منوعات رمضانية

رمضان اليوم فقد روحانية أمس

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد فضيلة الشيخ رحمة علي رحمة الشويهي المفتش الشرعي بمكتب الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف على أهمية إحياء دور المسجد من خلال الندوات والمحاضرات وتفعيل دوره في حل قضايا الأسرة والمجتمع مؤكداً غياب هذا الدور في الوقت الراهن، مطالباً بضرورة عدم إغلاق أبواب المساجد بعد الانتهاء من العبادة موضحاً بأن المسجد في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام كان ملتقى للفكر والحوار وحل قضايا المجتمع.

وقال الشويهي في حوار مع «البيان»: نأمل أن يعود دور المسجد إلى عهده السابق لاسيما بأن الأمة بحاجة إلى الرشاد والتمسك بالدين الإسلامي الحنيف في ظل العولمة وصراع الثقافات.ودعا الشويهي القائمين على أمر الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في بذل جهود أكبر لنشر الدعوة الإسلامية وسط الجاليات الغير مسلمة المقيمة في الدولة من خلال فتح مراكز للدعوة والإرشاد والنصح مؤكداً بان هذا الأمر له أجر عظيم عند الله سبحانه وتعالى.

وطالب الشويهي المسلمين باستقبال شهر رمضان الكريم بالطاعة والرحمة على الفقراء والتقرب لله بالذكر والعمل التطوعي في خدمة المسلمين. وفيما يلي نص الحوار:

ـ حدثنا عن الطفولة والنشأة ومراحل التعليم؟

ـ من مواليد 1967 في عجمان وبداية المراحل الدراسية مع الكتاتيب وكان ذلك آخر أيام الكتاتيب في الدولة حيث حفظت قصار السور القرآنية وتعلمت الأحرف العربية ومبادئ الحساب وبعدها دخلت روضة الزهراء وتلي ذلك دخولي إلى مدرسة ابن الهيثم ثم مدرسة الراشدية الثانوية وأخيراً جامعة الإمارات درست في كل الشريعة والقانون وبعد ذلك التحقت بالعمل بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف وإلى هذا اليوم على مدار خمس عشر عاماً.

روحانية أكثر

ـ كيف ترى رمضان اليوم ورمضان الأمس؟

ـ عاصرنا المرحلة الأخيرة للجيل السابق وكان في ذلك الوقت ليالي رمضان أكثر روحانية وأحاسيس ومشاعر وتجد الناس منقطعة للعبادة والتقرب إلى الله خاصة أيام الجمعة لا يجد الإنسان مصحفا للتلاوة إذا تأخر في الحضور لأداء صلاة الجمعة أما اليوم تجد الخطيب على المنبر والناس تبدأ تهم بالذهاب إلى المسجد، كما أن الآباء كانوا يحرصون بأخذ الصغار والكبار معهم لأداء الصلاة وللأسف رمضان اليوم مجرد صيام وفقد روحانية الأمس وتواصل الناس.

إنزال القرآن

ـ حدثنا عن فضائل الشهر الكريم؟

ـ فضائل شهر رمضان لا تخفي على أحد والله سبحانه وتعالي ميز بين البشر وكذلك بين الشهور فشهر رمضان شهر معظم حيث جعل المولى مع بداية الشهر يتغير الكون ومع مغيب آخر شمس في شعبان يحس المؤمنون بأن هذه الليلة مختلفة ليست كسائر الأيام، كما في رمضان تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وفيه نزل القرآن الكريم من السماء إلى اللوح المحفوظ في السموات.

وشهر رمضان شهر كريم ضيف عزيز على المسلمين الاحتفال به بالعبادة والتقرب إلى الله وليس بالأطعمة وبعض الناس يهم ويخاف من الصرف خلال الشهر الفضيل ونحن نقول أن هذا الشهر قد يكون السبب في عتق الإنسان من النار ودخوله الجنة وهذا أمر ومبتغي يسعى إليه كل إنسان.

الصيام والقيام

ـ ما هي أفضل الأعمال التي تقرب المسلم خلال الشهر المبارك؟

ـ الأعمال كثيرة ولكن خير الأعمال هي الصيام والقيام ونجد أن قيام الليل من أفضل الأعمال وقراءة القرآن الكريم ويجب على المسلم عدم إرهاق نفسه في العبادة وعليه أن يتروض في العبادة. كما أن أفضل الأعمال المساعدة في إطعام الفقراء والإنفاق عليهم وعلى المسلم أن يقدم ما يستطيع من عمل خير وإحسان يضاعف له الأجر.

