شخصية وأسئلة
يعقوب السعدي: أرغموني على الخروج من «المشاهير»
جاء خبر انتقال يعقوب السعدي الإعلامي التلفزيوني إلى أبوظبي الرياضية أشبه بالقنبلة المدوية في الصيف المنقضي حين قرر الانفصال عن دبي الرياضية التي صنعته وصنعها..
فكان خبر الاستقالة أشبه بأخبار انفصال النجوم عن زوجاتهم بعد قصة حب مثيرة راقبها الجميع عن كثب.. وذهب «يعقوب» إلى قصر ملكي آخر ليعيش حياة النجومية من جديد وهذه المرة في قصر العاصمة الرائدة «أبوظبي الرياضية» مع بعض التنازلات القيمة طبعا.. ولأن الصمت حيال هذا التغيير المفاجئ كان فلسفته في بادئ الأمر..
فقد آن لهذا السكوت أن ينجلي ليله ويبدأ صباح البوح عن كل الأسرار وكأنه يريد أن يبرئ نفسه من موجة الاتهامات التي طالته والتي وصف من خلالها بأنه خان وباع عشرة العيش والملح التي أكلها من «سفرة» دبي الرياضية من اجل حفنة من الدراهم قدمها له محمد نجيب مدير قناة ابوظبي الرياضية.. وكل هذه الاتهامات استفزته وأجبرته على أن يخرج كل ما في خاطره..
وفي هذا الحوار لم يوارب أو يتهرب من أي سؤال بل أجاب عنها جميعها والأكثر من ذلك أنه كان ينتظر أسئلة معينة مني ليقوم برمي كل أثقاله التي يحملها نحو أناس معينين في قناته السابقة دبي الرياضية والذي رفض ذكر اسمه حفاظا على صداقتهم التي تحولت إلى سراب كما يقول وبدون أن أكون منحازا لهذا أو ذاك ارتأيت أن انقل كل ما قاله بالحرف لأترك التعليق والحكم للقارئ العزيز.. وإليكم نص الحوار الذي بدأنا معه بسؤاله عن أحواله في أبوظبي الرياضية:
فقال من أهم عوامل العمل الناجح هي الراحة النفسية والعوامل الأخرى تأتي لاحقا..
ولكنك لم تضف جديدا لأبوظبي الرياضية رغم كل عوامل النجاح والراحة النفسية التي تتحدث عنها؟
أنا فعلا لم أقدم جديدا في القناة حتى الآن ولست راضيا عن نفسي ولكن في ستة أشهر لا تستطيع أن تفعل كل شيء.. فالمكان الذي أوجد به حالياً يعتبر جديداً علي ويتطلب مساحة اكبر من الوقت كي أقدم ما لدي.
ذكرت في بداية حديثك عن الراحة النفسية التي تعيشها في ابوظبي الرياضية حالياً.. هل تلمح لشيء معين؟
في آخر سنة لي مع دبي الرياضية لم أكن اشعر بالراحة النفسية وتحدثت عن هذا الموضوع.. فالوضع لم يكن يساعد على تطور العمل وربما يرى غيري ذلك ولكن هذا ما كنت اشعر به.
كنت سابقا مديرا للبرامج وبعدها نائبا لرئيس القناة ولم تتمكن من تغيير الوضع؟
حينما كنت مدير البرامج في فترة كأس الخليج 2007 وضعت خطة العمل كاملة وبشهادة الجميع قدمنا عملاً مميزاً.
تقصد ان ترقيتك لنائب مدير القناة قللت من صلاحياتك؟
لا لم تتقلص صلاحياتي ولكن نشبت بعض الاختلافات وجدّ وضع لم اقبله أنا على نفسي وتدخلات من قبل البعض لم أكن راضيا عليها ونوهت عنها لأكثر من مرة.
هل هناك من حاربك مثلاً؟
نعم حوربت وأرغمت أن ارحل بطريقة أو بأخرى.
تعني ان خروجك من دبي الرياضية كان أشبه بالمكيدة؟
نعم.. هناك شخص عمل لذلك وحاربني وكان يدعي بان يعقوب السعدي أصبح ماديا وهو يعرف أنني غير ذلك ولو كنت أفكر في المادة كنت سأستقيل من دبي الرياضية في السابق وليس الآن فالمادة لم تكمن أولوياتي.
تحمل الكثير من الألم في قلبك؟
حين تكون على علاقة مع شخص وتكن له كل احترام وتقدير وتعتبره أكثر من أخ وفجأة تكتشف انه اكبر أعدائك.. اعتقد أن هذا أسوأ موقف ممكن أن يمر به أي إنسان.
