أقدم مدرب مواطن في اللعبة

عيد عبد العزيز: الدراجات تعيش طفرة نوعية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

عيد عبد العزيز علامة مميزة في مسيرة الدراجات في الإمارات فهو أقدم مدرب مواطن، وله مشوار حافل ومشرف مع النادي الأهلي ومنتخب الدراجات، لاعبا متميزا ومدربا طموحا مماجعله قدوة للجيل القديم من الدراجين الذين مارسوا اللعبة وأخلصوا لها رغم عدم توافر الإمكانيات المتاحة للاعبي الجيل الحالي.

وعيد عبد العزيز رياضي من الطراز الأول تميز بالتزامه بأخلاق وروح الرياضي وعادات وتقاليد المجتمع الصالح، وبرز بشكل لافت كبطل للدراجات في النادي الأهلي قبل إشهار إتحاد الدراجات عام 1974، وباعتباره أول لاعب يرتبط باللعبة ويمارسها ويخلص لها، فقد تم تكليفه بتشكيل أول فريق رسمي للنادي الأهلي في موسم 76-77 للمشاركة في أنشطة إتحاد الدراجات ويكون مدربا ولاعبا في نفس الوقت، ثم واصل جهوده ونجح في تكوين فريقين للشباب والناشئين، وتوجت جهوده بفوز فريق النادي الأهلي تحت قيادته بالدوري والكأس وبطولة الفردي العام على مستوى الدولة والإحتفاظ باللقب لمدة 7 سنوات متتالية.

مساعد مدرب

وبمرور الوقت زاد الإهتمام باللعبة في النادي الأهلي، مما أدى إلى زيادة عدد اللاعبين المتميزين وتتوالى الإنتصارات الأهلاوية حتى عام 1988، التي تولى فيها مجلس إدارة جديد قيادة النادي، حيث قامت الإدارة الجديدة بالإستغناء عن الكابتن عيد عبد العزيز في مفاجأة لم يتوقعها أحد، للمدرب الذي صنع فريق النادي الأهلي وأخلص له في الفترة من 1975 وحتى 1988، وهو ماترك أثرا سيئا لديه وجعله يرفض العودة مجددا بعد طلب الإدارة منه العودة.

ولم يتوقف عيد عبد العزيز بل واصل مسيرته، حيث قام إتحاد الدراجات بتعيينه مساعدا لمدرب المنتخب الوطني عام 1988، للإستفادة من خبراته وقدراته، حيث قام بالمهمة على خير وجه مع المدربين دراجا اليوغسلافي ومجيد حمزة الجزائري وميلا اليوغسلافي ويوري لافروشكين الروسي، وحقق معهم الكثير من الإنجازات واكتشاف العديد من النجوم، من بينهم المرحوم علي درويش صاحب الميدالية البرونزية في البطولة الآسيوية، وعلي إبراهيم ومنصور جمعة وأحمد عتيق ووليد عبيد واكتشاف بدر ويوسف ميرزا وانضمامهما لفريق النادي الأهلي.

وانتهى مشوار عيد عبد العزيز مع المنتخبات الوطنية موسم 96 - 97 تاركا المهمة للجيل الجديد من المدربين ولاسيما الكابتن عبد الله سويدان الذي يواصل مسيرته الناجحة مع المنتخب الوطني حتى الآن.

عيد عبد العزيز أقدم مدرب مواطن في منطقة الخليج لديه آراء إيجابية كثيرة طرحها خلال اللقاء مع « البيان الرياضي »، استمدها من خبرته ومشواره الطويل ومتابعته المتواصلة للعبة حتى بعد اعتزاله التدريب سواء في النادي الأهلي أو المنتخب الوطني، وقد حرصنا على توثيقها تقديرا له وتثمينا لدوره المتميز في مسيرة دراجات الإمارات

طفرة الدراجات

وأكد عيد عبد العزيز على أن الدراجات تشهد طفرة ونقلة نوعية، بفضل إهتمام ودعم ورعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس مجلس دبي الرياضي، وحرصهما على تشييد مضمار وممشى الدراجات بند الشبا ومتابعة نتائج المنتخبات الوطنية وتوفيرالمتطلبات، وتشجيع إقامة البطولات الدولية ولاسيما طواف دبي الدولي، وحرص سمو الشيخ حمدان بن محمد على إقامة بطولة خاصة لجميع الفئات بند الشبا خلال شهر رمضان المبارك. وتناول عيد عبد العزيز مسيرة المنتخبات الوطنية.

وأشاد بالنتائج المتطورة التي تحققها ولاسيما في بطولات التعاون والبطولات العربية، وأشار إلى أن الجهود يجب أن تتضاعف للإرتقاء باللاعبين ورفع مستوياتهم، بما يؤهلهم لتحقيق نتائج إيجابية في البطولات القارية والدولية، ووضع الخطط الكفيلة باستثمار القاعدة المتميزة من اللاعبين الشباب الذين في أمس الحاجة للدعم والرعاية لتطوير مستوياتهم وعلى اتحاد الدراجات النظر في وضع خطط طموحة من أجل هذه الفئة التي تمثل المستقبل المضئ لدراجات الإمارات.