تبليغ الرسالة

ـ كيف مضيت 15 عاماً في مجال الدعوة والإرشاد بالأوقاف؟

ـ على كل مسلم يجب أن يكون داعية خير ويبلغ حتى ولو بكلمة لإرسال الرسالة الإسلامية ومعاني الدين الإسلامي الحنيف وما بالك من كانت هذه وظيفته وحكم وظيفتي كنت واعظاً وسافرت وشاركت في ندوات ومحاضرات لنشر القيم والمعاني الإسلامية السمحة.

أماكن اختلاف

ـ البعض يرى غياب دور المسجد اليوم في الإسهام في حل قضايا المجتمع؟

ـ المسجد في الأصل جعل لتجمع الناس ليلتقي الفقير مع الغني ومن أجل حل مشاكل الناس وللأسف تغير دور المسجد وأصبحت دور العبادة أماكن للاختلاف وأصبح من يختلف مع إمام مسجد يترك الصلاة في هذا المسجد ونجد أن المسجد في عهد الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام كان مركز إشعاع ومكانا للتوجيه والإرشاد والقيادة الاجتماعية.

وكانت تأتي المرأة وتشتكي وليس مجرد لأداء الصلاة والان تغلق أبواب المساجد وإذا تأخر أحد المصلين يطرد!! وهذا خلاف مبتغى الشرع لا بد من إعادة دور المسجد ولا يصلح حال هذه الأمة إلا بإعادة دور المسجد واعتباره المنبع الأساسي في كافة القضايا التي تهم الأمة الإسلامية.

دور مفقود

ـ ما هي جهود الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في نشر الدعوة وسط الجاليات غير المسلمة في الدولة؟

ـ دور مفقود للأسف غير موجود وهنالك خطب نعم بلغات متعددة ولكن هذه الخطب في المساجد .

ومن يأتي بالتأكيد مسلماً لذا يجب فتح مراكز للدعوة والإرشاد وان ينتشر الدعاة في الأسواق ووسط التجمعات العمالية والإسلام دين فطرة والإنسان بطبعه مفطور ويجب القيام بهذا الدور لأن الدولة بها جنسيات عديدة غير مسلمة والناس الذين قدموا إلى هذه البلد فيهم الكثير من السماحة وأمل أن يفعل هذا الدور.

مضاعفة الأسعار

ـ بعض التجار ينتظر حلول شهر رمضان لمضاعفة الأسعار وجني الأرباح؟

ـ يجب أن يسعى كل المسلمين إلى مضاعفة حسناتهم وليس مضاعفة الأسعار من قبل التجار والرسول عليه الصلاة والسلام كان أجود الناس وقبل أن يسأل يعطي وكان في رمضان أجود ما يكون وعلى المسلم إذا فتح الله عليه أن يساعد الفقراء وليس يضاعف عليهم الأسعار وعلى التجار أن يتقوا الله ويرحموا الفقراء.

طاعة المولي

ـ ما هي أسباب ازدياد المشاكل الأسرية في المجتمع؟

ـ هي غياب الوازع الديني وكذلك غياب دور المسجد كما ذكرت والإنسان إذا بنى حياته مُنذ البداية على طاعة المولي العزيز الجليل وفق في حياته وأن يكون رب الأسرة قدوة حسنة وأن يعرف الزوجين الحقوق والواجبات في تربية الأبناء ونجد الآن الكثير من حالات الطلاق لأسباب واهية وضياع الأبناء لذلك يجب الرجوع للشرع الحنيف في كل الأمور لإصلاح حال الأسرة والمجتمع.

لا إفراط ولا تفريط

ـ هنالك من يرى أن الرفاهية والدلال سببان لضياع الأبناء؟

ـ هي من الأسباب ولكن ليست الرئيسية يجب أن يكون الدلال وفق ضوابط وليس بإفراط وكذلك ليس يجب تربية الأبناء على الشدة والقسوة الإسلام دين وسط لا إفراط ولا تفريط الدلال له وقت والشدة لها وقت وعلى المسلم أن يعرف أسلوب التربية الصحيح لصلاح الأبناء.

حوار: أسامة احمد

Email