دعوة للتأمل

دلائل قدرة الله

ت + ت - الحجم الطبيعي

خلق الله الخالق العظيم البحار والمحيطات لتكون المتنفس لجميع الخلائق على اليابسة وجاء هذا الخلق من الخبير العليم بمقدار و بنسبة ذات حسابات دقيقة حيث تقدر المسطحات المائية بنسبة 71% بينما اليابسة 29% .

وهذه النسبة وضعها الخبير العليم بكل دقة فتلطيف درجة حرارة اليابسة يأتي من نسيم البحر نهاراً وإلا لو عكست النسبة لكانت ذات حرارة شديدة لا يمكن للإنسان أن يعيش فيها ولقد سخر الله العليم الخبير البحار وبما أشارت إليه الآية 14 في سورة النحل «وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون».

صدق الله العظيم

وقد جاء أمر التسخير للبحار من الله العلي الكريم حتى تستقيم حياة أهل كوكب الأرض ونتأمل هذه الآيات التي في البحار والمحيطات حيث الآية الأولى هي الحصول على اللحم الطري وهي امن غذائي للعالم وخصوصاً بعد جنون البقر والحمى القلاعية، وبالتالي فإن الحيوانات البرية لا مكان لها في غذاء الإنسان لأنها قاتلة ولم يبق أمامه إلا اللحم الطري الذي يحصل عليه من البحار والمحيطات فيجب علينا أن نشكر الله الشكور.

ثم تأتي الآية الثانية وهي الحصول على الحشائش التي تدخل في الكثير من الأدوية لعلاج الكثير من الأمراض التي تصيب الإنسان فيجب علينا حمد الله الحميد، ثم تأتي الآية الثالثة وهي الحصول على اللؤلؤ والمرجان لاستخدامهما في الزينة.

وهي تعتبر من أغلى أنواع الزينة ولا يمكن تصنيعها، فهل فكرنا في كرم الله الكريم، ثم تأتي الآية الرابعة في الحصول على خام البترول من البحار والمحيطات، وهذا البترول هو عصب الحياة في هذه الأيام إذ إن جميع أنواع النقل من سيارات إلى سفن إلى طائرات تعتمد في تحركها على خام البترول ومشتقاته وإذا نفد البترول في العالم فالكارثة أمر واقع، فهل فكرنا في نفع الله النافع لنا في جميع ما يسره من خلقه في هذه البحار والمحيطات .

والآية الخامسة هي الحصول على الطاقة الكهربائية من حركتي المد والجزر التي تحدث للبحار والمحيطات بفعل حركتي القمر والشمس في عظمة الله العظيم فيما خلق، ثم تأتي الآية السادسة آية نقل التجارة العالمية من خلال الإبحار في هذه البحار والمحيطات، فقد أعلنت المنظمة البحرية أن 80% من التجارة العالمية يتم نقلها عن طريق الرحلات البحرية لسهولة النقل ورخص التكاليف فهل فكرنا في علم الله العليم فقد خلق كل الآيات السالفة الذكر لسعادة الإنسان الذي كرمه الله الكريم بكل الخلق المحيطة به.

وتأتي الآية الكبرى في أن مياه البحار والمحيطات هي الاحتياطي الاستراتيجي للمياه العذبة بوضع المكثفات المائية على شواطئ البحرية للمدن الساحلية، إن الآيات كثيرة ولكن لننتبه إلى الآية 70 من سورة الإسراء.

«ولقد كرمنا بني ادم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير من خلقنا تفضيلا» صدق الله العظيم.

كل شيء خلقه الله العظيم له قوانين تحكمه فعلى سبيل الذكر، الإنسان حينما خلقه الله تعالى وضع له قوانين وعلى رأس هذه القوانين القرآن الذي هو كتاب الله العظيم والمتعبد بتلاوته، فهو كتاب هداية واهتداء وهدية من الله الهادي إلى البشر ولقد حفظه الله من عبث البشر وبما جاء في الآية 9 من سورة الحجر «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون» صدق الله العظيم، وبديهياً خلق الله العليم الخبير البحار والمحيطات قبل خلق البشر فوضع لها قانونا فيما بينها - قانون البرزخ.

- وهو القانون الأول الذي يحكم العلاقة المائية بين كل ماءين متجاورين، حيث بين ماء النهر العذب وماء البحر المالح خط فاصل من ماء متوسط بحيث لا يمكن لمياه البحر أن تطغى على مياه الأنهار، وهو ما أشارت إليه الآية 53 من سورة الفرقان « وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا» صدق الله العظيم.

