علوم القرآن

بيت العنكبوت

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تعتبر العناكب من أقدم المخلوقات على الأرض وقد قال علماء الأحياء ان العناكب عاشت على سطح الكرة الأرضية منذ ملايين السنين وإنها كانت تعيش في بداية حياتها على الماء أو داخل الماء ولكن لصغر حجمها وعدم قدرتها على كسب غذائها من الحيوانات البحرية اضطرت للخروج إلى اليابسة لتعيش عليها

حيث نسبة الحشرات الصغيرة التي يمكن للعنكبوت ان تتغذى عليها على اليابسة أكثر بكثير منها في الماء علماً ان جزءاً من عائلة العناكب لا تزال تعيش على سطح الماء أو قريبة من سطح الماء اما الغالبية الكبيرة من العناكب فهي تعيش على الأشجار حيث تبني بيتها بين الأغصان أو على أسطح المنازل أو داخل المنازل حيث تتعمد ان يكون بيتها في منطقة الزوايا داخل المنزل وذلك لنأخذ أكبر قدر من المساحة التي يمكن ان تغطيها في اثناء عملها لبيتها.

بيت العنكبوت

ضرب الله مثلاً لما يعبده الكافرون من أصنام ببيت العنكبوت فكما ان بيت العنكبوت واهناً لا يسمن ولا يغني من جوع فكذلك عبادة الكفار لغير الله سبحانه وتعالى، فرغم ان أصناف العناكب تزيد على 000,40 صنف إلا ان بيوتها كلها واهية وضعيفة ولا تدوم إلا لمدة ساعات، ففي مقال نشرته مجلة شوم سكيمَكم أشارت المجلة إلى ان الحكومة الاسترالية خسرت عشرات الملايين من الدولارات عندما حاولت ان تستثمر خيوط العنكبوت التي تبني بها بيتها في انتاج نوع من المنسوجات الحريرية حيث تبين ان هذه الخيوط مهما أضيف إليها من مواد كيميائية فإنها تبقى ضعيفة ولا يمكن الاستفادة منها بعكس الخيوط المستخرجة من دودة القز،

ولقد كان القرآن الكريم قد ذكر ان خيوط العنكبوت التي تصنع منها بيتها ضعيفة في قول الحق سبحانه وتعالى ( مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون ) فهذه الحقيقة العلمية التي ذكرها القرآن الكريم قبل أكثر من (14) قرناً اكتشفها علماء الأحياء قريباً،

ولم تكن استراليا هي الدولة الوحيدة التي حاولت الاستفادة من خيوط العنكبوت بل الصين أيضاً حاولت عدة مرات ان تنسج نوعاً من القماش من هذه الخيوط إلا ان محاولاتها فشلت، ففي تقرير نشرته مجلة ويَف شُلف؟ قالت المجلة إن الخبراء الصينيين تمكنوا من تحقيق نتائج علمية مذهلة على دودة القز التي يستخرجون منها الحرير الطبيعي حيث تمكن العلماء في جامعة بكين من التدخل في الجينات الخاصة بدودة القز بحيث أضافوا ألواناً على جينات هذه الدودة فأصبح هناك دودة قز حمراء وأخرى صفراء وأخرى زرقاء وأخرى حمراء.

وهكذا ونتيجة لذلك أصبحت دودة القز هذه تنتج خيوطاً من الحرير وفقاً لألوانها أي أصبح الحرير الذي تنتجه دودة القز ملوناً طبيعياً وهذا ما جعل له قيمة عالية في الأسواق العالمية وأضافت المجلة ان المحاولات نفسها أجريت على العنكبوت وعلى خيوطها إلا ان النتائج كانت مخيبة للآمال حيث ثبت من خلال الاختبارات العلمية ان خيوط العنكبوت تتمزق من نسمة هواء بسيطة وان مئات المليارات من تلك الخيوط لا تستطيع ان تكون نسيجاً متكاملاً مساحته 8سم2 ولهذا تقول المجلة تم استبعاد خيوط العنكبوت عن المجالات البحثية بعد أكثر من اثني عشر عاماً من الدراسة والتفصيل.

لماذا بيت العنكبوت واهناً

من المعروف ان بيت العنكبوت يتكون من شبكة هندسية جميلة من الخيوط اللامعة البيضاء (فضية اللون) وهذا الخيط الذي نراه هو في حقيقة الأمر مكون من عدد من الخيوط الدقيقة تصل إلى أربعة وهذه الخيوط الأربعة يخرج كل واحد منها من قناة خاصة من مؤخرة العنكبوت تتشابك معا لتكون خيطاً واحداً، وتقوم العنكبوت ببناء بيتها على أغصان الأشجار أو على الأغصان القريبة من سطح الماء أو على زوايا البيوت وتبدأ العنكبوت بنسج بيتها من هذه الخيوط وعند بناء البيت تبدأ العنكبوت بالسير إلى طريق باتجاه واحد ولا تعود إلى هذا الاتجاه مرة ثانية

