معاني أسماء الإمارات السبع

معاني أسماء الإمارات السبع

ت + ت - الحجم الطبيعي

أم القيوين:

لهذا الاسم تفسير حديث هو أنها تعني أم القوة أو القوتين، وربما كان هذا الاسم أقدم قد غابت أصوله، لأن ما نجده من معان يمكن ان تساعدنا على معرفته، تشي ان الاسم مغرق في القدم وان لم يصلنا عنه شيء في كتب البلدان والمواضع، ولعل اللافت للنظر ان اللفظ ينطق في اللهجة «إِمْ قِيوِين» دون تعريف، ولعل ذلك مرده إلى أن «إم» ليست بمعنى ذات ولكنها ربما كانت اداة التعريف الحميرية المعروفة.

كما في الحديث الشريف ليس من امبر امصيام في امسفر أي «ليس من البر الصيام في السفر»، أي ربما كان المعنى للاسم «القوين».. وفي اللغة القَوْنةُ: القطعة من الحديد أو الصُّفر يُرقَع بها الاناء... قَوْن وقُوَيْن: موضعان.

وهذا قد يساعدنا على تفسير الاسم افضل وان لم يردنا ما يؤكد ذلك، فأداة التعريف «ام» قد نجد لها نظائر في أسماء تدل على انها ربما كانت مستعملة قديما مثل نطق اسم نبات «الرمرام» في بعض لهجات المنطقة الشرقية.

فيقال «اِمْرمرام»، ومثل ذلك لهجة منقرضة كانت تستعمل في قرية «الحاير» شمال غرب دبا حيث كان بعض كبار السن يبدأون جملة «السلام عليكم» بقولهم «انسلام عليكم» وهذا، وربما كانت النون هنا مبدلة من الميم، وهذا على كثير من الأسماء في تلك اللهجة، لكنها قاربت على الاختفاء حاليا بل ربما اندثرت، اما ما ذكرناه عن «امرمرام» قربما نجد له نظائر أخرى لم تصلنا في لهجات الإمارات.

اما كلمة «قيوين» فهي لا شك تعود للجذر «قون» الذي انطلق من معاني الحديد بطريقة أو بأخرى، وهنا نجد امامنا ثلاثة اسماء للمواضع نابعة من هذا الجذر، وهي «القَون والقُوَيْن» و«القِيوِين»، والاسم الثاني تصغير من الاسم الأول اما الاسم الثالث فلم يرد ان «فِيعيل» من أبنية التصغير.

وله نظائر في أسماء مستعملة بندرة لدى العامة مثل «حِيميد»، كذلك ليس هو تحريف عن «القوين» والا فإن نطقه باللهجة الدارجة «لِقْوين»، كذلك قد يكون هناك رأي انه ابدال من «الجَوْن» وهو الابيض من اللون، ويوصف به القصر الأبيض المعمول من الجص، وله نظائر في ابدال الجيم قافا في لهجة الظهوريين وبعض الشحوح.

حيث يقولون «فلْق» بدلا من «ثلج». ولعل ما اجده مناسبا ان الاسم ربما كان من «القوين» فاشبعوا القاف المكسورة فصارت الاشباع ياء فقالوا «ام قيوين»، ولعل معنى القوة من ذلك موجود لعلاقة هذا الجذر بالحديد حين «القين» في اللغة يعني الحداد، ومنه سمك «القين» كذلك الذي له اسنان قوة يلامس بها الصخور دون ان تنكسر.

الفجيرة

علم على حاضرة مدن الساحل الشرقي لدولة الإمارات، لم يرد لها ذكر في القديم إلا في كتاب معجم البلدان لياقوت الحموي الذي قال(الفُجَيرة: بضم أوله، تصغير فَجْرة، للواحد من الفجور، اسم موضع ولم يذكر مكان هذا الموضع، واشتقاق هذا الاسم من الفجور ربما كان بعيدا عن الحقيقة، فلم يرد ان هذا الاسم مثلا كان دالا على ذلك في القديم سواء قبل الإسلام او بعده، كذلك لم يرد ذكر لهذا الموضع اثناء حروب الردة في عمان رغم قربه من دبا، كذلك لم يرد له ذكر في كتاب الانساب للعوتبي الصحاري الذي ذكر موضعين قريبين منه هما مدحاء والقريّة، إلا اننا في كل الأحوال نستبعد اشتقاق الاسم من الفجور.

ونرجح ان الاشتقاق ربما كان من تفجر الماء او السيل، وفي اللغة) الفَجْر: تفجيرك الماء، والمَفْجَر: الموضع الذي ينفجر منه،... والمَفْجَرة والفُجْرة: مُنفجَر الماء من الحوض وغيره،... وفَجرَة الوادي: مُتسعُه الذي ينفجر إليه الماء»... ولعل هذا التفسير هو الصواب باعتبار المنطقة ذات وديان عديدة يكثر تدفقها في الشتاء، وتنطق هذه اللفظة في اللهجة الدارجة «لِفْيِيرة».

am_obaid@hotmail.com

Email