هل تريد أن تنفي اتهامك بأنك خرجت من دبي الرياضية لأسباب مادية؟
نعم اتهموني بذلك وهم يعرفون أسباب خروجي.
هل يؤلمك وضع القناة حالياً أم انك لم تعد تتابعها؟
لا زلت أتابعها.. القناة ساهمت في تأسيسي كإعلامي ولي تاريخ فيها وهذا الشخص حاول القيام بإزالة تاريخي كله.
لا ز الت مستاءً؟
لم اخرج من دبي الرياضية بسهوله.. وكان قرارا مؤلما وأنا واثق من نفسي والناس عليها ان تعرف أسباب رحيلي.
ولكنك انتقلت إلى ابوظبي الرياضية بعقد عمل خرافي في قيمته المادية؟
لا هذا الكلام غير صحيح.. انتقلت لوضع أفضل ليس ماديا فقط بل معنويا ومهنيا وكان في دبي الرياضية شخص يعرف قدراتي ويؤمن بها
تريد ان تلمح إلى أن الوضع من بعد احمد الشيخ تغير؟
نعم تماما.. الوضع من بعد احمد الشيخ تدهور.
واحمد الشيخ لم يطلب منك البقاء؟
هذا الرجل اعتز بصداقتي معه.. وأفضاله كثيرة علي واعتبره أخي الكبير وعلاقتي معه اكبر من العمل.. والقناة جزء منه ولكن بحكم مشاغله وارتباطاته تحولت القناة لأياد ليست قادرا على أن تديرها.
ولكنه - أي احمد الشيخ - فضلهم عليك بدليل قرار الموافقة على استقالتك؟
لا لم يكن تفضيلا ولكن قرار الخروج والانسحاب كان نابعا مني وليس من أي احد.
انسحابك.. يعني هروبك؟
لا.. ليس هروباً لكنني وصلت لمرحلة يأس ونبهت على ذلك أكثر من مرة وشعرت انه جاءت لحظه الرحيل وأكثر شخص من تمسك بي حتى آخر لحظه هو احمد الشيخ واعتذرت له لانه يستحق الاعتذار.
اعتذرت له على ماذا؟
على أني لا استطيع العمل في القناة.
شعرت ببعض التعب النفسي حين قدمت استقالتك رسمياً؟
أكيد لأنها عشر سنوات من العمل وتجربة ثرية وبلورت شخصيتي وفيها الكثير من السبق الإعلامي وافتخر بما قدمته.
لنكن واضحين أكثر من الذي تخلى عن الثاني أنت أم دبي الرياضية؟
هناك شخص أرغمني على الخروج وبطريقه ذكية جدا وفيها الكثير من الخبث.
ربما لأنه شعر أنك بدأت تتمرد على الوضع العام في القناة وتحاول أن تسيطر على كل شيء؟
لم أتمرد على احد ولم تكن لي طموحات إدارية وأتحدى أي شخص يقول باني فرضت رأيا ضد مصلحة العمل.. واختلافي مع هذا الشخص أنه كان يتبع آراء أناس آخرين لا دخل لهم بسياسة العمل.
تقصد أنهم تمكنوا من التأثير عليه؟
نعم ويتدخلون في أمور كثيرة.
لازلت مصرا على ألا تذكر اسم هذا الشخص الذي تتحدث عنه؟
لن اذكره لأنه كان في يوم من الأيام صديقي وكنت أحبه وأحترمه.
والآن؟
لا
تكرهه؟
نعم أكرهه!
تعلنها بصراحة؟
نعم ولا أتمنى له الخير.
ولدبي الرياضية؟
لا دبي الرياضية كيان مختلف.
لنفترض لو أن هذا الشخص ترك عمله في دبي الرياضية هل ستعود لها مجددا؟
لكل حادث حديث.. ولكن باستمرار هذا الشخص سيتدهور وضع القناة.
هل نعتبر كلامك هذا تقييما للقناة بشكل عام؟
لن أقيمها بل المشاهد هو من يقيمها.
ذهابك إلى أبوظبي الرياضية يعني تقابل قطبين كبار هما أنت ومحمد نجيب.. البعض توقع أن يصطدم هذان القطبان ببعض نظرا لمكانتهم وشعبيتهم الكبيرة.
علاقتي بمحمد نجيب أشبه بعلاقة أخ لم تلده أمك ولي مواقف كثيرة معه.. ومن الجائز أن نختلف في العمل.
