبين في الانضمام إلى المنتخب، أن الأبواب مفتوحة لكل متميز لديه رغبة في ممارسة هذه اللعبة.

كلمة السر

والأمر ذاته أكده لاعب المنتخب وصاحب الإنجازات الأخيرة محمد فيروز، أن هذه اللعبة ليست بالصعبة، وإذا أحبها اللاعب واللاعبة حتماً سيكون من المتميزين فيها، إذا أخلص لها وواظب على التدريبات بجدية، خصوصاً من لديهم رغبة في الدخول إلى المنتخب الوطني، فالتدريب الجاد سيكون كلمة السر.

دعوة مفتوحة للسيدات إلى بدء النزال الناعم

وجهت لاعبات المنتخب الوطني والمشاركات في البطولة المفتوحة نداء إلى جميع سيدات الإمارات بالانضمام إلى ركب رياضة الماس رسلينغ في الدولة، باعتبارها رياضة تناسب المرأة، وليست عنيفة كبقية الرياضات ذات الطابع القتالي التي تمارسها العديد من السيدات في الداخل والخارج، خصوصاً الملاكمة، إذ وصفت لعبة الماس بأنها صديقة للمرأة، بل تساعدها على تماسك بنتيها الجسمانية، وتبعدها عن كثير من الأمراض التي يتسبب فيها عدم ممارسة الرياضة، فضلاً عن كونها رياضة تمارَس في الصالات المغلقة، ويتم النزال والمسابقات والمرأة في كامل حشمتها ولا تحتاج إلى حركات عنيفة، والحال نفسها تنطبق على التدريبات، وتكون داخل القاعات، وفي خصوصية كاملة للمرأة، بل يمكن أن تكون داخل البيوت وفي مساحات ضيقة، ما يسهّل أمر ممارستها والتدريب عليها في أي زمان ومكان.

 

تكريم خاص لأم متميزة

قدم العقيد حميد الأنصاري، المشرف المسؤول على رياضة ماس رسلينغ في الدولة، تكريماً خاصاً لأم اللاعبتين حسينة ونصرت محمد، على هامش توزيع جوائز البطولة المفتوحة، وذلك تكريماً لجهودها المخلصة في متابعة ودعم لعبة الماس رسلينغ، وتشجيع بناتها على ممارسة هذه اللعبة، والانتظام في صفوف المنتخب، ووجد التكريم صدى طيباً لدى المكرمة، وقوبل بعاصفة من التصفيق من لاعبة ونجوم المنتخب والحضور، تشجيعاً لها على مواصلة دعمها لهذه الرياضة

 

 

قال الفائزون في الأوزان المختلفة والمرشحون للانضمام للمنتخب الوطني الأول إن ممارستهم لرياضتي كمال الأجسام ورفع الاثقال قربتهم من الماس رسلينغ «المصارعة الذكية».

اختيار

وأكد خالد رجب الفائز بالمركز الأول تحت وزن 70 كجم أنه أحب لعبة الماس، لكنه إذا خير بينها وبين رياضته الأولى رفع الأثقال فسوف يختار رفع الأثقال لأنها حبه الأول، لكن هذا لا يعني أن لعبة الماس رسلينغ ليست ممتعة، لكنه لاعب منتخب رفع الأثقال وله جمهوره ويتطلع لمزيد من الإنجازات في هذا المجال، لكنه لا يمانع من الانضمام لمنتخب الماس رسلينغ، وهو قادر على التوفيق بين المنتخبين لأنهما مكملان لبعضهما البعض.

تخوف

ويقول اللاعب محمد جاسم الفائز بذهبية وزن تحت 60 كجم إنه تفاجأ بروعة الماس رسلينغ وكان يتخوف منها في بداية الأمر، لكنه تعمق فيها فأحبها ويعمل على الاحتراف الكامل لها، وهو سعيد بأنه من المرشحين للانضمام للمنتخب الوطني لهذه اللعبة الوليدة.

أما حمد محمد عثمان الفائز بوزن تحت 80 كجم فوصف الماس بأنها لعبة حماسية وتمنح من يمارسها قوة بدنية وصفاءً ذهنياً وتساعده علي التنفيس الآمن لهذه القوة بعيداً عن العنف والمشاكل والألعاب الخطرة، وتبعده عن التهور في الطرقات، وأكد جاهزيته للمشاركه مع المنتخب الوطني في الاستحقاق المقبل في روسيا، وهو شاكر ثقة الجهازين الإداري والفني للمنتخب والجهود الكبيرة التي بذلوها لأجل تنظيم البطولة المفتوحة للماس رسلينغ.

 

 

Email