كرة الطائرة

لعبة تواجه مطبات هوائية ورياحاً قوية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

كان الظهور الأول للعبة كرة الطائرة، في مدينة هوليوك بولاية ماسوشوستس الأميركية، خلال أواخر القرن التاسع عشر، عندما قام مدير التربية البدنية الأميركي وليام مورغان باتحاد YMCA بتكوين لعبة رياضية جديدة، أطلق عليها اسم «مينتونيت» لتمضية الوقت بشكل مسلٍ، بحيث فضل أن تمارس هذه اللعبة داخل الصالات، وبأي عدد من اللاعبين.

وإلى عام 1900م لم تصنع كرة خاصة بكرة الطائرة، لم تكن هناك قوانين للعبة في تلك الفترة بالشكل الذي نعرفه اليوم، لتصل إلى العالمية عقب تأسس الاتحاد العالمي لكرة الطائرة (FIVB) عام 1947، وأول بطولة عالمية للرجال أقيمت في عام 1949، بينما كانت أول بطولة عالمية للسيدات في عام 1952، أضيفت الكرة الطائرة إلى الألعاب الأولمبية في عام 1964، وكانت منذ ذلك الحين رياضة رئيسة في تلك الدورة.

وتعتبر كرة الطائرة من أكثر الرياضات الشعبية في البرازيل، ومعظم دول أوروبا، وبالأخص إيطاليا وهولندا وصربيا، بالإضافة إلى روسيا وبعض الدول في قارة آسيا، ولكنها تعاني في الإمارات من خصام الجماهير لها في الصالات، حيث توزعت الاتهامات بين تذبذب مستويات الفرق، وتقصير الإعلام، بالإضافة إلى عدم التخطيط السليم للعبة.

وقد تكون النتائج المخيبة للمنتخب الوطني، والأندية المحلية على المستوى الإقليمي والدولي، وراء هذا العزوف الكبير عن مدرجات الطائرة، حيث تحتاج عملية معرفة الأسباب لدراسة أعمق، لإيجاد الحلول الممكنة لإيقاف هذه الظاهرة.

«البيان الرياضي» فتحت ملفات الطائرة، لمعرفة الأسباب الحقيقة وراء عزوف الجماهير عنها.

عوامل وأسباب

أكد يوسف الملا رئيس اتحاد كرة الطائرة، أن هناك عدداً من العوامل والأسباب التي ساهمت في ابتعاد الجماهير عن الألعاب الجماعية بشكل عام، وكرة الطائرة بشكل خاص، أهمها تغير اهتمامات الناس في ظل وجود الأماكن الترفيهية التي أصبحت اليوم تنافس الصالات الرياضية، بالإضافة إلى عدم وجود الوقت الكافي لحضور المباريات، نتيجة انتهاء أوقات العمل في ساعات متأخرة.

وأضاف رئيس اتحاد كرة الطائرة، أن الألعاب غير التقليدية، مثل سكاي دايف، والألعاب البحرية، والخيول، ساهمت في سحب البساط من هذه الألعاب، لما تحتويه من إثارة ومتعة للمشاركين والجمهور على حد سواء.

وأشار يوسف الملا، إلى أن نتائج الألعاب الشهيدة، وخاصة الطائرة، تلعب دوراً كبيراً في الوجود الجماهيري، فكلما كانت النتائج جيدة، زاد الجمهور، ولكن اليوم نرى أن الألعاب الشهيدة تعاني من ضعف الأداء على المستوى المحلي والخارجي، ما أفقدها الإثارة والمنافسة.

ويرى رئيس اتحاد كرة الطائرة، أن شعبية كرة القدم أكلت الأخضر واليابس، نتيجة نتائجها الممتازة في الدوري المحلي، ومشاركات المنتخبات الوطنية الخارجية، ما أدى إلى توجه الجمهور إلى الملعب المستطيل.

وأضاف يوسف الملا، أن كافة الألعاب للأسف الشديد لا تحظى بالاهتمام المطلوب من الإعلام، مشيراً إلى أننا لا نجد سوى صفحتين من أصل 16 تتحدث عن الألعاب الجماعية.

وأكد رئيس اتحاد كرة الطائرة، أن الحل يكمن إعداد دراسة لمعرفة الأسباب الحقيقة لعزوف الجماهير عن الألعاب الشهيدة، من النواحي العلمية والمادية والاجتماعية، ووضع الحلول المناسبة لهذه الظاهرة.

التنظيم الجيد

ومن جهته، قال خالد مراد الأمين العام لاتحاد كرة الطائرة، إن هناك عدداً من الأسباب التي دفعت الجماهير إلى الابتعاد عن صالات كرة الطائرة، أهمها إقامة المباريات في آخر الأسبوع، ما أدى إلى انصراف الجماهير لمتابعة رياضاتهم المفضلة التي تقام في نفس الفترة، وأضاف الأمين العام لاتحاد كرة الطائرة، أن تذبذب المستويات ساهم أيضاً في خلق هذه الإشكالية، مشيراً إلى أنه لو كانت المستويات التي تقدمها الفرق عالية، لرأينا الجماهير تشاهد وتشجع.