ربما أنت تقول ذلك لان علاقتك بقناة ابوظبي الرياضية أشبه بأيام شهر العسل والتي غالبا ما تكون جميلة؟
لا فهو اكبر من ذلك.. واهم شيء أن يكون مديرك واثقا بقدراتك وحين كان احمد الشيخ موجودا أعطاني كل الصلاحيات ولم آخذله في أي مناسبة وفي أي تغطية وكنت على مستوى هذه الثقة وأنا موجود الآن على هذا المبدأ.. ولكن حين يكون مسؤولك لا يفهم ذلك فهذه مصيبة.
لازلت تلمح على نفس الشخص؟
أنا أتحدث بشكل عام.
خرجت بدروس من هذا الموقف؟
أول مرة اكره شخصا في حياتي.
أضرك هذا الشخص كثيراً؟
نعم على المستوى المهني والمعنوي وأتعبني نفسياً.
لنكن واضحين أكثر.. هذا الشخص انتصر عليك في النهاية؟
لا لم يهزمني ولا اعتبرها هزيمة.
ليست هزيمة وهو فعل ما كان يريده؟
انظر حين يكون احد يعمل بطريقة خبيثة فانا لا استطيع مواجهته بنفس الطريقة ولم أتعود على هذا الأسلوب
تأثيرك لا زال موجودا في دبي الرياضية.
تقصد برنامج دورينا.. البرنامج من أفكاري أنا وحتى الاسم أنا من اخترته.
ولكن غيرك من يقدمه الآن؟
لا يستطيع أي أحد أن يقدم برنامج دورينا بالطريقة التي كنت أقدمها أنا.. ولن ينجح البرنامج بدوني لأنه تابع لي حتى لو قدمه أكبر الفطاحل الإعلامية
هل فعلا كنت قد ضمنت عملك في أبوظبي الرياضية ولهذا قدمت استقالتك من الرياضية وأنت مطمئن القلب؟
لم تكن لدي مشكلة حتى لو جلست في البيت وأريد أن أكرر أن خروجي من دبي الرياضية لم يكن برغبتي وفرض علي الخروج بطريقة أو بأخرى.
يقولون انك تلقيت لوما كثيراً جراء خروجك من دبي الرياضية؟
نعم ولكنهم لا يعرفون الظروف وأنا لا استطيع أن أقول كل شيء حفاظا على عشرتي الطويلة مع بعض الشخصيات الموجودة في القناة.
هناك شخصية كبيرة ذات صفة اعتبارية هي من كانت خلف ذهابك إلى ابوظبي الرياضية.. هل هذا صحيح؟
لا هذا غير صحيح.. ولم يؤثر علي أحد
كنت على وشك ان توقع للجزيرة الرياضية؟
كانت هناك فكرة لذلك ولم تكن صحيحة وذهابي إلى أبوظبي الرياضية هو الخيار الأمثل بالنسبة لي.
حتى بوجود محمد نجيب؟
حين يكون هناك أكثر من شخص قوي في القناة فإنه يقويها والمستفيد من هذه الميزة هي القناة.. أفضل من تكون في مكان تلعب به لوحدك.
تقصد انك حين كنت في دبي الرياضية تلعب لوحدك؟
لا اقصد شيء بل أتحدث بشكل عام.
ولكنك كنت تلعب في دبي الرياضية لوحدك
ربما
رغم الخلافات كان هناك تحالف غريب بينكم وبين دبي الرياضية في كأس الخليج الماضية؟
ليس هناك بيني وبين دبي الرياضية شيء واغلب الموظفين أصدقائي ماعدا شخص واحد وتحدثت عنه.
شخص ام شخصان؟
لا شخص واحد وإذا كنت تقصد شخصا آخر فهو نكرة لا يستحق أن يذكر.
هناك إثارة مبالغ فيها في برنامج خط الستة؟
الإثارة الموجودة على مستوى الأحداث..
هل خسرتك دبي الرياضية؟
قالوا أنهم لم يخسروني وصرحوا بذلك وقال مدير القناة في الصحف بانه سيخلق يعقوب سعدي آخر.. ففي الإعلام لا تستطيع ان تضحك على الناس دائما فمن الممكن أن تصبح بطلا ولكن ستنكشف في النهاية.
وعد
أعد المشاهدين بتوهج جديد لي في أبوظبي الرياضية وبالعديد من المفاجآت في الفترة المقبلة.
وهناك آفاق كثيرة في ابوظبي الرياضية وخطط مدروسة نقوم بتنفيذها والقناة تمشي بطريقة تصاعدية
نملك عدد من المذيعين في القناة يستحقوا أن يكونوا الأفضل في الدولة وخاصة فارس عوض الذي أعتبره ظاهرة.. في حد ذاتها.
وما املكه من صلاحيات في القناة أكثر من صلاحياتي السابقة في أي مكان آخر وسنقدم أنفسنا بقوة في الموسم القادم.
دبي ـ عمران محمد