تراجع النتائج

وحول نتائج فرق النادي الأهلي في الموسم المنصرم، أشار عيد إلى أن هناك تراجعا واضحا في النتائج عن المواسم الماضية، وعلى المسؤولين على اللعبة البحث عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى التراجع، وعدم فوز دراجات الأهلي بألقاب البطولات التي كانت في متناولهم في المواسم السابقة، خاصة وأن النادي يملك ذخيرة من اللاعبين المتميزين في مختلف الفئات، والدراجات تلقى كل الإهتمام والدعم من إدارة النادي التي تحرص دائما على أن تكون جميع فرق النادي في المقدمة ومن بينها فرق الدراجات.

وأشاد عيد عبد العزيز بتكوين فريق النادي المحترف، الذي يحمل اسم سكاي دايف دبي للمشاركة في الدوري الآسيوي للمحترفين، والمشاركة ترفع من شأن دراجات النادي الأهلي، لكنها تحتاج إلى النظر في وضعية اللاعبين المواطنين من أبناء النادي وضرورة مشاركتهم الإيجابية في الطوافات والسباقات الآسيوية، وعدم إقتصار المشاركة على اللاعبين المحترفين العرب والأجانب، الذين تم التعاقد معهم حتى تكتمل الإستفادة من تشكيل الفريق، وتحقيق الأهداف المرجوة وفي مقدمتها رفع مستوى اللاعبين ومنحهم الفرصة للإحتكاك واكتساب الخبرة.

مثابرة

كان عيد مدربا مؤهلا لقيادة الفرق وتحقيق أفضل النتائج بفضل حرصه على تطويرمهاراته من خلال الدورات التدريبية، حيث انتظم في عام 80 في دورة للحكام للإلمام بقوانين اللعبة، ثم نال دبلوما في التدريب من الإتحاد العربي للدراجات، وانتظم بعدها في دورات تدريبية في السعودية وتايلاند والعراق وألمانيا، بالإضافة إلى دورة التدريب والتدليك التي عقدت في ميونيخ عام 87.

طواف دبي ينقل دراجة الإمارات إلى العالمية

أكد عيد عبد العزيز أن طواف دبي الدولي نقل دراجات الإمارات وحضارتها ورقيها إلى العالم، ووضع دبي ضمن المدن التي لديها القدرة على تنظيم وإنجاح أكبر وأشهر الطوافات في العالم، والطواف عرف جماهير الإمارات والدول العربية والأجنيبة على نجوم اللعبة في العالم الذين حرصوا على الحضور والمشاركة، وكنت أتمنى أن يكون لدراجات الإمارات التواجد القوي من خلال فريق قوي يضم نخبة من اللاعبين المحترفين يحمل أسم دبي، وينافس بقوة مع الفرق المشاركة، وعموما الطواف حقق نجاحا باهرا فنيا وتنظيميا ونأمل في تواصل النجاح .

وطالب عيد عبد العزيز عودة طواف الإمارات الدولي وسباق نائب رئيس الدولة من جديد، وبمستوى دولي لمنح الفرصة لمنتخب الإمارات وفرق أنديتنا للمشاركة والمنافسة واكتساب الخبرات، التي يفتقدها الكثير من اللاعبين والتي تظهر بوضوح في البطولات القارية والدولية، كما أن عودة هذه السباقات التي تطوف كل إمارات الدولة تضع دراجات الإمارات في مكانة متميزة، وتزيد من الترويج السياحي.

دورات تدريبية

وأعرب عيد عبد العزيز عن أمنياته في قيام إتحاد الدراجات برئاسة أسامه أحمد الشعفار، بتنظيم دورات متعددة ومتدرجة المستوى للكوادر الوطنية، نظرا للحاجة الماسة في الإستفادة من خبرات اللاعبين القدامى والمعتزلين، في تكوين قاعدة متميزة من اللاعبين الموهوبين في الأندية، ليكونوا من روافد المنتخبات الوطنية وليس هناك أفضل من المدرب المواطن في تحقيق هذا الهدف، لأنه يعرف جيدا كيفية التعامل مع أبناء الإمارات وتفكيرهم وعاداتهم.

أمنيات

أعرب الكابتن عيد عن أمنياته في عودة الإلتزام والإنضباط للاعبين، وأن يكون هناك توجيه من المدربين على ضرورة إحترام مواعيد التدريب، كما أتمنى من المدربين الإطلاع على أحدث طرق التدريب وتطبيقها للإرتقاء بمستوى اللاعبين، وأتمنى أيضا عودة السباقات التنشيطية في الجامعات والمدارس مثلما كان يفعل شقيقي الدكتور عمر عبد العزيز الحاي في جامعة الإمارات، وأطالب بأهمية التعاون مع وزارة التربية والتعليم.

وفي النهاية فقد نقل عيد عبد العزيز حبه وعشقه للدراجات وشغفه بها إلى أولاده محمد وناصر، والأخير تفوق بشكل لافت وكان نجما متميزا من نجوم النادي الأهلي والمنتخب الوطني لسنوات طويلة. كما مارس عيد خلال مشواره الرياضي لعبة كمال الأجسام لمدة عامين في النادي الأهلي وتفوق فيها ونال المركز الأول في بطولة أقيمت في دبي.

شكر وتقدير

قدم عيد عبد العزيز الشكر والتقدير لكل من ساهم في تقدم مسيرة الدراجات بالدولة، ولكل مجالس الإدارة التي تولت قيادة دفة إتحاد الدراجات وتطويرمسيرة اللعبة، والشكر الخالص ل « البيان الرياضي » الذي يولي اللعبة وكل الألعاب الكثير من الإهتمام منذ سنوات بعيدة.

Email