وعن الإعلام، قال خالد مراد، إن هناك تقصيراً جزئياً في التغطيات، قد يعود، على حسب رأيه، لارتباط الإعلاميين آخر الأسبوع بعدد كبير من التغطيات الرياضية.

ويرى الأمين العام لاتحاد كرة الطائرة، أن الحل في التنظيم الجيد لأيام المباريات، ومحاولة الأندية رفع مستوى أداء فرقها خلال مشاركاتها.

غياب الدعم

وقال إبراهيم المناعي مدرب منتخب الناشئين، إن لعبة كرة الطائرة كانت لها شعبية كبيرة لدينا في الثمانينيات وبدايات التسعينيات، ولكن اليوم لا توجد الجماهير، نتيجة عدم وجود الدعم الكافي من الاتحاد والأندية للعبة، بالإضافة إلى انعدام الاهتمام الإعلامي بمثل هذه الرياضات.

وأضاف إبراهيم المناعي، أننا اليوم نتخذ من كرة القدم شماعة في عدم جذب الجمهور لرياضة الطائرة، من العلم بأن ليست كافة الجماهير تحب اللعبة الأولى عالمياً، بل هناك فئة تحب أن تتابع الألعاب الجماعية.

وطالب إبراهيم المناعي، الإدارات بالعمل على وضع خطط للسنوات القادمة لدعم اللعبة، والاهتمام بالمراحل السنية، خاصة في الإجازات.

كما دعا إبراهيم المناعي، أعضاء الاتحاد الحاليين والسابقين إلى نسيان الخلافات، وتغليب قوة العقل والمنطق، والعمل على تصحيح الأخطاء، بدلاً من التشهير وتصفية الحسابات، حتى تكون لدينا القاعدة السليمة لبناء كرة الطائرة.

وعن الناشئين، قال إبراهيم المناعي إننا نمتلك لاعبين ممتازين، ولكنهم أيضاً يحتاجون إلى الدعم الكافي حتى يواصلوا مشوراهم في اللعبة.

ألعاب شهيدة

وبدوره، قال عبد الله مطر لاعب نادي العين لكرة الطائرة، إن أعضاء الاتحاد لا يحضرون مباريات كرة الطائرة، كما كان في السابق، فما بالك بالجماهير.

وأضاف عبد الله مطر أن الإعلام أيضاً مقصر في هذا الجانب، خاصة في التغطيات، ووضعه كل ثقله على كرة القدم، مقترحاً إجراء لقاء شهري مع لاعبي منتخبنا الوطني للطائرة، لإبرازهم أمام الجمهور.

وأكد عبد الله مطر أن الأندية ليست مهتمة بالألعاب الأخرى، بل تركز فقط على كرة القدم، التي تعاني هي الأخرى من قلة الجماهير.

وأشار عبد الله مطر، إلى أنه من المعيب أن نرى فريقنا الوطني في المركز الأخير على المستوى الخليجي، ونحن نمتلك الإمكانات الكافية بالنهوض والصعود باللعبة إلى منصات التتويج.

وقال عبد الله مطر، إن الاتحاد المحلي لكرة الطائرة، يجب أن يكون قوياً وقادراً على مواجهة التحديات، عوضاً عن إلقاء اللوم على الهيئة العامة للشباب والرياضة، مضيفاً أن ما يحدث في الوقت الحالي للأسف الشديد، أنه عندما يستبدل الاتحاد لا يكملون مشوار من قبلهم، بل يبدؤون من الصفر.

أساس المشكلة

وقال حامد الروسي الحكم في كرة الطائرة، أن المشكلة تكمن اليوم في عدم اهتمام الأندية بالألعاب الجماعية، وتركيزها التام على كرة القدم .

وأضاف حامد الروسي، أن الإعلام أيضاً لعب دوراً في عدم الترويج لكرة الطائرة بالطريقة اللازمة، التي تجعل الجماهير تتابع هذه الرياضة باستمرار، بالإضافة إلى عدد من العوامل الأخرى التي سهلت عملية إبعاد الناس عن هذه اللعبة.

وأشار حامد الروسي، إلى أن أولياء الأمور ساهموا بطريقة أو بأخرى في التحكم بخيارات أولادهم الرياضية، وتوجيههم إلى كرة القدم، لما فيها من آفاق للشهرة والأموال.

وطالب حامد الروسي، الهيئة العامة للشباب والرياضة، بالتدخل لإصلاح أوضاع الألعاب الجماعية، وتحسين الموازنات المالية المخصصة لهم، بالإضافة إلى الاهتمام بالمراحل السنية.

Email