وذلك لسبب بسيط وهو ان العنكبوت عندما تفرز الخيوط التي تبني منها بيتها تفرز على هذه الخيوط مادة صمغية وذلك للإمساك بالحشرات فلو ان العنكبوت رجعت من نفس الطريق الذي مشته وهي تبني بيتها فستلتصق بنسيجها وتصبح غير قادرة على مغادرة الشبكة وتقع ضحية لنفسها ولهذا فإنها عندما تبني بيتها تسير باتجاه عقارب الساعة حتى يكتمل البناء وعندما يكتمل البناء ويصبح جاهزاً لصيد الحشرات تكون العنكبوت في وسط البيت في مساحة تتركها هي لنفسها دون ان تنسجها أو تضع عليها صمغاً

وذلك كي تتحرك فيها بسهولة وعندما تقع ذبابة أو فراشة أو نحلة أو أي حشرة في النسيج يهتز النسيج فتعرف العنكبوت ان هناك فريسة قد وقعت فتقوم بسحبها إلى المنطقة غير المبنية حيث يتعذر عليها سمها ثم تلتهمها ولقد وصف هذا البيت بالبيت الواهن الضعيف رغم دقة هندسته وحسن إبداعه لأنه أولاً ضعيف من حيث البنية حيث يتمزق من المطر أو الريح أو لو أمسك به إنسان بيده والسبب الثاني ان هذا البيت يعتمد على الصمغ الذي تضعه العنكبوت على خيوط ليصبح فخاً للحشرات لكن هذا الصمغ لا يستمر في العمل إلا نحو ساعة حيث يجف إما بسبب الرياح أو الشمس وبعدها لا يعود قادرا على الإمساك بالحشرات فيصبح لا قيمة له ولا فائدة منه فتضطر العنكبوت إلى تركه وبناء بيت آخر وهكذا.

من المعروف ان جميع المخلوقات تعيش في مملكة متحدة يدافع فيها الفرد عن الكل والكل عن الفرد وهذا يتجلى واضحا في مملكة النحل وجميع الحيوانات والحشرات إلا العنكبوت فهي تختلف عن ذلك حيث ان بيتها من الناحية الاجتماعية ضعيف وليس فيه حياة فالعنكبوت بعدما يتم تلقيحها من الذكر يكون الذكر في حالة ضعف لذا تقوم العنكبوت بالتهامه فور تلقيحها قبل ان تعطيه الفرصة لمغادرة المكان ولهذا أطلق علماء الأحياء على العنكبوت اسم الأرملة السوداء،

أما بالنسبة إلى صغارها فهي تضع صغارها على ظهرها وعندما تجوع تقوم بالتهام بعض هذه الصغار وهذا يدل على ان بيت العنكبوت من الناحية الاجتماعية هو بيت ضعيف وواهن إضافة إلى ذلك فإن العنكبوت لاتتورع في أكل عنكبوت آخر من نوعها سواء وجدته ميتا أو حيا في حين ان العشرات الأخرى خاصة النحل والنمل لا تأكل أياً من بنات جنسها فإذا صدف وان ماتت نحلة في الخلية فإن النحل يحاول إخراجها من الخلية وان تعذر عليه ذلك لسبب ما فإن النحلات الشغالات تقوم بوضع مادة شمعية على النحلة الميتة وتغلفها بهذه المادة حتى لا تتعفن وتفسد هواء الخلية

في حين ان العنكبوت يتعقب العنكبوت الآخر ويوقعه في الشرك ثم يقوم بامتصاص الماء الذي في داخله وبعد ذلك يأكله فهذا دليل آخر على أن البيت الاجتماعي للعنكبوت بيت واهن وواهٍ ولا يعتمد عليه، هذا وقد لاحظ العلماء الذين يتتبعون بالدراسة والبحث حياة المخلوقات الصغيرة ومنها العناكب ان معظم هذه المخلوقات عندما تريد ان تتكاثر فإنها تبني بيتها لهذه الغاية الا العنكبوت فإنها تبني بيتها لاصطياد الفرائس فقط، ولهذا فإن ببيوت المخلوقات الأخرى تكون قوية

فإما ان تكون مصنوعة من أوراق واغصان الاشجار أو أنها تكون داخل ثقب في ساق شجرة أو داخل ثمرة أو تكون بيتا في الأرض مثل بيت الدبابير والنحل والنمل أو مصنوعا من التراب المضغوط بمواد لزجة كتلك الخلايا التي يبنيها النحل فوق أسطح المنازل أو في الجبال وكذلك تفعل الزنابير «الدبابير» والنحل الأسود وغيرها أما العنكبوت فلم يشأ ان يطور بيته ولن يطوره حتى يكون قوياً لأن الله سبحانه وتعالى وصف هذا البيت بالضعف لذا فإنه سيبقى ضعيفاً إلى الأبد لقوله تعالى «وان أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون» صدق الله العظيم، ويقول سبحانه وتعالى «وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون».

ترجمة واعداد ـ أحمد سلطان:

Email