وقد اكتشف حديثا فقط أي من حوالي خمسين سنة فقط هذا البرزخ القائم بين الماءين العذب والمالح، فهل فكر كفار اليوم من أين جاءت هذه الآية الكريمة والتي ذكرت منذ 1400 سنة في كتاب الله الكريم، بل إن البرزخ قائم بين البحرين أي بين بحر مالح وآخر مجاور له مالح أيضاً، ولقد جاءت البعثة العلمية في دراسة بين البحر الأحمر واتصاله ببحر العرب مع المحيط الهندي، فوجدوا انه يوجد فاصل دقيق بين كل منها.

وقالوا إن هذه الفواصل جاءت من اختلاف كثافة بحر، ولكنهم لم يقولوا انه العليم الخبير الذي خلق هذه الفواصل، ولكنهم لا يعلمون أن الله المهيمن على جميع الخلائق قد أشار إلى ذلك في كتابه الكريم في سورة الرحمن 19 و20 «مرج البحرين يلتقيان* بينهما برزخ لا يبغيان» صدق الله العظيم.

إنها آيات بينات في البحار والمحيطات لمن يريد أن يؤمن بالله ورسله وكتبه، وإلا فإنه سيكون من الخاسرين في الدنيا والآخرة، لقد جاء تسخير الله تعالى للبحار والمحيطات لأهل كوكب الأرض فهي لا تجف ولا تنقص وذلك من زمن قدره 4500 مليون سنة وهو العمر التقريبي لكوكب الأرض، فهل فكر الإنسان كيف يحدث ذلك، وكذلك سخر لنا الشمس التي تعطينا الحرارة والضوء دون فقد منها وهي في طاعة الله باستمرار العطاء.

وكذلك القمر مسخر فهو مواقيت للشهور والأيام بأوجه القمر المختلفة وبما لا تقدر عليها الشمس التي لا تعطي إلا يوما فقط، لقد سخر الله العلي القدير ما في السموات والأرض جميعا لسعادة وهناء الإنسان وبما جاء في الآية 20 من سورة لقمان «الم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة» صدق الله العظيم.

إذا غضب الله علينا:

إن البحار جندي من جنود الله الأشداء، وهذه البحار تأتمر بأمر الله وحده، وبالتالي هي في طاعة الله وحده، فإذا أصدر إليها الأمر برفع التسخير فتصبح في غير طاعة الإنسان وتنتظر البحار أمر الله بأصغر كلمة علمية وهي «كن» فيكون ما أراد الله تعالى، وعند غضب الله تعالى فسيحق العذاب لأهل كوكب الأرض.

وبذلك تقوم البحار بابتلاع جميع السفن المبحرة في هذه البحار ثم تغطي البحار على جميع المدن الساحلية فتغرقها وتغرق أهلها إنه غضب البحار وبما جاءها من غضب الله. لقد أقسم الله تعالى بالبحر المسجور كما جاء في الآية 6 سورة الطور «والبحر المسجور» صدق الله العظيم.

ولقد أفاد علماء التفسير بالمسجور أي المشتعل نارا، وهنا لا يدرك الجاهل كيف تعيش النار في البحار، والأمر واضح أمام أعين الجميع بالبراكين البحرية التي تغلي بالنيران وبين الحين والآخر تفيض على البحار وتلقي بالحمم المشتعلة هذا هو الأمر الأول، أما الأمر الثاني فقد أقام الإنسان المنصات البحرية وهي قابلة للاشتعال في أي لحظة يكون فيها أمر الله «بكن» فيكون هذا عن البحر المسجور.

أما عن انفجار البحار وهي علامة كبرى من علامات الساعة وهو ما أشارت إليه الآية 3 من سورة الانفطار «وإذا البحار فجرت» صدق الله العظيم.

إذ أنه بين الحين والآخر تحدث ثورة لمياه البحار فترتفع بقوة وعنف وتبتلع عند هذا الحادث مئات السفن السابحة في منطقة البحار الهائجة، حيث تصبح حالة البحر باسم إعصار الزعزعان ويرتفع فيها الموج لما يزيد على 100 قدم فتتحطم السفن بهذا الإعصار المدمر ويقع البحر في حالة الزعزعان تحت تأثير ثلاثة عوامل.

حيث العامل الأول هو هجوم رياح الإعصار على البحر فيقلبه ليأتي بقاع البحر إلى أعلى. أما العامل الثاني فهو حالة المد والجزر التي تحرك مياه البحار إلى أعلى في حالة المد ثم إلى أسفل في حالة الجزر.

قاسم لاشين

*

Email